تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: نقض شبهة في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب تفيد بعدم تكفير الجهال من عباد القبور

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,128

    افتراضي نقض شبهة في كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب تفيد بعدم تكفير الجهال من عباد القبور

    قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب:
    وإذا كنا لا نكفِّر مَن عبدَ الصنمَ الذي على قبر عبد القادر، والصنم الذي على قبر أحمد البدوي، وأمثالهما؛ لأجل جهلهم وعدم من ينبِّههم.اهـ
    هذه العبارة ينقلها كثير من الناس من أجل الاحتجاج بها على أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان لا يكفر المشركين الذين يقعوا في الشرك بالجهل، حتى أن بعض أهل العلم نسبوا هذا المذهب للشيخ رحمه الله ، فإليك نقض هذه الشبهة، وان الشيخ لم يرد ذلك من كلام أولاده وتلاميذه.

    وتجد فيه :
    إنَّ النصوص السابقة التي ذَكَرْنَاها - والتي لَم نَذْكُرها مما هو في كُتُب الشيخ ومُؤلفاته - تدلُّ دلالة واضحة على أن الشيخ لا يعذر مَنْ أشرك في ألوهية الله تعالى وعبادته، وذلك أنه أمرٌ جليٌّ لا يصلُح أن يحتج فيه بالجهل؛ لأنه مِنْ أوضح ما ذكر الله في كتابه، وأَوْضَح ما جاء به رسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو أصلُ دين الله الذي دعا إليه محمد - صلوات الله وسلامه عليه - والذي يعلم الكلُّ - حتى اليهودُ والنصارى - أنه أصل دين الإسلام القائم على إفراد الله تعالى بالعبادة، لا شريك له فيها....

    ولذا فإنَّ أي كلام للشيخ أشكَلَ على البعض، فينبغي الرجوع فيه إلى أقواله الأخرى، وكلام أئمة الدعوة، الذين كما قُلنا، وكما لا يخفى على ذي عرفان: إنهم أعلم الناس بكلام الشيخ - رحمه الله...

    فهذا الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن - رحمه الله - يرى أن هذا القول من الشيخ مُجْمَل يَحْتاج إلى الرجوع فيه إلى أقواله الصريحة الأخرى، متَعَجِّبًا ممن أخذ بهذا القول تاركًا للأقوال الأخرى الكثيرة الصريحة... فيالله العجب! كيف يُتْرَكُ قول الشيخ في جميع المواضع مع دليل الكتاب والسنة، وأقوال شيخ الإسلام وابن القيم في قوله: من بلغه القرآن فقد قامتْ عليه الحجة، ويُقْبَلُ في مواضع مع الإجمال...

    وقال الشيخ سليمان بن سحمان،والشيخ عبد الله، والشيخ إبراهيم، أبناء الشيخ عبد اللطيف من علماء الدعوة، بعد تقرير منهج الشيخ محمد في مسألة تكفير المُعَيَّن: أما قوله عن الشيخ محمد: إنه لم يكفِّر مَن كان على قبة الكواز, وإنه لا يكفِّر الوثني حتى يدعوه، وتبلغه الحجة - فيقال: نعم، فإن الشيخ لم يكفِّر الناس ابتداء إلا بعد قيام الحجة والدعوة؛ لأنهم إذ ذاك في زمن من الفترة، وعدم علمهم بآثار الرسالة، ولذا قال: لجهلهم وعدم مَن ينبههم، فأمَّا إذا قامت الحجة، فلا مانع مِن تكفيرهم، وإن لَم يفهموها...

    اتَّضح مِن كلام العلماء الجواب على هذا القول المُشتبه:
    1- مجموع نصوص الشيخ محمد بن عبد الوهاب على خلاف هذا النص؛ كما ذكر الشيخ إسحاق بن عبد الرحمن، حفيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب.
    2- إيضاح هذا النص على أنَّه يحمل لأمرٍ خاصٍّ، فسره العلماء: أن هؤلاء الذين على قبة الكواز لَمْ تبلغهم الحجة؛ لأنهم في زمن فترة, وأمَّا إذا بلغتهم الحجة فيكفرون، وإن لَم يفهموها؛ وهذا ينسجم تمامًا مع منهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي أوضحنا ملامحه....


    وقد ذهب الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله - إلى أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لَم يصرحْ بالتكفير ابتداءً؛ نظرًا للمصْلحة وعدم النفرة، فقال - رحمه الله تعالى - عند كلامٍ ذَكَرَهُ عن شيخ الإسلام ابن تيميَّة في عدم تكفير المعين ابتداء لسبب ذكره - رحمه الله تعالى - أوجب له التوقُّف في تكفيره قبل إقامة الحجة عليه...فهذا توجيه هذا العالم الجليل لكلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب في أنه لم يعلن التكفير؛ لأجل عدم نفرة الناس من دعوته إن هم سمعوه يُصَرِّح بتكفير مَن أشرك بالله، لا أنه لا يرى كفر من تلبس بالشِّرْك الأكبر الجلي...

    وقريب مِن هذا قول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله تعالى -: فإذا كان هذا كلام الشيخ - رحمه الله - فيمَن عَبَد الصَّنَم الذي على القبور إذا لَم يَتَيَسَّر له من يعلِّمه ويبلِّغه الحجة، فكيف يطلق على الحَرَمَيْنِ: أنها بلاد كفر؟! والشيخ على منهاج نبوي وصراط مستقيم، يعطي كل مقام ما يناسبه من الإجمال والتفصيل....لأنَّ كلام الشيخ يزخر بعكْسه من التصريح بكُفر عبَّاد القبور الذين يعدلون مع ربِّهم في العبادة، وكيف لا والشيخ - رحمه الله - صرَّح في عديد من المواضع بكفر عباد بعض القباب والمشاهد والقبور، وذكر بعضها؟! فمن ذلك: قبة أبي طالب، فقال - رحمه الله -: "... ولكن أقطع أن كفر من عبد قبة أبي طالب لا يبلغ عشر كفر المويس وأمثاله...

    وهذا هو رابط الموضوع بكامله
    http://www.alssunnah.com/main/articl...rticle_no=4779

    تنبيه:
    في النقل الأول دليل لمن قال بأن عدم العذر بالجهل مجمع عليه من قبل أهل العلم، وأن المسألة ليست خلافية كما هو مذهب بعض المعاصرين.
    العلم النافع ، وذكر الله الحقيقي ، يُهذب الطبع ، ويحسن الأخلاق (البحر المديد /5/317)

  2. #2

    افتراضي

    جزاك الله خيرا.

  3. #3

    افتراضي

    فرقٌ بين من يجهل وجوب إفراد الله بالعبادة وأنّ عبادة غيره شرك فهو غير معذور لأنه لا يعرف أصل الإسلام .. وبين من يجهل كون الفعل المعين مما لا يقع إلا على وجه العبادة لله .. وهذا معذور .. وسوف يأتي على الناس زمان لا يدرون فيه أن الصلاة عبادة .. مع أنها أعظم العبادات ومع ذلك هم مسلمون ..

  4. #4

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء الجهني مشاهدة المشاركة
    فرقٌ بين من يجهل وجوب إفراد الله بالعبادة وأنّ عبادة غيره شرك فهو غير معذور لأنه لا يعرف أصل الإسلام .. وبين من يجهل كون الفعل المعين مما لا يقع إلا على وجه العبادة لله .. وهذا معذور .. وسوف يأتي على الناس زمان لا يدرون فيه أن الصلاة عبادة .. مع أنها أعظم العبادات ومع ذلك هم مسلمون ..


    ما الفرق، أخي الكريم، بين كلامك هذا و بين من يجعل القدر المنجي من النار والذي يثبت به اسم الإيمان هو مجرد المعرفة؟!

  5. #5

    افتراضي

    الدرجة الأولى في الانتقال من الكفر إلى الإيمان لا يُشترط فيها إلا اعتقاد القلب وقول اللسان، لكن فيما بعد فإنّ العمل داخل في الإيمان ويؤثّر في زيادته ونقصه .. ولا يُتصوّر إيمان مؤمنٍ بدون أيّ عملٍ صالح.

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •