أما إِنَّكَ لَوْ سَكَتَّ لَسَمِعْتَ مِنَ آيَاتِ اللَّهِ الْكُبْرَى

[احمد ابو انس]

حَدَّثَنَا حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، قَالَ : " بَيْنَا أَبُو الدَّرْدَاءِ يُوقِدُ تَحْتَ قِدْرٍ لَهُ , إِذْ سَمِعَ فِي الْقَدْرِ صَوْتًا , ثُمَّ ارْتَفَعَ الصَّوْتُ يَنْشِجُ كَهَيْئَةِ صَوْتِ الْبَعِيرِ , ثُمَّ انْكَفَأَتِ الْقِدْرُ , ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا , وَلَمْ يَنْضُبْ مِنْهَا شَيْءٌ , فَجَعَلَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يُنَادِي : يَا سَلْمَانُ , انْظُرْ إِلَى الْعَجَبِ , انْظُرْ إِلَى مَا لَمْ تَنْظُرْ إِلَى مِثْلِهِ , أَنْتَ , وَلا أَبُوكَ " , فَقَالَ لَهُ سَلْمَانُ : " أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَكَتَّ لَسَمِعْتَ مِنَ آيَاتِ اللَّهِ الْكُبْرَى "*, قَالَ الأَعْمَشُ : وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , آخَى بَيْنَ سَلْمَانَ وَأَبِي الدَّرْدَاءِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا .
ما صحة هذا اﻷثر؟

[أبو مالك المديني]

بارك الله فيك أبا أنس .
هذا الأثر أخرجه ابن أبي الدنيا في هواتف الجنان ( 109 ) .
وفيه انقطاع بين أبي البختري سعيد بن فيروز - وهو ثقة معروف ، لكنه كثير الإسال -
وبين أبي الدرداء وسلمان ؛ حيث لم يدركهما .

[أبوعاصم أحمد بلحة]

بارك الله فيك أبا أنس .
هذا الأثر أخرجه ابن أبي الدنيا في هواتف الجنان ( 109 ) .
وفيه انقطاع بين أبي البختري سعيد بن فيروز - وهو ثقة معروف ، لكنه كثير الإسال -
وبين أبي الدرداء وسلمان ؛ حيث لم يدركهما .

نفع الله بكم.
هل له طرق أخرى مولانا؟

[أبو مالك المديني]

جزاكم الله خيرا أبا عاصم .
الأثر أخرجه غير واحد غير ابن أبي الدنيا ، منهم :
ابن أبي شيبة في مصنفه ( 34597 ) ، وابن أبي الدنيا - كما سبق ذكره ، ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه 47 / 154- 150 - وأبو نعيم في الحلية 1 / 224 من طريق أبي أسامة به .

وأخرجه ابن عساكر 47 / 150 من طريق الأعمش عن عمرو بن مرة عن خيثمة قال :كان أبو الدرداء ... فذكره مثله . وهو منقطع أيضا .
فتبقى علة الإنقطاع في كلا الطريقين .
والله أعلم .

[أبوعاصم أحمد بلحة]

قلتُ (أبو عاصم): هكذا أخرجه ابن أبي الدنيا في "الهواتف" (109)، و(135) ومن طريقه: ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (47/154-155).
وأخرجه من طريق أبي أسامة كذلك: ابن أبي شيبة في "المصنف" (35740)-ومن طريقه أبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/224)-، واللالكائي في "كرامات الأولياء" (100)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (47/155).
وخالف أبا أسامة: أبو بكر بن عياش-كما عند أبي الشيخ في "العظمة" (5/1729)، واللالكائي في "كرامات الأولياء" (99)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (47/155)-، فرواه عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن خيثمة-ابن عبد الرحمن-، قال: كان أبو الدرداء...فذكره.
قال الذهبي في "تاريخ الإسلام" (2/214)-عقب طريق خيثمة-: "حديث صحيح"!
قلتُ: الحديث ضعيف من كلا الوجهين لانقطاعه!
لكن هنا-مولانا الغالي-، خلاف على الأعمش، فأي الروايتين أرجح عندك، وما قولك في تصحيح الذهبي له؟

[أبو مالك المديني]

بورك فيك حبيبنا أبا عاصم .
رواية أبي أسامة - عندي - أرجح ، ويحتمل أن الروايتين محفوظتان.
أما تصحيح الذهبي فلعله رأى التساهل في مثل هذه الروايات ، ولم ير الانقطاع شيئا .
والله أعلم .