تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تخريج حديث : إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2015
    المشاركات
    105

    افتراضي تخريج حديث : إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة

    " إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة ، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء ، إذا طاب أعلاه ، طاب أسفله ، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " .

    صحيح - جاء من حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن أبي عبد ربه ، عن معاوية رضي الله عنه مرفوعا , وله عنه طرق :


    الطريق الأولى : الوليد بن مسلم :


    أخرجه ابن ماجه (4035) , وابن أبي عاصم في " ذكر الدنيا " (146) -طبعة دار الريان , وأحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 5/ 394 , والطبراني في "مسند الشاميين" (607) , وابن سمعون في "الأمالي" (8) , وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 49 , والمزي في "تهذيب الكمال" 34 /38-39 , وابن الجوزي في "ذم الهوى" (497) : من طريق الوليد بن مسلم , سمعت ابن جابر , يقول : قال : سمعت أبا عبد ربه , يقول : سمعت معاوية , يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم , يقول : " لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة " .
    وزاد المزي : " إنما الأعمال بخواتيمها، كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله" , وهو بهذا اللفظ عند أبي يعلى (7362) : عن أبي همّام عن الوليد به , وابن حبان 1818 - موارد : من طريق هشام بن عمار عن الوليد به .
    وأخرجه عبد بن حميد 414 - المنتخب : حدثني يحيى بن بشر، ثنا الحكم بن المبارك، عن الوليد بن مسلم، أنا ابن جابر، حدثني أبو عبد ربه، قال: سمعت معاوية، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:
    " إنما الأعمال كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا فسد أعلاه فسد أسفله" .
    وإسناده حسن إلى أبي عبد ربه .


    الطريق الثانية : عبدالله بن المبارك :


    أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (596) ,وعنه أحمد 4/ 94 , وابن أبي الدنيا في "الزهد" (194) , والطبراني 19/ 368 , وفي "مسند الشاميين" (607): من طريق عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : حدثني أبو عبد ربه ، قال : سمعت معاوية يقول على هذا المنبر :
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة ، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء ، إذا طاب أعلاه ، طاب أسفله ، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " .
    وأخرجه الداني في "السنن الواردة في الفتن" (67) : من طريق ابن المبارك حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثنا أبو عبد ربه ، قال : سمعت معاوية رحمه الله على هذا المنبر ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول :
    " إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة ، فأعدوا للبلاء صبرا " .
    قلت : وإسناده ضعيف , شيخ الداني : محمد بن خليفة ضعيف .
    وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب" (1175) : أخبرنا محمد بن أبي سعيد ، أنبا أزهر بن أحمد ، أنبا محمد بن معاذ ، أنبا الحسين بن الحسن ، أنبا ابن المبارك ، أنبا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ،
    ثنا أبو عبد رب العزة ، قال : سمعت معاوية ، على المنبر ، يقول :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنما بقي من الدنيا بلاء وفتنة ، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء ، إذا طاب أعلاه طاب أسفله ، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " .
    وأخرجه الطبراني (866) : حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا عارم أبو النعمان ، ثنا عبد الله بن المبارك به , دون قوله :" وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " .
    وأخرجه الرامهرمزي في "أمثال الحديث" (ص: 99) : من طريق ابن صاعد ، ثنا الحسين المروزي ، ثنا ابن المبارك ، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني أبو هريرة ، قال : سمعت معاوية يقول على هذا المنبر :
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إنما بقي من الدنيا بلاء وفتنة ، إنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء ، إذا طاب أعلاه طاب أسفله ، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " .
    قلت : والمحفوظ عن المبارك أنه من حديث أبي عبد ربه عن معاوية .


