الدرس الرابع من قرائن العلة:
اشتهار رواية نازلة أو قاصرة يدل على خطأ من رواها عالية أو تامة:
المعروف من دأب الرواة الحرص على العلوّ والتمام في الرواية؛ لأنها الأقوى في الاحتجاج والأدعى لإقبال الناس عليها، وليس مألوفاً عندهم أن يكون الخبر عند أحدهم مرفوعاً مثلا، فيحدث به أحياناً موقوفاً أو مقطوعاً – إلا في حالات معدودة للاحتياط ونحوه-.
بل تدل الرواية القاصرة أو النازلة حينئذ عندهم على خطأ الرواية التامة أو العالية
من ذلك:
#قال ابن أبي حاتم في العلل رقم ( 1858).
حدثنا علي بن الحسين بن الجنيد، عن الكريزي، عن يحيى بن سليم، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمه فاطمة ابنة الحسين، عن أبيها، عن جدها علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إذا هدى الله عبده إلى الإسلام، وحسن صورته، وجعله في موضع غير شائن، ورزقه مع ذلك موضعا له، فذلك من صفوة الله.
فقلت: حدثنا أبي، قال: حدثنا عبيس بن مرحوم العطار، قال: حدثنا يحيى بن سليم، قال : سمعت محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، يقول : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك.
فقال ابن جنيد الحافظ: هذا الحديث قد أفسد علينا حديثنا.
قال أبو محمد: فصدق؛ فإنه لو كان عنده عن أمه، عن أبيها، عن جدها علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرو أنه بلغه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.اهـ
(أقول):
وهذا واضح، فإنه لا يكون عند محمد بن عبد الله عن عمرو بن عثمان مسنداً مرفوعاً ثم يحدث به معضلاً.