تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 34 من 34

الموضوع: حوار بين مَن يُبيح الموسيقى ومَن يحرّمها

  1. #21

    افتراضي

    الحديث عام في تحريم المعازف، والأصل أن العام يشمل جميع أفراده، فإذا أردت التخصيص فلابد أن تأتي بدليل من الشرع على تخصيصه، وما أتيت به من نظير لتثبيت ما ذهبت إليه ليس كما قلت، فإنما علمنا جواز أتخاذ السياط الطوال؛ لأنها من المباحات في الأصل، فتحرم إذا كانت وسيلة لمحرم، أما المعازف فقد قلبت أنت الأصل وجعلتها مباحة وهذا عجيب منك .
    ####
    لا أدري كيف حكمت أولًا أن (ال) في المعازف تفيد العموم، هل كل (أل) عندك هي للعموم، أم أنّ السياق له دور في معرفة نوع (أل) !
    إذا كنت تريد أن تأخذ الأحكام من الأخبار ابتداءًا؛ فمن أين لك بأنّ اتخاذ السياط الطوال مباح في الأصل، كيف وقد جاء الوعيد به في حديث (صنفان من أهل النار)، لماذا قيّدت هذا الحديث بالأحاديث الأخرى، ولم تقيّد حديث المعازف بما جاء في النصوص الأخرى.

    --------
    قال الحافظ ابن رجب .. قال ابن القيم ..
    ####
    هؤلاء العلماء الكبار وغيرهم ليسوا معصومين من الخطأ، وحكايتهم للإجماع لا تقطع النزاع في هذه المسألة، وقد خالفهم علماء آخرون .. وبدلًا من أن نتّجه إلى البحث عن أقوال الرجال فقط .. لنبحث في الأدلة رأسًا ؛ فنحن متعبّدون باتباع الدليل والحجة وليس تقليد فلان أو فلان.

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    هيا اذكر الأدلة المبيحة للمعازف، التي تقابل الأدلة المحرمة.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء الجهني مشاهدة المشاركة
    لماذا قيّدت هذا الحديث بالأحاديث الأخرى، ولم تقيّد حديث المعازف بما جاء في النصوص الأخرى.

    وأين النصوص الأخرى؟
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء الجهني مشاهدة المشاركة

    ####
    لا أدري كيف حكمت أولًا أن (ال) في المعازف تفيد العموم، هل كل (أل) عندك هي للعموم، أم أنّ السياق له دور في معرفة نوع (أل) !
    إذا كنت تريد أن تأخذ الأحكام من الأخبار ابتداءًا؛ فمن أين لك بأنّ اتخاذ السياط الطوال مباح في الأصل، كيف وقد جاء الوعيد به في حديث (صنفان من أهل النار)، لماذا قيّدت هذا الحديث بالأحاديث الأخرى، ولم تقيّد حديث المعازف بما جاء في النصوص الأخرى.

    حتى وإن قلنا بإن: (أل) للعهد، فلا يفيدك في حل المعازف أيضًا، فإن (ألْ العهديةُ) إما أن تكون للعهد الذِّكريّ وهي ما سبقَ لمصحوبها ذكرٌ في الكلام، كقولكَ "جاءني ضيفٌ، فأكرمت الضيفَ" أي الضيف المذكور. ومنه قولُه تعالى {كما أرسلنا إلى فِرعونَ رسولا، فعصى فرعونُ الرسولَ}.
    وإما أن تكون للعهد الحُضوريّ وهو ما يكونُ مصحوبُها حاضراً، مثل "جئتُ اليومَ"، أي اليومَ الحاضرَ الذي نحن فيه.
    وإما أَن تكون للعهد الذهنيّ وهي ما يكونُ مصحوبُها معهوداً ذهِناً، فينصرفُ الفكرُ إليه بمجرَّدِ النُّطقِ به، مثل "حضرَ الأميرُ"، وكأن يكون بينك وبينَ مُخاطَبك عهدٌ برجلٍ، فتقول حضرَ الرجلُ"، أي الرجلُ المعهودُ ذِهناً بينك وبين من تخاطبه.
    والمعازف من المعهودات الذهنية.
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Apr 2015
    الدولة
    تونس
    المشاركات
    36

    افتراضي

    هيا اذكر الأدلة المبيحة للمعازف، التي تقابل الأدلة المحرمة.

