قال السيوطي رحمه الله في كتابه " الإتقان في علوم القرآن " 1 / 417 وما بعدها :
قال ابن فارس في كتاب الأفراد :
- كل ما في القرآن من ذكر " الأسف" فمعناه الحزن إلا : ( فلما آسفونا انتقمنا منهم فأغرقناهم أجمعين ) فمعناه: أغضبونا .
- كل ما في القرآن من ذكر " البروج " فهي الكواكب إلا : ( ولو كنتم في بروج مشيدة ) فهي القصور الطوال الحصينة .
- وكل ما فيه من ذكر البر والبحر فالمراد بالبحر الماء وبالبر التراب اليابس إلا : { ظهر الفساد في البر والبحر } فالمراد به البرية والعمران .
- وكل ما فيه من بخس فهو النقص إلا : { بثمن بخس } أي : حرام .
- وكل ما فيه من البعل فهو الزوج إلا { أتدعون بعلا } فهو الصنم .
- وكل ما فيه من البكم فالخرس عن الكلام بالإيمان إلا : { عميا وبكما وصما } في الإسراء .
و{ أحدهما أبكم } في النحل ، فالمراد به عدم القدرة على الكلام مطلقا .
- وكل ما فيه جثيا فمعناه جميعا إلا : { وترى كل أمة جاثية } فمعناه : تجثو على ركبها
- وكل ما فيه من حسبان فهو العدد إلا : { حسبانا من السماء } في الكهف فهو العذاب .
- وكل ما فيه حسرة فالندامة إلا : { ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم } فمعناه الحزن
- وكل ما فيه من الدحض فالباطل إلا : { فكان من المدحضين } فمعناه من المقروعين .
- وكل ما فيه من رجز فالعذاب إلا : { والرجز فاهجر } فالمراد به الصنم
- وكل ما فيه من ريب فالشك إلا : { ريب المنون } يعني حوادث الدهر
- وكل ما فيه من الرجم فهو القتل إلا : { لأرجمنك } فمعناه لأشتمنك .
و{ رجما بالغيب } أي : ظنا .
- وكل ما فيه من الزور فالكذب مع الشرك إلا : { منكرا من القول وزورا } فإنه كذب غير الشرك .
- وكل ما فيه من زكاة فهو المال إلا : { وحنانا من لدنا وزكاة } أي : طهرة .
- وكل ما فيه من الزيغ فالميل إلا : { وإذ زاغت الأبصار } أي شخصت .
- وكل ما فيه من سخر فالاستهزاء إلا : { سخريا } في الزخرف فهو من التسخير والاستخدام .
- وكل سكينة فيه طمأنينة إلا التي في قصة طالوت فهو شيء كرأس الهرة له جناحان
وكل سعير فيه فهو النار والوقود إلا :{ في ضلال وسعر } فهو العناء .
- وكل شيطان فيه فإبليس وجنوده إلا : { وإذا خلوا إلى شياطينهم } .
- وكل شهيد فيه غير القتلى فمن يشهد في أمور الناس إلا : { وادعوا شهداءكم } فهو شركاؤكم .
- وكل ما فيه من أصحاب النار فأهلها إلا : { وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة } فالمراد خزنتها .
- وكل صلاة فيه عبادة ورحمة إلا : { وصلوات ومساجد } فهي الأماكن .
- وكل صمم فيه ففي سماع الإيمان والقرآن خاصة إلا الذي في الإسراء .
- وكل عذاب فيه فالتعذيب إلا : { وليشهد عذابهما } فهو الضرب .
- وكل قنوت فيه طاعة إلا : { كل له قانتون } فمعناه مقرون .
- وكل كنز فيه مال إلا الذي في الكهف فهو صحيفة علم .
- وكل مصباح فيه كوكب إلا الذي في النور فالسراج .
- وكل نكاح فيه تزوج إلا : { حتى إذا بلغوا النكاح } فهو الحلم .
- وكل نبأ فيه خبر إلا : { فعميت عليهم الأنباء } فهي الحجج .
- وكل ورود فيه دخول إلا : { ولما ورد ماء مدين } يعني هجم عليه ولم يدخله .
- وكل ما فيه من : { لا يكلف الله نفسا إلا وسعها } فالمراد من العمل إلا التي في الطلاق فالمراد من النفقة .
- وكل يأس فيه قنوط إلا التي في الرعد فمن العلم .
وكل صبر فيه محمود إلا : { لولا أن صبرنا عليها } { واصبروا على آلهتكم }
هذا آخر ما ذكره ابن فارس
وقال غيره : كل صوم فيه فمن العبادة إلا : { نذرت للرحمن صوما } أي : صمتا .
- وكل ما فيه من الظلمات والنور فالمراد الكفر والإيمان إلا التي في أول الأنعام فالمراد ظلمة الليل ونور النهار .
- وكل إنفاق فيه فهو الصدقة إلا : { فآتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا } فالمراد به المهر .
- وقال الداني : كل ما فيه من الحضور بالضاد فهو من المشاهدة إلا موضعا واحدا فإنه بالظاء من الاحتظار وهو المنع وهو قوله تعالى : { كهشيم المحتظر } .
- وقال ابن خالويه : ليس في القرآن بعد بمعنى قبل إلا حرف واحد : { ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر } .
- قال مغلطاي في كتاب الميسر : قد وجدنا حرفا آخر وهو قوله تعالى : { والأرض بعد ذلك دحاها }.
قال أبو موسى في كتاب المغيث : معناه هنا قبل ؛ لأنه تعالى خلق الأرض في يومين ثم استوى إلى السماء ، فعلى هذا خلق الأرض قبل خلق السماء ، انتهى .

- قلت ( أي السيوطي ) : قد تعرض النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون بشيء من هذا النوع فأخرج الإمام أحمد في مسنده وابن أبي حاتم وغيرهما من طريق دراج ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كل حرف في القرآن يذكر فيه القنوت فهو الطاعة ".
هذا إسناده جيد وابن حبان يصححه ..اهــ كلامه

قلت : بل إسناده ليس بجيد ، ففي إسناده دراج ، وأحاديث عن أبي الهيثم عن أبي سعيد ، منكرة ، كما قال أهل الحديث .
والحديث أورده الشيخ الألباني في الضعيفة ( 4105 ) وقال :
4105 - ( كل حرف من القرآن يذكر فيه القنوت ؛ فهو الطاعة ) .
ضعيف
أخرجه ابن حبان (1723) ، وأحمد (3/ 75) ، وأبو يعلى (1379) ، وابن جرير في "التفسير" (5/ 230/ 5518 و 6/ 403/ 7050) عن دراج أبي السمح ، عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخدري مرفوعاً به .
قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ لضعف دراج كما سبق مراراً .اهــ