عبد الله بن عمر الحضرمي *


بقلم د فالح الحجية

هو عبد الله بن عمر بن أبي بكر بن يحيى العلوي الحضرمي الشافعي .

وُلِدَ سنة 1209 هجرية – 1794 ميلادية بقريةِ (المَسِيْلَةِ) جنوب مدينة ( تريم ) بوادي حضرموت .

تعلم على يد والدِه واخواله ِ (طاهرٍ وعبدِ الله ابني حسين بن طاهر) في ( المَسِيْلَة) وعلى يد العلماء عمر وعلوي ابني أحمد بن حسن بن عبد الله بن علوي الحَداد، وعبد الله بن أبي بكر بن سالم عَيْدِيْد في (تَريم)
وعلوي بن سقاف بن محمد السقاف الصَّافي في ( سَيئون) و كثير غيرهم وكان شافعي المذهب كأهل حضرموت، اصبح مفتيا بارزا في (حضرموت) .

دعا لمبايعة خاله أميراً للمؤمنين على حضرموت عام 1224هجرية – 1809 ميلادية وكانت له رغم حداثة سنة مشاركة فاعلة، وقد لمع اسمه بين قادة هذه الثورة، ورغم أن هذه الإمارة لم تستمر طويلاً إلا أنه بعد فشل الثورة بقي عبد الله مكافحاً ضد الظلم ومنافحاً عن أحكام الشريعة، و يحرض بشعره ورسائله على الثورة وكام البلاد من (آل يافع) منحازا الى خاله ومن شعره قصيدته التي مطلعها :

إلى متى الدمعُ مسكوبٌ من البرحا
والقلبُ من زفراتِ الحزنِ ما بَرِحَا

همٌ وغمٌ وإذلالٌ ومنقصةٌ
والدهرُ مازال سيفَ البَغْيِ مُتَّشِحا

مما سبب له الأذى والتهديد والوعيد، وتعرض لمحاولة اغتيال فاضطره الامرالى الهجرة من ( المسيلة )إلى مدينة (الشحر) في ساحل حضرموت سنة 1238هجرية - وقد شق عليه فراق اهله واحبته وموطنه فأنشأ يقول وهو يحزم أمتعته:

رَعَى اللهُ رَبْعاً نَشَأْنَا بِهِ
وَذُقْنَا حَلاوَةَ أَتْرَابِهِ

قصد بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج سنة 1240هجرية –ثم بعدها توالت أسفارُه فزار اليمن ومصر والشام والهند وجاوة، وكان سفره طلباً للعلم والسياحة وللدعوة والعلاج، حيث كان يحب السياحة، ودخل الإسلام على يديه خلق كثيرمن ابناء تلك البلاد ، واشتهر في تلك البلاد أنه الفقيه الشجاع الذي لا يتردد في إنكار المنكر ولو كلَّفه ذلك حياته .

عاد إلى حضرموت، فألف فيها سنة 1261هجرية- 1818 ميلادية كتابه الموسوم (السيوف البواتر لمن يقدم صلاة الصبح على الفجر الآخر) وبقي في حضرموت ولم يغادرها بعد هذا التاريخ يعاني من امراض المت به ويصابر عليها .

قال ولده عقيل ان اباه كان عظيم المحبة لربه تعالى عظيم الشوق للقائه، وكان يتمثل هذين البيتين من شعره وخاصة قبل قبل دنو اجله :

جزى اللهُ هذا الموتَ خيراً فإنَّه
أَبَرُّ بِنَا من والدينا وأَرأَفُ

يُعَجِّل تخليصَ النفوسِ من الأذى
ويُلحِقُها بالدارِ التي هي أَشرفُ

توفي عبد الله بن عمر الحضرمي ب( المسيلة ) في حضرموت سنة\ 1265 هجرية - 1849ميلادية

قال عنه ولده عقيل بعد وفاته :

( كان يدعو إلى الله باللُّطف واللِّين، ويُغلظ في المواطن التي لا تُصلح إلا الغلظةُ على المفسدين، وكان محبوباً مقبولاً عند الأنام، قد وضعَ اللهُ له القبولَ والمحبةَ في قلوبِهم، يجدُ جليسُه من الأنس والسرور ما يَنسى به ما هو فيه من الهموم والاشتغالِ بالدنيا، وكان - رضي الله عنه - حامل لواء الفتيا في زمانه، تحمل إليه الأسئلة من أغلب الأقطار والأقاليم، ويرجع إلى قوله العلماء عند كل مشكل).

ترك اثارا مهمة من الكتب التي كتبها منها :

. فتاوى شرعية
. سفينة الصلاة
. مناسك الحج والعمرة وآداب الزيارة النبوية
. تذكرة المؤمنين بفضائل عترة سيد المرسلين
.الدرر النقية في فضائل ذرية خير البرية
. السيوف البواتر لمن يقدم صلاة الصبح على الفجر الآخر
. الدر المنظوم لذوي العقول والفهوم (ديوان شعر)
يتميز شعره بالسهولة والسلاسة كثيرة بلاغته وصوره الشعرية يغلب عليها الطابع الديني في اغلبها فله قصائد شعرية بين رثاء وابتهال ومدائح وحماسة وغيرها .

امير البيان العربي
د فالح نصيف الكيلاني
العراق- دالى - بلدروز

**********************