تفسير سورة الروم من مختصري لتفسير الطبري (متجدد)
سُورَةُ الرُّومِ مَكِّيَّةٌ وَآيَاتُهَا سِتُّونَ{الم}[الروم: 1] قَدْ بَيَّنا فِيمَا مَضَى قَبْلَ مَعْنَاه، فأغنى ذِلكَ عَنْ إعادتهِ فِي هَذَا الموضوعِ.
{الم}[الروم: 1]
{غُلِبَتِ الرُّومُ}[الروم: 2]{غُلِبَتِ الرُّومُ}[الروم: 2] غَلَبَتْ فَارِسُ الرُّومَ.
{فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ}[الروم: 3]{فِي أَدْنَى الْأَرْضِ} فِي أَقْرَبِ الْأَرْضِ مِنْ فَارِسَ، يعني: مِنْ أَرْضِ الشَّامِ إِلَى أَرْضِ فَارِسَ..
{وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ}[الروم: 3] وَالرُّومُ مِنْ بَعْدِ غَلَبَةِ فَارِسَ إِيَّاهُمْ سَيَغْلِبُونَ فَارِسَ.
{فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ، وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}[الروم: 4]{فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ} غَلَبَتِهِمْ فَارِسَ..
{وَمِنْ بَعْدُ} غَلَبَتِهِمْ إِيَّاهَا، يَقْضِي فِي خَلْقِهِ مَا يَشَاءُ، وَيْحَكُمُ مَا يُرِيدُ، وَيُظْهِرُ مَنْ شَاءَ مِنْهُمْ عَلَى مَنْ أَحَبَّ إِظْهَارَهُ عَلَيْهِ..
{وَيَوْمَئِذٍ} وَيَوْمَ يَغْلِبُ الرُّومُ فَارِسَ..
{يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}[الروم: 4] بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ.
{بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}[الروم: 5]
{بِنَصْرِ اللَّهِ} إِيَّاهُمْ عَلَى الْمُشْرِكِينَ، وَنُصْرَةِ الرُّومِ عَلَى فَارِسَ..
{يَنْصُرُ} اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ..
{مَنْ يَشَاءُ} مِنْ خَلْقِهِ، عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَهُوَ نُصْرَةُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ بِبَدْرٍ..
{وَهُوَ الْعَزِيزُ} وَاللَّهُ الشَّدِيدُ فِي انْتِقَامِهِ مِنْ أَعْدَائِهِ، لَا يَمْنَعُهُ مِنْ ذَلِكَ مَانِعٌ، وَلَا يَحُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ حَائِلٌ..
{الرَّحِيمُ}[الروم: 5] بِمَنْ تَابَ مِنْ خَلْقِهِ، وَرَاجَعَ طَاعَتَهُ أَنْ يُعَذِّبَهُ.
{وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}[الروم: 6]
{وَعْدَ اللَّهِ} وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَعْدًا أَنَّ الرُّومَ سَتَغْلِبُ فَارِسَ مِنْ بَعْدِ غَلَبَةِ فَارِسَ لَهُمْ..
{لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ} إِنَّ اللَّهَ يَفِي بِوَعْدِهِ لِلْمُؤْمِنِينَ أَنَّ الرُّومَ سَيَغْلِبُونَ فَارِسَ، لَا يُخَلِفُهُمْ وَعْدَهُ ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي مَوَاعِيدِهِ خُلْفٌ.
{وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ} وَلَكِنَّ أَكْثَرَ قُرَيْشٍ الَّذِينَ يَكْذِبُونَ بِأَنَّ اللَّهَ مُنْجِزُ وَعْدِهِ الْمُؤْمِنِينَ، مِنْ أَنَّ الرُّومَ تَغْلِبُ فَارِسَ..
{لَا يَعْلَمُونَ}[الروم: 6] أَنَّ ذَلِكَ كَذَلِكَ، وَأَنَّهُ لَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِي وَعْدِ اللَّهِ إِخْلَافٌ.
{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}[الروم: 7]
{يَعْلَمُونَ} يَعْلَمُ هَؤُلَاءِ الْمُكَذِّبُونَ بِحَقِيقَةِ خَبَرِ اللَّهِ أَنَّ الرُّومَ سَتَغْلِبُ فَارِسَ..
{ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} ظَاهِرًا مِنْ حَيَاتِهِمُ الدُّنْيَا، وَتَدْبِيرِ مَعَايِشِهُمْ فِيهَا، وَمَا يُصْلِحُهُمْ..
{وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ} وَهُمْ عَنْ أَمْرِ آخِرَتِهِمْ، وَمَا لَهُمْ فِيهِ النَّجَاةُ مِنْ عِقَابِ اللَّهِ هُنَالِكَ..
{هُمْ غَافِلُونَ}[الروم: 7] لَا يُفَكِّرُونَ فِيهِ.
رد مع اقتباس
