تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: ما معنى كلام سيبويه عن الفعل الذي لم يقع (آمرا : اذهب .. ومخبرا: يذهب)؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي ما معنى كلام سيبويه عن الفعل الذي لم يقع (آمرا : اذهب .. ومخبرا: يذهب)؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أشكل علي قول سيبويه في مستهل كتابه:
    "وأما بناء ما لم يقع فإنّه قولك آمِراً: اذهَب واقتُلْ واضرِبْ، ومخبراً: يَقْتُلُ ويَذهَبُ ويَضرِبُ ويُقْتَلُ ويُضرَبُ" .
    الكتاب لسيبويه (1/ 12)
    وسبب الإشكال مجيء يقتل ويذهب للمستقبل في حالة الإخبار
    فهل يقصد سيبويه -رحمه الله تعالى- المضارع في قولهم: يذهب زيد غدا. فيكون الفعل مستقبلا من ناحية وقوع الحدث في المستقبل مع كون بنائه في المضارع؟
    وقد يفهم كلامه على محمل آخر: إذ ربما يقصد أن الفعل الذي يبنى لما لم يقع نوعان: نوع يأتي بصيغة الأمر: اذهب, وهو الذي نسميه الآن المستقبل أو الأمر, ونوع يأتي بصيغة المضارعة: يذهب, وهو الذي نسميه الآن الفعل المضارع, وبذلك يكون المضارع عنده مما لم يقع بعد.
    فأي الفهمين أقرب لكلام سيبويه؟
    أم أن ثمة معنى آخر للكلام؟
    وهل أجد أحدا من النحاة شرح هذا الموضع من كلامه مفصلا؟

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    للرفع
    بارك الله فيكم

  3. #3

    افتراضي

    الفهم الثاني أقرب، فالمضارع في حالة الوقوع، ولم يقع بعدُ ...
    من أقوالي: ليس موضعُ الفائدة= مجالاً للتحقيق

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
    لعل الثاني أقرب .
    تعريف الفعل:
    أقدم ما بلغنا في تعريف الفعل مقالة سيبويه (183هـ)، في الكتاب. قال سيبويه في (باب علم ما الكلمُ من العربية ـ 2/ 1): "وأما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء، وبنيت لما مضى، ولما يكون ولم يقع، وماهو كائن لم ينقطع"، وأردف: "فأما بناء ما مضى فذهب وسمع ومُكث وحُمد، وأما بناء ما لم يقع فإنه قولك آمراً: اذهب واقتل واضرب، ومخبراً: يقتل ويذهب ويضرب ويُقتل ويُضرب، وكذلك بناء مالم ينقطع وهو كائن إذا أخبرت"، وختم كلامه فقال: "فهذه الأمثلة التي أخذت من لفظ أحداث الأسماء، ولها أبنية كثيرة، ستبين إن شاء الله".
    تعريف الفعل بالمثال : ونلحظ أن هذا التعريف إنما عقد على حد (المثال) إذ قال: "وأما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء". فالفعل، كما جاء، أمثلة اشتقت من لفظ أحداث الأسماء، أي المصادر. قال سيبويه: "الأحداث نحو الضرب والقتل والحمد". فمن هذه الأمثلة ما اشتق لما مضى، وهو الفعل الماضي، وما اشتق لما يكون ولم يقع، وهو فعل الأمر، وثالث اشتق لما هو كائن لم ينقطع، وهو المضارع، وكل مثال من هذه الأمثلة قد صيغ لزمن من الأزمنة.
    وممن جرى على منهاج سيبويه هذا في تعريف الفعل فاتخذ (المثال) حداً في التعريف كبير نحاة الأندلس أبو بكر محمد بن الحسن الزُبيدي الإشبيلي الأندلسي (379هـ). وقد عُرف نحاة الأندلس بسلوك طرائق النحاة المشارقة في كثير مما كتبوه في اللغة والأدب، وقد يستدركون عليهم شيئاً مما حققوه. فألَّف الزبيدي مختصر كتاب العين للخليل بن أحمد، وطبقات النحويين واللغويين بالمشرق والأندلس، وكتاب الواضح في العربية. وقد عكف على (الكتاب) مؤلف سيبويه فثقفه ومهره وأحصى مسائله واستقرى دقائقه، لكنه استدرك عليه بعض ما جاء فيه، في كتابه (الأبنية)، قال الزبيدي في كتاب الواضح: "اعلم أن جميع الكلم ينقسم إلى ثلاثة أقسام: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى. فالاسم.. والفعل قولك: ضرب وخرج وانطلق، ويضرب ويخرج، واضرب و اسمع، وما أشبه هذا"، فلم يزد في تعريف الفعل على أن جاء بأمثلة منه للماضي والمضارع والأمر.