    قد ذكرتها بدلا من الأخ، راجع المشاركات السابقة

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء المالكي مشاهدة المشاركة
    قد ذكرتها بدلا من الأخ، راجع المشاركات السابقة
    وقد أجبتكما
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    الله المستعان .
    قال القرطبي في تفسيره :
    في الآية - وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ - ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو، لقوله:" وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ" على قول مجاهد وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يتحسنه فواجب التنزه عنه. وروى نافع عن ابن عمر انه سمع صوت زمارة فوضع إصبعيه في أذنيه، وعدل راحته عن الطريق وهو يقول: يا نافع! اتسمع؟ فأقول نعم، فمضى حتى قلت له لا، فوضع يديه وأعاد راحلته إلى الطريق وقال: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع صوت زمارة راع فصنع مثل هذا. وقال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم .

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء المالكي مشاهدة المشاركة
    أنت تتعجب من ذلك، سأذكر لك أدلة المبيحين كما سردها الشيخ محمد أبو زهرة:
    كثير من هذا الكلام الذي نقلته غير صحيح ولايثبت ، وما صح فهو على غير ما حمله المبيحون.
    وللعلم فالشوكاني رحمه الله له رسالة أخرى يذهب فيها إلى تحريم السماع وهي مطبوعة في ضمن رسائله بتحقيق صبحي حسن حلاق.
    ولو صح شيء من ذلك ، فالحجة في الكتاب والسنة الصحيحة ، وقد صحت الأخبار في تحريم الغناء والمعازف .

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء المالكي مشاهدة المشاركة
    و الإمام الشوكاني له رسالة نقض فيها دعوى الإجماع
    وله أيضا رسالة في تحريم السماع والمعازف ، وقد نبهت عليها آنفا ، فتنبه !

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Apr 2015
    الدولة
    تونس
    المشاركات
    36

    افتراضي

    كما سبق و ذكرت للأخ
    لست بصدد الترجيح
    بل فقط لبيان وجود الخلاف، و أن الذين قالوا بالإباحة لم يكن اختيارهم هذا مبني على هوى في أنفسهم بل على أدلة أيضا

  11. #31
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو الفداء المالكي مشاهدة المشاركة
    كما سبق و ذكرت للأخ
    لست بصدد الترجيح
    بل فقط لبيان وجود الخلاف، و أن الذين قالوا بالإباحة لم يكن اختيارهم هذا مبني على هوى في أنفسهم بل على أدلة أيضا
    أما نحن هنا في بيان أنه لا خلاف معتبر في المسألة ، فنحن بصدد أنه إجماع من الصحابة ولا مخالف بينهم في ذلك .
    وسبق أن بينا أن الأدلة التي استدل بها من أباحها من المتأخرين إما أن تكون غير صحيحة وهي الغالب الأعم ، وإما أن تكون غير صريحة فيما ذهبوا إليه ، فالعبرة بالدليل من الكتاب والسنة الصحيحة .
    وقد قال ابن حزم :
    وَوَاللَّهِ لَوْ أُسْنِدَ جَمِيعُهُ أَوْ وَاحِدٌ مِنْهُ فَأَكْثَرَ مِنْ طَرِيقِ الثِّقَاتِ إلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمَا تَرَدَّدْنَا فِي الْأَخْذِ بِهِ.اهـ
    فنقول : ابن حزم من أول القائلين بتحريم المعازف ولم يتردد في الأخذ به ، لأن الحديث قد صح عند جماعة العلماء وقد أسنده الثقات .

  12. #32

    افتراضي

    وأين النصوص الأخرى في المعازف ؟
    ####
    النصوص الأخرى جاءت مبيّنة لما أُجمل في النصوص الخبرية، فجاء بيان الحال التي يكون فيها اتخاذ السياط الطويلة وضرب الناس بها محرّمًا وذلك من خلال النصوص العامة التي حرّمت الظلم والاعتداء على الناس .
    وجاء بيان الحال التي يكون فيها سماع المعازف محرّمًا وذلك من خلال النصوص العامة التي تنهى عن صوت الشيطان وما يدعو إلى الفحشاء والمنكر .

    ---------
    حتى وإن قلنا بإن: (أل) للعهد، فلا يُفيدك في حل المعازف أيضًا .. والمعازف من المعهودات الذهنية.
    ####
    لا أدري ما وجه الإشكال هنا .. فإنّ (أل) للعهد الذهني وهي تنصرِف إلى المعازف التي عهد الشرع بتحريمها وهي المستخدمة في الدعوة للمنكر (واستفزز من استطعت منهم بصوتك)

    --------
    في الآية - وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ - ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو، لقوله:" وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ" على قول مجاهد وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يتحسنه فواجب التنزه عنه. وروى نافع عن ابن عمر انه سمع صوت زمارة فوضع إصبعيه في أذنيه، وعدل راحته عن الطريق وهو يقول: يا نافع! اتسمع؟ فأقول نعم، فمضى حتى قلت له لا، فوضع يديه وأعاد راحلته إلى الطريق وقال: رأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سمع صوت زمارة راع فصنع مثل هذا.
    ####
    حديث زمّارة الراعي يدلّ على أنّ المعازف مباحة وليست محرّمة .. فإعراض النبي – صلى الله عليه وسلم- عن الاستماع لا يدل على التحريم فقد جاء في حديث الجاريتين اللتين كانتا تلعبان بالدف في عيد الفطر عند عائشة رضي الله عنهم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرهما وقال: (( إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا))، لكن مع إقرارهم أعرض عنهم واضطجع وحوّل وجهه، وهذا يدلّ على أنّ الإعراض عن اللهو المباح هو الأليق بالنبوة .
    وجه دلالة حديث الزمّارة على الإباحة : أنّ النبي r سكت عن بيان التحريم للراعي، ولا يجوز في حقه السكوت عن المنكر دون البيان والإنكار، فلو كان فعل الراعي محرّمًا لأنكر عليه النبي – صلى الله عليه وسلم- أو أمر ابن عمر أن يذهب فيُنكر عليه أو على الأقل بيّن لابن عمر رضي الله عنه أنّ هذا الفعل حرام، فلمّا لم يحدُث شيءٌ من ذلك تبيّن أنّ فعل الراعي مباح.

    ---------
    ولو صح شيء من ذلك ، فالحجة في الكتاب والسنة الصحيحة ، وقد صحت الأخبار في تحريم الغناء والمعازف .
    ####
    نعم العبرة بالحجة من الكتاب والسنة، وإنّ صح لك خبر في التحريم صريحٌ فهاته .

    ---------
    لا خلاف معتبر في المسألة ، فنحن بصدد أنه إجماع من الصحابة ولا مخالف بينهم في ذلك.
    ####
    دعوى الإجماع دعوى عريضة فأين أقوال جميع الصحابة في هذه المسألة حتى تجزم بأنها محل إجماعٍ عندهم، وإن قصدتَ الإجماع السكوتي فهو - إن صحّ - إجماعٌ ظنّيٌّ وليس يقينيّ، ويُرجّح بينه وبين الأدلة الأخرى، على أنّ هذا الإجماع منقوض بفعل بعض الصحابة.
    فقد جاء عن ابن سيرين : أن رجلًا قدم المدينة بجوارٍ فنزل على عبد الله بن عمر وفيهنّ جارية تضرب ، فجاء رجل فساومه فلم يهو منهن شيئا ، قال : انطلق إلى رجل هو أمثل لك بيعا من هذا ؟ قال من هو ؟ قال عبد الله بن جعفر ، فعرضهن عليه ، فأمر جارية منهن فقال لها : خذي العود ، فأخذت بالعود حتى ظن ابن عمر أنه قد نظر إلى ذلك، فقال ابن عمر: حسبك سائر اليوم من مزمور الشيطان، فبايعه ثم جاء الرجل إلى ابن عمر فقال يا أبا عبد الرحمن إني غبنت بتسعمائة درهم، فأتى ابن عمر مع الرجل إلى المشتري فقال له إنه غبن في تسعمائة درهم، فإما أن تعطيها إياه وإما أن ترد عليه بيعه. فقال: بل نعطيها إياه. صححه ابن حزم في المحلى.
    وقد اشتهر عن أهل الحجاز استماع الملاهي منذ القديم وقد نقل ذلك الإمام الزهري (124 ه)، والأوزاعي (157ه)

  13. #33
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    حديث البخاري صريح في التحريم.
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  14. #34
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    قال الأخ الجهني :
    النصوص الأخرى جاءت مبيّنة لما أُجمل في النصوص الخبرية، فجاء بيان الحال التي يكون فيها اتخاذ السياط الطويلة وضرب الناس بها محرّمًا وذلك من خلال النصوص العامة التي حرّمت الظلم والاعتداء على الناس .
    وجاء بيان الحال التي يكون فيها سماع المعازف محرّمًا وذلك من خلال النصوص العامة التي تنهى عن صوت الشيطان وما يدعو إلى الفحشاء والمنكر .

    قلت - أبو مالك المديني - : ما هذا الهراء يا أخي ، صرت مشرقا وصرت مغربا فشتان بين مشرق ومغرب !!
    الحديث واضح الدلالة على تحريم الظلم ووصف حال من يضرب الناس سواء بعصا وسياط طويلة أو قصيرة ، هذه أوصاف لا تؤثر في الحكم وهو تحريم الظلم .
    وما ذكر في تحريم الغناء والمعازف فهي واضحة جلية ، ولا تحتاج إلى هذه الفلسفة العقيمة ، وحديث البخاري يذكر أن أقواما يستحلون المعازف ، وهذا في صورة الخبر لكنه إنشائي يفيد الحرمة ، فيخبر عن هؤلاء حتى لا تفعلوا مثلهم.
    وأين ما فهمتَه مما ذكرت ، هلا تفضلت وذكرت لنا كلاما لأهل العلم من المتقدمين الذي قالوا مثل قولك الزائف .
    ---------
    قال الأخ :
    لا أدري ما وجه الإشكال هنا .. فإنّ (أل) للعهد الذهني وهي تنصرِف إلى المعازف التي عهد الشرع بتحريمها وهي المستخدمة في الدعوة للمنكر (واستفزز من استطعت منهم بصوتك)


    قلت - المديني - : وكل آلات اللهو - عدا ما استثناه الشرع ( الدف ) - تدعو إلى المنكر ، وهي من عمل الشيطان.

    قال :
    حديث زمّارة الراعي يدلّ على أنّ المعازف مباحة وليست محرّمة .. فإعراض النبي – صلى الله عليه وسلم- عن الاستماع لا يدل على التحريم فقد جاء في حديث الجاريتين اللتين كانتا تلعبان بالدف في عيد الفطر عند عائشة رضي الله عنهم أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقرهما وقال: (( إن لكل قوم عيدًا وهذا عيدنا))، لكن مع إقرارهم أعرض عنهم واضطجع وحوّل وجهه، وهذا يدلّ على أنّ الإعراض عن اللهو المباح هو الأليق بالنبوة .
    وجه دلالة حديث الزمّارة على الإباحة : أنّ النبي r سكت عن بيان التحريم للراعي، ولا يجوز في حقه السكوت عن المنكر دون البيان والإنكار، فلو كان فعل الراعي محرّمًا لأنكر عليه النبي – صلى الله عليه وسلم- أو أمر ابن عمر أن يذهب فيُنكر عليه أو على الأقل بيّن لابن عمر رضي الله عنه أنّ هذا الفعل حرام، فلمّا لم يحدُث شيءٌ من ذلك تبيّن أنّ فعل الراعي مباح.

    قلت :
    العلماء السابقون يستدلون بحديث زمارة الراعي على تحريم المعازف ، وأنت تقلب الكفة وتفهم على غير فهمهم ، وهذا كافٍ لرد كلامك من أصله .
    أعلم أنك تقلد ابن حزم - إن كنت تدري كلامه أصلا - وإن كنت تدري فأرد عليك وعليه رحمه الله ، فأقول :
    هناك فرق بين السماع والاستماع ، ففسرت - تقليدا لابن حزم - الأول بالثاني ، وهو خطأ ظاهر لغة وقرآنا وسنة ، ولذلك قال شيخ الإسلام عقب حديث عائشة في حديث الجاريتين:
    وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ الْجَارِيَتَيْن ِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَمَعَ إلَى ذَلِكَ . وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ إنَّمَا يَتَعَلَّقُ بِالِاسْتِمَاعِ ؛ لَا بِمُجَرَّدِ السَّمَاعِ . كَمَا فِي الرُّؤْيَةِ فَإِنَّهُ إنَّمَا يَتَعَلَّقُ بِقَصْدِ الرُّؤْيَةِ لَا بِمَا يَحْصُلُ مِنْهَا بِغَيْرِ الِاخْتِيَارِ . وَكَذَلِكَ فِي اشْتِمَامِ الطَّيِّبِ إنَّمَا يُنْهَى الْمُحْرِمُ عَنْ قَصْدِ الشَّمِّ فَأَمَّا إذَا شَمَّ مَا لَمْ يَقْصِدْهُ فَإِنَّهُ لَا شَيْءَ عَلَيْهِ . وَكَذَلِكَ فِي مُبَاشَرَةِ الْمُحَرَّمَاتِ كَالْحَوَاسِّ الْخَمْسِ : مِنْ السَّمْعِ وَالْبَصَرِ وَالشَّمِّ وَالذَّوْقِ وَاللَّمْسِ . إنَّمَا يَتَعَلَّقُ الْأَمْرُ وَالنَّهْيُ مِنْ ذَلِكَ بِمَا لِلْعَبْدِ فِيهِ قَصْدٌ وَعَمَلٌ وَأَمَّا مَا يَحْصُلُ بِغَيْرِ اخْتِيَارِهِ فَلَا أَمْرَ فِيهِ وَلَا نَهْيَ . وَهَذَا مِمَّا وُجِّهَ بِهِ الْحَدِيثُ الَّذِي فِي السُّنَنِ عَنْ { ابْنَ عُمَر أَنَّهُ كَانَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَمِعَ صَوْتَ زَمَّارَةِ رَاعٍ فَعَدَلَ عَنْ الطَّرِيقِ وَقَالَ : هَلْ تَسْمَعُ ؟ هَلْ تَسْمَعُ ؟ حَتَّى انْقَطَعَ الصَّوْتُ } فَإِنَّ مِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ : بِتَقْدِيرِ صِحَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ لَمْ يَأْمُرْ ابْنُ عُمَرَ بِسَدِّ أُذُنَيْهِ فَيُجَابُ بِأَنَّهُ كَانَ صَغِيرًا أَوْ يُجَابُ بِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَسْتَمِعُ وَإِنَّمَا كَانَ يَسْمَعُ . وَهَذَا لَا إثْمَ فِيهِ . وَإِنَّمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَ ذَلِكَ طَلَبًا لِلْأَفْضَلِ وَالْأَكْمَلِ كَمَنْ اجْتَازَ بِطَرِيقٍ فَسَمِعَ قَوْمًا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلَامٍ مُحَرَّمٍ فَسَدَّ أُذُنَيْهِ كَيْلَا يَسْمَعَهُ فَهَذَا حَسَنٌ وَلَوْ لَمْ يَسُدَّ أُذُنَيْهِ لَمْ يَأْثَمْ بِذَلِكَ . اللَّهُمَّ إلَّا أَنْ يَكُونَ فِي سَمَاعِهِ ضَرَرٌ دِينِيٌّ لَا يَنْدَفِعُ إلَّا بِالسَّدِّ .اهــ

    ولعلك تتصور أن الراعي كان بين يديه صلى الله عليه وسلم ليأمره وينهاه ، وليس الأمر كما توهمت ، وليس في الحديث شيء من ذلك البتة ، بل لعله فيه ما يشعر بخلافه ، وهو أنه كان بعيدا لا يرى شخصه وإنما يسمع صوته ولذلك قال العلامة ابن عبد الهادي بعد أن ذكر نحو كلام ابن تيمية وخلاصته: وتقرير الراعي لا يدل على إباحته لأنها قضية عين فلعله سمعه بلا رؤية أو بعيدا منه على رأس جبل أو مكان لا يمكن الوصول إليه أو لعل الراعي لم يكن مكلفا فلم يتعين الإنكار عليه .
    وعلى الافتراض الذي ذكرتَه ، فهي إباحة خاصة بمزمار لراعي وهو آلة بسيطة ساذجة بل سخيفة من حيث إثارتها للنفوس ، فأين هي من الألات الأخرى كالعود وغيره من آلات المعازف الغريبة التي نسمع عنها في هذا الزمان والتي لا يقوم عليها إلا الفسقة الفجرة أصحاب المجون ، والتي لو رآها ابن حزم رحمه الله - وكل من لديه شيء من الديانة اليوم - لقطع بحرمتها دون شك أو تشكيك في ذلك .
    هذا على سبيل الافتراض ردا على الخصم ، لكن الحديث يدل دلالة واضحة على التحريم ، لكن أعمى الله بصيرة أناس في زماننا هذا ، والله لمستعان .

    أما ابن حزم رحمه الله فهو من أهل العلم ، مثله مثل غيره من العلماء ، يصيب ويخطيء ، وقد أخطأ في هذه المسألة - مع ما نقلته من أنه رحمه الله قال بالتحريم إذا صح الحديث ولم يتردد في تحريمه ، وقد صح حديث البخاري - وغيره - ولله الحمد ، والعصمة لمن عصمه الله تعالى .
    ---------
    قال الأخ :
    نعم العبرة بالحجة من الكتاب والسنة، وإنّ صح لك خبر في التحريم صريحٌ فهاته .


    قلت :
    ثانية ، ألم تستوعب ما قلته لك ، يبدو أن لم تفهم ولم تستوعب ، أو لا تريد أن تفهم أو تستوعب ، وأين حديث البخاري يا هذا ؟ . ودع عنك ترهاتك التي ذكرتها فيما يتعلق به .
    وأين حديث أم المؤمنين في قول أبي بكر : أمزمار الشيطان في بيت رسول الله ، ولم ينكر صلى الله عليه وسلم عليه قوله هذا ، وغير ذلك من الأدلة ، ثم فعل الصحابة رضي الله عنهم ، وانتبه أن قول التحريم هو قول الأئمة الأربعة وغيرهم ، وحكاه ابن الصلاح إجماع الصحاة كما تقدم ذكره ، ولا تذكر لي انتقاض الشوكاني ، فهو قد ألف رسالة يؤيد فيها التحريم ، كما ذكرته لك آنفا.
    ---------
    قال الأخ :
    دعوى الإجماع دعوى عريضة فأين أقوال جميع الصحابة في هذه المسألة حتى تجزم بأنها محل إجماعٍ عندهم، وإن قصدتَ الإجماع السكوتي فهو - إن صحّ - إجماعٌ ظنّيٌّ وليس يقينيّ، ويُرجّح بينه وبين الأدلة الأخرى، على أنّ هذا الإجماع منقوض بفعل بعض الصحابة.
    فقد جاء عن ابن سيرين : أن رجلًا قدم المدينة بجوارٍ فنزل على عبد الله بن عمر وفيهنّ جارية تضرب ، فجاء رجل فساومه فلم يهو منهن شيئا ، قال : انطلق إلى رجل هو أمثل لك بيعا من هذا ؟ قال من هو ؟ قال عبد الله بن جعفر ، فعرضهن عليه ، فأمر جارية منهن فقال لها : خذي العود ، فأخذت بالعود حتى ظن ابن عمر أنه قد نظر إلى ذلك، فقال ابن عمر: حسبك سائر اليوم من مزمور الشيطان، فبايعه ثم جاء الرجل إلى ابن عمر فقال يا أبا عبد الرحمن إني غبنت بتسعمائة درهم، فأتى ابن عمر مع الرجل إلى المشتري فقال له إنه غبن في تسعمائة درهم، فإما أن تعطيها إياه وإما أن ترد عليه بيعه. فقال: بل نعطيها إياه. صححه ابن حزم في المحلى.
    وقد اشتهر عن أهل الحجاز استماع الملاهي منذ القديم وقد نقل ذلك الإمام الزهري (124 ه)، والأوزاعي (157ه)


    قلت :
    أنت ومن كان مثلك تتصيد وتقمش دون أن تفتش ، دأبك دأب أهل البدع .
    أنت ناقل عن غيرك ، هذا أكيد ، ولم تتطلع على كلام ابن حزم .
    فليس في رسالة ابن حزم المطبوعة ، لفظة : ( العود )
    ثانيا أنها وردت في المحلى على الشك فيها أو التردد بينها وبين لفظة ( الدف ) ، وقد اختلف أيوب وهشام في اللفظتين ، والمقدم هنا قول أيوب في لفظة : ( الدف ) .
    وأيوب أقدم صحبة وملازمة لابن سيرين وأوثق منه عن كل شيوخه ، وليس الأمر كذلك في هشام مع كونه ثقة .
    أيضا لأن هذا هو اللائق بعبد الله بن جعفر رضي الله عنهما .
    وحسبك بقول ابن عمر - وهو أعلم وأفقه - : حسبك سائر اليوم من مزمور الشيطان .

    وكفى .
    نسأل الله لنا ولك الهداية وقبول الحق والانصياع له .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •