تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الثقة الزائفة

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    294

    افتراضي الثقة الزائفة

    لما نؤذي أنفسنا هكذا ؟!
    الخطأ صفة بشرية ... (( كل ابن آدم خطاء )) .. ولكننا لا نخطئ بنفس الدرجة ...
    ولا نخطئ بنفس الصورة فهناك الكبائر والصغائر و بعض الأخطاء لا شك أنها أضل سبيلاً من بعض فلماذا ؟؟!

    مثلاً عندما يريد البعض أن يهرب من واقعه :
    هذا يدمن أحلام اليقظة ...
    وهذا يشرب الخمر ......
    وهذا يدمن المخدرات !!!
    لماذا هذا التفاوت ؟؟!!
    حتى عام مضى ... كنت أقول .. إنها النشأة والشخصية ... نعم .. النشأة القويمة و الشخصية القوية ..
    فإذا عرضت المخدرات على مجموعة من المحطمين نفسياَ ـــــــــــ بنفس الدرجة ـــــــــ فلن تجد جميعهم قد قبلوا عرضك ...
    هناك من ستمنعه نشأته.. و سيرفض هذا العرض .. مهما كان مغرياً .. ومهما كانت درجة تحطمه ... إلا أن هذا المفهوم تغير !!

    سبق و ذكرت أنني أدرس الطب .. ولدينا فصول كاملة عن المخدرات واستخدامها الطبي وأنواعها وأضرارها .. الخ .
    في احدي تلك المحاضرات ..أدهشني قول المحاضر : (( ولا بيبان عليه حاجة ... غالباً اللي بيدمنوا دول بيبقوا ولاد ناس
    وطبقة عالية ... مش زي ما أنتوا فاكرين!! )).... في البداية لم أصدق... وكنت أذكر قوله هذا على سبيل الدعابة في مجالس
    العائلة والأصدقاء ففوجئت بأن هناك إجماعاً على صحة ذلك و رويت حكايات تؤيد ذلك القول الغريب بأمثلة من الواقع
    لأشخاص محترمين و على قدر عالي من التعليم وذوى مستويات اجتماعية مرموقة أسقطهم أصدقاء السوء في بئر الإدمان ..
    فخرجوا منه إلى قبورهم !!!

    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــ
    إذاً فقوة الشخصية والنشأة السليمة .. ليست شرطاً ... إنها فقط تمثل عاملاً قوياً من عوامل رفض الخطأ
    .. لكنها لا تمنعه كلياً ... حتى ولو كان هذا الخطأ هو (( تسميم الإنسان لنفسه ))!!

    والمخدرات مجرد مثال على هذه الحالة .. وليست حصراً ... فالأمثلة أكثر من أن تحصي .. لأنها تشمل المعاصي والخبائث كلها
    المخدرات .. الخمر.. السجائر.. الميسر ..العلاقات الغير مشروعة .. حياة اللهو والعربدة .. كلها سموم ..
    حتى وإن كان بعضها لا يقتل الجسد .. فكلها وبعنف شديد ... تمزق الروح !!

    فما الشيء الذي من الممكن أن يضعف انساناً ويذهب عقله .. حتى يجعله ينتحر بالسم البطئ ؟!!
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
    إننا حقاً نخطئ بطريقة غريبة .... كيف نفعل ذلك ؟؟!!
    كم واحداً تعرفه لا يصلي ؟؟!!
    وكم واحداً تعرفه لا يصوم رمضان ؟!!
    لا شك أن تاركو الصلاة الذين تعرفهم أكثر من تاركي الصوم ... بل أجزم أن بعضاً من تاركي الصلاة حريصون على الصيام !!
    بالرغم من أن الصلاة شأنها .. أعظم وأشد جللاً من الصيام .
    وإذا سألت أحدهم أجابك قائلاً : ((علشان رمضان شهر واحد في السنة.. فمحبكتش يعني !! )) .
    وكأن الله فرض علينا مائة صلاة في اليوم والليلة ؟؟!!
    وكأن أداؤها يستغرق دهراً من الزمن ؟؟!!
    (( يعني هى حبكت نسيب الصلاة ونعمل أي حاجة تانية في الخمس دقايق بتوعها ؟!!)) ...
    وإذا سألته هذا السؤال سيرد ضاحكاً
    : (( ما هي مش لازم تبقي بايظة من كل النواحي !! )) .
    (( لا صحيح .. مش لازم تبقي بايظة من كل النواحي .. بس عادي إنها تبقي بايظة من أهم النواحي ... بالذمة ده كلام معقول ؟؟!! ))
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
    هل نعيش في غيبوبة ؟!!
    جميعنا يعلم أن فرعون أسلم لله رب العالمين أثناء غرقه .. إلا أن الله لم يقبل منه ذلك .. لأنه تاب بعد فوات الأوان ....
    وعندما نتذكر تلك القصة يتبادر إلى ذهننا فوراً : فرعون هذا ... كان رجلاً فاجراً و أحمقاً إلى أبعد الحدود ..
    فبعد أن ادعى الإلوهية واستمر نبي الله موسي عليه السلام يدعوه للإيمان بينما هو على كفره وعناده ...
    أعلن إسلامه وهو يموت .... أو لم يكن يعلم أن ادعائه الإلوهية باطل بلا شك ؟؟!!
    و أن الله جل جلاله حق ؟!!! و أن موسي عليه السلام صادق ؟!! لماذا لم يؤمن مبكراً؟!!

    سؤال وجيه بحق ..... لماذا لم يفعل فرعون الصواب قبل فوات الأوان ؟!
    بالرغم من أن موعد الاختبارات يتم تحديدها قبل الامتحان بمدة طويلة ...
    إلا أننا غالباً نتفاجئ حتى الموت رعباً قبل الامتحان بأسبوع ...
    أن الامتحان بعد أسبوع !!
    أحياناً كثيرة ... أستغرق في مشاهدة أشياء تافهة جداً على التلفاز .. وأنا أعلم ذلك قبل مشاهدتها بل أفكر في ذلك وأنا أشاهدها
    وبعد أن تنتهي
    أنظر في ساعتي وأقول لنفسي : كم ضيعت من وقتي هدراً وأنا أشاهد تلك السخافات ؟!! .. وأشعر فوراً بندم شديد !!!!
    كذلك فهناك ذلك الحديث الشهير (( الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا )) .
    فهل البشر فاقدي الوعي بما يفعلونه ؟؟!!
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــ
    الإجابة التي وجدتها عن كل ذلك كلمتين فقط : ((الثقة الزائفة )) ...
    وتقوم على عدة أركان ... الغرور ... و الكبر .. ووسوسة شياطين الإنس والجن ...
    إلا أن أهم أركانها على الإطلاق .. البعد عن الله سبحانه وتعالى .. بترك الصلاة وهجر القرآن الكريم ... وهدي السنة النبوية المطهرة .
    نعم ... إنها الثقة الزائفة ... التي تفعل بنا كل ذلك :
    1) معظم الذين يدمنون المخدرات ... يعتقدون أن بإمكانهم الإقلاع عنها متى أرادوا .. وأنهم لن يكونوا تحت أسرها طوال العمر
    .. فقط سيتناولونها مرة واحدة .. لا بأس من اثنتين .. حسناً ثلاثة .. لتكن أربعة .... وهكذا !!

    وكذلك العصاة .. فهم يظنون أن التوبة أمر هين وسهل ... وأنه خيار متاح أمامهم طوال الوقت ...
    يجهلون الحقيقة التي تقر بأن : باب التوبة مفتوح حتى قيام الساعة ولكن طريقه ...

    لا يُرشِد إليه إلا ندم القلب .. و كثرة المعاصي تميت القلب !!!
    وما يمنعهم عن إدراك ذلك إلا تلك الثقة الزائفة .
    2)إنها ثقتنا الزائفة بأنفسنا ... تلك التي تجعلنا نتخذ ديننا هزواً ولعبا .. فنقيم بعض الفروض .. ونترك بعضها
    ... نصلي ونأخذ رشوة .. نذكر الله ونخوض في الناس .. نتهادي و نتحاسد ... نحن نظن أننا أذكياء ... وأننا نأخذ كل ما نريد
    نظن أن قيامنا ببعض الفرائض ... سيجعل الله يغفر لنا تكاسلنا عن أداء البعض الآخر ... فالله يحبنا .. (( و الله لا يحب كل مختال فخور )) .

    3) إنها ثقتنا الزائفة التي تجعل عقولنا ترفض التفكير في عواقب أفعالنا قبل الإقدام عليها .... لماذا نفكر ؟؟!!
    فنحن نتميز بالشجاعة والقوة ..... وندرك جيداً ما نفعله..
    وحتى لو كانت العواقب وخيمة ... نحن نجيد التصرف على أية حال !!
    ففرعون لم يفعل الصواب قبل فوات الأوان ...
    لأنه لم يكن يهتم للصواب ولا لفوات الأوان .... استلذ النعيم الذي كان مغموراً فيه ...
    وغره سلطانه وبطشه .... فصدق أكذوبته .. ونسي أنه سيهزم يوماً ما .

    ونعم ... نحن نعيش في غيبوبة .... غيبوبة أقحمنا أنفسنا فيها بإرادتنا الحرة ...
    لكي يتسنى لنا النسيان .... نسيان أن على كتفينا رقيب وعتيد .. نسيان أن الساعة حق وأنها آتية لا ريب فيها ...
    نسيان حقيقة الموت ... وهي أنه مصيرنا المحتوم وعندها سنرد لمن لا يسهو ولا ينام .... وأنه قد يأتينا ونحن في غفلة معرضون ..
    تعمدنا النسيان ... وأبينا التذكر .... حيث أضعفنا تركنا للصلاة ... وهجرنا للقرآن والسنة ... وتملكنا الكبر ...
    و سيطر علينا الغرور .... فسقطنا فريسة رخيصة لشياطين الإنس والجن ....

    وثقتنا الزائفة بأنفسنا .... لا زالت تخبرنا ... أن وضعنا ليس بهذا السوء !!!!!

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2015
    المشاركات
    147

    افتراضي

    نعم اختي بارك الله فيك

    الكبر مشكلة
    والعجب مشكلة

    العجب بالعقل والذكاء والفطنة

    العجب بالشهادات والكليات

    العجب بالاموال والانساب

    العجب بقوة الفهم وحسن الحفظ

    نسيان الانسان ان هذا كله منحة وهبة من الله

    ومحض توفيق

    تجعله يثق بنفسه ثقة وائدة

    وينسى انه خلق ولم يك شيئا

    ينسى ان المعصوم من عصمه الله

    فيكله الله لنفسه وللشياطين

    فيضل ويضيع

    موضوع رائع مريم وفقك الله

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •