وهل يسلم من ابتدع عن اعتقاد فضيلة أو مشروعية؟؟؟
####
إن كنت تقصد بالمبتدع مَن يخصّص العبادات بالاستحسان فهو لا يُسمّى مبتدعًا أصلًا .. ولا شيء يمنع من إمكانية تخصيص العبادة بالاستحسان دون اعتقاد الفضيلة والمشروعية .. وقد فعله الصحابة ومَن بعدهم.
-------
إن كنت تعني بالاستحسان هو العدول بالمسألة عن نظائرها في الحكم لدليل معتبر من كتاب او سنة فنعم، وإن كنت تعني به هو ما يستحسنه المجتهد بعقله فظاهرٌ بطلانه، وبه يُفتح باب الإحداث والابتداع في الدين، وهل دخلت البدعُ على أمتنا إلا من هذا الباب.
####
ما أقصدُه بالاستحسان هو ما ذكرتَه ثانيًا، واللوازم التي ذكرتها ليست صحيحة، فالدين محفوظ ما دام أنّ المخصّص لا يعتقدُ الفضيلة والمشروعية في تخصيصه العقلي، وقد فعله الصحابة ومن بعدهم ..
--------
وهو الذي قصده الإمام الشافعي بقوله: من استحسن فقد شرع.
####
لعل الإمام يقصد هنا : الاستحسان الذي يُخالف مقتضى الدليل، فإن قَصَد جميع صور الاستحسان فقوله محل نظر، وقد خالفه غيره من الأئمة .
-------
وأراك تدندن كثيراً حول مقصد المكلف من عمله، فإن لم يقصد أليس متشبها بمن قصد، و(من تشبه بقوم فهو منهم).
ألم ينه رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أخي المسلمَ عن أداء نافلةٍ قبيل غروب الشمس أو أثناء طلوعها لئلا يتشبه بمن يتوجهون إليها بالعبادة من عباد الوثنية؟؟.
#####
هذا قياسٌ مع الفارق .. الوثنيّون كانوا يصلّون عند غروب الشمس وطلوعها تعظيمًا لها .. فصار هذا الفعل علامةً عليهم ولذا نُهي المسلمون عنه .. أمّا تخصيص العبادة فبابه مفتوح وليس هو شعارًا لأحدٍ حتى نقول بأنّ المتشبّه فيه بأحد قد وقع في محرّم .. والتخصيص يحصُل ممّن يعتقدُ المشروعية ويحصُل من غيره وليس أحدهما متشبّهًا بالآخر .. ولو فتحنا هذا الباب في التحريم لأجل التشبّه لحرّمنا كثيرًا من المسائل التنظيمية .. فلا يجوز أن يُخصص ما بين المغرب والعشاء للمحاضرات والدروس لأنّه قد يكون تشبّهًا بمن يفعل ذلك اعتقادًا لفضيلتها في ذلك الوقت .. ولا يجوز تخصيص ما بعد العصر لتحفيظ القرآن لأنّه قد يكون تشبّهًا بمن يفعل ذلك معتقدًا فضيلة هذا الوقت .. وهلمّ جرًّا .
أريد الجواب عن السؤال التالي:
ما حكم من خصّص وقت الساعة التاسعة يوميّا لأداء ركعتي الضحى .. لأنّه الوقت الأنسب له في جدوله .. هل فعله بدعة أو لا . ولماذا؟