تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: فواللهِ ما آسى عليهم ولكن آسى على من أهلكوا

  1. #1

    افتراضي فواللهِ ما آسى عليهم ولكن آسى على من أهلكوا

    بسم الله الرحمن الرحيم
    من عبد اللطيف بن عبد الرحمن، إلى الإخوان المكرمين: محمد بن علي آل موسى، وإبراهيم بن راشد، وإبراهيم بن مرشد، سلمهم الله تعالى وتولاهم.
    سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

    فأحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو على نعمه. والخط وصل -وصلكم الله ما يرضيه. وسرنا سلامة من نحب ونشفق عليه. وما ذكرتم مما وقع فيه الناس من مداهنة المشركين، والإعراض عن دين المرسلين، فالأمر كما ذكرتم، أو فوق ما إليه أشرتم.
    وقد سبق مني لكم جواب، وأخبرتكم أن هذا من أكبر الوسائل وأعظم الذرائع إلى ظهور الشرك، ونسيان التوحيد. وأن من أعظم ذلك وأفحشه ما يصدر من بعض من يظنه العامة من أهل اعلم، وحملة الدين، وما يصدر منهم من التشبيه، والعبارات التي لم يتصل سندها، ولم يعصم قائلها، وبهذا ونحوه اتسع الخرق.

    وفي حديث ثوبان: "وإنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين"
    وهو يتناول من له إمامة، ممن ينتسب إلى العلم والدين، وكذلك الأمراء وأبيات عبد الله بن المبارك
    معلومة لديكم في هذين الصنفين، أعني قوله:
    وهل أفسد الدين إلا الملو *** ك وأحبار سوء ورهبانها
    وفي مثل هؤلاء قال قتادة: فوالله ما آسي عليهم، ولكن آسي على من هلكوا.

    أو كما نقلتم عن بعضهم، أنه زعم أن الشيخ الوالد -قدس الله روحه ونور ضريحه أفتى فيمن يسافر إلى بلاد المشركين، بأن غاية ما يفعل معه، هو الهجر وترك السلام بلا تعنيف ولا ضرب. وهذه غلطة من ناقلها، لم يفهم مراد الشيخ إن صح نقله، ولم /يدر/ مايراد بها. وهذا النقل يطالب بصحته أولاً، فإن ثبت بنقل عدل ضابط، فيحمل على قضية خاصة، يحصل بها المقصود بمجرد الهجر، وهي فيمن ليس له ولاية، ولا سلطان له على الأمراء والنواب، ويترتب على تعزيزه الهجر مفسدة الافتيات على ولي الأمر والنواب، ونحو هذه المحامل.

    ويتعين هذا إن صحت، لأن هذا /ذنب/ قد تقرر أنه من الكبائر المتوعد صاحبها بالوعيد الشديد، بنص القرآن وإجماع أهل العلم، إلا لمن أظهر دينه، وهو العارف به، القادر على الاستدلال عليه، وعلى إظهاره، فإنه مستثنى من العموم. وأما غيره، فالآية تتناوله بنصها، لأن الإقامة تصدق على القليل والكثير

    فالكبائر التي ليس فيها حد، يرجع فيه إلأ الى ما تقتضيه المصلحة، من التعزير كالهجر والضرب، وقد يقع التعزير بالقتل، كما في حديث شارب الخمر، ( ... فإن شربها في الرابعة فاقتلوه).

    وقد أفتى شيخ الإسلام بقتل من شرب الخمر في نهار رمضان، /إذا/ لم يندفع شره إلا بذلك

    وأفتى بحل دم من جمز إلى بلاد التتار، وكثر سوادهم، وأخذ ماله
    وكل هذا من التعازير التي يرجع فيها إلى ما يحصل به درء المفسدة، وحصول المصلحة، وأفتى في التعزير في أخذ المال إذا كان فيه مصلحة.
    وقد عرفتم أن أكبر المصالح، منع هذا الضرب بأي طريق، وأنه لا يستقيم حال وإسلام لمن ينتسب إلى الإسلام، مع المخالطة والمقارفة الشركية، لوجوه
    (منها) : عدم معرفة أصول الدين وأحكام الله في هذا ونحوه
    (ومنها) : العجز عن إظهاره لو عرفوه
    (ومنها) : أن العدو محارب، قد سار إلى بلاد المسلمين، واستولى على بعضها، فليس حكمه كحكم غيره، بل هذا، جهاده يجب على كل أحد فيض عين، لا فرض كفاية، كما هو منصوص عليه
    (ومنها) أن تلك البلاد ملئت بالمشبهين والصادين عن سبيل الله ممن ينتسب إلى العلم، ويسمون أهل التوحيد الغلاة، كما سماهم إخوانهم خوارج.
    والهجرة لها /مقصودان/:
    الفرار من الفتنة وخوف المفسدة الشركية
    والثاني: مجتهدة أعداء الله، والتحيز إلى أهل الإسلام.
    وقد كانت شرطاً في أول الإسلام مع ضعف المسلمين، وخوف المشركين، وشدة بأسهم، وكثرة الأسباب الداعية إلى الفتنة، والسر فيها لا يهدر ولا يطرح في كل مقام، لا سيما والمقارف لهذا الفعل /وغيره/ من الأفعال الموجبة للردة كثير جداً.

    فالنجا النجا والوحى الوحى قبل أن يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً، ولعل الله أن يمن بخط مبسوط يأتيكم بعد هذا، فيه التعريج على كل شيء من نصوص أهل العلم، وبيان كذب هذا المفتري على الشيخ. وأهل المذهب لا يختلفون في أن حكم الإقامة، يمنع منه من عجز عن إظهار دينه.

    /و/ في الحديث: "ما ضل قوم بعد هدي كانوا عليه، إلا أعطوا الجدل"، [ومنعوا العمل] وما وقع فيه الناس، وابتلي به أكثر من ثلب بعض مشايخكم، فقد علمتم ما يؤثر عن السلف، أن علامة أهل البدع، الوقوع في أهل الأثر؛ وهؤلاء إذا قيل لهم هاتوا، حققوا، واكتبوا لنا ما تنقمون، وقروا الحجة بما تدعون، أحجموا عند ذلك، وعجزوا عم مقاومة الخصوم، ومتى يدرك الظالع شأو الضليع شعر:
    أماني تلقاها لكل متبر ... حقيقتها نبذ الهدى والشعائر
    وحسابنا وحسابهم على الله، الذي تنكشف عنده السرائر، وتظهر مخبئات الصدور والضمائر.

    وبلغوا سلامنا إخوانكم الذين جردوا متابعة الرسول، {وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً}، ولم ينتسبوا إلى قيس ويمن، كما وقع عندكم فيمن فرقوا دينهم وكانوا شيعاً. حمانا الله وإياكم، وثبتنا على دينه. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً

    "عيون الرسائل" (1/456- 457) بترقيم الشاملة
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2015
    المشاركات
    147

    افتراضي

    (وأنه لا يستقيم حال وإسلام لمن ينتسب إلى الإسلام، مع المخالطة والمقارفة الشركية، لوجوه
    (منها) : عدم معرفة أصول الدين وأحكام الله في هذا ونحوه
    (ومنها) : العجز عن إظهاره لو عرفوه
    (ومنها) : أن العدو محارب، قد سار إلى بلاد المسلمين، واستولى على بعضها، فليس حكمه كحكم غيره، بل هذا، جهاده يجب على كل أحد فرض عين، لا فرض كفاية، كما هو منصوص عليه،)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    النقل المذكور أعلاه في عين المسائل كما ذكر ، وهو أيضا ضمن "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية".

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •