تعليق على كتاب "ارواء الغليل" للألبانى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
أما بعد:
أولا عند حديث (توضأ فأتى بماء فى إناء قدر ثلثى المد ) ،قال الالبانى فى "ارواء الغليل"(172/1):"عزاه المؤلف للنسائى , وهو تابع فى ذلك لابن حجر فى " التلخيص " وللنووى وغيره , ولم يروه النسائى فى " الصغرى " ولذلك لم يعزه إليه النابلسى فى " الذخائر " (4/306) , فالظاهر أنه أخرجه فى " الكبرى " له" انتهى كلام الألبانى.

قلت (رفعت):
الحديث فى سنن النسائى الصغرى "(58/1):" أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد - ثم ذكر كلمة معناها - حدثنا شعبة، عن حبيب قال: سمعت عباد بن تميم يحدث، عن جدتي وهي أم عمارةبنت كعب، أن النبي صلى الله عليه وسلم " توضأ فأتي بماء في إناء قدر ثلثي المد " أ.هـ

ثانيا:قال الألبانى رحمه الله فى "ارواء الغليل"(31/5):"أخرجه الطبرانى فى " المعجم الكبير " (1/191/2) : حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج وعمر بن عبدالعزيز بن مقلاص: أخبرنا يوسف بن عدى أخبرنا حفص بن غياث به.وهذا سند رجالهثقات رجال البخارى إلا أن ابن غياث كان تغير حفظه قليلا" أ.هـ
قلت (رفعت)

(أبو الزنباع روح بن الفرج ) ليس من رجال البخاري ،كما فى تهذيب التهذيب"(256/3) وكذلك "التقريب" ص 211،وانما هو مذكور هناك للتمييز .
على أن الشيخ الألبانى رحمه الله قد انتبه الى هذا الأمر فيما بعد، فقال فى "الصحيحة"(686/1):"رواه الطبراني في " الأوسط " (1 / 125 / 2) : حدثنا روح بن الفرج أبو الزنباع حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث به سعد عن هشام بن عروة عن موسى بن عقبة عن عطاء بن يسارعن عبادة بن الصامت مرفوعا وقال:" لم يروه عن موسى إلا هشام تفرد به الليث ".قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله ثقات رجال الشيخين غير روح بن الفرج وهو ثقة" انتهى كلام الألباني.
على اية حال كتاب "ارواء الغليل" هو كتاب جليل القدر ، وهذه المآخذ اليسيرة لا تقلل من قيمته، قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد فى كتابه"المدخل المفصل"(793/2):" هذا الكتاب خدمة جليلة لأدلة المذهب لكن على الناظر فيه التنبه لأمرين: الأول: كثرة ما فيه من الوهم والغلط"أ.هـ
وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على محمَّدٍ، وعلى آله وصحبِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.