تقوم اللغة على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، والإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ليكون بعيدا عن اللبس والتناقض وهو غاية كل لغة من لغات العالم ،كما هو الحال في تحكم الضابطين: المعنوي واللفظي في علامة المنزلة والمكانة للمنادى ، فالعرب يرفعون العلم المفرد والنكرة المقصودة لأنهما "معرفتان قصيران" ، أما لماذا الرفع للمعرفة ؟ فلأنها أعلى منزلة من النكرة ، والرفع لغة يعني :العلو والارتفاع والمكانة والمنزلة ،قال تعالى"ورفعناه مكانا عليا" وقال تعالى"ورفعنا لك ذكرك" وقال تعالى"ورفع أبويه على العرش" وأما عن رفع القصير فلأن الضمة ثقيلة واختارها العرب مع القصير ،من أجل الخفة . أما نصب المنادى فيكون للطويل أو النكرة ،كالمضاف والشبيه بالمضاف والنكرة غير المقصودة ، أما لماذا كان النصب للنكرة ؟ فلأن النكرة أقل مكانة ومنزلة من المعرفة ، نقول: فلان نكرة ،أي أنه قليل الشأن غير معروف وليس له علم أوعز أو جاه أو سلطان ،ويعيش على هامش الحياة ،كما أن النصب علامة الفضلة ، والفضلة في النحو :ما يمكن أن تقوم الجملة بدونه ، والنصب كذلك علامة الذم ، يقول الفراء عن نصب كلمة "حمالةَ " في قوله تعالى "وامرأته حمالةَ الحطب" هو ذم لها ، إما لأنها مفعول به لفعل محذوف تقديره أذم ،أو لأن النصب علامة الفضلة ، كما أن المنصوب يتأخر عن المرفوع في ترتيب الجملة العربية الأصلي ،أما لماذا كان النصب للطويل فلأن الفتحة أخف من الضمة،فاختاروها للطويل من أجل الخفة كذلك . وبهذا يتضح أن اللغة تقوم على الاحتياج المعنوي والأهمية المعنوية ، وأن الإنسان يتحدث بمستويات متعددة وبلغات متعددة تحت رعاية الاحتياج المعنوي غالبا واللفظي نادرا مع علامات أمن اللبس ، وأن الإنسان يتحدث بحسب الأهمية المعنوية في الأصل وفي العدول عن الأصل ،وأن منزلة المعنى هي الضابط والمعيار في تمايز التراكيب ، وباختصار: الإنسان يتحدث تحت رعاية الأهمية المعنوية وعلامات أمن اللبس،ويكفي المتكلم أن يقول كلاما مفهوما بعيدا عن اللبس والتناقض .دور الضابطين :المعنوي واللفظي في إعراب المنادى