كيف انحسر مفهوم الإسلام في نفوسنا إلى هذا الحدّ؟؟ كيف انحسر من مفهوم شامل للحياة البشريّة في جميع اتّجاهاتها، بل مفهوم شامل - في الحقيقة - للكون والحياة والإِنسان، لكي يصبح مجرّد عبادات تؤدّى على نحو من الأنحاء، بل لا تؤدّى أحيانًا إلّا بالنيّة.. بل لا تؤدّى أحيانًا على الإطلاق، لا بالنيّة، ولا بغير النيّة.. ثمّ يظلّ يدور في أخلادنا - مع ذلك - أنّنا مسلمون صادقو الإسلام ؟
قلتُ:
نتفاخر كثيرًا أنّ تعداد أمّة الإسلام يبلغ نحو ملياري مسلم في العالم... ولكن:
1- كم من هؤلاء يصلّي أصلًا؟
2- كم من هؤلاء يصوم رمضان؟
3- كم من هؤلاء يزكّي ماله؟
4- كم من هؤلاء لا يرتكب الفواحش؟
5- كم من هؤلاء لا يشرب الخمر؟
6- كم من نساء هؤلاء تلتزم بالحجاب، ولو بأخفّ صوره؟
7- كم من هؤلاء انصرف بقلبه عن الملاهي؟
8- كم من هؤلاء يستحقّ اسم المسلم حقًّا؟
ولذلك أعتقد أنّ الدعوة إلى الإسلام لا تكون بدعوة غير المسلمين فقط، بل لا بدّ أن ندعو من يُسَمَّوْنَ بالمسلمين، وليس لهم من الإسلام نصيبٌ، إلّا الاسم؛ لكيلا نكون كمن يُكدِّس الطعامَ تكديسًا، ولا يعبأ حتّى لو كان الطعام فاسدًا، وقد يُفسد بعضُه بعضًا.