تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 15 من 15

الموضوع: حول القعقاع بن عمرو التميمي ...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي حول القعقاع بن عمرو التميمي ...


    فضيلة الشيخ: هل شخصية القعقاع بن عمرو التميمي شخصية لها وجود أم لا وجود لها؟ وهل سيف بن عمر هو من اختلقها حيث إنه أول من روى عن هذه الشخصية ولم يكن قد عاصرها؟.







    الإجابــة




    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:


    فإن القعقاع بن عمرو التميمي من الرجال الكبار والصحابة الكرام الذين ينبغي للمسلم الذي يعتز بدينه وتاريخ أمته أن يلم بشيء من سيرتهم، وتجد ترجمته في كل كتب التراجم والتاريخ؛ وخاصة الإصابة في أسماء الصحابة للحافظ ابن حجر، وأسد الغابة في حياة الصحابة للحافظ ابن عبد البر. وانظر الفتوى رقم: 42863.


    ولا يمكن لسيف بن عمر ـ الذي تكلم فيه النقاد وردوا بعض ما جاء عنه في حياة القعقاع ـ أن يختلق هذه الشخصية العظيمة من أصلها ويفوت ذلك هؤلاء الحفاظ، أو يسكتوا عنه، مثل الحافظ ابن أبي حاتم، والحافظ ابن عبد البر، والحافظ ابن عساكر والحافظ ابن حجر، وقد ترجموا في كتبهم للقعقاع وذكروا حياته ومناقبه، وردوا ما رواه سيف عن القعقاع أنه شهد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلق عليها ابن أبي حاتم بقوله: وسيف متروك ـ وقال ابن السكن: سيف بن عمر ضعيف. انظر الإصابة.
    ولم ينكر أحد من هؤلاء الأعلام والنقاد وجود القعقاع، ولم نسمع أن أحدا منهم قال إن سيفا هو الذي اختلقه، وسيف لم يدع أنه عاصر القعقاع ولم يرد ذلك عنه، وإنما كان يروي أخباره بسنده، كما يروي أخبار غيره ممن قبله.
    والله أعلم.


    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Optio n=FatwaId&Id=209770
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    [CENTER]


    وخاصة الإصابة في أسماء الصحابة للحافظ ابن حجر، وأسد الغابة في حياة الصحابة للحافظ ابن عبد البر.


    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Optio n=FatwaId&Id=209770
    نفع الله بك .
    أظن أن هناك سقطا أو خطأ أحب أن أنبه عليه .
    كتاب الحافظ ابن حجر اسمه : الإصابة في تمييز الصحابة .
    وكتاب الحافظ ابن عبد البر اسمه : الاستيعاب في معرفة الأصحاب .
    وأما أسد الغابة فهو لعز الدين ابن الأثير ، صاحب كتاب الكامل في التاريخ.
    رحم الله الجميع .

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    فضيلة الشيخ : وفقكم الله
    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
    هل صحيح ما يقال بأن القعقاع بن عمرو ليس من الصحابة ،وأنه لاوجود له؟
    وجزاكم الله خيراً


    الجواب :


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    وجزاك الله خيراً .


    أما نَفْي وُجوده ، فلا ، فهو قائد معروف ، وكان عُمر رضي الله عنه يُولّيه القيادة ، وله رواية .
    وأما إثبات صُحبته فَمَحَلّ نَظَر ، كما قال العلائي وأبو زرعة العراقي وغيرهما .


    قال ابن حجر في الإصابة في ترجمته :
    القعقاع بن عمرو التميمي ، أخو عاصم ، كان من الشجعان الفرسان . قيل : إن أبا بكر الصديق كان يقول : لصوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل . وله في قِتال الفُرس بالقادسية وغيرها بلاء عظيم .
    وقال في ترجمة أخيه : عاصم بن عمرو التميمي ، أحد الشعراء الفرسان ، أخو القعقاع بن عمرو .
    وقال ابن عبد البر :
    لا يَصِحّ لهما عند أهل الحديث صُحبة ولا لقاء ولا رواية . وكان لهما بالقادسية مشاهد كريمة ، ومقامات محمودة ، وبلاء حسن . اهـ .
    فقوله : ولا لقاء ولا رواية : أي لا يَصِح للقعقاع ولا لأخيه لقاء بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا رواية عنه مُباشِرة .


    ومثله ربعي بن عامر ، فإنه من القادة والسَّادة ، وكان عُمر يستعمله في الجيوش .


    والله تعالى أعلم .


    فضيلة الشيخ /
    عبد الرحمن السحيم حفظه الله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    مناقشة عن القعقاع ليس صحابي


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :-


    القعقاع بن عمرو ففي صحبته نظر ، وهي شخصية مختلف فيها .. وقد أثار هذه القضية رجل ذو أفكار خبيثة و هو حسن بن فرحان المالكي .. و طعن في صحة وجوده و كونه شخصية وهمية من مخلفات سيف بن عمر التميمي .. وكان الهدف من هذا التشكيك هو الوصول إلى التشكيك في شخصية ابن سبأ لأنه بزعمه لم يرد إلا من طريق سيف بن عمر أيضاً .. والمالكي كان في هذا العمل مقلداً للرافضي مرتضى العسكري في كتابه عبد الله بن سبأ ( ص 107 ) .


    وهذا قول خاطيء ترده الحقائق التاريخية و الوقائع - والكلام هنا ينصب على شخصية القعقاع - ، فقد ذكره سيف في الصحابة ، وروى عنه أنه قال : شهدت وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم .


    قال ابن عساكر : يقال له صحبه ، قال ابن عبدالبر : لكن هذا الخبر من رواية سيف بن عمر ، و هو متروك الحديث كما قال ابن أبي حاتم ، فبطل ما جاء في ذلك . أي ما جاء في كونه صحابي ، لأن شروط إثبات الصحبة التي حددها العلماء لا تتفق مع أي جزء من جزئيات حياته ..


    و لعل الله ييسر كتابة مقال أبين فيه تلك الشروط مع الشرح والتمثيل ( أي بضرب الأمثلة ) .


    وهو أحد الشجعان الفرسان ، حتى روي عن أبي بكر أنه قال : صوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل . و له بلاء في القادسية ، شهد الجمل مع علي وكان رسوله إلى طلحة والزبير وأم المؤمنين مصلحاً . انظر ترجمته في كل من أسد الغابة ( 4/409 ) و الاستيعاب (3/1283 - 1284 ) والإصابة (3/239 ) .


    وكان سبب ترجيح قول سيف بن عمر هنا لأنه قد شهد له أهل العلم من أمثال ابن حجر كما في التقريب (1/344) بأنه عمدة في التاريخ . والذهبي كما في الميزان ( 2/255) بأنه إخباري عارف .


    وهذه الأقوال تجعلنا نميل إلى قبول روايات سيف التاريخية وليس الحديثية ، ما لم تخالف ما هو أصح منها .. ولم يرد ما يخالف رواية سيف في إنكار شخصية القعقاع بن عمرو .. وإنما الإنكار الذي وجد هو في كون القعقاع من الصحابة أم لا ..
    والله الموفق ..


    أخوكم : أبو عبد الله الذهبي ..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    ترجمة موجزة عن القعقاع بن عمرو التميمي


    السؤال:
    من هو القعقاع بن عمرو التميمي ، هل هو صحابي ، هل صحيح أن أبا بكر الصديق قال : إن جيشا فيه القعقاع جيشٌ لا يُهزم ؟

