هل ذكر أحد من العلماء معنى الطعون اصطلاحًا؟
هل ذكر أحد من العلماء معنى الطعون اصطلاحًا؟
السؤال عن معنى (الطعون) أم (الطاعون) ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله
يوجد للحافظ ابن حجر رحمه الله بذل الماعون
ورسالة صغيرة للشيخ مرعي الكرمي رحمه الله مخطوط بدار الكتب
هل تقصد مثلا : لجنة الطُّعُون ؟!
لابد من تحديد العلم الذي تريد اصطلاح علمائه في الطعون
فهناك الطعون في الفقه, كالطعن في باب الفروسية, والطعن في باب الأنساب, والطعن في باب الجروح والديات .. الخ
وهناك الطعون في الأحكام الوضعية, كالطعن على الأحكام, والطعن على الإجراءات .. وهكذا
فالطعن أو الطعون في قانون المرافعات: أن يرفع المحكوم عليه الحكم النهائي إلى محكمة النقض طالبا نقضه لأسباب ترجع إلى القانون لا إلى الوقائع. انظر امعجم الوسيط 558
وهناك لجنة الطعون النيابية: وهي التي تنظر في الاعتراض على عملية انتخابية. معجم النفائس الكبير 1154
بارك الله فيك أبا البراء
أرى -والله تعالى أعلم- أن كلمة "طعن" أو "طعون" لاتستخدم في الرد على الشبهات. بل تستخدم فيما هو محكم عند المسلمين، واضح جلي بل مقدّس. كالطعن في إعجاز القرآن، أوثبوت نبوة الرسول صلى الله عليه وسلّم، أوعدالة الصحابة وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم أونزاهة الأئمة الأعلام إلخ... ويرادفها لفظة "قدح".
ومن الأمثلة على ذلك :كتاب "تنزيه القرآن عن المطاعن" للقاضي عبد الجبار.
أما الشبهات والمذاهب المخالفة، فالمعروف في حقها استخدام كلمات مثل : نقض، دحض، دفع، رد، كشف، إزالة،درء، كسر... إلخ.
وكلامي -طبعا- يحتاج إلى الاستقراء كامل، لكن هذا ما ظهر لي من خلال النزر القليل الذي اطّلعت عليه.
وقد جاء في كتاب "دعاوى الطاعنين في القرآن الكريم في القرن الرابع عشر هجري" للعبد المحسن المطيري تعريف اصطلاحي للطعن في القرآن الكريم. قال في ص 26 : " الطعن في القرآن هو أحد مباحث علوم القرآن التي تبحث في الرد على من طعن في كتاب الله أو زعم تناقضه، أو إشكاله، والرد عليها بالأدلة الشرعية والعقلية والحسية." ثم أحال القارئ إلى برهان الزركشي وإتقان السيوطي.
والله تعالى أعلم.
وجدت العلماء يستخدمونها على معانٍ:
- منها القدح في الكلام، مثل طعون الكفار والمستشرقين في القرآن والأنبياء، كقولهم أما الشيعة فشعارهم الطعن في سائر الصحابة.
- ومنها الرد على الكلام.
- ومنها الاعتراض على الكلام.
- ومنها الشبهات التي تثار حول المخالف، كقولهم البحث في بطون الكتب عن طعون جديدة تطعن في صحابة رسول الله عليه وسلم.
- ومنها الغمز بغرض ستر محاسن المخالف، كقولهم الطعون المفتراة على الصحابة.
قال القرطبي تفسيره = جامع البيان ط هجر (7/ 105):
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مُجَاهِدٍ وَالْحَسَنِ أَنَّهُمَا كَانَا يَتَأَوَّلَانِ فِي ذَلِكَ بِمَعْنَى: وَاسْمَعْ غَيْرَ مَقْبُولٍ مِنْكَ. وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ مَعْنَاهُ لَقِيلَ: وَاسْمَعْ غَيْرَ مَسْمُوعٍ، وَلَكِنْ مَعْنَاهُ: وَاسْمَعْ لَا تَسْمَعْ؛ وَلَكِنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: {لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِم ْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ} [النساء: 46] فَوَصَفَهُمْ بِتَحْرِيفِ الْكَلَامِ بِأَلْسِنَتِهِم ْ وَالطَّعْنِ فِي الدِّينِ بِسَبِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
تفسير ابن أبي حاتم، الأصيل - مخرجا (3/ 967):
5405 - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، أَنْبَأَ سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي مُحَمَّدٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: كَانَ رِفَاعَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ التَّابُوتِ، وَكَانَ مِنْ عُظَمَاءِ الْيَهُودِ إِذَا كَلَّمَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوَى لِسَانَهُ وَقَالَ: أَرْعِنَا سَمْعَكَ يَا مُحَمَّدُ حَتَّى نُفْهِمَكَ، ثُمَّ طَعَنَ فِي الْإِسْلَامِ وَعَابَهُ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِمْ: {لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِم ْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ} [النساء: 46]