الطريق الخامس- همام بن منبه عن أبي هريرةرواه معمر بن راشد في كتاب الجامع المطبوع مع المصنف لعبد الرزاق ت. حبيب الرحمن الأعظمي (10/ 445/ رقم19656/ أسماء الله تبارك وتعالى)، ومن طريقه مسلم ت. عبد الباقي (4/ 2062/ رقم2677/ ك. الذكر والدعاء، ب. في أسماء الله تعالى)، وأحمد ط. الرسالة (13/ 61/ رقم7623)، والبيهقي في الأسماء والصفات ت. الحاشدي (1/ 19/ رقم3/ باب عدد الأسماء).
كلهم من طريق معمرِ بنِ راشد، عَنْ أَيُّوبٍ، عن هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ به. وزاد فيه همَّامٌ عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ وِتْرٌ يُحِبُّ الْوِتْرَ».
وهذا إسناد صحيح: على شرط الشيخين.
لكن رواه البيهقي في الاعتقاد ت. أبو العينين (ص44/ ب. ذكر أسماء الله وصفاته)، وابن منده في التوحيد ت. الوهيبي والغصن (1/ 265/ رقم172/ذكر معرفة أسماء الله عز وجل الحسنة). من طريق معمر عن همامٍ به ولم يذكر أَيُّوبًا، وليس هذا من الاضطراب ولا من الاختلاف على الرواة؛ فإن معمرًا قد روى عن كل منهما (أيوب وهمام) وهو حافظ كبير إمام يحتمل منه تعدد الرواية عن الشيوخ.
الطريق السادس- الأعرج عبد الرحمن بن هرمز عن أبي هريرةرواه عن الأعرج اثنان: موسى بن عقبة[1] وأبو الزناد[2]
= فأما موسى بن عقبة فرواه عنه واحد هو زهير بن محمد رواه الطبراني في الأوسط ط. دار الحرمين (1/ 296/ رقم981) حدثنا أحمد[3] (مجهول الحال)، قال: نا عمرو[4] (صدوق له أوهام)، قال: نا زهير بن محمد (صدوق يخطيء ويخالف)، عن موسى بن عقبة به
إسناده ضعيف إن لم يكن ضعيفا جدا: فيه زهير بن محمد التميمي أبو المنذر الخراساني ضعيف، رواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضعف بسببها. وذكر البخاري عن أحمد قال: كأن زهيرا الذي يروي عنه الشاميون آخر، وقال أبو حاتم: حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه. وقال الذهبي: ثقة يغرب ويأتي بما ينكر.
قلت: قوله: (يغرب ويأتي بما ينكر) يدل على أنه ليس بضابط فالأَوْلَى أن يحمل قوله: (ثقة) على العدالة؛ أي أن المراد أنه عَدْلٌ صدوقٌ في نفسه ولكنه ضعيف من جهة ضبطه بسبب سوء حفظه؛ ليوافق كلام الأئمة فيه فتأمل، والله أعلم.
وقد ضعفوا رواية أهل الشام عنه كما سبق وهذه منها فإن الراوي عنه عمرو بنُ أبي سلمة وهو شاميٌّ دمشقيٌّ، كما أن عمرا هذا ضعيف أيضا، قال أبو حاتم: (لا يحتج به).
أقول: الظاهر أنه يعتبر به وفرْقٌ بين الاحتجاج والاعتبار كما هو معلوم.
وأما شيخ الطبراني (أحمد) فالذي يترجح لي أنه أحمد بن مسعود الخياط القرشي المقدسى الدمشقى؛ لأنه الذي يروي عن عمرو بن أبي سلمة ويروي عنه الطبراني كما ذكره ابن عساكر. وهو مجهول الحال لم يذكروا فيه جرحا ولا تعديلا.
وثمت آخرون يروون عن عمرو بن أبي سلمة كل منهم يسمى (أحمد) لكن لا يروي عنهم الطبراني منهم أحمد بن صالح المصري الحافظ، والزاهد أحمد بن أبي الحواري وهو أحمد بن عبد الله بن ميمون التغلبي أبو الحسن، وأحمد بن عيسى اللخمي التِّنِّيسيّ وهو متهم، وغيرهم.
إلا أن الطبراني قد روى المغازي عن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن البرقي، وأحمد هذا قد روى عن عمرو بن أبي سلمة ولكن الطبراني قد وهم في اسمه لأنه أخو شيخه عبد الرحيم بن عبد الله بن عبد الرحيم، فتوهم أن شيخه عبد الرحيم اسمه أحمد، واستمر على هذا يروي عنه ويسميه أحمد، وقد مات أحمد قبل دخول الطبراني إلى مصر بعشر سنين أو أكثر. فلهذا رجحت كونَ شيخِ الطبراني هنا أحمد بنَ مسعود الخياط المجهول فتأمل، والله أعلم.
[1] هو موسى بن عقبة بن أبي عياش الأسدي مولى آل الزبير ويقال مولى أم خالد بنت سعيد بن العاص زوج الزبير أدرك ابنَ عمر وغيرَه، ثقة فقيه إمام في المغازي.
[2] هو عبد الله بن ذكوان أبو عبد الرحمن الإمام أبو الزناد المدني مولى بني أمية وذكوان هو أخو أبي لؤلؤة قاتل عمر رضي الله تعالى عنه.
[3] الظاهر أنه أحمد بن مسعود الخياط القرشي المقدسى. قيل: إنه دمشقى. قال ابن عساكر: حدث عن عمرو بن أبى سلمة، روى عنه سليمان الطبرانى، انظر مغاني الأخيار في شرح أسامي رجال معاني الآثار (1/ 38)
أحمد بن مسعود المقدسى: قيل: إنه دمشقى. قال ابن عساكر: حدث عن عمرو بن أبى سلمة، روى عنه سليمان الطبرانى.
[4] هو عمرو بن أبي سلمة التنيسي بمثناة ونون ثقيلة بعدها تحتانية ثم مهملة أبو حفص الدمشقي مولى بني هاشم صدوق له أوهام من كبار العاشرة.
يتبع