تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الفروقُ بين جهود العلماء المحققين، وتحقيق النُّسَّاخ والورّاقين

  1. #1

    افتراضي الفروقُ بين جهود العلماء المحققين، وتحقيق النُّسَّاخ والورّاقين


    الفروقُ بين جهود العلماء المحققين، وتحقيق النُّسَّاخ والورّاقين



    الحمدُ لله وحده، والصلاةُ والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعد:

    فقد يسّر الله أسباباً لحفظ هذا الدين؛ منها ما نلمسه ويُدرك بالحس؛ ومنها ما لا ندركه، قال الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}[الحجر: 9]، عندما وجد حملة العلم من الحفاظ والعلماء والمحدثين والفقهاء، وظهرت حلق المشايخ، وكثرت مجالس العلم، وخُدمت بِنَسخ المؤلفات والكتب، ووفرة النساخ وانتشار المطابع ودور النشر، وغيرها من الأسباب التي هيأت لخدمة الشرع وحفظ الدين.
    وسنذكر أحد هذه الأسباب، فمع بدء جَمْعِ العِلْمِ في الوَرَقِ والكِتاب، وظُهورِ التأليفِ وانتشارِ التصنيف؛ كانت الحاجةُ ماسةً إلى مهنةِ النَّسْخِ؛ ليُنسَخَ العلمُ من صدورِ الرجالِ إلى الكتبِ؛ لحفظِهِ وتيسيرِ نقلِه ونَشْرِه، فاحتاجَ أهلُ العلمِ والراغبون في جَمعِ الكُتُبِ إلى مَنْ يَقُومُ بهذا العمل، وسُمِّيَ: النّسْخ، وفاعلُه: الناسِخُ، والجَمْعُ: نُسَّاخ، وما يُنْسَخُ يطلقون عليه: نُسْخَة بخطِّ فلان، أي: تُنْسَبُ للناسخِ.



    ويُدَوَّنُ الاسمُ على النسخة لأمور منها:
    - معرفة زمنِ النسخة.
    - تفاوت النُّسّاخ في جودة العملِ والأمانة عند النسخ.
    ومع بداية هذا العمل؛ لم يكن النسخُ مقصورًا على أحد-أو على فئة بعينها-؛ إذْ كان يَقُومُ بالنسخِ العالِمُ والخادِم، وكُلُّ من يجيدُ الكتابةَ يَنسخُ لنفسِهِ أو لغيره.
    ومع التوسعِ وزيادةِ الحاجةِ، والانشغالِ، والحرصِ على الأوقاتِ واستغلالها في الأهم والأكثر نفعًا؛ اتخذ بعضُ الناسِ ناسخًا وورّاقًا يساعده، ويقومُ بخدمته في جَمْعِ العلم، ومن ثمّ تَحَوَّلَ النسخُ إلى مهنةٍ مرغوبة، وتخصُّصٍ يُدِرُّ رِبحا، وأصبحَ عملاً لكثيرٍ من الناس، وانتشرت في بغداد والبصرة والكوفة والشام ومكة والمدينة ومصر؛ محلات النُسَّاخِ والورّاقين في الأسواق، يأتيها العلماءُ وغيرُهم ممن له حاجةٌ إلى كتاب، فيطلبُ الواحدُ منهم من الناسخ نسخةً من كتابٍ مُعيَّن يريده، فينجِزُ لهُ ما أراد مقابلَ أجْرٍ في زمنٍ معلوم.
    والنّسْخُ يكونُ بالمقابلةِ على النسخةِ الأصْلِ، وقد تكونُ النسخةُ الأصلُ ليست في المتناول؛ فيتم النسخُ عن نسخة (ش) عن نسخة ..وهكذا.
    وفي هذه الحال؛ ينبغي أن يُبَيَّنَ أنها منسوخة عن نسخة كذا.



    وكلما كانت النسخةُ أقربَ إلى الأصلِ؛ ساعدَ هذا الناسخَ على جودةِ العملِ، وجَعَلَ للنسخةِ قيمةً عند البيعِ والاقتناء.
    والنُسَخُ؛ منها الجَيّدُ ومنها الرديء، فتجدها تارةً جيدة، وتارة تكون رديئةً؛ تحتاج إلى مزيد جهدٍ وعملٍ مِن الناسِخ.
    ومما تقدم؛ نجدُ في مهنةِ النسخِ أمورًا منها ما له علاقة بالنسخة، ومنها ما له تَعُلُّقٌ بالناسخ، فالتفاوتُ في جودةِ النسخةِ من عدمها بحسْبِ ما ذُكِرَ وأشباهه.



    1- وهنا احتاج الناسُ إلى وصفِ النسخةِ، فقد تكون جيدة، وقد تكون رديئة الورق؛ قد أثّر فيها الزمن، وقد تكون ممهورةً بخطٍّ جميلٍ أو جيّدٍ مقروء، أو خطٍّ رديء.
    2- وأيضًا تمييز النساخ؛ وإلا لما وجدنا سِرَّ ذلك التنافس بين النُسَّاخ والورّاقين، فإنّ التفاوتَ في جودة الخط، وحضور الذهنِ عند المقابلة، والعرْض على الأصل ذاته أو على نسخةٍ عنه؛ يزيدُ العملَ جودةً، ويمنحُ النسخةَ أهميةً وقيمة.
    ولهذا كان النُسّاخُ على مراتب- كما هو في كل مهنة وصنعة- في ممارسةِ النَّسْخِ وضبطِ الكِتاب، ومعارضتِهِ مع أصْلٍ جَيِّدٍ أو نُسْخَةٍ قد قُوبِلَتْ على أصْل.
    والنُسّاخُ؛ منهم الثقةُ المتقِنُ، ومنهم من هو قليلُ الخطأِ، ومنهم من هو فاحشُه..
    فيهم الصادقُ الأمين، وفيهم المتَّهَمُ في دينِه، فليس هو من أهل الأمانة في النسْخ.



    إذا اتضحتْ صورةُ ما تقدّمَ ذكرُه نقول:
    هذا تاريخُ وسببِ ظهورِ من يُسَمّى بالورّاقِ والناسِخ، وقد اشتهروا وعُرِفوا بالوَرّاقِين والنُّسّاخ.
    ثمّ أصبحَ عملُ النساخِ والورّاقين معلومًا ومزدهرا، وغدا النسخُ مهنةً تدرُّ مالًا؛ وما زالت الحاجةُ إليها مستمرةً إلى عصرنا هذا.
    ولكن؛ هل اختفى النُسَّاخُ في عصرنا أم ماذا؟
    ولِمَ لا نجدُ لمصطلحِ (الناسخ) في زماننا هذا ذِكْرا؟!
    هل توقّفَ البحثُ عن مؤلفاتِ العلماءِ السابقين؟!
    هل انقطعَ عملُ استخراجِ كتب التراث من مظانها وإعادة نشرها بصورة جديدة مقروءة ؟!
    وهلوهل... وهل؟!
    هل توقفَ (النسخُ) حقيقةً ؟!



    فإذا لم يتوقف؛ ما اسم من يقوم باستخراج النُّسَخِ القديمةِ وتحويلها إلى نُسَخٍ (عصرية)؟



    الجواب:
    لم يتوقف شيء من هذا!
    ولكنْ؛ حصل استبدالٌ لوصفِ (الناسخِ) و(النُسّاخ) بـ(المحقِّق) و(المحققين) و(دُوْرِ النشر).

    مرحلةُ تطويرِ العنايةِ بمؤلفات السابقين واستبدال مصطلح (الناسخ) بـ(المحقق)




    معنى التحقيق والمحقق:

    أولاً: في كتب اللغة:



    - قال أبو منصور الأزهري في "تهذيب اللغة"(٣/ ٢٤٣): وقال شمر: حققت الأمر؛ إذا كنت على يقين منه.
    - وفي "اللسان" لابن منظور في مادة (حقق): وحقه يَحُقُّه حقاً وأحَقّه؛ كلاهما أثبته وصار عنده حقاً لا يشك فيه، وأحقّه صيره حقّاً، وحقّه وحقّقه؛ صدّقه. وحقّق الرجلُ: إذا قال هذا الشيء هو الحقُّ؛ كقولك: صدّق، ويقال: أحقَقْت الأمر إحقاقا؛ إذا أحْكَمته وصَحّحته .
    - وفي "تاج العروس" للزبيدي:
    وحققت الأمر: إذا تحققته وتيقنته؛ أي: وصرت منه على يقين .
    المحَقّقُ من الكلام: الرصين المُحكم النظم، .. قال رؤبَة: دعْ ذا وراجع منطِقاً محَقّقا.. والمحققُ من الثياب؛ المُحْكمُ النّسج..
    - وفي "المعجم الوسيط": حقق الأمر؛ أثبته وصدقه، يقال: حقق الظن وحقق القول والقضية والشيء والأمر؛ أحْكَمَه، ويقال: حقق الثوب؛ أحكم نسجه وكلام محقق؛ محكم الصنعة رصين.
    ثانياً: فالمراد بالتحقيق:
    إحكامٌ وتثبتٌ واتقانٌ قد يبلغ بصحته إلى اليقين في الأمر أو الصنعة أوالعمل الذي يقوم به.
    ثالثاً: ونخرج من التحقيق بأمور:
    1. التحقيق ملكة وقدرة تكون لدى من يحقق أمرا، يحسن العمل والتثبت والاتقان فيه، لتمكنه بعد دُرْبَةٍ وطول ملازمة لهذا العمل من إحكامه بالتحقيق، ويكون الموصوفُ [الملقب] بالمحقق؛ هو صاحب الملكة والقدرة على إحكام وتصحيح الشأن الذي يُعنى به.
    2. إن التحقيق معنى أعم؛ يدخل فيه كثير من الأمور، لا يحصر في عمل معين، فكل من حقق الاتقان والصحة في عمل ما؛ كان محققاً مميّزا في ذلكم العمل.
    3. مثال ذلك: دخول التحقيق في اتقان التعليم والتأليف والتدريس في البيئة العلمية. ومنه دخول معنى التحقيق في عملية الإتقان والتثبت من صحة الأمر وإحكامه؛ عند الحكم على الأحاديث؛ بصحة النسبة إلى الرسول ﷺ من عدمه.
    4. ومثاله أيضا: دخول التحقيق في دقة واتقان وصحة عمل النساخ، ولذا يسوغ أن يُعد الناسخ المتقن لصنعته ناسخاً محققا.
    5. فالناسخ محقق من جهة إحكام النسخ، وضبط النص واتقانه.
    6. والعالم محقق من جهة إحكام العلوم الشرعية وبلوغ منزلة الصحة واليقين فيها.
    7. وليس كل محقق يكون عالما شرعيا أو ناسخا ضابطا متقنا لنسخ المخطوطات وتصحيحها.
    8. ما عمل الناسخ والمحقق؟
    الناسخ المحقق يقوم بعمل نسخة مشابهة -أو مقاربة جدًّا- للنسخة القديمة، رغم فارق الزمن بين عمل الناسخ وعُمرِ النسخة. وعملُ النساخِ والمحققين؛ لا يستغني عنه العلماءُ ومن له عنايةٌ بالعلم. ولا يخفى أنّ جهدَهم عملٌ مُسانِدٌ وخادِمٌ للعلماءِ في التدريس والتأليف.
    9. وبما أن التحقيق: إحكام الشيء، والتثبت والتيقن من صحته، فقد وجدنا النساخ المتأخرين يضفون على أنفسهم لقب المحقق؛ لأنه صحح النص وتيقن من موافقته للنسخة الأصل أو غيرها.
    وهذا المبحث يكشف الغطاء عن الناسخ الذي أحكم شأنه وأتقنه؛ ولقب بـالمحقّقِ لما تقدم من تعريف وبيان.
    ودفعًا للغلطِ، ورفعًا للبْسِ عند بعضِ الناسِ؛ ننبِّهُ إلى التفريقِ بين العالمِ المحقق والناسخ المحقِّق:
    أولاً: فالعلومُ الشرعيةُ معروفةٌ -عقيدةً وفقهًا وحديثا وغيرها، علوم غيبيات وعلوم عبادات، علومًا علمية وأخرى عملية-.
    ولا نَعْلَمُ أنّ النَّسخَ أو التحقيق-بهذا المفهوم-؛ قسيمٌ للعلوم الشرعية.
    مَثَلُهُ كمَثَلِ صاحبِ المطبعةِ الذي يقومُ بطباعةِ المصحف (القرآن) أو طباعة صحيح البخاري، يمارس مهنته..
    فهل يُعَدُّ هذا من العلماء؟!
    وهل الطباعة تعتبرُ علمًا شرعيّا؟!
    كلاّ...
    ولا ينازِعُ في ذلك أحدُ العقلاء..
    وهكذا النسخ والتحقيق، لا يُعدُّ من العلوم الشرعية، ولا النساخ=المحققون يعدّون في زمرة علماء الدين والشريعة.
    ثانياً:
    1- من تتبَّعَ سِيرَ العلماء والمجددين في كل القرون؛ لن يجدَ عالِمًا مجدِّدًا جعل جلّ وقته وهمه للنسخ أو اتخذُ النَّسْخَ مهنةً يقصر جهده ودعوته على ذلك-.
    2- العالمُ هو المعلِّم الذي يجلس للتعليم والتدريس والتأليف والإفتاء.
    3- الناسخ أو المحقق لا يجلس لتعليم العلم، ولا يجلس للتأليف والتصنيف المستقل، ولا يجلس للإفتاء، وإنما همّه استخراجُ نسخةٍ تُبعث في ثوبٍ جديد، ويعتني بها ضبطًا ومعارضةً على نسخةٍ ليست في متناول أيدي الناس، فتخرج وينتفع أهل العلم بها قراءةً وتدريسًا ومصدرًا من مصادر التأليف وغيره.
    4- ومما تنبغي معرفتُه؛ أنّ الناسخَ والمحققَ -لمهارته وتمكنه في مهنته-؛ يأتي إليه كلُّ من أراد نسخَ كتابٍ - يغضّ الطّرف عن محتوى الكتاب المراد نسخه-، فلا يقتصر في عمله على نسخ كتب العلوم الشرعية، بل تجد بعض النساخ، ينسخ لأهل العلم؛ العلوم الشرعية ولغيرهم؛ فتنسخ كتب اليونان، وكتب النصارى، وكتب الفلاسفة، وغيرها من كتب أهل الضلال؛ كالجهمية والمعتزلة والرافضة والخوارج وغيرهم.

    هل الاشتغال بمهنة النسخ والتحقيق يورث عِلمًا؟

    إنّ الاشتغالَ بالنسخِ وضبطِ النصوص والألفاظ، وترميم النسخة القديمة وإخراج نسخة عصرية سهلةِ التناول والتداول؛ عملٌ مفيد، ولكنّ الاقتصارَ عليه، وحصرَ الجهد فيه؛ لا يُكْسِبُ الأمَّةَ طالبَ علْمٍ شرعي؛ لأسباب:
    1- إنّ الأصلَ وغالب عمل هؤلاء النُساخ؛ اتخاذُ تحقيق المخطوط ونسخه عملا ومهنة؛ دون وجود غاية علمية شرعية أخرى.
    2- كما أنّ هذه المهنة تَأكلُ عُمرَ الناسخِ المحقق، وتأخُذُ جُلَّ وقته، فلا يجد متسعًا للاستفادة والانتفاع.
    3- قد تَعْلَقُ في ذهنِ الناسخ المحقق نتفٌ وفوائد بحسب عمله، ويكون لديه شيء من المعرفة؛ لكن هذا لا يعدّ عِلما، ولا يجعله مؤهَّلًا للتعليم والتأليف والتصنيف والإفتاء ونحوه.
    4- العلم لا يؤخذ بهذه الطريقة من امتهان نسخ الكتب ونحوه- بل من مجالس العلم، والأخذ عن العلماء.
    5. هل تجتمع مهنة الناسخ والعلم؟
    والجواب: هذا يحدث نادراً، ولكن عليه أن يأخذ العلم وفق أصوله المعروفة قدر المتاح، ويعرف قيمة الزمن، ويغنم مجالسة أهل العلم.
    وفي "الصحيحين" من حديث معاوية رضي الله عنه، قال: قال رسول الله ﷺ: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".
    6- ومِن العلماء الذين نَسخوا بأيديهم؛ العلامة أحمد شاكر، والعلامة ناصر الدين الألباني، وقد كانا عالمين ولم يتخذا النَّسخ مهنة.
    7- لا ينبغي لأحد النساخ والمحققين أن يجعل عالمـًا استنسخ لنفسه كتابًا ليعتني به، كالشيخين أحمد شاكر وناصر الدين الألباني، في زمرة النُسّاخ، فإنهما عالمان أصالة قل نظيرهما، وجاء النسخ والتحقيق تبعا للعناية بمؤلفاتهما.
    8- نَذْكُرُ ذلك حتى لا يَغْتَرَّ بعض طلبة العلم بنقد المحققين من النساخ للمحققين من العلماء؛ ومثاله: عندما استدركَ أحدُ المحققين (النُساخ) على العلامة أحمد شاكر والعلامة ناصر الدين الألباني- وهما من أعلام أهل السنة وأصحاب الحديث-وقال: أختلفُ مع الألباني أو أحمد شاكر.
    فهل قوله: (اختلف) هو بدافعِ المخالفةِ في المشرَب، ويعودُ على أصلٍ من أصول السنة أو مسألة عقدية؟
    أم أنّ ذكر الاختلاف، والاتهام بالتقصير، يتعلق بمهنة النساخ؟!
    فإن كانت الأولى؛ فقد أقحم الناسخُ نفسه فيما لا يحسنه، وأصبح في موضع المتَّهم في دينه!
    وإن كانت الثانية؛ فإن الانتقاد ليس متعلقًا بالعلم؛ وإنما تعلق بحرفة النسخ وإتقانها ، وهذا-هكذا- لا يعدُّ نقدًا علميا، بل هو نقدٌ حرفي مهني-ينظر في صوابه وخطئه بحسب خبراء صنعة النسخ والتحقيق- ليس له أدنى تأثير في علم ومكانة العلماء. وإن كان الواجبُ ألّا يُذْكَرَ مثلُ ذلك في حقهما، كيلا يفهم منه اللمزُ بالشيخين، وحتى لا يلتبسَ الأمر على السامع والقارئ، وقد قيلت هذه الكلمة لغاية في نفس صاحبها -هداه الله -.
    ألا يعلم أولئك أن الوقيعة في أهل الحديث والأثر زلة لا تغتفر.
    9- وهذا لا يعني بأننا نُغفل الحواشي- وما فيها من جهد- التي أكثر منها النساخ المتأخرون، فإنْ كانت علمًا نافعًا؛ فتنسبُ لأصحابها.
    10- وكذلك؛ لا يَدْخُل في المبحث من استنسخ كتابًا لوضع إضافة علمية؛ ومن أمثلة ذلك:
    الحكمَ على أحاديث الأصل المنسوخ؛ بالصحة أو الضعف، أو يضيف المحقق شرحًا علميًّا في الحاشية، أو يستخرج المخطوط لنقده متنًا و نحو هذه الأعمال؛ فقد جمع بين تحقيق النسخ والتحقيق العلمي الشرعي، فلا يدخل مثل هؤلاء في تعريف: الناسخ المحقق الذي ذُكر في البحث.
    11. كل يُشكر على ما قدم لهذا الدين؛ من بدء مجالس العلم والفتوى والتأليف والكتابة وانتهاء بالنسخ والطباعة والنشر والسعي في التوزيع، مع الحذر في نشر ما لا خير فيه، وكانت المفاسد في نسخه وطبعه أعظم من المصالح ، وننبه بألا يتجاوز أحدٌ حدّه، ولاينال من عرض غيره إلا بالحق، ومعلوم أن : "المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور"، وهذا حديثٌ مروي عن رسول الله ﷺ، رواه مسلم في "صحيحه" من حديث عائشة رضي الله عنها.


    والحمد لله على فضله وإحسانه


    كتبه د. عبد العزيز بن ندى العتيبي
    ٩ صفر ١٤٣٧
    يوافق ٢٢/ ١١/ ٢٠١٥

    http://ahlalathar.com/play.php?catsmktba=184
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    535

    افتراضي

    مقال هادف ومفيد

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •