تفسير سورة المؤمنون من مختصري لتفسير الطبري (متجدد)
{قَدْ أَفْلَحَ} قَدْ أَدْرَكَ الْخُلُودَ فِي جَنَّاتِ رَبِّهِمْ وَفَازُوا بِطِلَبَتِهِمْ لَدَيْهِ..سُورَةُ الْمُؤْمِنُونَ مَكِّيَّةُ وَآيَاتُهَا ثَمِانِيَ عَشْرَةَ وَمِائَةٌ
{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}[المؤمنون:1]
{الْمُؤْمِنُونَ}[المؤمنون:1] الَّذِينَ صَدَقُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَقَرُّوا بِمَا جَاءَهُمْ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، وَعَمِلُوا بِمَا دَعَاهُمْ إِلَيْهِ مِمَّا سُمِّيَ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ.
{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ}[المؤمنون:2]{الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ} إِذَا قَامُوا فِيهَا..
{خَاشِعُونَ}[المؤمنون:2] وَخُشُوعُهُمْ فِيهَا تَذَلُّلُهُمْ لِلَّهِ فِيهَا بِطَاعَتِهِ، وَقِيَامُهُمْ فِيهَا بِمَا أَمَرَهُمْ بِالْقِيَامِ بِهِ فِيهَا، وَإِذَا تَذَلَّلَ لِلَّهِ فِيهَا الْعَبْدُ رُؤِيَتْ ذِلَّةُ خُضُوعِهِ فِي سُكُونِ أَطْرَافِهِ, وَشُغْلِهِ بِفَرْضِهِ, وَتَرْكِهِ مَا أُمِرَ بِتَرْكِهِ فِيهَا.. وَقِيلَ: إِنَّهَا نَزَلَتْ مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْقَوْمَ كَانُوا يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ فِيهَا إِلَى السَّمَاءِ قَبْلَ نُزُولِهَا، فَنُهُوا بِهَذِهِ الْآيَةِ عَنْ ذَلِكَ.
{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}[المؤمنون:3]{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ}[المؤمنون:3] وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ الْبَاطِلِ وَمَا يَكْرَهُهُ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ مُعْرِضُونَ.
{وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}[المؤمنون:4]{وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ} وَالَّذِينَ هُمْ لِزَكَاةِ أَمْوَالِهِمُ الَّتِي فَرَضَهَا اللَّهُ عَلَيْهِمْ فِيهَا..
{فَاعِلُونَ}[المؤمنون:4] مُؤَدُّونَ، وَفِعْلُهُمُ الَّذِي وُصِفُوا بِهِ هُوَ أَدَاؤُهُا.
{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ}[المؤمنون:5]{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ} لِفُرُوجِ أَنْفُسِهِمْ، وَعُنِيَ بِالْفُرُوجِ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ: فَرُوجُ الرِّجَالِ، وَذَلِكَ أَقْبَالُهُمْ..
{حَافِظُونَ}[المؤمنون:5] يَحْفَظُونَهَا مِنْ إِعْمَالِهَا فِي شَيْءٍ مِنَ الْفُرُوجِ.
{إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}[المؤمنون:6]{إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ} إِلَّا مِنْ أَزْوَاجِهِمُ اللَّاتِي أَحَلَّهُنَّ اللَّهُ لِلرِّجَالِ بِالنِّكَاحِ..
{أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} يَعْنِي بِذَلِكَ: إِمَاءَهُمْ.. وَ (مَا) فِي مَحِلِّ خَفْضٍ عَطْفًا عَلَى الْأَزْوَاجِ..
{فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ}[المؤمنون:6] فَإِنَّ مَنْ لَمْ يَحْفَظْ فَرْجَهُ عَنْ زَوْجِهِ وَمِلْكِ يَمِينِهِ, وَحَفِظَهُ عَنْ غَيْرِهِ مِنَ الْخَلْقِ, فَإِنَّهُ غَيْرُ مُوَبَّخٍ عَلَى ذَلِكَ وَلَا مَذْمُومٍ, وَلَا هُوَ بِفِعْلِهِ ذَلِكَ رَاكِبٌ ذنبًا يُلَامُ عَلَيْهِ.
رد مع اقتباس
