سلسلة سبيل المؤمنين وسبل الشياطين

المقال الأول:السنة والجماعة وحكم التمسك بهما

تعريف السنة؟


السنة لغة السيرة والطريقة
وفي الاصطلاح تختلف حسب كل فن وعلم
وفي اصطلاح علماء السلف السنة هي التمسك بما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الاعتقاد والأعمال والأقوال،أو هي الإسلام بفهم النبي وأصحابه فالسني هو المتمسك بالأثر الذي ورد عن النبي وصحابته في فهم الدين.
قال الإمام البربهاري في أصول السنة(اعلموا أن الإسلام هو السنة، والسنة هي الإسلام، ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر.)الأصل الأول


ما هي الجماعة؟


أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم: عن أمة موسى عليه السلام: (أنهم اختلفوا على إحدى وسبعين ملة، كلها في النار إلا واحدة)، وأخبرنا عن أمة عيسى عليه السلام أنهم (اختلفوا عليه على اثنتين وسبعين ملة، إحدى وسبعون منها في النار وواحدة في الجنة) قال صلى الله عليه وسلم: (وتعلو أمتي الفريقين جميعا تزيد عليهم فرقة واحدة، ثنتان وسبعون منها في النار وواحدة في الجنة )ثم إنه سئل صلى الله عليه وسلم: (من الناجية؟ )فقال في حديث: (ما أنا عليه وأصحابي)وفي حديث قال: (السواد الأعظم) وفي حديث قال: (واحدة في الجنة، وهي الجماعة)
فالجماعة هي السواد الأعظم والفرقة الناجية التي تسير على ما كان عليه محمد وأصحابه والجماعة هم محمد وأصحابه ومن كانوا كانوا على هديهم واتبعوهم بإحسان من علماء وعوام.


حكم التمسك بالسنة؟
التمسك بالسنة والجماعة بهذا المعنى ملزم لكل مسلم.
قال تعالى{ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا} [النساء: 115] فتوعد من خالف سبيل المؤمنين بالنار ولم يكن وقتها مؤمنين سوى الصحابة فدل ذلك على لزوم اقتفاء أثرهم وتتبع طريقتهم والسير على منهاجهم لمن أراد السلامة


{والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم (100) }التوبة
نعم إنهم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ومن اتبعهم ولكن ليس أي اتباع بل اتباع بإحسان هؤلاء هم من رضوا بالله وسلموا واتبعوا


{فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما هم في شقاق }البقرة
١٣٧
فإن آمنوا مثل إيمانكم وتوحيدكم وعقيدتكم فقد اهتدوا وإن تولوا فإنهم في فرقة وشقاق ومحاربة لله فنعوذ بالله من ترك سبيلهم.


قال رسولنا عليه الصلاة والسلام(فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين فتمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ)فقد أخبرنا نبينا بظهور الفراق والاختلاف والبدع وأمرنا أن نتمسك وقتها بسنته وسنة الخلفاء الراشدين من بعده وأن نعض عليها بالأضراس دلالة على وجوب شدة التمسك بسنته وسنة أصحابه غاية التمسك.


عن إبراهيم النخعي قال: (لو أن أصحاب محمد مسحوا على ظفر لما غسلته التماس الفضل في اتباعهم)الإبانة \٣٦١


عن ثابت بن محمد سمعت سفيان الثوري يقول( ينبغي للرجل أن لا يحك رأسه إلا بأثر)ذم الكلام


٣٢٨


وقال شريح القاضي: "إن السنة قد سبقت قياسكم، فاتبع ولا تبتدع، فإنك لن تضل ما أخذت بالأثر"شرح السنة (1/216).


قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل ( أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والاقتداء بهم)ص
٢٥


قال محمد بن الحسين الآجري: (علامة من أراد الله به خيرا: سلوك هذا الطريق , كتاب الله، وسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسنن أصحابه رضي الله عنهم ومن تبعهم بإحسان)الشريعة ١\٣٠١




عن أبي بن كعب , قال: «عليكم بالسبيل والسنة , فإنه ما على الأرض عبد على السبيل والسنة. وذكر الرحمن؛ ففاضت عيناه من خشية الله عز وجل فيعذبه.وما على الأرض عبد على السبيل والسنة وذكره في نفسه فاقشعر جلده من خشية الله , إلا حط عنه خطاياه كما تحات عن تلك الشجرة ورقها , وإن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل وسنة , فانظروا أن يكون عملكم إن كان اجتهادا أو اقتصادا , أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنتهم "أصول الاعتقاد ١\٥٤