من أوهام الحافظ ابن حجر رحمه الله فى "فتح البارى"
ـــــــــــــــ ـ
كتاب "فتح البارى" يعد كتاب نفيس لا غنى عنه لطالب العلم ، ولقد وصفه الشوكانى بقوله (لا هجرة بعد الفتح ) ،قال العلامة صديق خان فى كتاب "الحطة"(71/1):"ولذلك لما قيل لشيخ شيوخنا الكاملين مولانا محمد بن علي بن محمد الشوكاني أما تشرح الجامع للبخاري كما شرحه الآخرون من العلماء قال لا هجرة بعد الفتح يعني به فتح الباري للحافظ ابن حجر العسقلاني" أ.هـ
الا أنه قد صدق الحافظ ابن رجب الحنبلى رحمه الله حين قال فى كتابه "القواعد"(3/1):"ويأبى الله العصمة لكتاب غير كتابه" أ.هـ
وهنا بعض الأوهام التى وقع فيها الحافظ ابن حجر رحمه الله ننبه عليه :
أولا : قال الحافظ فى "الفتح"(239/1):" وقوله رؤيا الأنبياء وحي رواه مسلم مرفوعا"أ.هـ
قلت:
وهذا وهم من الحافظ رحمه الله ، فالحديث بهذا اللفظ لم يخرجه مسلم ،وانما رواه ابن أبى حاتم فى تفسيره(3221/10).
ثانيا :قال الحافظ فى "الفتح"(489/1):"لقوله في الحديث المشهور يعني الذي أخرجه أبو داود وغيره ترب وجهك"أ.هـ
قلت :
وهذا من أوهامه رحمه الله ، فالحديث لم يخرجه أبو داود بهذا اللفظ وانما أخرجه الترمذى فى سننه (491/1)وأحمد فى مسنده (325/44)والطبرانى فى "المعجم الكبير(324/23)والدولابى فى "الكنى (49/2)وابن عبد البر فى "الاستذكار (287/2)وأبو يعلى فى "مسنده(385/12)والبيهقى فى "السنن الكبرى (358/2)وابن حبان فى "صحيحه"(241/5).
ثالثا : قال الحافظ فى "الفتح"(!29/3):"ولم أر في شيء من الروايات بعد قوله سبعا التعبير بأكثر من ذلك إلا في رواية لأبي داود وأما ما سواها فإما أو سبعا وإما أو أكثر من ذلك " أ.هـ
قلت :
وهذا من أوهامه رحمه الله، فرواية(سبعا، أو أكثر من ذلك ) وردت فى صحيح البخارى(74/2) :" وقالت: إنه قال: «اغسلنها ثلاثا، أو خمسا أو سبعا، أو أكثر من ذلك"أ.هـ
على أية حال هذا لا يقلل من قدر الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ، وقد صدق الحافظ الناجى حين قال رحمه الله فى كتابه "عجالة الاملاء "(139/1):"ولا يظنن ظان بتنبيهي على ما هفا به الخاطر نسياناً، أو جرى به القلم طغياناً. أن ذلك نقص في الكتاب، أو في المصنف، أو قصدي به التثريب كلا، فإن الكامل من عُدت سقطاته، وُحدت غلطاته" انتهى كلامه ...هذا والله الموفق والهادى الى سواء السبيل.