تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 21 إلى 32 من 32

الموضوع: مسمى الإيمان عند الأشاعرة

  1. #21

    افتراضي

    الإيمان لفظ مجمل يطلق على الأصل وعلى الكمال
    فمن بحثه على معنى من هو المسلم قال هو القول أو الكلمة أو الإقرار
    ومن بحثه على معنى من هو المؤمن قال هو القول والعمل
    فبحث الإيمان عند من لا يفرق بينه وبين الإسلام من فقهاء السنة ظهر أنه يقصد به ما يقابل الكفر ويرد بذلك على الخوارج ويجاريهم في اصطلاحهم فإنهم لا يفرقون بين الإسلام والإيمان في الحكم..
    وأما بحث الإيمان عند من يفرق بينه وبين الإسلام ظهر أنه يقصد به ما يقابل الفسق ويرد على المرجئة الذين لا يفرقون كذلك بين الإسلام والإيمان في الحكم كالخوارج فكلا الطائفتين تجعل كل تقرير لمسائل الإيمان يلزم منه تقرير لمسائل الكفر والعكس أيضا..

    فالأول لا يجوز الاستثناء والنقص في الإيمان ويستدل بآيات وآحاديث تقتصر على إطلاق الإيمان على الأصل وعلى الإقرار وعرفه بالتقييد بذلك وهذه أحكام الإسلام عند الجمهور القائلين بأن الإيمان قول وعمل وكانت أحكام الإيمان بخلاف ذلك عندهم فقد أجازوا فيه الاستثناء والنقص واستدلوا بآيات وأحاديث عن الإيمان حقا أي الكامل كقوله تعالى: ( إنما المؤمنون ) في سورة الأنفال، واستدلال الشافعي بآية " وذلك دين القيمة" في سورة البينة
    ومنعوا بعد كمال الشرع من جواز ترك الفرائض على أساس أن الإيمان يقصد به الإقرار بل الإيمان يكون بالإتيان بجميعها كما ورد عن الزهري رحمه الله ردا على المرجئة في جواز تسميته بذلك.

    فمحل الغلط عند مرجئة الفقهاء هو في جواز إطلاق اسم المؤمن على الفساق مع أن أهل السنة يرون أن اسم المؤمن لا يطلق إلا على من التزم جميع الفرائض لذلك أجازوا الاستثناء لكون ذلك شهادة باستحقاق الجنة عندهم وبدعوا من قال بعدم جواز الاستثناء كما بدعوا من أجاز إطلاق ذلك على الفساق لكون الإيمان في عرف السنة آل إلى بحث الكمال بخلاف بحث الإسلام

    فانتقاد الجمهور على أبي حنيفة رحمه الله وفقهاء الكوفة كان على الإطلاق المغلوط وموافقة المرجئة المحضة في الاصطلاح بما في ذلك مسألة زيادته ونقصه بغض النظر عن عذرهم في ذلك، فلموافقتهم الظاهرة بدعوهم على هذه المسألة وألحقوهم بالمرجئة
    وهذا من الصواب والحق والعدل الذي قامت عليه أصول السنة من رد صغار البدع وخفيفها قبل أن تصير كبارا وبرد الإطلاقات المغلوطة إذا كانت تتفق مع طوائف المبتدعة وتخالف تقريرات الصحابة والتابعين وإجماعهم وإن وافقوا أهل السنة في مبحث الأحكام

    ولعله يقال بوقوع الجمهور في ما وقع فيه الفقهاء من كون تعريفهم للإيمان قصر على الكمال مع أنه أطلق على الأصل كذلك لكن يرد هذا بسبق إجماع الصحابة على ذلك التعريف بما يفيد قصرا شرعيا لمصطلح الإيمان بالكمال وتوظيف الإسلام في الناقص منه, لا كما ظن الفقهاء بالكوفة وأن ذلك لم يُقصر بل بقى على أصل جواز الإطلاق، ومكن الغلط عندهم هنا كان بسبب قلة بضاعتهم في المنقول فإنه إذا كان الاطلاع على الخبر في الأحكام العينية أحد أسباب خروج الاحناف إلى كثرة الرأي والتفريع على القياس وغيره فعدم اطلاعهم على الآثار وإجماع من سبق أولى بل ذلك جنس واحد..

    فالحاصل أن ركنية العمل في إطلاق اسم المؤمن ولو جبرا بتوبة هو الحق المتعين
    ومتى انتفى آحاد العمل ينتفي الاسم المطلق عند أهل السنة ويثبت اسما آخر هو الإسلام و الذي يدخل فيه كل مقر بالإسلام لم ينتقض إسلامه بشيء من النواقض المعلومة وإن ترك ما ترك من العمل مالم يمتنع أو يترك فريضة كالصلاة دهرا عند البعض منهم..
    ودليل نفي الاسم مع ثبوت الإسلام قوله تعالى: "قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم" الآية وهي صريحة
    وعلى هذا حمل أهل السنة جميعهم نفي الإيمان عن الزاني في الحديث وكان خلافهم في التفريق بين الإسلام والإيمان أو عدم التفريق لفظيا كما قرره شيخ الإسلام رحمه الله فكلهم قرر في الزاني وأصحاب الكبائر التي نُفي عنهم الإيمان أو المِنِيّة على كمال الإيمان الواجب دون أصله والذي يحتمله اسم الإسلام..

    وأما من قال بركنية العمل ثم يشرحها بجنس العمل فإنه يقرر مذهبا خامسا حادثا في الإرجاء وهو أن الإيمان قول وجنس العمل فيكون من أتى بذلك مؤمنا وإن ترك بعض الفرائض ولا شك في ضلال هذا وتفرعه عن مذهب المرجئة المحضة

    فمن أراد أن يقول بركنية العمل فليس له إلا أن يفرق بين مبحث الإسلام والإيمان ويجعل العمل ركنا في الإيمان ينتفي بانتفائه الاسم المطلق دون قسيمه الإسلام بخلاف الخوارج فإنهم ينفون اسم الإيمان ليثبتوا مقابله أي الكفر كالمرجئة في ذلك فإنهما لا يجعلان مقابل الكفر إلا مرتبة واحدة هي الإيمان بخلاف أهل السنة..

    وهذه المسألة الآن من المسائل التي وقع فيها الخلط والالتباس ودخلها التركيب وسوء الفهم ونظرة الخوارج وأسسهم عند كثير من المصنفين فيها من ذوي الشهادات ورموا مخالفهم في ما قرروه بالإرجاء فإلى الله المشتكى

    والله أعلم.

  2. #22

    افتراضي

    قال أبو محمد
    وأما من قال بركنية العمل ثم يشرحها بجنس العمل فإنه يقرر مذهبا خامسا حادثا في الإرجاء وهو أن الإيمان قول وجنس العمل فيكون من أتى بذلك مؤمنا وإن ترك بعض الفرائض ولا شك في ضلال هذا وتفرعه عن مذهب المرجئة المحضة

    هذا في رأيك أنت! وإلا فإنهم يقصدون بالعمل توافر جنسه، وليس كل العمل، وإلا كنت موافقا للخوارج الذين يرون تخلف بعض العمل يلزم منه تخلف مسمى الإيمان! فلتنتبه بارك الله فيك
    ويدل لذلك أن العمل ورد في تعريفهم معرفا بأل التي تسمى أل الجنسية، أي لا بد أن يتوافر في المرء جنس العمل، وإن شئت قلت شيئ مما يصح أن يوصف بكونه عملا لكي يدخل في مسمى الإيمان الواسع عند أهل السنة.
    وأهل السنة يطلقون اسم الإيمان على التقي والفاسق، ما دام في داائرة الإيمان المعرف بالقول والعمل، فمتى ما جاء بالقول والعمل فهو مؤمن عندهم ولو كان مقصرا في عمله، مرتكبا للمعاصي، ذلك بأن الإيمان عندهم يتبعض ويتفاوت بحسب تقوى المرء، لا كما توهمته من كونه لا إيمان إلا لمن حققه كاملا
    ومع ذلكم فأهل السنة حينما يطلقون الإيمان على مرتكب المعاصي لا يقصدون بأنه قد استكمله كما تقول المرجئة، ولهذا فلربما ألفيتهم يصفونه بمؤمن ناقص الإيمان، ولربما كذلك وجدتهم يؤولون النصوص التي فيها نفي لإيمان مرتكب الكبيرة(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، أو لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه...الحديثان) بأنه نفي للإيمان الكامل.

    وبالتالي فاعلم هداني الله وإياك أن من فسر العمل بجنسه ليس فرقة خامسة في المرجئة كما ادعبت، وقد قال به خيرة أهل العلم المعاصرين والمتقدمين كشيخ الإسلام وغيره، وإنما يحق لك أن تقول بأن من جعل الأعمال شرط كمال في الإيمان هو من المرجئة وهو خامس خمسة! وأنا أعيذك بالله أن تكون منهم.

  3. #23

    افتراضي

    أخي الجهني! المسألة إجماع بين السلف وليس قولا لآحاد السلف كما زعمت!
    تعريفك للإيمان بالتصديق هو المضطرب وليس تعريف ااسلف، لأنك استدركت وقلت أن تصديقا لا يصاحبه العمل اابته لا ينفع، وبالتالي وجدت صورة يكون فيها المرء مصدقا ومع ذلك لا يسمى مؤمنا عندك! وهذا هو الحق الذي نوافقك عليه، فليس كل تصديق مقبول عند الله، والدليل على ذلك فرعون وقومه الذين فضحهم موسى عليه السلام. قال الله تعالى:”قال لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر...”الآية وكذلك عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقر فيه بصدق ما جاء به ابن عمه في أبيات معروفة عنده وما منعه أن يتبع الحق إلا مخافة تعييره من قبل قومه، وكذلك ذلك الذي قال عن القرآن بأن له لحلاوة وأن عليه لطلاوة وأنه ليس بقول بشر! ومع ذلك فكر وقدر في حيلة مستساغة عند قومه ليطعن في كلام رب العالمين، فنزلت فيه آيات تتلى إلى يوم القيامة في كفره وأنه سيصلى سقر! فهل نفعه هذا التصديق؟!فكيف يصح أن يعرف الإيمان بأنه التصديق وحده والحالة هذه؟! ثم ما دليلك على هذا التعريف من السلف؟ فقد جئناك بإجماع لهم على أنه قول وعمل، ولم ترفع به رأسا! وتريدنا أن نقبل دعواك التي ليس لك فيها سلف إلا الأشاعرة!
    تعريف السلف لا اضطراب فيه، وكل مسمى إلا وله استثناءات! ألا ترى أن سب الله كفر ومع ذلك لو سب المرء الله مكرها لم يكفر، فهل معنى ذلك أن سب الله ليس بكفر؟وكذلك الفاتحة ركن في الصلاة فهل الأخرس الذي ليس عليه التلفظ بالفاتحة دليل على اضطراب قول من جعل قراءة الفاتحة في الصلاة ركنا؟ والأمثلة في ذلك كثيرة

  4. #24

    افتراضي

    تعريفك للإيمان بالتصديق هو المضطرب وليس تعريف السلف، لأنك استدركت وقلت أن تصديقا لا يصاحبه العمل البته لا ينفع، وبالتالي وجدت صورة يكون فيها المرء مصدّقًا ومع ذلك لا يسمى مؤمنًا عندك! وهذا هو الحق الذي نوافقك عليه، فليس كل تصديق مقبول عند الله.
    ####
    لم تذكر أخي وجه الاضطراب، وعندما نقول بأنّ الإيمان هو التصديق فإنّنا لا نقصدُ صورة التصديق وإنّما حقيقة التصديق الذي يستلزم القبول والانقياد .. فإن كان ذلك كافيًا في القدر المجزئ من الإيمان فعلامَ التشنيع على من اقتصر على ذلك من الأشاعرة، وعلامَ رميهم بالإرجاء !!

    ما دليلك على هذا التعريف من السلف؟ فقد جئناك بإجماع لهم على أنه قولٌ وعملٌ، ولم ترفع به رأسًا! وتريدنا أن نقبل دعواك التي ليس لك فيها سلف إلا الأشاعرة !
    ####
    الإيمان في اللغة هو التصديق وهذا هو الاصل ويجب عدم الخروج عن المعنى اللغوي إلى معنىً اصطلاحي إلا بحجة واضحة، العمل لازمٌ لحقيقة التصديق، ويؤثّر في زيادة الإيمان ونقصه، وتعبير السلف بأنّ الإيمان قول وعمل لا يُنافي هذا الكلام، ويمكن فهمه بما لا يخالف المعنى اللغوي.
    دعوى أنّ كلام السلف يدل على ركنية العمل غير مسلّمٍ به، فالسلف لم يقولوا ذلك، وإنّما هذا هو فهمكم لكلام السلف، كما أنّكم اضطررتم لتأويل عبارة السلف الذين لم يتطرّقوا للكلام في جنس العمل، ولو أخذنا بظاهر عبارة السلف لوجدنا أنّ الخوارج هم الأقرب للفهم الظاهري لعبارة السلف، فإذا سوّغتم لأنفسكم تأويل هذه العبارة الواردة عن السلف فعلام التشنيع على القول الآخر ورميهم بمخالفة السلف.


    كل مسمى له استثناءات! ألا ترى أن سب الله كفر ومع ذلك لو سب المرء الله مكرهًا لم يكفر، فهل معنى ذلك أن سب الله ليس بكفر؟ وكذلك الفاتحة ركن في الصلاة فهل الأخرس الذي ليس عليه التلفظ بالفاتحة دليل على اضطراب قول من جعل قراءة الفاتحة في الصلاة ركنا؟ والأمثلة في ذلك كثيرة
    ####
    الاضطراب أخي أن تقول بأنّ سبّ الله اختيارًا كفر ثم تأتي في مسألة فيها سبُّ لله اختيارًا فتقول بأنّ صاحبها لا يكفر، هذا هو التناقض والاضطراب.
    الفاتحة ركنٌ في الصلاة مع القدرة، ولا يمكن أن تكون هناك حالة تناقض هذا التأصيل، فإن كان هناك حالة كذلك فهذا يعود على التأصيل بالاضطراب.
    مما سبق نعرف الاضطراب الحاصل في القول بأنّ العمل ركنٌ في الإيمان مع القدرة، لأنّنا مع قولنا ذلك نحكم بالإيمان بمجرّد نطقه للشهادتين ولا ننتظر حتى يأتي بركن العمل حتى ولو كان متمكّنًا منه ولا يحول بينه وبين العمل أي حائل .

  5. #25

    افتراضي

    قال الجهني:لأنّنا مع قولنا ذلك نحكم بالإيمان بمجرّد نطقه للشهادتين ولا ننتظر حتى يأتي بركن

    كلام من هذا؟ من قال لك أننا نحكم له بالإيمان بمجرد نطقه بالشهادة؟
    الشهادة تدخل بها إلى الإسلام وليس الإيمان!
    وما أوتيت إلا من قبل عدم تفريقك بين الإسلام والإيمان
    فنطق المرء بالشهادة لا يلزم منه الحكم له بالإيمان، بل يحكم له بالإسلام الظاهري الذي يعصم نفسه وماله في الدنيا
    أما الإيمان فلا بد له من اجتماع التصديق القلبي والنطق بالشهادة والعمل الذي يظهر على الجوارح.

    والسلف عرفوا الإيمان بقولهم قول وعمل وأنتم جعلتموه التصديق فحسب، فهل نأخذ بتعريفكم الضحل أم بتعريف السلف؟ وهل عجز السلف على أن يقولوا هو التصديق؟ وهل المعنى اللغوي هو الفيصل في مثل هذه القضايا؟ وقد تعلم أن الشرع يوسع من المعنى اللغوي ويضيق كما في الصلاة والزكاة والحج والصيام؟!فكيف تجعل المعنى اللغوي حكما بيننا وبينك؟ والسلف قد استعاضوا عنه بقولهم:قول وعمل! فهل تزعم لتعريفك أنه أكمل وأعلم وأحكم من تعاريف السلف كما زعمتم ذلك في تأويلكم للصفات بأنه تأويل أحكم وأعلم؟وهل يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة فيعرف السلف بتعريف محتمل للخطإ والصواب بدل ذلك التعريف الأدق الذي تزعمه الأشعرية وليس لهم دليل عليه إلا المعنى اللغوي؟!
    ولم لا يحسم السلف مادة الفتنة فيعرفوا الإيمان بالتصديق لئلا يقدموا للخوارج والحدادية كما تصمونهم حجة ليبتدعوا ويكفروا؟! فهل هذا منك اتهام ضمني لدقة تعريف السلف، ونعي عليهم عدم قدرتهم على تعريف الإيمان تعريفا دقيقا؟
    أريد منك سلفا واحدا يقول بأن الإيمان هو التصديق! ونحن عندنا قولهم:الإيمان قول وعمل، ولا يكفيك المعنى اللغوي الذي تلوكه علينا كل مرة هنا وهناك!

  6. #26

    افتراضي

    قال الجهني: ولو أخذنا بظاهر عبارة السلف لوجدنا أنّ الخوارج هم الأقرب للفهم الظاهري لعبارة السلف، فإذا سوّغتم لأنفسكم تأويل هذه العبارة الواردة

    قلت:لا أجد لكلامك الممجوج هذا من نظير إلا قول القائل:الخوارج قد طبقوا حديث: لا يدخل الجنة قاطع رحم خيرا من السلف اللذين أولوه!!!

  7. #27

    افتراضي

    قال الجهني####
    لم تذكر أخي وجه الاضطراب، وعندما نقول بأنّ الإيمان هو التصديق فإنّنا لا نقصدُ صورة التصديق وإنّما حقيقة التصديق الذي يستلزم القبول والانقياد .. فإن كان ذلك كافيًا في القدر المجزئ من الإيمان فعلامَ التشنيع على من اقتصر على ذلك من الأشاعرة، وعلامَ رميهم بالإرجاء !!

    قلت:قد قلت وجه الاضطراب، وسأعيده عليك! قولنا الإيمان هو التصديق، يدخل فيه ما يستلزم الانقياد كما تفضلت وزيادة! كتصديق فرعون وابليس وعم النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ممن لم يدخلوا في الإسلام, فإن تقرر ذلك عرفت الاضطراب في تعريفكم للإيمان.

    ومنه نستنتج أن حجتك التي رددت بها تعريف السلف للإيمان مردودة عليك، وتعريفك أولى بها، فابحث لك عن حجة أخرى!

  8. #28

    افتراضي

    قال الجهني: وتعبير السلف بأنّ الإيمان قول وعمل لا يُنافي هذا الكلام، ويمكن فهمه بما لا يخالف المعنى اللغوي.

    قلت:بين لي وجه عدم منافاته! فهم عرفوا الإيمان أي ماهيته وحده، ولم يقولوا بأن الإيمان هو التصديق، فما منعهم من قولهم:الايمان هو التصديق وانتهى الأمر!؟

  9. #29

    افتراضي

    قال الجهني:دعوى أنّ كلام السلف يدل على ركنية العمل غير مسلّمٍ به، فالسلف لم يقولوا ذلك، وإنّما هذا هو فهمكم لكلام السلف.

    قلت:سبحانك هذا بهتان عظيم

    وما محل إجماع السلف الذي نقله الشافعي عندك من الإعراب؟

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سيرين الوهراني مشاهدة المشاركة
    وقد قال به خيرة أهل العلم المعاصرين والمتقدمين كشيخ الإسلام وغيره،
    قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 7 / 616 :
    وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ جِنْسَ الْأَعْمَالِ مِنْ لَوَازِمِ إيمَانِ الْقَلْبِ وَأَنَّ إيمَانَ الْقَلْبِ التَّامِّ بِدُونِ شَيْءٍ مِنْ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ مُمْتَنِعٌ سَوَاءٌ جَعَلَ الظَّاهِرَ مِنْ لَوَازِمِ الْإِيمَانِ أَوْ جُزْءًا مِنْ الْإِيمَانِ كَمَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ . وَحِينَئِذٍ فَإِذَا كَانَ الْعَبْدُ يَفْعَلُ بَعْضَ الْمَأْمُورَاتِ وَيَتْرُكُ بَعْضَهَا كَانَ مَعَهُ مِنْ الْإِيمَانِ بِحَسَبِ مَا فَعَلَهُ وَالْإِيمَانُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَيَجْتَمِعُ فِي الْعَبْدِ إيمَانٌ وَنِفَاقٌ . كَمَا ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ أَنَّهُ قَالَ : { أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا اُئْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ } .اهــ

  11. #31

    افتراضي

    من قال لك أننا نحكم له بالإيمان بمجرد نطقه بالشهادة؟
    الشهادة تدخل بها إلى الإسلام وليس الإيمان! وما أوتيت إلا من قبل عدم تفريقك بين الإسلام والإيمان .. فنطق المرء بالشهادة لا يلزم منه الحكم له بالإيمان، بل يحكم له بالإسلام الظاهري الذي يعصم نفسه وماله في الدنيا .. أما الإيمان فلا بد له من اجتماع التصديق القلبي والنطق بالشهادة والعمل الذي يظهر على الجوارح.
    ####
    الناس إمّا مؤمنٌ وإما كافر، ولا أعلم أنّ هناك منزلة بين المنزلتين إلا عند المعتزلة !
    (هو الذي خلقكم فمنكم كافرٌ ومنكم مؤمن)، وما حكم من نطق الشهادتين ثم مات بعدها بساعة هل هو من أهل الجنة أم من أهل النار ؟

    والسلف عرفوا الإيمان بقولهم قول وعمل وأنتم جعلتموه التصديق فحسب، فهل نأخذ بتعريفكم الضحل أم بتعريف السلف؟ وهل عجز السلف على أن يقولوا هو التصديق؟ وهل المعنى اللغوي هو الفيصل في مثل هذه القضايا؟ وقد تعلم أن الشرع يوسع من المعنى اللغوي ويضيق كما في الصلاة والزكاة والحج والصيام؟! فكيف تجعل المعنى اللغوي حكمًا بيننا وبينك؟ والسلف قد استعاضوا عنه بقولهم: قول وعمل! فهل تزعم لتعريفك أنه أكمل وأعلم وأحكم من تعاريف السلف كما زعمتم ذلك في تأويلكم للصفات بأنه تأويل أحكم وأعلم؟
    ####
    السلف عرّفوا باللوازم لمزيد البيان والإيضاح , وليس عليهم تثريب, إنّما التثريب على من جعل المعنى الاصطلاحي أعمّ من المعنى اللغوي على خلاف العادة، وجعل الأعمال من أركان الإيمان التي لا يصح الإيمان بدونها ثم اضطرب في تحديد العمل أم جنسه وهل هو شرط كمال أم شرط صحة، وهل هو متمكّنٌ من العمل أم لا, وأقام معركةً مع المخالفين في ذلك .

    أريد منك سلفا واحدا يقول بأن الإيمان هو التصديق! ونحن عندنا قولهم: الإيمان قول وعمل، ولا يكفيك المعنى اللغوي الذي تلوكه علينا كل مرة هنا وهناك!
    ####
    قال الإمام أبو حنيفة : " والإيمان هو التصديق والإقرار " الفقه الأكبر (85)، والإمام أقدم الأئمة الأربعة، ونستطيع الجمع بين كلامه وكلام بقية السلف بالجمع الذي ذكرتُه بدلًا من تصوير أئمّتنا وكأنهم مختلفين في المفاهيم الأساسية الأوليّة لدينهم .

    قد قلت وجه الاضطراب، وسأعيده عليك! قولنا الإيمان هو التصديق، يدخل فيه ما يستلزم الانقياد كما تفضلت وزيادة! كتصديق فرعون وابليس وعم النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم ممن لم يدخلوا في الإسلام, فإن تقرر ذلك عرفت الاضطراب في تعريفكم للإيمان.
    ####
    لا أرى فيما زعمتَ فيه الاضطراب شيئًا يستحقّ الاستدراك !!
    ما الذي أشكل عليك في تعريف الإيمان بالتصديق مع القول بأنّ التصديق يلزمُ منه لوازم لا يصح إلا بها .

    بين لي وجه عدم منافاته! فهم عرفوا الإيمان أي ماهيته وحده، ولم يقولوا بأن الإيمان هو التصديق، فما منعهم من قولهم: الايمان هو التصديق وانتهى الأمر!؟
    ####
    الجواب سهلٌ .. فهم عرّفوا الإيمان باللوازم من باب البيان والإيضاح لكن لم يقولوا بركنية العمل لصحة الإيمان كما تقولون ..

    ما محل إجماع السلف الذي نقله الشافعي عندك من الإعراب؟
    ####
    محلّه هو ما سبق من أنّ كلام الشافعي لا يُخالف كلام أبي حنيفة، فالأول عرّف الإيمان باللوازم، والثاني عرّفه بدون ذكر اللوازم، وكلامهم مؤتلفٌ غير مختلف .. ولا داعي لهذه المعركة التي يشنّها البعض على الأشاعرة في هذا ..

  12. #32

    افتراضي

    الأشعرية جهمية في الإيمان وهذا أحد انحرافاتهم الكثيرة

    قال ابن العربي الأشعري:"أَهْلَ السُّنَّةِ اخْتَلَفُوا فِي الْإِيمَانِ ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : هُوَ الْمَعْرِفَةُ قَالَهُ شَيْخُ السَّنَةِ ، وَاخْتَارَهُ لِسَانُ الْأُمَّةِ فِي مَوَاضِعَ .
    وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ : هُوَ التَّصْدِيقُ ؛ قَالَهُ لِسَانُ الْأُمَّةِ أَيْضًا"

    وإنما يعني بأهل السنة الأشاعرة ولسان الأمة هو الباقلاني

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •