تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: سؤال عن حديث (ثلاث من الجفاء)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    227

    افتراضي سؤال عن حديث (ثلاث من الجفاء)

    سئل الشيخ أبو إسحاق الحويني – حفظه الله – عن حديث ( ثلاث من الجفاء : أن يبول الرجل قائمًا ، أو يمسح جبهته قبل أن يفرغ من صلاته ، أو ينفخ في سجوده ) ، فقال :
    لا يصحُّ مرفوعًا .
    أخرجه البخاري في ( التاريخ الكبير ) (2/ 1 / 496) ، وابن قانع في ( الفوائد) (ق3/ 2- 4 / 1) ، والطبراني في ( الأوسط ) (ج2 / ق69 / 2) ، والبزار (ج1 / رقم 547) ، من طريق سعيد بن عبيد الله ثنا ابن بريدة ، عن أبيه مرفوعًا فذكره ، ولم يذكر الطبراني النفخ في السجود ، وزاد الخاري من رواية نصر بن علي عن سعيد : ( أربع من الجفاء … وأن يسمع المنادي ، ثم لا يتشهد مثل ما يتشهد ) .
    قال البزار : ( لا نعلم رواه عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، إلا سعيد ، ورواه عن سعيد ، عبيد الله بن داود ، وعبدالواحد بن واصل ) .
    وقال الهيثمي في ( المجمع ) (2/ 83) : ( رجال البزار رجال الصحيح ) ، وتوسع البدر العيني في الحكم ، فقال في ( عمدة القاري) (3/ 135) : ( إسناده صحيحٌ ، وقول الترمذي يُردُّ ) .
    قلتُ : وقول الترمذي أن حديث بريدة غير محفوظٍ ، هو الصوابُ عندي كما يأتي ، أما البدر العيني ، رحمه الله ، فجرى على ظاهر السند ، وخفيت عليه العلة الحقيقة .
    قال المباركفوري في ( تحفة الأحوذي) (1/ 68) يردُّ على البدر العيني : ( الترمذي من أئمة هذا الشأن ، فقوله : حديث بريدة غير محفوظ يعتمد عليه ، وأما إخراج البزار حديثه بسندٍ ظاهرة الصحة فلا ينافي كونه غير محفوظ ) . اهـ .
    أمَّا علة الحديث ؛ فهي المخالفة ، فقد خولف سعيد بن عبيد الله فيه ، فقد خالفه قتادة ، فرواه عن ابن بريدة ، عن ابن مسعود ، أنه كان يقول : ( أربع من الجفاء : أن يبول الرجل قائمًا ، وصلاة الرجل والناس يمرون بين يديه ، وليس بين يديه شيءٌ يستره ، ومسح الرجل التراب عن وجهه وهو في صلاته ، وأن يسمع المؤذن فلا يجيبُه في قوله ) .
    أخرج ابنُ المنذر في ( الأوسط ) (ج1 / رقم 281) بالفقرة الأولى ، والبيهقيُّ (2/ 285) ، وقال : ( وكذلك رواه الجريري عن ابن بريدة ، عن ابن مسعود ) ، وطريق الجريري هذا أخرجه البخاريُّ في ( الكبير ) ، وقال : ( قال نصر : حدثنا عبد الأعلى ، عن الجريري ، عن ابن بريدة ، عن ابن مسعود نحوه ) . اهـ .
    ونقل البيهقيُّ عن البخاري أنه قال : ( هذا حديثٌ منكر ، يضطربون فيه ) .
    قُلْتُ : وقد مرَّ وجهان لهذا الاضطراب :
    الأول : أن سعيد بن عبيد الله رفعه .
    الثاني : أن قتادة والجريري واسمه سعيد بن إياس خالفاه في موضعين :
    أ - أنهما أوقفاه .
    ب- أنهما نقلاه من ( مسند بريدة ) إلى ( مسند ابن مسعود ) ، وهما يترجحان عليه ، لا سيما وقد قال الدارقطني في سعيد بن عبيد الله ، ( ليس بالقوي يحدث بأحاديث يسندها ويوقفها غيره ) ، وهذا الحديث مثالٌ لذلك .
    وقد أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 124) ، وابنُ المنذر في ( الأوسط ) ( ج1/ رقم 280) من طريق عاصم بن أبي النجود ، عن المسيب بن رافع ، عن ابن مسعود قال : ( من الجفاء أن يبول قائمًا ) ، ورجالُه ثقات ، غير أنه منقطع بين المسيب بن رافع وابن مسعود ، كما صرَّح بذلك أبو حاتم وأبو زرعة الرازيان .
    الوجه الثالث : أن كهمس بن الحسن رواه عن ابن بريدة من قوله ، ولم يذكر ابن مسعود ، أخرجه ابنُ أبي شيبة (1/ 124) حدثنا وكيع ، عن كهمس ، وسنده صحيحٌ .
    فالصواب في الحديث الوقف ، وأنه ليس بمرفوع ، والله أعلم . أهـ منقول من الفتاوى الحديثية

    سؤالي هو : بمن يعصب الخطأ ؟ بسعيد بن عبيد الله أم بعبد الله بن بريدة ؟
    وسبب السؤال أن سعيد بن عبيد الله الثقفي وثقه أحمد وأبو زرعة ويحيى بن معين وقال النسائي : ليس به بأس وأورده حبان في الثقات وكذا ذكره ابن شاهين في الثقات . لكن الدارقطني قال فيه : ليس بالقوي يحدث بأحاديث يسندها ويوقفها غيره .
    ويبدو والعلم عند الله تعالى أن سبب ذلك هو هذا الحديث وحديث الصلاة على السقط الذي رواه سعيد بن عبيد الله من مسند المغيرة بن شعبة مرفوعاً وأوقفه يونس بن عبيد مع كونه قليل الحديث من خلال بحثي .
    ولكن ظاهر حديث (ثلاث من الجفاء) المشار إليه أنه روي من عدة أوجه ثم أن عبد الله بن بريدة تكلم فيه من قبل ضبطه وكذا في سماعه من أبيه .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    لعل قول الدارقطني يوضح أن الحمل على سعيد هذا ، حيث قال فيه - كما نقلتَ آنفا - : ليس بالقوي يحدث بأحاديث يسندها ويوقفها غيره .

    ولعلي أنقل كلام العلامة الألباني في الإرواء لتتم الفائدة :
    59 - ( قال ابن مسعود : " إن من الجفاء أن تبول قائما " ) . ص 19
    وعلقه الترمذي في " سنته " فقال ( 1 / 18 ) : " وقد روي عن عبد الله بن مسعود قال . . . . " فذكره . وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي : " هذا الأثر معلق بدون اسناد الشارح - يعني المبار كفوري - : لم أقف عل من وصله " . وأقره . قلت : قد وقفنا والحمد لله على من وصله موقوفا ومرفوعا .
    أما الموقوف فأخرجه البيهقي في " السنن الكبرى " ( 2 / 285 ) عن قتادة عن ابن بريدة عن ابن مسعود انه يقول : " أربع من الجفاء : أن يبول الرجل قائما وصلاة الرجل والناس يمرون بين يده ولبس ببن يديه شئ يستره ومسح الرجل التراب عن وجهه وهو في صلاته وأن يسمع المؤذن فلا يجيبه في قوله " . وقال : " وكذلك رواه . الجريري عن ابن بريدة عن ابن مسعود " . قلت : فهو عنه صحيح موقوفا .
    وقد رواه كهمس عن ابن بريدة قال : " كان يقال من الجفاء أن ينفخ الرجل في صلاته ".
    رواه ابن أبي شيبة ( 2 / 41 / 2 ) بسند صحيح عنه .
    وأما المرفوع فأخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 2 / 1 / 454 ) والطبراني في " الأوسط " ( ق 4 6 / 1 ) منه الجمع بينه وبين الصغير ) عن أبي عبيدة الحداد ثنا سعيد بن عبيد الله الثقفي ثنا عبد الله بن بريد عن أبيه مرفوعا بلفظ :" ثلاث من الجفاء : مسح الرجل التراب عن وجهه قبل فراغه من صلاته ونفخه في الصلاة التراب لموضع وجهه وأن يبول قائما " .
    وأخرجه البخاري في " التاريخ " من طريقين آخرين عن سعيد به نحوه . وروى منه أبو الحسن بن شاذان في " حديث عبد الباقي وغبره " ( ق 1 55 / 1 - 2 ) من هذا الوجه الفقرة التالية.
    ورواه البزاز بتمامه نحوه من طريق عبد الله بن داود حدثنا سعبد بن عبيد الله به .
    وقال الهيثمي في " المجمع " ( 2 / 83 ) : " رواه . البزاز والطبراني في الأوسط رجال البزاز رجال الصحيح .
    وأورده عبد الحق الإشبيلي في " الأحكام الكبرى " ( ق 11 / 1 ) من طربق البزار ثم قال : " لا أعلم في هذا الحديث أكنرمن قول الترمذي : حديث بريدة غير محفوظ . وقال أبو بكر البزاز : لا نعلم رواه . عن عبد الله بن بريدة إلا سعيد بن عبيد الله . ولم يقل في سعبد شيئا . وسعبد هذا بصري ثقة مشهور ذكره أبو محمد بن أبى حاتم " . قلت : وقول الترمذي الذي نقله عبد الحق ذكره قبل أثر ابن مسعود هذا ولم يسق الحديث، وهو في دلك تبع لشيخه البخاري فقد قال البيهقي بعد أن علق الحديث من هذا الوجه : " قال البخاري : هذا حديث منكر يضطربون فيه " .
    قلت : وجه الاضطراب المذكور أن قتادة والجريري روياه عن ابن بريدة عن ابن مسعود موقوفا كما تقدم .
    وخالفهما سعبد بن عبيد الله الثقفي فقال : عن عبد الله بن بريدة عن أبيه مرفوعا كما رأيت .
    ولولا أن الثقفي هذا فيه بعض الضعف لحكمنا على حديثه بالصحة كما فعل العيني في " شرع البخاري " ( 3 / 135 ) ولكن قال الدارقطني فيه : " ليس بالقوي يحدث بأحاديث يسندها وغبره يوقفها . ولذلك أورده . الذهبي في " الميزان " . وقال الحافظ فيه : " صدوق ربما وهم " . قلت : فمثله لا يحتمل ما خالف فيه غيره ممن هو أوثق منه وأكثر كما هو الحال في هذا الحديث . والله أعلم .
    وقد روي هذا الأثر مرفوعا أيضا من حديث أبي هريره مثله . أخرحه البيهقي ( 2 / 286 ) والضياء المقدسي في " المنتقى من مسموعاته بمرو " ( ق 32 / 2 ) من طريق هارون بن هارون بن عبد الله بن الهدير التميمي عن الأعرج عنه . وقال البيهقي : " قال أبو أحمد ( يعني ابن عدي ) : أحاديثه عن الأعرج وغيره مما لا يتابعه الثقات عليه" . وقال ابن حيان : " يروي الموضوعات عن الأثبات لا يجوز الأحتجاج به " .
    قلت : فمثله لا يستشهد به ولا كرامة . ومن طريقه روى ابن ماجه ( 964 ) الفقرة الثالثة منه " وقال البوصيري في " الزوائد " : " هذا إسناد ضعيف فيه هارون بن هارون اتفقوا على تضعيفه وله شاهد من حيث أبى ذر رواه . النسائي في الصغرى " . قلت : حديث أبي ذر في مسح الحصى في للسجود وهذا في مسح الجبهة بعد السجود فلا يصح شاهدا على أن إسناده . ضعيف أيضا كما سيأتي في الكتاب بأذن الله تعالى ( رقم . 370 ) .اهـ

  3. #3

    افتراضي

    سعيد بن عبيد الله الثقفي كما هو جلي وقول الدراقطني فيه كاف وكذا الحديث منكر وقد اضطرب فيه كما قال البخاري

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    227

    افتراضي

    السلام عليكم
    الكلام ليس في صحة الحديث من عدمها فيكفي فيه كلام الإمام البخاري ولكن النظر في كلام الدارقطني في سعيد ..
    كما ذكرت سابقاً فإن سعيداً هذا قد وثقه الأئمة وأُخِذ عليه – فيما أعلم – حديثان رفعهما وأوقفهما غيره :
    الأول هو هذا الحديث فقد ذكره البخاري في ترجمته لسعيد في التاريخ الكبير . ولكن قول البخاري فيما نقله البيهقي : هو حديث منكر يضطربون فيه ، إشارة الى أن العلة أوجه الاختلاف فيه من عدة رواة وليست منه فحسب . وأنا أقول لماذا لا تعصب بعبد الله بن بريدة وقد تكلم في سماعه من أبيه وفي درجة حديثه :
    قال محمد بن علي الجوزجاني : قلت لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل، سمع عبد الله من أبيه شيئاً قال : ما أدري عامة ما يروي عن بريدة عنه وضعف حديثه.
    وقال إبراهيم الحربي : عبد الله أتم من سليمان (أخوه) ولم يسمعا من أبيهما وفيما روى عبد الله عن أبيه أحاديث منكرة وسليمان أصح حديثاً .
    وذكره العقيلي في الضعفاء وقال : حدثنا الخضر بن داود حدثنا أحمد بن محمد بن هانئ قال قلت لابي عبد الله: ابني بريدة سليمان وعبد الله . قال: أما سليمان فليس في نفسي منه شئ وأما عبد الله ثم سكت ثم قال كان وكيع يقول : كانوا لسليمان بن بريدة أحمد منهم لعبد الله بن بريدة أو شيئا هذا معناه .
    حدثنا عبد الله قال سمعت أبي يقول كان وكيع يقول : ان سليمان أصح حديثا يعنى ابني بريده قال أبى : عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد أحاديث ما أنكرها وأبو المنيب يقول أيضا كأنها من قبل هؤلاء .

    أما الحديث الثاني : فهو حديث «الرَّاكِبُ يَسِيرُ خَلْفَ الْجَنَازَةِ، وَالْمَاشِي يَمْشِي خَلْفَهَا، وَأَمَامَهَا، وَعَنْ يَمِينِهَا، وَعَنْ يَسَارِهَا قَرِيبًا مِنْهَا، وَالسِّقْطُ يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَيُدْعَى لِوَالِدَيْهِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ».
    وهذا الحديث سئل عنه الدارقطني في العلل 7/134 :
    فقال : يرويه زياد بن جبير ، عن أبيه ، واختلف عنه ؛
    فرواه سعيد بن عبيد الله الثقفي الجبيري ، وأخوه المغيرة بن عبيد الله ، عن زياد بن جبير مرفوعا.
    ورواه يونس بن عبيد ، عن زياد بن جبير ، واختلف عنه ؛
    فرفعه عبد الله بن بكر المزني ، عن يونس .
    ورواه قبيصة ، عن الثوري ، عن يونس فشك في رفعه ، ووقفه الباقون عن يونس إلا أن ابن علية ، وعنبسة بن عبد الواحد ، قالا : عن يونس ، وأهل زياد يرفعونه قال يونس : وأما أنا فلا أحفظ رفعه .أهـ
    قلت : هذا الحديث لم يتفرد برفعه سعيد بل تابعه أخوه المغيرة ومبارك بن فضالة . وقد قال الترمذي في المرفوع : حديث حسن صحيح . ونقل ابن القيم تصحيح الإمام أحمد للمرفوع .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •