قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة - غفر الله له - في تعليقه على الرفع والتكميل ص 562 ( ضمن الاستدراكات التي وضعها في ذيل الكتاب ) :
فائدة وتكملة:
جرت عادة الإمام البخاري رحمه الله تعالى، في ((التاريخ الكبير)) : أن يقول غالبًا في آخر باب الاسم الواحد ، الذي أورد فيه المسمين به ، على تسلسل حروف الهجاء بالنظر لأسماء آبائهم : ( باب من أفناء الناس ) ، أو ( أفناء الناس ) ، أو( باب من أفناء الناس ممن لايعرف بأبيه ) .
ثم يورد فيه الراوي الذى عرف من اسمه ( محمد ) فقط كما في 1/1: 269 ، أو ( إبراهيم ) فقط كما في 1/1: 377 ، أو ( إسماعيل ) فقط كما في 1/1 : 378 ، أو ( إسحاق ) فقط كما في 1/1 : 406 ، أو ( الأسود ) فقط كما في 1/1: 450 . وهكذا في سائر الأبواب .
وتارة يكون مَن أورده في ( الأفناء ) واحدًا ، كما في 1/1: 378 و 406 ، وتارة يكون جماعةً من الرواة ، كما في مواضع كثيرة.
قال الجوهرى في (( الصحاح)) في فني : (( يقال : هو من أفناء الناس إذا لم يُعلم ممن هو )) . وفي ((لسان العرب )) في ( فني ) : (( ورجل من أفناء القبائل أي لا يُدرى من أي قبيلة هو )) . وفي (( النهاية)) لابن الأثير في ( فنا ) : (( وفي الحديث: رجل من أفناء الناس ، أي لم يُعلم ممن هو، الواحد : فِنْوٌ)) . انتهى .
وفي (( صحيح البخاري)) في أول باب من كتاب الجزية 6 : 258 ((... قال جُبير بن حية: بعث عمرُ الناسَ في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين ... )).
قال الحافظ ابن حجر في (( فتح الباري )) 6 : 264 (( الأفناء بالفاء والنون، ممدود، جمع فنو بكسر الفاء وسكون النون ، يقال : فلان من أفناء الناس إذا لم تعين قبيلته)) . انتهى .
و( باب الأفناء ) هذا عند البخاري : غير ( باب الواحد ) ، فإن ( باب الواحد ) هو لمن جاء اسمه علي صيغة مفردة ، لا مشارك له فيها من الرواة ، مع معرفة نسبه وشيوخه والرواة عنه ، أما ( باب الأفناء ) فهو شيء آخر كما بينته آنفا ، وهو الذي يعبر عنه ابن أبي حاتم في ( الجرح والتعديل ) بقوله 1/1 : 149 ( باب تسمية إبراهيم الذين لاينسبون ) ، 1/1: 250 ( باب اسماعيل الذين لاينسبون ) ، 1/1: 238 ( تسمية إسحاق الذين لاينسبون ) ، 1/1 : 262 (باب تسمية أيوب الذين لم ينسبوا ). وهكذا.اهــ