    الطريق الثالثة : صدقة بن خالد :


    أخرجه ابن حبان 1819- موارد , وأبو نعيم في "حلية الأولياء" 5/ 162 , وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 18/ 74 - 75 و60/ 348: من طريق هشام بن عمار ، نا صدقة بن خالد ، نا ابن جابر ، نا أبو عبد ربه ، قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان ،
    يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول :" إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة، وإنما العمل كالوعاء، إذا طاب أعلاه طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " واللفظ لأبي نعيم .
    وقال ابن عساكر : " وهذا هو المحفوظ كذا رواه جماعة عن ابن جابر منهم الوليد والوليد بن مرثد ".
    وأخرجه ابن عساكر 23/ 386: من طريق صالح بن محمد ، نا هشام بن عمار ، حدثنا صدقة بن خالد ، والوليد بن مسلم ، قالا : ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر به .
    والطريق إليه فيها مجهول .
    وقال أبو نعيم : " رواه الوليد بن مسلم، عن ابن عباس مثله، لم يروه عن معاوية إلا أبو عبد رب".


    الطريق الرابعة : الحسين بن الحسن :


    أخرجه ابن عساكر 67/ 49: من طريق الحسين بن الحسن ، أنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، حدثني أبو عبد ربه ، قال : سمعت معاوية يقول على هذا المنبر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    " إنما بقي من الدنيا بلاء وفتنة ، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله ، وإذا خبث أعلاه خبث أسفله " .
    قال : "والمحفوظ : عبد ربه ".
    قلت : وإسناده إلى عبدربه جيد , وأَبُو عبد ربه , ويقال أَبُو عبد رب العزة مولى ابْن غيلان الثقفي , ويقال مولى بني عذرة . قِيلَ: اسمه عبد الجبار بْن عبيد اللَّه بْن سلمان
    وقيل: عبد الرحمن بْن أَبِي عبد اللَّه، وقيل: قسطنطين , وقيل: فلسطين . وليس بشيء .
    وقال أَبُو زرعة الدمشقي، عن أَبِي مسهر: كَانَ روميا اسمه قسطنطين، فَلَمَّا أسلم سمي عبد الرحمن .
    وذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 372، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا،
    وقال الذهبي في ترجمته: " صدوق ".
    وقال الحافظ : " مقبول" يعني حيث يتابع وإلا فلين الحديث .


    الطريق الخامسة : الوليد بن مزيد العذري :


    أخرجه ابن حبان (690) ,وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 50 : العباس بن الوليد ، أخبرني أبي ، نا ابن جابر ، قال : سمعت أبا عبد رب ، يقول : سمعت معاوية على هذا المنبر ، يقول :
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : " لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة " .


    الطريق السادسة : بشر بن بكر :


    أخرجه ابن حبان (2899) : من طريق محمد بن مسكين اليمامي ، قال : حدثنا بشر بن بكر ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : حدثني أبو عبد رب ، عن معاوية ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما بقي من الدنيا إلا بلاء وفتنة " .
    وأخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 67/ 50 : من طريق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ثنا أبو بكر بن زياد النيسابوري نا الربيع نا بشر بن بكر حدثني ابن جابر حدثني أبو عبد رب قال سمعت معاوية على المنبر يعني منبر دمشق يقول :
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :" ألا إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة " , قال وسمعت أبا عبد رب يقول سمعت معاوية على هذا المنبر يقول :إن العمل كالوعاء إذا طاب أعلاه طاب أسفله وإذا خبث أعلاه خبث أسفله".
    ثم روى ابن عساكر هذا الشطر مرفوعًا : من طريق أبي عبد الله الهروي نا الربيع بن سليمان نا بشر بن بكر نا ابن جابر عن أبي عبد رب الزاهد قال سمعت معاوية يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
    "إنما القلب كالوعاء إذا قام أسفله قام أعلاه وإذا خبث أسفله خبث أعلاه " .


    الطريق السابعة :يزيد بن يوسف :


    أخرجه أبو أحمد الحاكم في "الأسامي والكنى" 5/ 394 ,وأبو طاهر السلفي في "مشيخته" (36) , والمخلص في "المنتقى من حديثه" (9) , والداني في "السنن الواردة في الفتن" (3): من طريق يزيد بن يوسف ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ،
    عن أبي عبد ربه ، قال : سمعت معاوية ، يقول على المنبر : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة فأعدوا للبلاء صبرا " .
    قلت : ويزيد بن يوسف : واه .


    الطريق الثامنة : محمد بن شابور :


    أخرجه نعيم بن حماد في "الفتن " (45) , والدولابي في "الأسماء والكنى" 2/ 863 : عن محمد بن شابور ، عن ابن جابر ، عن أبي عبد رب الدمشقي ، قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان ، يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    " ألا أنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة " .


    وله طريق أخرى عن معاوية :


    أخرجه الدولابي في "الأسماء والكنى" 2/ 661, وابن عساكر في "تاريخ دمشق" 62/ 129 :من طريق أبي توبة: قال: حدثنا محمد بن مهاجر، عن أبي صالح النعمان بن أبي شمر قال: سمعت معاوية على هذا المنبر يقول:
    " أعدوا للبلاء صبرا فوالله إن بقي من الدنيا إلا بلاء وفتنة " .
    واسناده جيد , أبو توية هو : الربيع بن نافع ثقة حجة , ومحمد بن مهاجر من رجال مسلم , والنعمان له ترجمة في "تاريخ دمشق" , ووثقه ابن حبان 5/ 474


    وله شاهد من حديث جابر :


    أخرجه ابن أبي عاصم في " ذكر الدنيا " (147) , ومن طريقه الشجري في "الأمالي الخميسية" 2/ 237 : أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي، أخبرنا محمد بن طلحة، أخبرنا المنكدر بن محمد، عن أبيه، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    " لم يبق من الدنيا إلا فتنة تنتظر، أو كل محزن ".
    وإسناده ضعيف , فإن محمد بن طلحة : صدوق يخطئ , وشيخه لين الحديث .


    وله شاهد آخر من حديث أبي موسى الأشعري :


    أخرجه ابن منده في "الأمالي" (12) : أخبرنا عثمان بن أحمد بن هارون السمرقندي ، نا محمد بن إبراهيم أبو أمية ، نا سليمان بن حرب ، نا حماد بن زيد ، عن ثابت البناني ، قال : كتب إلي سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى ، يذكر عن أبيه ، عن جده رفعه ،
    قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم يبق من الدنيا إلا فتنة منتظرة ، أو كل محزن " .
    وهذا اسناد رجاله ثقات سوى محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم الخزاعى : صدوق صاحب حديث ، يهم كما قال الحافظ .


    كتبه أحوج الناس إلى عفو ربه
    أبو سامي العبدان
    ( حسن التمام )
    التاسع والعشرون من ذي الحجة 1436 من هجرة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2011
    الدولة
    الجزائر العميقة ولاية الجلفة
    المشاركات
    494

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي :طريق الأولى التي ذكرتها عن الوليد بن مسلم قلت وإسناده حسن إلى عبد ربه ، كيف توجه قول الإمام الذهبي عندما قال في السير:
    وإسناده صحيح، كما قال البوصيري في " الزوائد
    ثم قلت الطريق الثانية عن ابن المبارك ونقلت التخريجات وأشرت إلى ضعف شيخ الداني محمد بن خليفة فكيف توجه تصحيح الحافظ الذهبي حيث قال :
    وهذا سند صحيح أيضا، وهوكما قال الشيخ الألباني أيضا علما أنك عند بداية كلامك قلت صحيح ثم بعدها ذكرت التحسين من طريق الوليد بن مسلم
    نكمل فما بعد بقية الروايات . أرجو لك التوفيق

