بسم الله، أما بعد، فعذاب القبر من الغيبيات التي يجب على كل مسلم الإيمان به، ونحن أهل السنة والجماعة نؤمن بأنّ عذاب القبر واقع، على الكفار والمنافقين والمرتدين، وعلى المسلمين العصاة الذين ارتكبوا معاصيَ جعلها الله مما تورد عذاب القبر، مع تفاوت -بلا شك- بين عذاب الكافر وعذاب المسلم العاصي، وقد كان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يكثر من التعوّذ من عذاب القبر، وأمرنا بأنْ نتعوذ منه في كل صلاة .

وبخصوص هذا الموضوع، فخطر لي أنْ أفتتح هذه الزاوية؛ لأصحاب النباهة والفهم والذكاء والفقه والصفاء، بأنْ يحاولوا إيراد أدلّة لم ينتبه إليها العلماء الأقدمون، ولا بأس إنْ كان ذكرك لها على سبيل الظن؛ لصعوبة تقصي كتب العلماء، ولكن ابتعد عن الأدلة المشهورة؛ لأنّ هذا هو موضع بحثنا، وأرجو ألا تدخل في موضوعنا الروابط والإحالات، فإنما الموضوع هو موضوعك فشارك وجزاك الله خيرا .

ورقّم ما تراه دليلا على عذاب القبر متمشيا في ذلك مع الرقم السابق للمشاركة السابقة لزميلك أو لأخيك المسلم
وأبدأ بذكر هذا الدليل : (صحيح البخاري)
1- 6830 - حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن زبيد عن سعد بن عبيدة عن أبي عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه
: أن النبي صلى الله عليه و سلم بعث جيشا وأمر عليهم رجلا فأوقد نارا وقال ادخلوها فأرادوا أن يدخلوها وقال آخرون إنما فررنا منها فذكروا للنبي صلى الله عليه و سلم فقال للذين أرادوا أن يدخلوها ( لو دخلوها لم يزالوا فيها إلى يوم القيامة ) . وقال للآخرين ( لا طاعة في المعصية إنما الطاعة في المعروف )
[ ر 4085 ]