اصطلح الشيعة المعاصرون على تسمية من ارتد عن دين الاسلام الى دين الرفض بالمستبصرين .
وذلك كرد فعلٍ حوزي على ظاهرة المهتدين من الشيعة الى دين الاسلام ومذهب اهل السنة و الجماعة .
---------------------
و الاستبصار مشتق من الابصار
و لا يستلزم الابصار الهداية ، فإن المرء قد يبصر الشيء و لكن لا يعمل به .
و لذلك وصف الله عز و جل الآيات التي جاء بها موسى عليه السلام الى فرعون و قومه بأنها مبصرة فقال تعالى :
{ فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (13)")سورة النمل - الآية ( 13) .
------------------------------
أمَّا لفظ الاستبصار تحديداً فلم يرِد في القرآن الكريم إلاَّ في آية واحدة .
و العجيب ان استعمال ذلك اللفظ في تلك الآية كان للتعبير عن أحوال أممٍ عرفت الحق و أبصرته ، و لكنهم آثروا الضلالة على الهدى ، و الباطل على الحق ، و الكفر على الاسلام . و تلك الآية هي قوله تعالى :
{ وعادا وثمود وقد تبين لكم من مساكنهم وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين } سورة لعنكبوت ـ 38 .
فبين الله عز وجل بتلك اللفظة ان الحق كان قد اتضح لعاد وثمود ، و أنهم اختاروا الضلالة على علم وبصيرة .
---------------------------------------
أما ترى أن الله عز و جل أخبر عن فرعون و قومه أنهم اختاروا الضلالة على علم وبصيرة ، بدليل قوله تعالى :
( وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْ هَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14) } سورة النمل - الآية ( 14) .
و لذلك وصف الله عزوجل ـ في الآية السابقة لها ـ الآيات التي جاء بها موسى بأنها مبصرة فقال تعالى :
{ فَلَمَّا جَاءتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ (13)")سورة النمل - الآية ( 13) .
============================== =
ثم اقرأ تفاسير الشيعة أنفسهم لتلك اللفظة القرآنية الكريمة تجد نفس المعنى .
يقول الطبرسي في "مجمع البيان" :
(«و زين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل» أي فمنعهم عن طريق الحق «و كانوا مستبصرين» أي و كانوا عقلاء يمكنهم التمييز بين الحق و الباطل بالاستدلال و النظر و لكنهم أغفلوا و لم يتدبروا و قيل معناه إنهم كانوا مستبصرين عند أنفسهم فيما كانوا عليه من الضلالة) .