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2015
    المشاركات
    105

    افتراضي

    أما صحة إسناده من طريق عبدربه , فهو لا يحتمله لأن عبد ربه مقبول يعني حيث يُتابع وإلا فلين الحديث , وأما تصحيح الذهبي له فلأنه قال في عبدر ربه (( صدوق )) فهو عنده صحيح من الدرجة الثانية , وكذا البوصيري , وأقرب الأقوال في ترجمة عبد ربه أنه ليّن الحديث .
    وهذه ترجمته ملحصة : عبد ربه , ويقال أَبُو عبد رب العزة مولى ابْن غيلان الثقفي , ويقال مولى بني عذرة . قِيلَ: اسمه عبد الجبار بْن عبيد الله بْن سلمان
    وقيل: عبد الرحمن بْن أَبِي عبد الله ، وقيل: قسطنطين , وقيل: فلسطين . وليس بشيء .
    وقال أَبُو زرعة الدمشقي، عن أَبِي مسهر: كَانَ روميا اسمه قسطنطين، فَلَمَّا أسلم سمي عبد الرحمن .
    وذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 372، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
    فمثل هذا لا يقبل حديثه التحسين فضلا عن التصحيح . وأما تصحيحي له فبمجموع طرقه فالحديث له طريق أخرى إسنادها جيد عن معاوية , وله شاهدان يصير الحديث بمجموعها صحيحًا والله أعلم .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2016
    المشاركات
    1,147

    افتراضي رد: تخريج حديث : إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة

    بارك الله فيك

  5. #5

    افتراضي رد: تخريج حديث : إن ما بقي من الدنيا بلاء وفتنة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن التمام مشاهدة المشاركة
    أما صحة إسناده من طريق عبدربه , فهو لا يحتمله لأن عبد ربه مقبول يعني حيث يُتابع وإلا فلين الحديث , وأما تصحيح الذهبي له فلأنه قال في عبدر ربه (( صدوق )) فهو عنده صحيح من الدرجة الثانية , وكذا البوصيري , وأقرب الأقوال في ترجمة عبد ربه أنه ليّن الحديث .
    وهذه ترجمته ملحصة : عبد ربه , ويقال أَبُو عبد رب العزة مولى ابْن غيلان الثقفي , ويقال مولى بني عذرة . قِيلَ: اسمه عبد الجبار بْن عبيد الله بْن سلمان
    وقيل: عبد الرحمن بْن أَبِي عبد الله ، وقيل: قسطنطين , وقيل: فلسطين . وليس بشيء .
    وقال أَبُو زرعة الدمشقي، عن أَبِي مسهر: كَانَ روميا اسمه قسطنطين، فَلَمَّا أسلم سمي عبد الرحمن .
    وذكره ابن حبان في "الثقات"، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير" 5/ 372، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا .
    فمثل هذا لا يقبل حديثه التحسين فضلا عن التصحيح . وأما تصحيحي له فبمجموع طرقه فالحديث له طريق أخرى إسنادها جيد عن معاوية , وله شاهدان يصير الحديث بمجموعها صحيحًا والله أعلم .
    قلتُ/ لم يصححه الذهبي، إنما حسنه مرة مع تغريبه ومرة جعله معتبرا به.
    فقال في معجم الشيوخ (1/124) : "هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيب". اهـ.
    وقال في الميزان (4/443) ردا على ابن عدي: "وهو حديث صالح الإسناد، وما انفرد به يزيد ابن يوسف". اهـ.
    وفرق ابن حبان بين أبي عبد ربه عبد الرحمن مولى لابن غيلان الثقفي الزاهد وبين عبد الجبار أبي عبد رب العزة القرشي.
    فميز ابن حبان الأخير بأنه ليس بزاهد وأنه لم يرو عنه غير ابن جابر بينما الأول زاهد وروى عنه جماعة.
    قلتُ: وأقرب الأقوال في حال أبي عبد ربه أنه صدوق كما قال الذهبي، فقد روى ابن عساكر عن تلميذه سعيد بن عبد العزيز أنه قال: "نعلم أنه صادق". اهـ.
    أما بشأن اضطراب ألفاظه:
    فقد رواه ابن المبارك في الزهد [596]، فقال: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، يَقُولُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ:
    سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا بَلاءٌ وَفِتْنَةٌ، وَإِنَّمَا مَثَلُ عَمَلِ أَحَدِكُمْ كَمَثَلِ الْوِعَاءِ، إِذَا طَابَ أَعْلاهُ طَابَ أَسْفَلُهُ، وَإِذَا خَبُثَ أَعْلاهُ خَبُثَ أَسْفَلُهُ ". اهـ.
    قلتُ: قام ابن المبارك بإدراج الحديثين في متن واحد، وفرقهما غيره منهم محمد بن شعيب بن شابور،
    فقال نعيم في الفتن [45]:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَابُورَ، عَنِ ابْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ رَبٍّ الدِّمَشْقِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " أَلا أَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا بَلاءٌ وَفِتْنَةٌ ". اهـ.
    وخرج ابن عساكر (67/50) من طريق النسائي، فقال:
    أنبأ عمران بن يزيد، نا محمد بن شعيب، نا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن عبد الرحمن أبي عبد رب، به، بلفظ بشر بن بكر: "إنما القلب كالوعاء إذا قام أسلفه قام أعلاه وإذا خبث أسفله خبث أعلاه". اهـ.
    وهكذا فرق الوليد بن مسلم وصدقة بن خالد وبشر بن بكر البجلي.
    مع التنبيه أنه قد ورد زيادات في بعض الروايات فمنها ما:
    خرجه أبو نعيم في الحلية [6888]، فقال:
    حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: ثنا جَعْفَرُ الْفِرْيَابِيُّ ، ثنا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ جَابِرٍ، ثنا أَبُو عَبْدِ رَبِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ، عَلَى مِنْبَرِ دِمَشْقَ، يَقُولُ:
    سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا بَلاءٌ وَفِتْنَةٌ، وَإِنَّمَا الْعَمَلُ كَالْوِعَاءِ، إِذَا طَابَ أَعْلاهُ طَابَ أَسْفَلُهُ، وَإِذَا خَبُثَ أَعْلاهُ خَبُثَ أَسْفَلُهُ ". اهـ.
    وهذا منكر، فيه مخلد بن جعفر قال عنه ابن العماد الحنبلي: "صاحب المشيخة ببغداد ، لم يكن يعرف شيئا من الحديث، فأدخلوا عليه فأفسدوه"، وقال ابن نجيح البزار: "كان ثقة ثم ادعى سماعا ولم يسمع فانهتك وافتضح". اهـ.
    وخولف فيما خرجه أبو طاهر السلفي في الأربعون البلدانية (151)، من طريق: الكندي، فقال:
    ثنا هشام بن عمار، ثنا صدقة بن خالد، ثنا ابن جابر، ثنا أبو عبد رب، قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إنه لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة». اهـ.
    وقال ابن حبان في صحيحه [392]: أخبرنا محمد بن أحمد بن عبيد بن فياض بدمشق، قال:
    حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد، قال: حدثنا ابن جابر، قال: حدثنا أبو عبد رب، قال: سمعت معاوية، على المنبر، يقول:
    سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إنما العمل كالوعاء، إذا طاب أعلاه، طاب أسفله، وإذا خبث أعلاه، خبث أسفله». اهـ.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــ
    وأما خرجه الداني في السنن [67]، فقال:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلِيفَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا ابْنُ صَاعِدٍ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ الْمَرْوَزِيُّ، حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ،
    حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ رَبِّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: " إِنَّ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا بَلاءٌ وَفِتْنَةٌ، فَأَعِدُّوا لِلْبَلاءِ صَبْرًا ". اهـ.
    فهذا منكر فيه محمد بن خليفة وقد تكلم فيه، تفرد بزيادة: "فأعدو للبلاء صبرا"، وليس بمحفوظ، إنما المشهور عن ابن المبارك بدون تلك اللفظة.
    ولعل هذه الزيادة من كلام معاوية رضي الله عنه.
    قال أبو بشر الدولابي في الكنى والأسماء [1168]: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ فِيلٍ النَّابُلُسِيُّ ، قَالَ: حدثنا أبو توبة، قَالَ:
    حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي شِمْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ عَلَى هَذَا الْمِنْبَرِ يَقُولُ: " أَعِدُّوا لِلْبَلاءِ صَبْرًا فَوَاللَّهِ إِنْ بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا إِلا بَلاءٌ وَفِتْنَةٌ ". اهـ.
    وخرجه ابن عساكر من طريق الدولابي والنسائي به.
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ
    وما ذكرته من شاهده

    شاهد آخر من حديث أبي موسى الأشعري :
    أخرجه ابن منده في "الأمالي" (12) : أخبرنا عثمان بن أحمد بن هارون السمرقندي ، نا محمد بن إبراهيم أبو أمية ، نا سليمان بن حرب ، نا حماد بن زيد ، عن ثابت البناني ، قال : كتب إلي سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى ، يذكر عن أبيه ، عن جده رفعه ،
    قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لم يبق من الدنيا إلا فتنة منتظرة ، أو كل محزن " .
    وهذا اسناد رجاله ثقات سوى محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سالم الخزاعى : صدوق صاحب حديث ، يهم كما قال الحافظ .
    ـــــــــــــــ ــــ
    قلتُ: بل ذا منكر، فقد خولف فيما خرجه ابن أبي الدنيا في الزهد [168]، فقال:
    حدثني خالد بن خداش، قال: ثنا حماد بن زيد، عن ثابت، قال: كتب إلي سعيد بن أبي بردة: قال أبو موسى: "إنه لم يبق من الدنيا إلا فتنة منتظرة، وكل محزن". اهـ.
    قال ابن أبي حاتم في هذا الحديث: "سعيدُ بنُ أَبِي بُرْدَة لَمْ يَسْمَعْ مِنْ جَدِّه، وغيرُهُ يَرْوِيهِ يَقُولُ: عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّه". اهـ.
    يقصد ما خرجه هناد في الزهد [505]، فقال: حدثنا ابن المبارك , عن شعبة , عن سعيد بن أبي بردة , عن أبيه , عن أبي موسى الأشعري قال: فذكره موقوفا.
    وله شاهد ءاخر حسن فيما خرجه نعيم في الفتن [154]، فقال:
    حدثنا أبو المغيرة، وبقية، عن صفوان بن عمرو، عن عمرو بن قيس السكوني، عن عاصم بن حميد، عن معاذ بن جبل، رضي الله عنه قال:
    «لن تروا من الدنيا إلا بلاء وفتنة، ولن يزداد الأمر إلا شدة، ولن تروا من الأئمة إلا غلظة، ولن تروا أمرا يهولكم إلا حقره بعده أشد منه». اهـ.
    قال الإمام أحمد عند روايته هذا الحديث عن أبي المغيرة: "اللهم رضنا". اهـ. خرجه ابن بطة في "الإبانة" كتاب الإيمان 1/ 182 - 181 (16).
    ويشهد له ما رواه البخاري في صحيحه [٧٠٦٨] عن الزبير بن عدي قال:
    أَتَيْنا أنَسَ بنَ مالِكٍ، فَشَكَوْنا إلَيْهِ ما نَلْقى مِنَ الحَجّاجِ، فَقالَ: "اصْبِرُوا، فإنَّه لا يَأْتي علَيْكُم زَمانٌ إلّا الذي بَعْدَهُ شَرٌّ منه، حتّى تَلْقَوْا رَبَّكُمْ" سَمِعْتُهُ مِن نَبِيِّكُمْ ﷺ. اهـ.

    والله أعلم.
    .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •