قال العلامة ابن عثيمين - رحمه الله - :
" لو قال قائل : ما حكم وصف موسى بالعصبية بسبب هذه المواقف , وهي غضبه وإلقاؤه الألواح , وتعنيفه لهارون قبل سؤاله وأخذه بلحيته , وقتله للفرعوني , وتسرعه بالسؤال في قصة الخضر واختياره للمصير الأدنى إذ قال :(إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني.
الجواب :
نقول للذين وصفوا موسى - عليه الصلاة والسلام - بالعصبية : إن كنت تخبر مجرد خبر فلا تعرض المسألة على هذه الصفة , بل قل : إن موسى - عليه الصلاة والسلام - عنده غيرة وعنده قوة , وما أشبه ذلك من الأوصاف التي تكون مدحًا لا قدحًا , وأما إذا أردت القدح فيه فالقدح فيه كفر مخرج من الملة , وموسى -عليه الصلاة والسلام - مشهور بأنه قوي وشديد
ولهذا لما جاء ملك الموت ليقبض روحه لطمه حتى فقأ عينه فهو معروف بالشدة , والإنسان الشديد ربما يقع منه هذا الشيء , أما أن نقول : إنه معروف بالحمق والتسرع وما أشبه ذلك فهذا لا يجوز أبدًا , ثم إن له من الحسنات العظيمة ما يطغى على مثل هذا,
الذي نرى أن الذي يتكلم في موسى - عليه السلام
أنه أساء الأدب بلا شك , أما كونه قادحًا أو غير قادح فالله أعلم بنيته لكن لا شك أنه أساء الأدب"
تفسير سورة المائدة 1 ص 284