    الجواب :
    الحمد لله
    يمكننا تلخيص ما ورد في كتب التاريخ والتراجم عن شخصية القعقاع بن عمرو التميمي في الفقرات الآتية :
    أولا : اسمه ونسبه
    هو القعقاع بن عمرو بن مالك التميمي ، توسع في تفريع نسبه الإمام الطبري في " تاريخ الأمم والملوك " (3/275) بما لا حاجة إليه في هذا الجواب المختصر .
    وأما مولده ونشأته فلم يرد في الأخبار طرف منها ، ولم نجد عند المؤرخين أي حديث عنها .
    ثانيا : طبقته
    يقال إنه من الصحابة ، لذلك ذكره في الصحابة ابن قانع في " معجم الصحابة " (2/367)، وابن عبد البر في " الاستيعاب " (3/1283)، وابن الأثير في " أسد الغابة " (4/109)، وابن حجر في " الإصابة " (5/342) ذكره في القسم الأول، وَهُم: " من وردت صحبته بطريق الرواية عنه ، أو عن غيره ، سواء كانت الطريق صحيحة، أو حسنة، أو ضعيفة، أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة بأي طريق كان " انتهى.
    ولكن ذلك لم يثبت بالدليل الصحيح ، فقد استدل على صحبته بحديثين لا يثبتان :
    الحديث الأول : روي عنه أنه قال : قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم :
    ( ما أعددت للجهاد ؟ قلت : طاعة اللَّه ورسوله ، والخيل . قال : تلك الغاية )
    رواه ابن قانع في " معجم الصحابة " (2/367)
    الحديث الثاني : كما روي عنه أنه قال :
    ( شهدت وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ، فلما صلينا الظهر جاء رجل حتى قام في المسجد ، فأخبر بعضهم أن الأنصار قد أجمعوا أن يولوا سعدا - يعني ابن عبادة - ويتركوا عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ، فاستوحش المهاجرون ذلك )
    رواه ابن السكن – كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الإصابة " (5/343)-.
    وكلا هاتين الروايتين في إسنادها سيف بن عمر الضبي التميمي ، وهو في ميزان المحدثين من الضعفاء ، بل قال أبو داود: ليس بشيء . وقال ابن عدي : عامة حديثه منكر . وقال أبو حاتم : متروك . وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات . انظر: " تهذيب التهذيب " (4/295-296)
    لذلك قال ابن أبي حاتم رحمه الله :
    " قعقاع بن عمرو قال : شهدت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه سيف بن عمر عن عمرو بن تمام ، عن أبيه عنه ، وسيف متروك الحديث ، فبطل الحديث ، وإنما كتبنا ذكر ذلك للمعرفة " انتهى من " الجرح والتعديل " (7/136)

    فالخلاصة أنه لم تثبت صحبته ، فيبقى أنه من كبار التابعين .
    لذلك قال ابن عبد البر رحمه الله – عن القعقاع وأخيه عاصم - :
    " لا يَصِحّ لهما عند أهل الحديث صُحبة ، ولا لقاء ، ولا رواية ، وكان لهما بالقادسية مشاهد كريمة ، ومقامات محمودة ، وبلاء حسن " انتهى من " الاستيعاب " (2/784)
    وقال الصغاني رحمه الله :
    " في صحبته نظر " انتهى من " جامع التحصيل " (ص/257)

    ثالثا : الثناء عليه بالفروسية والشجاعة
    اشتهر القعقاع بن عمرو في كتب التاريخ بفروسيته التي لا تبارى ، وشجاعته في ميادين الجهاد ، وشخصيته القيادية القوية ، حتى روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال :
    " لصوت القعقاع بن عمرو في الجيش خير من ألف رجل "
    أقدم من ذكر هذه الكلمة – فيما رأينا – ابن الأثير في " أسد الغابة " (4/390)
    وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال أيضا :
    " لا يهزم جيش فيه مثل هذا "
    أقدم من ذكر هذه الكلمة – فيما رأينا – أبو علي مسكويه (ت421هـ) في كتابه " تجارب الأمم " (1/332)
    وقالوا :
    " كتب عمر إلى سعد : أيّ فارس كان أفرس في القادسيّة ؟ قال :
    فكتب إليه : إني لم أر مثل القعقاع بن عمرو ، حمل في يوم ثلاثين حملة ، يقتل في كل حملة بطلا " انتهى من " الإصابة " (5/343)
    وقال ابن عساكر رحمه الله :
    " وكان أحد فرسان العرب الموصوفين وشعرائهم ، شهد اليرموك وفتح دمشق ، وشهد أكثر وقائع أهل العراق مع الفرس ، وكانت له في ذلك مواقف مشكورة ، ووقائع مشهورة " انتهى من " تاريخ دمشق " (49/352)
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
    " هو الّذي غنم في فتح المدائن أدراع كسرى ، وكان فيها درع هرقل ، ودرع لخاقان ، ودرع للنعمان وسيفه ، وسيف كسرى ، فأرسلها سعد إلى عمر . وذكر سيف بسند له عن عائشة أنه قطع مشفر الفيل الأعظم ، فكان هزمهم " انتهى من " الإصابة " (5/344)

    وهكذا كانت حياة هذا المجاهد حياة قتالية جهادية ، تفاصيلها ساحات المعارك ، وأخبارها روايات الحروب ، فقد شارك في حروب الردة إلى جانب خالد بن الوليد بحزم وقوة ، وشارك في فتوح العراق وشهد أكبر المشاهد فيها كالقادسية ، وشارك في فتوح الشام وشهد اليرموك ، كما شارك في فتوح مصر ، كما كان صاحب مواقف ثابتة ومعروفة في فتنة الصحابة ، ونحن لسنا بصدد بيان تفاصيل تلك المشاركات ، وتوثيق المصادر التي نقلت مشاركة القعقاع فيها ، فذلك شأن آخر محله الدراسات المتخصصة التاريخية ، ولكننا نود أن نشير هنا إلى جوانب من شخصيته يمكن أن تساعد الباحث على بغيته منها .
    رابعا : الثناء عليه لشعره
    ومن أهم جوانب شخصية القعقاع أيضا الشاعرية ، فقد امتلأت بطون كتب التاريخ شعرا من شعره ، وكان المؤرخون يأخذون تفاصيل الأحداث من وصفه الدقيق لمجريات المعارك .
    يقول الباحث عبد الباسط مدخلي :
    " يعتبر القعقاع بن عمرو التميمي من الفرسان الذين قالوا الشعر ، ولم يذكر المؤرخون شيئا عن شعره قبل الإسلام ، وإنما اتفقوا على قوله الشعر بعد إسلامه .
    وكان القعقاع من أولئك المتحمسين للفتوحات الإسلامية ، ووجد فيها ضالته عندما اشترك فيها ، وكان له تأثير كبير جعله يقرض الشعر في المعارك والحروب الإسلامية .
    ويعد شعره وثيقة تاريخية بالغة الأهمية ، حيث لم يترك معركة اشترك فيها إلا وصورها بشعره تصويرا دقيقا ، يتفق مع الأحداث التاريخية اتفاقا تاما ، ويشيد فيه ببطولته وبطولة إخوانه المسلمين وبلائهم في هذه الفتوح ، حيث نراه قد قرض الشعر في أكثر المعارك التي اشترك فيها في بلاد فارس...ويكاد يكون القعقاع أكثر شعراء الفتوح شعرا ، فله في كل معركة ، وفي كل موقف ، مقطوعة شعرية أو أكثر ، على حسب أهمية الحدث...وأكثر ما يتناول في شعره عبارات الجهاد ، والإيمان بالله ، وطلب الشهادة التي كان يتمناها ، وهو يرجو بذلك وجه الله وجنته التي أعدها للذين يجاهدون في سبيله ، منطلقا في ذلك من قوله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) آل عمران/142" انتهى من " القعقاع بن عمرو التميمي ودوره في الفتوح الإسلامية وأحداث عصر الراشدين " – رسالة ماجستير في التاريخ الإسلامي – جامعة أم القرى . (ص/87-88)

    خامسا : الجدل في حقيقة وجود هذه الشخصية
    لعل أقدم المصادر التي توسعت في الإخبار عن شخصية القعقاع بن عمرو هو الواقدي في كتابه " فتوح الشام "، وأيضا كتب سيف بن عمر الضبي ، ثم تتابعت على ذلك معظم كتب التاريخ الموسعة .
    وذلك ما قاد – في ظننا - إلى جدل واسع في عصرنا الحاضر عن حقيقة هذه الشخصية ، ما بين منكر لوجودها ، ومثبت لها .
    والحق يقال : إن أخبار القعقاع بن عمرو وسيرته الجهادية لا نكاد نقف عليها إلا من خلال كتب سيف بن عمر الضبي التميمي والواقدي ، وقد سبق بيان كلام النقاد فيهما وأن كلا منهما متروك الحديث لا تقبل رواياته الحديثية .
    ولكن هل تقبل رواياتهما التاريخية ؟
    ذهب المتأخرون من المحدثين إلى قبول ما يحكيانه على سبيل التاريخ والأخبار ، ولكن بشرطين اثنين :
    1- أن لا تتعارض مروياتهما التاريخية مع التاريخ الثابت بالأسانيد والأخبار الصحيحة .
    2- أن لا تشتمل هذه الأخبار على الأحكام الشرعية والمسائل العلمية .
    فإن تم هذان الشرطان فلا يجد العلماء غضاضة في حكاية كلام كل من سيف بن عمر والواقدي ، ونقل أخبارهما .
    لذا يقول الحافظ الذهبي رحمه الله – في سيف بن عمر - :
    " وكان إخباريا عارفا " انتهى من " ميزان الاعتدال "
    ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
    " ضعيف الحديث ، عمدة في التاريخ " انتهى من " تقريب التهذيب " (262)
    على أن الواقدي أحسن حالا بكثير من سيف بن عمر .

    رابعا : وفاته
    يقول الباحث عبد الباسط مدخلي :
    " لم نعد نجد للقعقاع بن عمرو بعد معركة صفين ذكر في المصادر أو مشاركة في الأحداث بعد هذه المعركة .
    وهناك اضطراب في تاريخ وفاته ، فالطبري يذكر أن معاوية بن أبي سفيان أخرج من الكوفة إلى إيليا بفلسطين قعقاع بن عمرو بن مالك في سنة (41هـ)
    فعلى ذلك تكون وفاته بعد سنة (41هـ)، ولم تذكر المصادر سنة وفاته بالتحديد ولا المكان الذي دفن به .
    ويذكر الزركلي أنه توفي نحو سنة (40هـ)، ولكنني أشكك في ذلك ؛ لأنه لم يستق ذلك من مصدر قديم ، وإنما بنى ذلك على عدم ذكر المصادر للقعقاع بعد معركة صفين ، فذكر أنه توفي نحو سنة (40هـ) " .
    انتهى من " القعقاع بن عمرو التميمي ودوره في الفتوح الإسلامية وأحداث عصر الراشدين " (ص/264)
    والله أعلم .

    https://islamqa.info/ar/170087



  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    مراد الشيخ الحويني في حديثه عن صحبة القعقاع بن عمرو

    السؤال
    سمعت مقطعا على اليوتيوب للشيخ أبو إسحاق الحويني يفيد بعدم وجود الصحابي الجليل القعقاع بن عمرو التميمي، وأن جميع أخبار هذا الصحابي الجليل هي من طريق سيف بن عمرو التميمي المتهم بالكذب ووضع الأحاديث، فأرجو إفادتي بهذا الشأن، وهل هذا الكلام صحيح؟ كما أرجو إفادتي عن الواقدي وهل كان متهما بوضع الأحاديث؟ أم أنه راو فقط؟ حيث يروي أن قاتل عثمان هو الصحابي عمرو بن الحمق من أهل بيعة الرضوان، وهل هو مثل الإمام الطبري أورد جميع الروايات ـ الغث منها والسليم ـ وترك التحقق على من يأتي بعده؟ وجزاكم الله خيرا.

    الإجابــة

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:


    فالقعقاع بن عمرو البطل المشهور، لم تثبت صحبته من طريق صحيحة، ولذلك قال ابن أبي حاتم في ترجمته في الجرح والتعديل: قعقاع بن عمرو، قال: شهدت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه سيف بن عمر، عن عمرو بن تمام عن أبيه عنه، وسيف متروك الحديث، فبطل الحديث، وإنما كتبنا ذكر ذلك للمعرفة. اهـ.
    وقد أخرج ابن السكن هذا الحديث ثم قال: سيف بن عمر ضعيف، ويقال هو القعقاع بن عمرو بن معبد التميمي. اهـ.


    كما نقله ابن حجر في الإصابة، يعني أنه على ضعف سيف في الرواة، فإن هذا الحديث يقال إن صوابه قعقاع آخر صحابي وهو القعقاع بن عمرو بن معبد! والمقصود أن هذا الحديث الذي يثبت صحبة القعقاع، إنما رواه سيف بن عمر وحده، وهو متروك الحديث عند ابن أبي حاتم.


    وقال عنه ابن حجر في التقريب: ضعيف الحديث، عمدة في التاريخ، أفحش ابن حبان القول فيه، اهـ.


    يعني أن ابن حبان رماه بوضع الحديث، ولذلك ذكر غير واحد من أهل العلم صحبة القعقاع بصيغة التمريض: يقال، وقيل، كما قال ابن عساكر في ترجمته من تاريخ دمشق: يقال: إن له صحبة، وكان أحد فرسان العرب الموصوفين وشعرائهم، شهد اليرموك وفتح دمشق وشهد أكثر وقائع أهل العراق مع الفرس، وكانت له في ذلك مواقف مشكورة ووقائع مشهورة. اهـ.


    وقال الذهبي في تاريخ الإسلام: قيل: إنه شهد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. اهـ.
    ولذلك أيضا ذكروه في رواة المراسيل، فقال العلائي في جامع التحصيل، وابن العراقي في تحفة التحصيل: القعقاع بن عمرو التميمي، قال الصغاني: في صحبته نظر. اهـ.
    وهذا ـ فيما نعتقد ـ هو مراد الشيخ الحويني، وهو الكلام في صحبة القعقاع، لا في وجوده وتاريخه وفضله!.


    وأما الواقدي: فهو من أوعية العلم في الأخبار والسير، ولكن روايته للحديث مردودة، قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: صاحب التصانيف والمغازي.. أحد أوعية العلم على ضعفه المتفق عليه. اهـ.


    وقال عنه ابن حجر في التقريب: متروك مع سعة علمه. اهـ.


    فليس حاله كحال الطبري، فالطبري صاحب تصانيف هو الآخر، ولكنه ثقة مقبول الرواية، وإنما يُردُّ ما يُسنِده من الأخبار والروايات بسبب ضعف رجال إسناده، لا بسببه هو، هذا مع تأخره عن الواقدي بقرن كامل، حيث مات سنة 310 هـ، وأما الواقدي فمات سنة 207 هـ.
    وأما عمرو بن الحمق الخزاعي، فقد ذكر غير واحد من المؤرخين تألبيه على عثمان ـ رضي الله عنه ـ حكى ذلك في ترجمته: ابن عساكر والمزي وابن حجر وغيرهم، وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى: كان فيمن سار إلى عثمان وأعان على قتله. اهـ.


    وقال ابن يونس في تاريخه: كان أحد من ألّب على عثمان بن عفان. اهـ.


    وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: كان ممن سار إلى عثمان، وهو أحد الأربعة الذين دخلوا عَلَيْهِ الدار فيما ذكروا. اهـ.


    وهذه الحكايات كما ترى مرسلة ليست مسندة ليمكن الحكم عليها صحة وضعفا! ثم إن التأليب عليه غير القتل والإعانة على القتل، فالله أعلم بحقيقة ذلك، وقد قال خليفة بن خياط في تاريخه: حدثنا عبد الأعلى بن الهيثم، قال: حدثني أبي، قال: قلت للحسن: أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين والأنصار؟ قال: لا، كانوا أعلاجا من أهل مصر. اهـ.


    وقال ابن كثير في البداية والنهاية: روى الحافظ ابن عساكر أن عثمان لما عزم على أهل الدار في الانصراف ولم يبق عنده سوى أهله تسوروا عليه الدار وأحرقوا الباب ودخلوا عليه، وليس فيهم أحد من الصحابة ولا أبنائهم، إلا محمد بن أبي بكر. اهـ.
    وراجع للأهمية في من شارك في الدماء التي جرت في الفتن التي حدثت في عهد الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ الفتوى رقم: 134800.
    والله أعلم.
    http://fatwa.islamweb.net/fatwa/inde...waId&Id=206797

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    بارك الله فيكم
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    مراد الشيخ الحويني في حديثه عن صحبة القعقاع بن عمرو

    وهذا ـ فيما نعتقد ـ هو مراد الشيخ الحويني، وهو الكلام في صحبة القعقاع، لا في وجوده وتاريخه وفضله!.
    لكن الشيخ أبا إسحاق - حفظه الله وشفاه - صرح بأنه لم يخلقه الله !
    فهو ينفي وجود شخصية القعقاع أصلا .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيكم
    وفيكم بارك الله أبا البراء .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    لكن الشيخ أبا إسحاق - حفظه الله وشفاه - صرح بأنه لم يخلقه الله !
    فهو ينفي وجود شخصية القعقاع أصلا .
    وكيف ذلك؟!
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    وكيف ذلك؟!
    الشيخ في مقطع فيديو معروف يقول القعقاع ليس له وجود، لم يخلق.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي


  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي


  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وجزاكم مثله .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •