تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: ما هو حكم تغيير المكان بين السنة والفريضة ، ومتى يكون ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي ما هو حكم تغيير المكان بين السنة والفريضة ، ومتى يكون ؟

    ما هو حكم تغيير المكان بين السنة والفريضة ، ومتى يكون ؟
    سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: هل ورد دليل على تغيير المكان لأداء السنة بعد صلاة الفريضة؟

    الجواب : نعم ، ورد في حديث معاوية رضي الله عنه أنه قال : (( إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن لا توصل صلاة بصلاة حتى نتكلم ، أو نخرج)) رواه مسلم ، فأخذ من هذا أهل العلم أنه ينبغي الفصل بين الفرض وسنته، إما بكلام، أو بانتقال عن مكانه.
    من موقع الشيخ رحمه الله

    وقال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:
    تغيير المكان لا ينطبق على السنة القبلية

    ويستحب أن تفصل بين الفريضة والنافلة بكلام أو انتقال إلى مكان آخر.
    وأفضل الفصل: الانتقال لصلاتها في البيت ، لأن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة، كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، ودليل الفصل المذكور ما رواه مسلم في صحيحه (1463) .
    عن معاوية رضي الله عنه قال : (إِذَا صَلَّيْتَ الْجُمُعَةَ فَلَا تَصِلْهَا بِصَلَاةٍ حَتَّى تَكَلَّمَ أَوْ تَخْرُجَ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَنَا بِذَلِكَ ، أَنْ لَا تُوصَلَ صَلَاةٌ بِصَلَاةٍ حَتَّى نَتَكَلَّمَ أَوْ نَخْرُجَ) .
    قال النووي رحمه الله في شرحه لصحيح مسلم : " فيه دليل لما قاله أصحابنا - يعني فقهاء الشافعية - أن النافلة الراتبة وغيرها يستحب أن يتحول لها عن موضع الفريضة إلى موضع آخر، وأفضله التحول إلى البيت، وإلا فموضع آخر من المسجد أو غيره ليكثر مواضع سجوده، ولتنفصل صورة النافلة عن صورة الفريضة. وقوله ( حتى نتكلم ) دليل على أن الفصل بينهما يحصل بالكلام أيضا ، ولكن بالانتقال أفضل لما ذكرناه. والله أعلم" انتهى
    وروى أبو داود (854) وابن ماجه (1417) ـ واللفظ له ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ إِذَا صَلَّى أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ أَوْ عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ، يَعْنِي : السُّبْحَةَ) أي : صلاة النافلة بعد الفريضة . وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه .
    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: رحمه الله في "الفتاوى الكبرى" (2/359) " والسنة أن يفصل بين الفرض والنفل في الجمعة وغيرها، كما ثبت عنه في الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم نهى أن توصل صلاة بصلاة حتى يفصل بينهما بقيام أو كلام، فلا يفعل ما يفعله كثير من الناس يصل السلام بركعتي السنة، فإن هذا ركوب لنهي النبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا من الحكمة التمييز بين الفرض وغير الفرض، كما يميز بين العبادة وغير العبادة ، ولهذا استحب تعجيل الفطور، وتأخير السحور، والأكل يوم الفطر قبل الصلاة، ونهي عن استقبال رمضان بيوم أو يومين، فهذا كله للفصل بين المأمور به من الصيام وغير المأمور به، والفصل بين العبادة وغيرها، وهكذا تتمييز الجمعة التي أوجبها الله من غيرها" انتهى .

    فعلة الفصل بين الفريضة والنافلة : تمييز إحداهما عن الأخرى، وذكر بعض العلماء علة أخرى لذلك وهي : تكثير مواضع السجود لأجل أن تشهد له يوم القيامة، كما سبق في كلام النووي رحمه الله .
    وقال الرملي في "نهاية المحتاج" (1/552) : " ويسن أن ينتقل للنفل أو الفرض من موضع فرضه أو نفله إلى غيره تكثيراً لمواضع السجود ، فإنها تشهد له، ولما فيه من إحياء البقاع بالعبادة ، فإن لم ينتقل إلى موضع آخر فصل بكلام إنسان " انتهى . والله أعلم .

    وقال الشيخ عبد الكريم الخضير في شرح بلوغ المرام : أهل العلم يستحبون التحول للنافلة من مكان الفريضة لتكثر المواضع التي يؤدي فيها العبادات، وتشهد له يوم القيامة "ونكتب آثارهم" نعم "ونكتب آثارهم" فهذه الآثار التي هي مواضع السجود من الأرض يستحب أهل العلم أن ينتقل من مكانه الذي صلى فيه الفريضة فيتنفل في غيره.

    وعلة تكثير مواضع العبادة ذكرها العلماء :
    فقال السعدي :فإن الأرض من جملة الشهود الذين يشهدون على العباد بأعمالهم‬
    ‫وورد في مشكاة المصابيح : أي تخبر بما عمل عليها ، وهذه العلة تقتضى أن ينتقل إلى الفرض من موضع نفله ، وأن ينتقل لكل صلاة يفتحها من أفراد النوافل .
    ‫جاء في عون المعبود : والعلة في ذلك تكثير مواضع العبادة كما قال البخاري والبغوي لأن مواضع السجود تشهد له كما في قوله تعالى: {يومئذ تحدث أخبارها} أي تخبر بما عمل عليها. وورد في تفسير قوله تعالى: ‫{فما بكت عليهم السماء والأرض} أن المؤمن إذا مات بكى عليه مصلاه من الأرض ومصعد له من السماء، وهذه العلة تقتضي أن ينتقل إلى الفرض من موضع نفله وأن ينتقل لكل صلاة يفتتحها من أفراد النوافل، فإن لم ينتقل فينبغي أن يفصل بالكلام لحديث النهي عن أن توصل صلاة بصلاة حتى يتكلم المصلي أو يخرج. أخرجه مسلم
    وقال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح رياض الصالحين في تغيير الطريق يوم العيد: ليشهد له الطريقان يوم القيامة لأن الأرض يوم القيامة تشهد على ما عمل فيها من خير وشر كما قال الله تبارك وتعالى: يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها تشهد الأرض فتقول عمل على فلان كذا وعمل على فلان كذا فإذا ذهب من طريق ورجع من آخر شهد له الطريقان

    ومن أدلة تغيير المكان بين الفريضة والنافلة :
    ما جاء في صحيح سنن أبي داود حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لا يصلي الإمام في الموضع الذي صلى فيه حتى يتحول".
    ‫وذكر كذلك في صحيح سنن أبي داود:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    أيعجز أحدكم- إذا صلى- أن يتقدم أو يتأخر، أو عن يمينه أو عن شماله؟! "؛- زاد في حديث حماد: في الصلاة
    ؟!- "؛
    يعني: في السبحة.
    (قلت[أي الشيخ الألباني]: حديث صحيح) .
    وفي صحيح ابن ماجه :عن عبد الرحمن بن شبل قال نهى رسول الله صلى الله عليه و سلم عن ثلاث عن نقرة الغراب وعن فرشة السبع وأن يوطن الرجل المكان الذي يصلي فيه كما يوطن البعير
    ‫قال الشيخ الألباني: أي يتخذ لنفسه من المسجد مكانا معينا لا يصلي إلا فيه.

    حكم التحوُّل والانتقال من مكان الفريضة لمكان آخر لصلاة النافلة؛ هل هو على الوجوب، أم الاستحباب، أم مجرد المشروعية، وأن العبرة بحصولِ الفصلِ بين الصلاتين ؟ ويؤيده فتوى للشيخ ابن عثيمين:
    السؤال: بارك الله فيكم هذا المستمع أخوكم في الله محمد أبو زهرة مصري يعمل في بيشة يقول في هذا السؤال نرى بعض الأخوان أثناء السنة يغيرون من أماكنهم ما الحكمة في هذا نرجو بهذا إفادة؟
    الجواب (الشيخ): الحكمة من تغيير المكان عند الراتبة هو أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أمر أن لا توصل صلاة بصلاة حتى يخرج الإنسان أو يتكلم. فترى كثيرا من الناس لا يتسنى له أن يخرج لأن الصفوف خلفه متراصة وليس في قبلة المسجد باب يخرج منه فيضطر إلى أن يصلي الراتبة في مكانه الذي صلى فيه الفريضة فيرى أن ينتقل إلى المكان الذي بجنبه ليحقق بذلك الفرق أو التفريق بين الفرض وسنته.
    ولهذا قال الفقهاء -رحمهم الله- يُسَنّ التفريق بين الفرض وسنته بكلام أو انتقال من موضعه ولكن هذا ليس على سبيل الوجوب إن تيسر وإلا فلا حرج أن يصلي في مكانه الذي صلى فيه الفريضة.
    وأفضل من ذلك وأولى أن يصلي النافلة في بيته لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) ولأنه -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي الراتبة وقيام الليل يصليها في بيته صلوات الله وسلامه عليه فدلت سنته القولية والفعلية على أن فعل النوافل في البيت أفضل من فعلها في المسجد أي نعم.
    السؤال: قول بعض العامة شيخ محمد أن التغيير هذا من محل إلى محل أثناء السنة أنه يشهد له موضعه يوم القيامة صحة هذا؟
    الجواب (الشيخ): هذا لا أعلم له أصلا بخصوصه ولكن هناك آية في القرآن تدل على أن الأرض تحدث أخبارها أي بما عمل عليها من خير و شر.


    فتاوى نور على الدرب .
    والله أعلم.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم أروى المكية مشاهدة المشاركة

    السؤال: قول بعض العامة شيخ محمد أن التغيير هذا من محل إلى محل أثناء السنة أنه يشهد له موضعه يوم القيامة صحة هذا؟
    الجواب (الشيخ): هذا لا أعلم له أصلا بخصوصه ولكن هناك آية في القرآن تدل على أن الأرض تحدث أخبارها أي بما عمل عليها من خير و شر.


    رحم الله الشيخ ابن عثيمين وأسكنه فسيح جناته
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2014
    المشاركات
    1,412

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    رحم الله الشيخ ابن عثيمين وأسكنه فسيح جناته
    آمين ... وجمعنا معه في جنات النعيم مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •