الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
فقد وقفت قديماً على كلام للشيخ العثيمين رحمه الله فيه بيان أن الكعبة كانت قبلة الأنبياء جميعاً ، وأن التوجه لبيت المقدس هو من تحريف الدين عند الأتباع .
ثم وجدت ما يؤيد هذا من كلام الطبري رحمه الله ، حيث قال :
( فَولِّ وجهك شطرَ المسجد الحرام ) التي كانت الأنبياء من قبل محمدٍ صلى الله عليه وسلم يتوجَّهون إليها ، فكتمتها اليهودُ والنصارى ، فتوجَّه بعضُهم شرقًا ، وبعضُهم نحو بيتَ المقدس ، ورفضُوا ما أمرهم الله به ، وكتموا مَعَ ذلك أمرَ محمد صلى الله عليه وسلم ، وهم يجدونَه مكتوبًا عندهم في التوراة والإنجيل ، فأطلع الله عز وجل محمَّداً صلى الله عليه وسلم ، وأمَّتَه على خيانتهم اللهَ تبارك وتعالى ، وخيانتهم عبادَه ، وكتمانِهم ذلك ، وأخبر أنهم يفعلون ما يَفعلون من ذلك على علم منهم بأن الحق غيرُه ، وأن الواجب عليهم من الله جل ثناؤه خلافُه ، فقال : ( لَيَكْتُمُونَ الحقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) ، أنْ لَيس لَهم كتمانه ، فيتعمَّدون معصية الله تبارك وتعالى ,
" تفسير الطبري " ( 3 / 189 ) .
والذي فهمته من الحديث التالي أن الاتجاه لغير الكعبة كان من دينهم أصلاً :
والحديث هو :
" إِنَّهُمْ لَا يَحْسُدُونَا عَلَى شَيْءٍ كَمَا يَحْسُدُونَا عَلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا وَعَلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي هَدَانَا اللَّهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا وَعَلَى قَوْلِنَا خَلْفَ الْإِمَامِ " آمِين " .
فكما أن يوم السبت هو من دينهم : فكذا القبلة ، وهو ما يفهم من قوله " ضلوا " ، وإلا فلو كان تحريفاً للدين لكانوا ضالين أصلا ومزورين ، وهو ما يفهم من محبة النبي صلى الله عليه وسلم من التحويل عن بيت المقدس - قبلة اليهود - ، وهو ما يفهم من إنكار عمر بن الخطاب رضي الله عنه لكعب الأخبار عندما اقترح الصخرة مكانا لبناء بيت المقدس .
فالسؤال الأول :
هل ما فهمته صحيح ، وهل ثمة ما يؤيد قول الإمامين الطبري والعثيمين ؟
والسؤال الثاني :
من هم الذين اتجهوا في قبلتهم نحو " الشرق " ؟
وهل يتخيل وجود قبلة لها اتجاه واحد مع تعدد الناس في بقاع الأرض ؟
مسائل للمدارسة والمناقشة ، لعلنا نستفيد منها جميعاً .
وفقكم الله