    انظر : النحاة والقياس ( دراسات في النحو )
    لصلاح الدين الزعبلاوي
    مجلة التراث العربي - مجلة فصلية تصدر عن اتحاد الكتاب العرب - دمشق العدد 32 - السنة الثامنة - تموز "يوليو" 1988م - ذي القعدة 1408هـ.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    بارك الله فيكما
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مالك المديني مشاهدة المشاركة
    فمن هذه الأمثلة ما اشتق لما مضى، وهو الفعل الماضي، وما اشتق لما يكون ولم يقع، وهو فعل الأمر، وثالث اشتق لما هو كائن لم ينقطع، وهو المضارع، وكل مثال من هذه الأمثلة قد صيغ لزمن من الأزمنة.
    في كلام الزعبلاوي -رحمه الله- جعل (ما اشتق لما يكون ولم يقع) عند سيبويه فعل الأمر فقط, ولكن سيبويه مثل له بفعل الأمر: اذهب, والمضارع: يذهب. فما معنى ذكر المضارع هنا في حالة الإخبار؟

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    المشاركات
    808

    افتراضي

    بارك الله في الإخوان هذا نص ما قاله الأستاذ محمود شاكر رحمه الله في بيان هذه المسألة: "وعبد القاهر حكم حكما لم يبين لنا مأتاه ولا تفصيله حين قال: إن المعنى الذى جاء فى كلام سيبويه هو قولهم:"والفعل ينقسم بأقسام الزمان:ماض وحاضر ومستقبل" ثم قال:"وليس يخفى ضعف هذا فى جنبه وقصوره عنه"، ولم يزد على هذا شيئا. وقبل كل شئ فهذا الذى استضعفه الى جنب كلام سيبويه، إنما هو نص كلام أستاذه وإمامه الذى يغالى فى أستاذيته ويقدمه تقديما على سائر النحاة، أبى على الفارسى فى كتابه"الإيضاح" فى النحو، والذى عنى هو نفسه بشرحه شرحين:أحدهما كتاب "المغنى" وهو شرح مطول فى ثلاثين مجلدة، والآخر هو"المقتصد" وهو مختصر منه فى مجلدتين ولم أجد عبد القاهر فى المقتصد تعرض لنقد حد شيخه الفارسى ولا بين لنا عن وجه ضعفه أو قصوره، ووجدته صعبا عسيرا أن يدرك القارئ مأتى هذا الحكم وإن كان عبد القاهر قد قال إنه"ليس بخفى"، مع أنه خفى بلا شك فى خفائه. فرأيته واجبا أن أجتهد اجتهادا فى بيان مأتى هذا الحكم لكى يتضح لك معناه فى كلام عبد القاهر.(*). فسيبويه حين حد"الفعل" فى أول كتابه لم يرد أمثلته التى هى عندنا: فعل ماض نحو"ذهب" ومضارع نحو"يذهب" وأمر نحو"اذهب" بل أراد بيان الأزمنة التى تقترن بهذه الأمثلة كيف هى فى لسان العرب فجعلها ثلاثة أزمنة: فالزمن الأول هو المقترن بالفعل الماضى الذى يدل علي فعل وقع قبل زمن الإخبار به كقولك:"ذهب الرجل" ولكن يخرج منه الفعل الذى هو على مثال الماضى أيضا ولكنه لا يدل على وقوع الحدث فى الزمن الماضى نحو قولك فى الدعاء:"غفر الله لك" فإنه يدخل فى الزمن الثانى كما سأبينه بعد. وأما الزمن الثانى فهو الذى عبر عنه سيبويه بقوله بعد ذلك:"وما يكون ولم يقع" وذلك حين تقول آمرا:"اخرج" فهو مقترن بزمن مبهم مطلق معلق لا يدل على حاضر ولا مستقبل لأنه لم يقع بعد خروج ولكنه كائن عند نفاذ "الخروج" من المأمور به= ومثله النهى حين تقول ناهيا:"لا تخرج" فهو أيضا فى زمن مبهم مطلق معلق وإن كان على مثال الفعل المضارع فقد سلب الدلالة على الحاضر والمستقبل لأنه لم يقع ولكنه كائن بامتناع الذى نهى عن الخروج= ومثله أيضا فى مثال المضارع فى قولنا:"قاتل النفس يقتل، والزانى المحصن يرجم" فهما مثالان مضارعان ولا يدلان على حاضر ولا مستقبل وإنما هما خبران عن حكم ولم يقعا عند الإخبار بهما فهما فى زمن مبهم مطلق معلق وهما كائنان لحدوث القتل من القاتل عند القصاص وحدوث الزنا من الزانى المحصن عند إنفاذ الرجم= ويدخل فى هذا الزمن أيضا نحو قولك:"غفر الله لك" فى الدعاء وهو على مثال الماضى فإنك لا تريد إخبارا عن غفران مضى من الله سبحانه ولكن تريد غفرانا من الله يكون، ولكنه لم يقع بعد وترجو بالدعاء أن يقع. وأما الزمن الثالث فهوالذى أخبر عنه سيبويه بقوله:"وما هو كائن لم ينقطع" فإنه خبر عن حدث كائن حين تخبر عنه كقولك:"محمد يضرب ولده" فإنه خبر عن ضرب كائن حين أخبرت فى الحال ولم ينقطع الضرب بعد مضى الحال الى الاستقبال= ويلحق بهذا الزمن الثالث أيضا مثال الفعل الماضى كقوله تعالى:"وكان الله غفورا رحيما" فهو خبر عن مغفرة كانت ولا أول لها وهى كائنة أبدا لا انقطاع لها لأنها من صفات الله سبحانه هو الأول والآخر.
    وبهذا البيان الموجز الذى أرجو أن أكون قد وفقت فى بيانه يتبين لك صدق عبد القاهر= بلا إبانة كانت منه = فى الحكم على عبارة أبى على الفارسى بالقصور والضعف بجانب عبارة سيبويه الجامعة المانعة فإن أبا على الفارسى مع نصه فى عبارته على أقسام الزمان حيث قال:"والفعل ينقسم بانقسام الزمان: ماض وحاضر ومستقبل" فإنه أسقط الزمن الثانى كله وهو الزمن المبهم المطلق المعلق الذى دلت عليه عبارة سيبويه وكذلك فعل سائر النحاة فقد أسقطوا هذا الزمن إسقاطا كاملا ولم يعنوا به أى عناية فى حد"الفعل" فلم يذكروا بأى زمن يقترن فعل الأمر والنهى= ولم يذكروا اقتران هذا الزمن الثانى بالفعل المضارع= ولا اقترانه بالفعل الماضى= ولا اقترانه بالفعل الماضى أيضا فى الدعاء= ولم يذكروا فى حدهم هذا دخول الفعل الماضى فى الزمن الثالث زمن الفعل المضارع فى الحال والاستقبال كما مثلت. فأنت تراه عيانا الآن أن سيبويه قد استطاع فى جملة قصيرة لا تتجاوز سطرا واحدا استطاع أن يلم بجميع الأزمنة المقترنة بأمثلة الفعل دون أن يخل بشئ منها فهى جملة محكية شديدة الإحكام عجز النحاة من بعده أن يلموا بها فى حدودهم التى كتبوها عن حد الفعل فأى رجل مبين كان سيبويه.
    وأقول أنا: كان سيبويه رحمه الله حين كتب هذه العبارة وأمثالها فى كتابه فى قمة الصفاء وفى ذروة اليقظة تسمو به أنبل عاطفة من الوفاء لشيخه الخليل بن أحمدالفراهيدى (المتوفى سنة 175 أو قبلها) والذى مات ولم يجمع علمه المستفيض فى كتاب جامع فبعد موت الخليل=كما حدثنا بن على بن نصر بن على الجهضمى رواية عن أبيه= أن سيبويه لقى أباه على بن نصر بن على الجهضمى(المتوفى سنة 187) وهو قرين سيبويه فى الأخذ عن الخليل والاختصاص به فقال له سيبويه: "يا على تعال نتعاون على إحياء علم الخليل"=فتقاعس على(أى تأخر ولم يتقدم) وخذل سيبويه فيما أراده فحمى قلب سيبويه وعزم على أن ينفرد بإيحاء علم الخليل فانبرى بكل ما فى قلبه من الديانة والأمانة والحب والاخلاص مستقلا وحده بالعبء وحلق وحده كالعقاب فى جو العربية يجلى بعينيه النافذتين كل علم الخليل وغير الخليل وكل أساليب العربية وينقض على المعانى بضبط وإحكام كإحكام العقاب الصيود بكل ما فى قلبه من القدرة على الإبانة والقدرة على الاستبانة وهذا ظاهر جلى لمن يقرأ كتاب سيبويه بتذوق وتأمل وأناة ولكن أين هذا القارئ فمن أجل ذلك كان كتاب سيبويه بحرا زخارا لم يبلغ مبلغه فى الجودة والبيان عن معانى النحو نحوى واحد ممن جاء بعده وعب من عبابه وحق لعبد القاهر الإمام أن يجرى عليه مذهبه فى قضية"اللفظ والنظم" وأن يختار من عبارته عبارة مبينة جامعة ويجعلها قرينة لأشرف العبارات المبينة فى شعر الشعراء وفى كلام البلغاء كعلى رضى الله عنه والحسن البصرى رحمه الله.
    رسالة في الطريق إلى ثقافتنا.
    لم أنسخ كلام الأستاذ وإنما نقلته من منتدى آخر.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    3,205

    افتراضي

    بارك الله فيكم على هذا النقل الموفق
    الشيخ شاكر إذن يذهب إلى المعنى الثاني المذكور
    وهذا أقرب لسياق الكلام
    ومسألة الزمن في العربية وغير العربية فيها بحوث كثيرة لعلي أعود إليها لمزيد من التوضيح
    وعلى كلام الشيخ شاكر رحمه فإن الفعل الذي في بنية المضارع من جهة الإخبار مثل قوله تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن) والله تعالى أعلم

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •