هل في كتاب الله ألفاظ آرامية أوعبرانية لا يفهمها العرب بلغتهم؟
كتبه: عدنان البخاري.
• الجواب: الحمد لله.. أنزل الله تعالى كتابه كما قال: (بلسان عربي مبين)، (إنا أنزلناه قرآنا عربيا)، (قرآنا عربيا غير ذي عوج).
• وقد جزم الإمام الشافعي رحمه الله في كتابه الرسالة (ص 40-53) أنه ليس في كتاب الله كلمة غير عربية ألبتّة.
• وعزى وجود بعض الكلمات في القرآن وقد تكلم بها العجم إلى أحد ثلاثة أمور:
1- الجهل بكونها عربية؛ فظن أنها أعجمية.
2- أنها عربية الأصل وتكلم بها العجم، فظن أنها أعجمية.
3- حصول توافق استعمالا بين اللغتين العربية وغيرها.
• أما الأول فلأنه كما قال الشافعي: "لسان العرب أوسع الألسنة مذهبا وأكثرها ألفاظا، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي".
• وأما الثاني فلأن أخذ الأمم بعضها من بعض في اللغة معروف، فكم من كلمة عربية انتقلت إلى أمم أخرى، ثم عادت للعرب فظن الجاهل باللغة أنها أعجمية.
• وأما الثالث فأي عارف ببعض مفردات اللغات (بله أن يكون خبيرا) يعلم أن ثم كلمات كثيرة تتوافق استعمالا بين اللغات ولا يلزم أن تكون مأخوذة بعضها من بعضها.
• ثم (لو!) قيل إن ثم كلمات ليست عربية بل هي معرّبة.
فيقال: تكلم العرب واستعمالهم لها: صيّرها من كلامهم، فالقرآن نزل بما تفهمه العرب من الكلام.
• فالادّعاء أن العرب قاطبة (مسلمهم وكافرهم، الصحابة وغيرهم) جهلوا معنى كلمة = بسبب كونها أعجمية لا يفهمونها إلا بعد معرفة باللغات =دعوى ساقطة.
• وهذه دعوى كان أسعد الناس بها مشركوا مكة المناوئين لدعوة نبينا ﷺ!
فالله تحداهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن الذي هو من كلامهم (صرفًا) فعجزوا عنه.
• ولو كان ما ذكره بعض الإخوة في تسجيله من وجود كلمات آرامية أوعبرية..الخ في القرآن صحيحا = لصحّ لمشركي مكة الاعتراض بوجود كلمات أعجمية لا يعرفونها!
• ولصحّت للمشركين حجة في كون القرآن مختلقا مأخوذا من أهل الكتاب (إنهم يقولون إنما يعلمه بشر (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي) وهذا لسان عربي مبين)!
• ولصحّ للمشركين الاحتجاج ببعض ألفاظه (التي يزعم أنها ليست عربية) كما قال تعالى (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي)؟
• قال الإمام الشافعي رحمه الله: تنبيه العامة على أن القرآن نزل بلسان العرب خاصة نصيحة للمسلمين والنصيحة لهم فرض لاينبغي تركه وإدراك نافلة خير.