تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: التجديد العقدي عند د. حسن حنفي!! (1-2) [عبدالله السعوي]

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    18

    افتراضي التجديد العقدي عند د. حسن حنفي!! (1-2) [عبدالله السعوي]

    التجديد العقدي عند د. حسن حنفي!! (1-2)
    عبدالله بن محمد السعوي


    التجديد سنة إسلامية لازمة لضمان حيوية الشريعة، واطراد ديناميكيتها، واستمرار صلاحيتها عبر الزمان والمكان، ولكن هذا التجديد يجب أن يجري من خلال التمييز بين الثابت والمتغير، فثمة حدود بين ما يجب أن يبقى وبين ما يمكن.

    أن يتغير وثمة عناصر ثابتة كالعقائد والأخلاق والعبادات والشعائر والأحكام القطعية فهذه لا يجوز المساس بها تحت أي ظرف كان بل هي مساحة مغلقة لا معنى للتطوير فيها وهناك ما يقبل التغيير مثل آليات البحث والتقاليد والعادات التي لازمت بعض الأمور الدينية ذات غفلة ما فهذه وأمثالها يسوغ امتداد الفعل التغييري إليها من أجل الارتقاء بها وتجاوز ما فيها من سلبيات، أيضا لا بد أن يحتوي المجدد على أهلية عالية في فهم الحقائق الدينية، وأن يكون لديه براعة كافية في رد المسائل إلى أصولها، وإحاطة متعمقة بالأدلة الشرعية، مع مهارة كثيفة في استنطاق النصوص، وإسقاطها على الواقع، والإلمام بالمتغيرات، واستيعاب المستجدات، وأن يتميز بألمعية بحثية، وتفرد في معاينة الظواهر.

    هذه الضوابط الاجتهادية ليس لها أدنى اعتبار لدى ثلة من الكتاب، يأتي من أبرزهم الدكتور حسن حنفي، فهو يقدم ذاته عبر كثير من كتبه التي من أبرزها كتابان هما (من العقيدة إلى الثورة) و(التراث والتجديد) بوصفه مفكرا ذا توجه إسلامي، مسكون بهم الأنا الجمعية، وبوصفه فقيها من علماء الأمة! يجدد لها دينها، ويعمل على صياغة رقيها عبر مقاربة التراث، والاشتغال على مفرداته، وتفسيره طبقا لحاجات العصر، وهو في كتابه (من العقيدة إلى الثورة) يفصح عن كل ما يختلج في ذهنه من مفاهيم وأطروحات يسارية، وهو لا يعلن وبصراحة متناهية أنه شيوعي ماركسي حيث يقول (أنا ماركسي شاب وهم ماركسيون شيوخ) انظر (الإسلام والحداثة)، فالعقيدة التي بطبيعتها تتمحور حول الذات الإلهية وشخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم هي بمنظور حنفي تراث يجب القفز عليه، وهو في هذا الكتاب كما يؤكد (علي حرب): (يثور على العقيدة بالتحرر من مقدماتها الإيمانية، وأسسها الثابتة، من أجل إعادة البناء والتأسيس. ولا نبالغ إذا قلنا إنه يقوم بنقد المقدمات والأصول، وزعزعة أكثر البديهيات القارة في العقل العربي الإسلامي) انظر (نقد النص) ص30

    التأمل الاطلاعي في أطروحات الدكتور حسن حنفي يوقفنا على مغالطات معرفية حادة، مغالية في مناهضتها للعقيدة، وموغلة في مناهضتها للممكن العقلي، حيث إنه يقود حركة تمرد ضد إملاءات الفقه الأكبر، ومصادمة عنيفة لمقتضياته العقدية، ويتعذر في مقالة محدودة كهذه، الإحاطة بكافة السقطات المعرفية التي يتشكل منها المنطق الداخلي، والبنية العامة لهذا الطرح المربك للوعي الإنساني، ولكن يكتفى بذكر بعض الملاحظات التي تمدنا بانطباع عام عن التوجه الأيديولوجي لهذا الطرح.

    يذهب الدكتور حسن حنفي في كتابه (التراث والتجديد) ص54 إلى إبداع تعريف حديث للإلحاد لم يكن باستطاعة غيره العثور على مثل هذا التعريف!، فهو يرى أن الإلحاد (هو المعنى الأصلي للإيمان لا المعنى المضاد، والإيمان هو المعنى الذي توارده العرف حتى أصبح بعيدا للغاية عن المعنى الأصلي إن لم يكن فقداً له؛ لأن الإيمان تغطية وتعمية عن شيء آخر مخالف لمضمون الإيمان، والالحاد هو كشف القناع وفضح النفاق) وفي ص67 يقول: (الالحاد هو التجديد، وهو المعنى الأصلي للإيمان)، إن غياب النص الشرعي كمصدر أساس لإثراء الفكر عن وعي حسن حنفي، ولد لديه تشوها في الخطاب، وإرباكا في الآلية، وتزييفا في المفاهيم، أفضى به إلى الاعتقاد بأن واقعنا المعاصر يفرض علينا تجاوز كون الأولوية لحكم الله بل يجب تنحية الله (تعالى الله وتقدس) جانبا والتفرد بزمام السيطرة! حيث يقول في كتابه (التراث والتجديد): (لقد ساد الاختيار الأشعري أكثر من عشرة قرون وقد تكون هذه السيادة أحد معوقات العصر لأنها تعطي الأولوية لله في الفعل وفي العلم وفي الحكم وفي التقييم في حين أن وجداننا المعاصر يعاني من ضياع أخذ زمام المبادرة منه باسم الله مرة وباسم السلطان مرة أخرى).

    إذاً حنفي ينطلق من منطلق الرافض لسلطان السماء وسلطان الأرض فهو ثائر وكذلك اليسار معارض ثائر، بل يرى أن لفظ الجلالة (الله) وألفاظ مثل (الرسول، الدين، الجنة، النار): (لم تعد قادرة على التعبير عن مضامينها المتجددة طبقا لمتطلبات العصر نظراً لطول مصاحبتها للمعاني التقليدية الشائعة التى تريد التخلص منها) انظر (التراث والتجديد) ص110 إذاً لفظ الجلالة لفظ أجوف لا يعبر عن حقيقة، ولا ينطوي على مدلول في نظره! ولذا فلا بد من التخلص منه ورفض الإله جملة وتفصيلا! ويقرر هذه الفكرة مرة أخرى حيث يؤكد على أن لفظ الجلالة (الله): تعبير أدبي أكثر منه وصفا لواقع، وتعبير إنشائي أكثر منه وصفا خيريا، وما زالت الإنسانية كلها تحاول البحث عن معنى للفظ الله) انظر (التراث والتجديد) ص114 لاحظ هنا عزيزي القارئ أسلوب الإسقاط حيث يعمم حنفي تجربة جزئية محدودة، ويسقطها على الواقع الإنساني العام، بمنهج يتنافى مع أبرز اشتراطات الموضوعية، ويتناقض مع مقتضيات البحث العلمي، وضوابط الطرح الأكاديمي الذي ينتمي إلى سلوكه!

    علوم الوحي ليس لها حيز في ذهن حسن حنفي، فهو لا يمتلك بصيرة محدودة فضلا عن أن تكون بصيرة مفصلة بأدبياتها ومفرداتها وطبيعة تركيبتها العامة، إن وعيه لها وعي بدائي، يدرك ذلك من لديه أدنى معرفة بالعلوم الشرعية، رغم أن حنفي قد أخذ على عاتقه مهمة التفصيل والتنظير في هذا المجال، الأمر الذي غر بعض بسطاء المثقفين فاعتقدوا أنه فقيه عملاق يمثل التوجه الإسلامي المستنير! هذا الوعي البسيط لطبيعة الشريعة، هي التي جعلت حنفي يذهب إلى أن العلمانية هي أساس الوحي حيث يقول في (التراث والتجديد): (العلمانية إذاً أساس الوحي فالوحي علماني في جوهره، والدينية طارئة عليه من صنع التاريخ) إذا الدين طارئ والعلمانية هي الأصل!
    أيضا يتطاول حسن حنفي وباندفاع متهور على الذات الإلهية ويصف أسماء الله الحسنى المهيمن، والمتكبر، والجبار بأنها أسماء تدل على الدكتاتورية للذات الإلهية، وأنه يجب حذف تلك الأسماء.
    الشهادتان في نظر حنفي ليس لهما مدلول حقيقي وليسا (إعلانا لفظيا عن الألوهية والنبوة بل الشهادة النظرية والشهادة العملية على قضايا العصر وحوادث التاريخ) انظر (من العقيدة إلى الثورة) 1-17 حنفي يؤكد على أنه وضعي، ويتقاطع مع الوضعية كمذهب فلسفي له موقف مناهض لكل الأشياء الماورائية، والخارجة عن نطاق المحسوس.

    يقول حنفي: (إن كل ما يخرج عن نطاق الحس والمادة والتحليل، أضعه بين قوسين) انظر (الإسلام والحداثة) ص219 ويقول أيضا: (إن المرء لكي يكون مسلما لا يحتاج إلى الإيمان بالجن والملائكة فالإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل) انظر (قضايا معاصرة في فكرنا المعاصر) ص93، ويقول في الكتاب ذاته ص91: (يمكن للمسلم المعاصر أن ينكر كل الجانب الغيبي في الدين، ويكون مسلما حقا في سلوكه) ويقول مشككا بالبعث: (إن أمور المعاد في نهاية الأمر ما هي إلا عالم بالتمني عندما يعجز الإنسان عن عيشه بالفعل في عالم يحكمه القانون ويسوده العدل لذلك تظهر باستمرار في فترات الاضطهاد وفي لحظات العجز وحين يسود الظلم ويعم القهر كتعويض عن عالم مثالي يأخذ فيه الإنسان حقه... أمور المعاد في أحسن الأحوال تصوير فني يقوم به الخيال تعويضا عن حرمان في الخبز أو الحرية في القوت أو الكرامة) انظر (من العقيدة إلى الثورة) 4-600
    ويقول أيضا: (إن الجنة والنار هما النعيم والعذاب في هذه الدنيا وليس في عالم آخر يحشر فيه الإنسان بعد الموت، الدنيا هي الأرض والعالم الآخر هو الأرض، الجنة ما يصيب الإنسان من خير في الدنيا والنار ما يصيب الإنسان من شر فيها) انظر (من العقيدة إلى الثورة) 4-601
    ويقول في (التراث والتجديد) ص103: (الفاظ الجن والملائكة والشياطين بل والخلق والبعث والقيامة ألفاظ تتجاوز الحس والمشاهدة ولا يمكن استعمالها لأنها لا تشير إلى واقع ولا يقبلها كل الناس).

    حنفي وفي جنوح عقدي مأزوم، يكشف عن تصدعات الأنا المتورمة، بفعل تلبسها بالخرافة، يذهب إلى أن الله ليس إلا صورة تخيلها الإنسان وصنعها واعتبرها النموذج الإنساني المثالي الذي يجب أن يصار إليه حيث يقول في كتابه (التراث والتجديد) ص126: (فمع أن علماء أصول الدين يتحدثون عن الله ذاته وصفاته وأفعاله فإنهم في الحقيقة يتحدثون عن الإنسان الكامل، فكل ما وصفوه على أنه الله إن هو إلا إنسان مكبر إلى أقصى حدوده) وهذا الكلام المتناهي الخطورة ليس إلا إنكارا لوجود الخالق جل في علاه!

    حسن حنفي يجترح موبق التطاول المقيت على الله حيث يقول: (فالله عند الجائع هو الرغيف وعند المستعبد هو الحرية وعند المظلوم هو العدل وعند المحروم عاطفيا هو الحب، وعند المكبوت هو الإشباع) انظر (التراث والتجديد) ص13حنفي لا يعي قداسة الوحي، وإن وعاه فهو لا يتعامل بموجبه، ولا يقيم وزنا للمفردات التبجيلية في الشريعة، ولذا فهو يتباكى على هذا التسابق إلى الحج، ويسخر بهذه الأمواج البشرية التي تتقاطر من كل حدب وصوب، وتزدحم لأداء شعيرة لا تعدو أن تكون في نظره أحد بقايا الجاهلية! أما التضرع إلى الله، والتوجه إليه بالدعاء، فهو ليس إلا لونا من النفاق والتملق والوهن الذي يجب الترفع عنه والتجافي عن مباشرته! وهو - في نظره - يعادل تملق السلاطين ومحاولة كسب ودهم يقول في (من العقيدة إلى الثورة): (وأحيانا تختلط المقدمات الإيمانية التقليدية بين الحمد والثناء عليه (أي الله) وبين الدعوة للسلطة والتزلف إليها... فلا فرق بين الثناء على الله والثناء على السلطان كلاهما يصدران عن بناء نفسي واحد.. فالثناء على الله تدعيم للثناء على السلطان والثناء على السلطان نابع من الثناء على الله وكلاهما قضاء على الذاتية، ذاتية الأفراد وذاتية الشعوب).


    الشريعة الإسلامية ينعتها حنفي بالإيمان السلفي، ويرى أنها عبارة عن أخطبوط ضخم يجب تقليص مداه وتحجيم فاعليته وتحسير قدرته على التمدد يقول: (ونحن منذ فجر النهضة العربية الحديثة وحتى الآن، نحاول أن نخرج من الإيمان السلفي، إلا أنهم أطول باعا في التاريخ منا وأكثر رسوخا ووراءهم تراث حضاري ضخم ونحن الأقلية، كيف نستطيع أن نحجم هذا الأخطبوط الكبير) انظر (الإسلام والحداثة) ص218 .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    964

    افتراضي رد: التجديد العقدي عند د. حسن حنفي!! (1-2) [عبدالله السعوي]

    بوركت ..

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2007
    المشاركات
    151

    افتراضي رد: التجديد العقدي عند د. حسن حنفي!! (1-2) [عبدالله السعوي]

    أرى - إن سمحتم لي - عدم نشر كلام الملاحدة أمثال " حسن حنفي " هذا و أشباهه , و لو في إطار الرد عليهم . فقراءة مثل هذا الكلام يقسي القلب و يؤذي المؤمن ...

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    1,125

    افتراضي رد: التجديد العقدي عند د. حسن حنفي!! (1-2) [عبدالله السعوي]

    بل يجب عرض أقوال القوم بكل دقة وأمانة ليدرك المسلمون حقيقتهم
    المضحك أنهم يعتقدون أن المسلمين لا يزالون منذ 1400 سنة يجهلون أساسيات دينهم، وينتظرون الفرج من هذا الرويبضة!!
    وما أكثر أمثاله!!

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    759

    افتراضي رد: التجديد العقدي عند د. حسن حنفي!! (1-2) [عبدالله السعوي]

    أرى - إن سمحتم لي - عدم نشر كلام الملاحدة أمثال " حسن حنفي " هذا و أشباهه , و لو في إطار الرد عليهم . فقراءة مثل هذا الكلام يقسي القلب و يؤذي المؤمن ...
    اخي الكريم بن عبد الكريم ان مايقتل القلب ولايقسيها فقط ان تترك هذا الفكر يستشري حتي يدخل العظام ويشكل الدماء
    ويغير العقول ويمسخ الارواح
    ويااخي الكريم لقد تشكلت الافلام والمسلسلات والروايات وكثير من المناهج من فكر هؤلاء او في طريق تحقيقه
    والمؤسف ان بعض هذه الافلام تعرض في القنوات الغربية -الان-لبيات انحراف اهل الاسلام-بتصوير اهل الاسلام انفسهم كما يظنون اي كما يظن اهل الغرب - بحسب طبعا تصوير اتباع حسن حنفي لاهل الاسلام في افلام التخريب العالمي!
    يكفي ان جابر عصفور جلس علي عرش الهيئة العامة للكتاب فنشر الخراب وزرع السراب وغرس للعلمانية غرسا واقعيا ممتدا وفكريا محتدا
    ان ماتشربه الامهات والبنات والشباب بل والشيوخ والكهول من البان هؤلاء يوميا بحسب درجة التركيز في المادة اللبنية المحلاة بطعوم الغفلة والوان البهجة المضلة يفوق ماتتصور وتتخيل من اضرار عرض فكرتهم او الرد عليهم
    وهذا نموذج دلاله علي ماقدمت من مقال عرض اليوم

    إنه عمرو بن العاص يا عكاشة
    د. سعد بن عبدالعزيز الراشد


    يبدو أننا دخلنا مرحلة الانفلات الإعلامي، سلوكاً وأدباً وفكراً وأخلاقاً. قنوات تبث غثاء وغوغائية، وإذاعات تردح بسقط الكلام، ومجلات جميلة المنظر فاسدة المخبر. حاولنا قبل سنوات معدودة،

    منع كل شيء جديد في البث الفضائي، وفي قبول تقنيات التواصل العصرية، أملا في المحافظة على المبادئ والأخلاق والقيم، وفجأة فتحت الأبواب على مصاريعها فانبجست منها ينابيع الفساد والإفساد، والحقد والكراهية على أخلاقيات ومبادئ الدين والثقافة الأصيلة. وللأسف أننا لم ننتبه أو فلنقل، بملء الفم، أهملنا في وضع إطار وآلية موزونة للتعامل مع مستجدات العصر بعقلانية وحكمة، ولم نهيئ المجتمع للتغيرات المتوقعة، وذهبت اجتهادات مسؤولي الإعلام في عالمنا العربي والإسلامي أدراج الرياح، فلم تعد التلفزيونات الحكومية قادرة على ملء الفراغ، خلافاً أنها لا تستطيع المنافسة مع القنوات الفضائية التي تدار بأموال سعودية وعربية أو يمولها وسطاء، وجهات منها المعروف ومنها المجهول. ولا أعتقد أن أحدا من العقلاء ينكر أهمية الإعلام في توصيل المنتج الفكري عبر بوابة عالم المسرح، والسينما، ومن خلال برامج الحوارات الفكرية والمؤتمرات والندوات المتخصصة، ولا أعتقد أن أحدا من العقلاء ينكر أهمية الدور الطليعي لشباب الأمة، ولا أحد من العقلاء ينكر أهمية الدور الذي تؤديه المرأة العربية لتشارك الرجل مسؤولية خدمة المجتمع والأمة، ولكن مع الأسف ضاعت الطاسة، وأصبح من كنا نعتقد أنهم أصحاب فكر وتنوير، يأخذون من الموروث العلمي والثقافي والتاريخي العريق، ما يساعدهم للرفع من مكانة العرب والمسلمين في الماضي والحاضر، ولكن للأسف نجدهم على النقيض، فقد أصبحوا وسيلة هدم، هدفهم البحث عن المجد والشهرة على حساب الدين والإرث الحضاري لأمتنا، فبلغ بهم حد الإسفاف في التطاول على رموز الإسلام وبناة حضارة العرب والمسلمين.

    فهذا أسامة أنور عكاشة، يقدح عامدا متعمدا في الصحابي الجليل عمرو بن العاص فاتح مصر وواليها من عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وحتى وفاته على أرض مصر في عهد الخليفة معاوية بن أبي سفيان. بالله كيف يجرؤ هذا الذي يزعم أنه كاتب ومفكر أن يصف (عمرو بن العاص) أنه (أحقر شخصية في الإسلام) وأنه (أفاق)!!

    يا عكاشة لست أنت الملوم ولكن اللوم يقع على من منحك مساحة للبروز عبر القنوات الفضائية لتنفث هذا الهراء على الملأ ولا تجد من يردعك معتقدا أن مبدأ حرية الرأي سيحميك، واللوم يقع على المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، في دول الخليج على وجه التحديد، التي تتنافس على شراء المسلسلات التي تتضمن إساءة وتشويها لتراث العرب والمسلمين والحط من الرموز التاريخية. وللأسف هناك من أمثال (عكاشة) من تطاول كذلك على أبناء وطننا (السعوديين) بوصفهم أنهم (عنصريون متنطعون يقتاتون على الثقة الصحراوية) كما أنه ويا للأسف تطل علينا القنوات الفضائية بوجوه رجالية ونسائية، جعلوا من أنفسهم حماة للمرأة العربية المسلمة، تحت مسمى الحرية والحقوق، ومنهم من جعل من دول الخليج منبع تصدير الفكر الوهابي. فقد وصفوا من عاش وعمل في دول الخليج، أنهم عادوا إلى بلدانهم وخاصة إخوتنا المصريين، وهم يحملون الفكر الوهابي المتطرف، والنساء يرتدين الحجاب. من المؤسف حقا أن تكون الحشمة والستر، لنساء المسلمين يعد منقصة وتطرف عند أولئك المحللين المتفلسفين، بينما التخلي عن القيم بالنسبة للمرأة العربية المسلمة فلا يحرك عندهم ساكناً.

    إذا كان بعض من يعتقدون أنهم أصحاب فكر وتنوير من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، هم من يحمل لواء الحط من قدر الرموز التاريخية في تاريخنا العربي والإسلامي، فماذا تقول عن المتطرفين في بلاد الغرب الذين نالوا من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومن ديننا الإسلامي وتراثنا المجيد.

    إني أضم صوتي لمن سبقني بالحديث في هذا الموضوع وأخص بالذكر الأستاذ حمد القاضي والأستاذ أحمد عسيري وغيرهم من العلماء والأدباء والمفكرين، لأناشد مسؤولي التلفزيونات الخليجية الحكومية والخاصة، بأن يقفوا بحزم بعدم السماح ببث أي مسلسلات أو أعمال توصف بأنها تاريخية أو أدبية فيها مساس بتاريخ العرب والمسلمين ورموزهم من الصحابة والتابعين والقادة والعلماء.

    أقول لعكاشة (ولغيره) إنك وإن أسأت للصحابي (عمرو بن العاص) فأنت أسأت للمسلمين عامة وأسأت لمصر خاصة. مصر أرض الكنانة، حاضنة الإسلام وتراثه وحضارته. كيف يغيب عن ذهنك أن (مصر) و(عمرو بن العاص) توأمان؟ عمرو بن العاص الذي قاد جيوش المسلمين وفيهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى فتح مصر، لو سألت (يا عكاشة) جبل المقطم وعين شمس والنيل والإسكندرية والفسطاط لأجابوك!! إنه عمرو بن العاص الذي تشهد له الحبشة وعام خيبر، وذات السلاسل وعمان والشام. إنه عمرو بن العاص الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (عمرو بن العاص من صالحي قريش) وقال عنه (صلى الله عليه وسلم) أسلم الناس وآمن عمرو.

    ألم تقرأ يا عكاشة ما قاله ذلك الصحابي الذي وصف عمرو بقوله: صحبت عمرو بن العاص فما رأيت أنصع رأيا ولا أكرم جليسا ولا أشبه سريرته بعلانيته منه). ألم تقرأ يا عكاشة أن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) كان: (إذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه قال خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد) ألم تعرف يا عكاشة أن دهاة العرب أربعة: أحدهم عمرو بن العاص، وقد وصف أنه رجل المعضلات. إنه عمرو بن العاص (يا عكاشة)، أحد أبطال قريش، ذو الرأي والدهاء والحزم والكفاءة، وهو من أشراف ملوك العرب ومن أعيان المهاجرين، رجل المناقب والفضائل في الجاهلية والإسلام. إنه عمرو بن العاص الذي امتثل بوصية المصطفى صلى الله عليه وسلم (استوصوا بأهل مصر خيراً).

    إنني أنادي بوقفة حازمة وحاسمة، في التعامل مع كل من يسيء لرموز الإسلام من الصحابة والقادة، وعلى ملاك ومسؤولي القنوات الفضائية، في دول الخليج، وضع آلية سريعة في اختيار المسلسلات والبرامج المفيدة، وعدم التزام الصمت تجاه الذين لا يحترمون تاريخ أمتنا وحضارتها وهذا ما نأمله إن شاء الله.


    http://www.al-jazirah.com/104684/ar9d.htm

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    759

    افتراضي رد: التجديد العقدي عند د. حسن حنفي!! (1-2) [عبدالله السعوي]

    التجديد العقدي عند د. حسن حنفي!! (2-2)
    عبدالله بن محمد السعوي





    وجود الأنبياء ضرورة عقلية اضطرارية، ونفيها ليس إلا فعلا سفسطائيا نجده يتجلى بوضوح عند الدكتور حسن حنفي؛ حيث يرى أن وجود الأنبياء شأن ليس له كبير فائدة بل هو أمر في غاية السلب؛ لأن العقل البشري كما يرى حنفي لديه قدرة عالية على الاستقلال الذاتي

    وهو بحد ذاته قيمة مستقلة يتحتم توسلها، وجود الأنبياء ضرورة عقلية اضطرارية، ونفيها ليس إلا فعلا سفسطائيا نجده يتجلى بوضوح عند الدكتور حسن حنفي؛ حيث يرى أن وجود الأنبياء شأن ليس له كبير فائدة بل هو أمر في غاية السلب؛ لأن العقل البشري كما يرى حنفي لديه قدرة عالية على الاستقلال الذاتي وهو بحد ذاته قيمة مستقلة يتحتم توسلها، والاكتفاء بها عن غيرها للوصول إلى الحقيقة وتجسيد الغايات دون الاعتماد على أي عنصر خارجي كنصوص الوحيين! حيث يقول في كتابه (من العقيدة إلى الثورة): (وهل تجب النبوة لحاجات عملية أي للتنفيذ والتحقيق وأداء الرسالة ما دام الإنسان غير قادر على سن القوانين وتأسيس الشرائع وإقامة الدول أو تجنيد الجماهير وتوجيه الأمم وفتح البلدان، ألا يمكن للعقل قيادة المجتمعات مثل قيادة الإمام لها، هناك أيضا العقل الاجتماعي والعقل السياسي والعقل التاريخي لوضع القوانين وسن الشرائع... إن العقل ليس بحاجة إلى عون وليس هناك ما يند عن العقل).

    حنفي يرد فكرة أن الوحي يختلف عن كلام البشر! وقد صوب سهام نقده للعلماء الذين ميزوا بين الوحي الإلهي المقدس وبين كلام البشر ويؤكد حنفي في جرأة مأفونة على أنه (قد تداخل كلام الله وكلام البشر في أصل الوحي في القرآن) قال هذا الكلام في ندوة (الإسلام والحداثة) ونظرا لأن حنفي لم ينطلق من منطلق شرعي، يجعل الأولوية للشرع فإنه يرى أن العقل مستقل عن الوحي بل الوحي ذاته يفتقر إلى العقل! حيث يقول: (الحجج النقلية كلها ظنية حتى ولو تضافرت وأجمعت على شيء أنه حق، لم يثبت أنه كذلك إلا بالعقل) انظر (من العقيدة إلى الثورة) 1-368

    يؤكد حنفي أن تجسيد التطور وتحقيق درجة عالية من التقدم يخضع لعدة أشياء من أهمها نفي وجود الخالق عبر فلسفة تقوم على إبعاد الثنائية عن العالم والانسان وزحزحة التصور الذي يرى أن الكون ينقسم إلى خالق ومخلوق يقول حنفي: (إن العالم مقسوم إلى قسمين: الله والعالم فينعكس ذلك حتما في المجتمع، على السلطان على الحاكم والمحكوم وسينعكس في الأسرة على الرجل والمرأة... ما لم نقض على هذا التصور الثنائي للعالم ورؤية العالم بين حاكم ومحكوم وعلى المستوى الديني بين خالق ومخلوق، فلن تستطيع حركات تحرر المرأة أن تفعل شيئا ولن يستطيع المثقف العلماني أن يؤدي دوره ما لم نقض على هذا التصور، هذا السؤال الأول في آليات التغيير) انظر (الإسلام والحداثة) ص387-388

    حنفي لديه ازدواجية عجيبة، فهو يحمل المتناقضات، ومتذبذب في أطروحاته، فهو مثلا يبدو متشددا في تبنيه الأبنية المفاهيمية التي ينادي بها التيار المسمى باليسار الإسلامي ولكنه في نفس الوقت يتفق اتفاقا تاما مع النصرانية في كتابه المعنون ب(نماذج من الفلسفة المسيحية) هذا التأرجح المنهجي يتجسد بجلاء في كتابه (الدين والتحرر الثقافي) فهو يظهر من خلاله وكأنه ينطلق من الإسلام، وكأنه يعتبره المصدر التأسيسي الذي يتحتم أن يكون هو الحاكم الأول والأخير لكافة مفردات الحياة ثم ينقلب على وجهه بقدرة قادر إلى الماركسية والوجودية، فيتقاطع مع عمقهما المفاهيمي ويستنفر طاقاته الذهنية للثناء عليهما والدعوة إلى أصولهما المبدئية (انظر مثلا ص238) من (الدين والتحرر الثقافي).

    أيضا يشكك في ثبوت القرآن ويستهين بالوحي وصحته وفي الآن ذاته يبذل جهدا لاهثا لإثبات قصة الغرانيق الموضوعة كذبا وزورا!

    هذا التذبذب والمراوحة في الرأي نراه جليا في تحقيقه كتاب (المعتمد) لأبي الحسين البصري فهو يبدو عبر هذا الكتاب معتزليا حتى النخاع، ولكنه يستحيل في تعليقه وتقديمه كتابي (الحكومة الإسلامية) و(جهاد النفس) ل(الخميني) إلى أحد الشيعة الاثنى عشرية هذا التردد الإمعي الذي لا يتفق وإملاءات الضبط المنهجي نلاحظه أيضا عندما يتناول التراث فهو يظهر وكأنه سلفي المنهج في يقينيته الجازمة بصوابية الإسلام ولكنه في الوقت ذاته يشكك في الوحي وأنه لا يتضمن الحقيقة ولا ينص على الحق وهذا كله يجري تحت ستار (تاريخية النص) هذا التناقض نراه أيضا في كتابه (من العقيدة إلى الثورة) حيث يزعم أنه ألفه لإعادة بناء علم أصول الدين وفي اللحظة ذاتها يشطح بعيدا عندما يرتطم بمستنقعات الوجودية في (الأنا موجود) ل(سارتر) عندما اهتم بهذا الكتاب وأولاه رعايته، وتساوق مع أفكاره! أيضا حسن حنفي يباشر التكرار الببغائي لفكر (سبينوزا) حينما ترجم كتابه الإلحادي (رسالة في اللاهوت والسياسة) فهو يتناغم معه بعمق، وينسجم إلى أبعد الحدود مع متبنياته الإلحادية! التناقض الازدواجي عند الدكتور حسن حنفي هو الذي دفع بباحث ك(جورج طرابيشي)، إلى تدوين سفر بعنوان (ازدواجية العقل، دراسة تحليلية نفسية لكتابات حسن حنفي) الخضوع لآلية قرائية رغبوية، هي التي حدت بحنفي إلى أن يعتقد أنه ليس ثمة معاني ثابته للنص القرآني بل هو فضاء دلالي وإمكان تأويلي.

    إنه نص لا ينص على الحقيقة، ويتعذر الوقوف على المعنى الدلالي له ومعرفة المراد الإلهي منه، لأنه لا وجود لهذا المعنى فالمعنى متغير من عصر إلى عصر! انظر حنفي (قراءة النص ص 15-16 مقال في في مجلة الهرمينوطيقا والتأويل) الصادرة عن الجامعة الأمريكية في القاهرة.

    حنفي يرى أن النص القرآني قد تأنسن وتحول منذ لحظة نزوله الأولى - أي مع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم له - تحول من كونه نصا إلهيا وصار فهما نصا إنسانيا لأنه يتحدث بلغة إنسانية نسبية انظر حنفي (قراءة النص ص11 في مجلة الهرمينوطيقا والتأويل).

    طبعا هو يؤنسن النص بقصد رفع القدسية عنه، وبقصد الترويج لحالة من التمرد على مستلزمات النص الشريف، وهذا لا شك ضرب من التحايل على النص الشرعي وإفراغه من محتواه، إنه منهج شديد الخطورة على سلامة التشريع الإسلامي، ونقض لأصالته، لأنه سيؤول إلى تبديل أحكام الشريعة بما يتناغم مع رؤى وتطلعات العقول البشرية المجبولة على النقص والمحدودية.

    يتفرع عن القول بأنسنة النص الاعتقاد الجازم بأنه لا يوجد ثمة معنى نهائي للكيان النصي ومن اعتقد ذلك في تصور حنفي فقد وضع نفسه وصيا على الناس لأنه على حد تعبير حنفي من (السخف الحقيقي الذي نأباه على أنفسنا أن نحدد أخيرا المعنى الحقيقي للقرآن) انظر حنفي (قراءة النص ص17مقال في مجلة الهرمينوطيقا والتأويل).

    إذاً حنفي ينتهك المحظور المنهجي، عندما يدعو إلى فتح فضاء النص أمام متباين المقاربات التأويلية، وعندما يرى أن القرآن مفتوح على جميع الدلالات فالقرآن في تصوره الكليل (يقول كل شيء دون أن يقول شيئا) انظر (التراث والتجديد) ص112 الواقع المتعين في نظر حنفي له الأولوية على كل نص وهو يؤكد أنه (لا سلطان إلا للعقل، ولا سلطة إلا لضرورة الواقع الذي نعيش فيه) انظر (التراث والتجديد) ص45.

    إن الحقيقة الحاضرة هنا بجلاء، هو أن حسن حنفي مجدد، ولكنه مجدد للفكر الاعتزالي خصوصا وهو يسلك منهجهم في ترتيب مصادر الشريعة التي يجعلها كالتالي: القياس ثم الإجماع ثم السنة ثم الكتاب فعلى الإنسان حسب رأي حنفي: (أن يجتهد رأيه فإن لم يجد ففي إجماع الأمة حاضرا أو ماضيا فإن لم يجد فعليه بالسنة ثم الكتاب).

    حسن حنفي يؤكد أنه يعتني بمنهج المعتزلة، وينفق جهده في تأمله، من أجل تحقيق وعي حضاري حديث ومن أجل التحرر من أسر الإيمان السلفي. انظر(الإسلام والحداثة) ص218.

    وفي كتابه (الدين والتحرر الثقافي) يبالغ في ثنائه على المعتزلة والاحتفاء المفرط بكتبهم انظر ص 7-8 إذاً إن استعصم الجابري بابن رشد، وابن خلدون، وطه عبدالرحمن بالغزالي، فإن حسن حنفي اتكأ على التراث العقلي الاعتزالي، فهو برأيه قادر على وضع البنية النظرية الملائمة للتحديات الحضارية الحديثة، وهذا ما حدا به إلى القول مؤكدا على أن المنهج الاعتزالي هو الخيار الذي يجب طرحه بديلا عن الدين: (إن وجداننا المعاصر يعاني من ضياع أخذ زمام المبادرة منه باسم الله مرة، وباسم السلطان مرة أخرى)! وهكذا ينقلب التجديد إلى كلمة حق يراد بها باطل، فهو هنا ليس للبحث عن الحقيقة، وتوظيفها في مسارات إيجابية للصالح العام، وإنما لتقويض البنى العميقة في ثقافة يشكل النص المصدر التأسيسي الأول الذي تحتوي عليه بنيتها الداخلية، وأدبياتها العامة.

    http://www.al-jazirah.com/100546/ar6d.htm

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    18

    افتراضي رد: التجديد العقدي عند د. حسن حنفي!! (1-2) [عبدالله السعوي]

    أخي الكريم ابن عبدالكريم ... إن إبراز ضلالات هؤلاء "المفكرين" ونقدها ليس ضروريًّا لو كانت كتاباتهم مغمورة, ولعلّك لاحظت في الصحف -أيام معرض الكتاب- ترويجًا لأسماء هؤلاء "أصحاب المشروعات". فتبصير الناس بضلالاتهم إن لم يجعل المسلم ينفر عن القراءة لهم أصلاً؛ قذف في روعه حصانة وممانعة ضد تشرّب أفكارهم وقبولها.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •