تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: شرح قول العمريطي: أقل ما منه الكلام ركبوا اسمان او اسم وفعل كاركبوا من شرحى على نظم الورقات

  1. افتراضي شرح قول العمريطي: أقل ما منه الكلام ركبوا اسمان او اسم وفعل كاركبوا من شرحى على نظم الورقات

    شرح قول العمريطي: أقل ما منه الكلام ركبوا ..
    من شرحى على نظم الورقات والمسمي (قطف الثمرات فى شرح وإعراب نظم الورقات).

    قال العمريطي:

    أَقَلُّ مَـا مِنْـــــــــــ ــــــــهُ الْكَـلَامَ رَكَّبُــــــــ ــــــــــــــو ا *** اسْمَـانِ أَوِ اسْمٌ وَفِعْـلٌ كَارْكَبُـوا
    كَـذَاكَ مِنْ فِعْـلٍ وَحَرْفٍ وُجِـدَا *** وَجَـاءَ مِنْ إِسْمٍ وَحَرْفٍ فِي النِّــدَا



    أَقَلُّ: مبتدأ، وهو مضاف.
    مَـا: اسم موصول بمعنى الذي في محل جر مضاف إليه.
    مِنْــهُ: جار ومجرور متعلق بقوله (رَكَّبُـوا).
    الْكَـلَامَ: مفعول به مقدم، وأل في قوله الكلام للعهد الذكرى.
    رَكَّبُـوا: فعل وفاعل، وجملة الصلة لا محل لها من الإعراب.
    اسْمَـانِ: خبر المبتدإ.
    أَوِ اسْمٌ وَفِعْـلٌ: معطوفان على قوله (اسمان).
    كَارْكَبُـوا: الكاف بمعنى مثل: وهو مبتدأ، اركبوا: مضاف إليه مجرور، وجره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية، اركبوا أصله فعل أمر، لكنه أصبح في هذا التركيب علما، أو نقول: قصد لفظه، وفي إعرابه وجهان ذكرتهما في بداية الشرح.
    والمعنى: أن أقل ما ركب النحاة أو العرب منه الكلام اسمان أو اسم وفعل.
    الْكَـلَامُ لغة: القول وما كان مكتفيا بنفسه، وهو اسم مصدر للفعل كلَّمَ، والمصدر هو التكليم، كلَّمَ يكلِّم تكليمًا، فهو مُكَلِّمٌ، ومُكَلَّمٌ.
    اصطلاحا: والمراد به في اصطلاح النحاة: هو اللفظ المركب المفيد بالوضع، وهذا أحسن وأشمل ما نعرف به الكلام، وهو ما حده به أبو موسى الجزولي في مقدمته الجزولية، وعليه اقتصر ابن معطٍ في الفصول الخمسين، واختاره ابن آجروم في الآجرومية.
    والكلام في اللغة أعم وأشمل من الكلام في اصطلاح النحاة، إذ هو في اللغة يشمل القول وما كان مكتفيا بنفسه، مفيدًا كإفادة القول، كالدوال الأربعة وهي (الإشارة، والكتابة، والنُصُب، والعقد).
    أما اصطلاحا:
    فقولنا: (اللفظ): أخرجنا به الدوال الأربعة، لأنها ليست بلفظ، وأخرجنا به أصوات البهائم والحيوانات فليست بألفاظ، ودخل الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية، تحقيقا كزيد، أو تقديرا كالضمير المستتر، وسواء كان مستعملا كزيد، أو مهملا كديز مقلوب زيد، والمهمل ما لم يضعه الواضع.
    واحترزت بقولي (الواضع) عن ذكر الواضع حتى يتخرج ذلك على قول من يري أن اللغة ليست توقيفية، أو على قول من يقول: إن اللغة الرب لها قد وضع، وهو الصحيح كما بينته في شرحي على قطر الندي.
    وقولنا: (المركب): خرج به المفرد لأنه لم يتركب من كلمتين، ولم يخرج به المركبات، وأقل التركيب عند الناظم وبعض النحاة اسمان، أو اسم وفعل، أو فعل وحرف، أو اسم وحرف، وسيأتي معنا أنه مرجوح.
    قولنا: (المفيد): أخرجنا به المركبات كلها، (كالمركب التوصيفي، والمركب المزجي، والمركب الإضافي،والمركب الإسنادي المقصود لغيره)، كل هذه المركبات وغيرها ليست مفيدة، وأخرجنا به كذلك المهمل كديز، فليس مفيدا، إلا المركب الإسنادى المقصود لذاته.
    أما المركب التوصيفي: ويسمى التقييدي كذلك، فضابطه (كلُّ كلمتين جعلت إحداهما قيداً للأخرى)،يقال: صفة وموصوف، أو نعت ومنعوت، كقول: (جاء زيدٌ العالم)، العالمُ هذا صفة، وقول (زيدٌ العالم) هذا مركب توصيفي، الصفة مع موصوفها.
    والمركب المزجي: (كحضرموت)، و(برسعيد)، و(بعلبك)، وضابطه عندهم (كل اسمين نُـزِّل ثانيهِما مُنَـزَّلَةَ تاء التأنيث مما قبلهاكقولنا: فاطم، رأيت فاطمً، ومررت بفاطمٍ، وقالت فاطمٌ، فمحل الإعراب هو الميم، وهو الحرف الأخير من الكلمة، فإذا ركبت مع الكلمة تاء التأنيث انتقل الإعراب إلى التاء، كقولنا: رأيت فاطمةَ، ومررت بفاطمةَ، وقالت فاطمةُ، فقد انتقل الإعراب إلى حرف التاء، كذلك في المركب المزجي، تقول: (حضرموت)، أصلها قبل التركيب (حضر) وهو الذى يظهر الإعراب على حرفه الأخير وهو الراء وذلك قبل التركيب، فإذا ركبت معه (موت) انتقل الإعراب من الراء إلى التاء، فيلتزم الأول حالة واحدة لا يبرحها وهو البناء على الفتح، وهذا على اللغة المشهورة، أما الأخير وهو (موت) فيعرب إعراب ما لا ينصرف، تقول: دخلت حضرَموتَ، مررت بحضرموتَ، ازدهرت حضرموتُ، وعلى لغة أخرى يبنى دائما على فتح الجزأين.
    والمركب الإضافي: (كعبد الله)، (وغلام زيد)، يتركب من مضاف ومضاف إليه، وضابطه عند النحاة:
    كل اسمين نُـزِّل ثانيهما منزلة التنوين مما قبله.
    تقول: (غلامٌ)، (زيدٌ)، فإذا أضفت الغلامَ إلى زيدٍ حذفت التنوين من غلام وأنزلت زيدًا منـزلة التنوين من غلام، فتقول (غلامُ زيدٍ) كأنك أقمت زيدًا مقام التنوين من غلام.
    أما المركب الإسنادي: فهو إسناد حكم إلى اسمٍ إثباتا أو نفيا:
    (حكم): المقصود به هنا في باب النحو (الخبر أو الفعل).
    (إلى اسم): المقصود به (المبتدأ أو الفاعل ونائبه)، إذا قلت: (زيدٌ قائمٌ)، أسندت القيام إلى زيد وحكمت له بالقيام إثباتا، فزيد محكوم عليه، والقيام هو الحكم، أو نفيا نحو (ليس زيدٌ قائماً).
    والمركب الإسنادي على ثلاثة أنواع:
    أولاً: (المركب الاسنادي المسمى به): وهو ما يُجْعَلُ علما على شخص وقد كان قبل التركيب مسندًا ومسندًا إليه، يعنى: قبل أن يصير علماً هو مركب إسنادي، مثاله:
    (تأبط شرا) تأبط فعل ماضٍ والفاعل مستتر تقديره هو، وشراً هذا مفعول بـه، هذا قبل جعله علماً، كان مسندًا ومسندًا إليه، فعل وفاعل، وقد يكون مبتدأ وخبرا، هذا قبل التركيب ثم نُقل فجُعل علماً على شخص معين، هذا يسمى مركباً إسنادياً مسمىً به.
    الثاني: (المركب الاسنادي المقصود لغيره): هو مركب إسنادي لكنه قصد لغيره، فيكون جملة فعلية أو جملة اسمية، لكنك تلفظت بها لكونها متممة لغيرها، وهذا محصور في سبعة أنواع، تحفظها:
    1-جملة الخبر.
    2ـ جملة الصفة.
    3ـ جملة الحال.
    4 ـ جملة الصلة.
    5 ـ جملة الشرط.
    6 ـ جملة الجواب.
    7 ـ جملة القسم.
    الثالث: (المركب الاسنادي المقصود): وهو ما قصده الناظم بقوله: أقل ما منه الكلام ركبوا، نحو (قام زيد)، (وزيد كريم)، هذا النوع الوحيد الذي يدخل معنا في الكلام المفيد.
    والمقصود بالمفيد: إفادة يحسن السكوت عليها من المتكلم، بحيث لا يصير السامع منتظرا لشيء آخر.
    وقولنا: (بالوضع): أي بالوضع العربي، فخرج ما كان موضوعا بغير الوضع العربي، وقد يقال بأن المهمل خرج بقولنا: بالوضع، ولم نشترط القصد في الوضع لأن النحاة لا يبحثون في المقاصد، فمتى تم الكلام ولو من السكران أو النائم أو الطفل غير المميز فهو كلام تام إذا توفرت فيه الشروط خلافا لابن مالك رحمه الله.
    ثم قال:
    كَـذَاكَ مِنْ فِعْـلٍ وَحَرْفٍ وُجِـدَا *** وَجَـاءَ مِنْ إِسْمٍ وَحَرْفٍ فِي النِّــدَا
    قوله: كَـذَاكَ: سبق إعرابها، مِنْ فِعْـلٍ: جار ومجرور متعلق بقوله (وجد).
    وَحَرْفٍ: معطوف على (فعل).
    وُجِـدَا: فعل ماض مغير الصيغة مبني على الفتح الظاهر، والألف للإطلاق، ونائب الفاعل مستتر تقديره هو يعود على الكلام.
    ثم قال: وَجَـاءَ: الواو: استئنافية، وجاء: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر، وفاعله مستتر تقديره هو يعود على الكلام، والجملة لا محل لها استئنافية.
    مِنْ إِسْمٍ: جار ومجرور متعلق بقوله (جاء)، وقوله: (إسم) بهمزة قطع للوزن، (وَجَـاءَ من) (//5//5) مُفْتَعِلُنْ، وليس مُسْتَفْعِلُنْ، وقد رأيتها في بعض النسخ بهمزة وصل وهذا غلط فلينتبه.
    وشبه الجملة في قوله (من إسم) في محل نصب حال من الضمير المستتر في جاء.
    وَحَرْفٍ: معطوف على قوله (من إسم).
    فِي النِّــدَا: جار ومجرور متعلق بقوله (جاء)، وقال الندا بالتسهيل بدون همز على لغة فيه.
    والمعنى: أن أقل ما ركب النحاة أو العرب منه الكلام اسمان أو اسم وفعل، وكما أن الكلام يتركب من اسمين أو اسم وفعل فيتركب من فعل وحرف أيضا، أو اسم وحرف في النداء.
    وهذا الذي ذكره الناظم مرجوح.
    والصواب: أن أقل ما يتركب منه الكلام اسمان او اسم وفعل فقط.
    أما كونه يتركب من اسم وحرف في النداء فهذا مذهب أبي على الفارسي، كقولك: يا زيد، وقد رد عليه الجمهور بأن حرف النداء ناب مناب الفعل المضمر، فالتركيب حقيقة من اسم وفعل، وليس من حرف واسم، والدليل أنه يكون مبنيًا في محل نصب، لأن المنادي في الأصل مفعول به، وحرف الياء نائب عن الفعل المحذوف المقدر (أدعو)، أي: أدعو زيدًا.
    ولا يتركب الكلام من فعل وحرف كما قال الناظم، وهذا مذهب أبى على الشلوبيني، حيث قال: إن الكلام قد يتركب من فعل وحرف كما يقع في جملة النفي، تقول: هل جاء زيد؟
    فيقول لك: ما جاء، قال الشلوبينى: هذا حرف وفعل وتم الكلام !!، وقد رد عليه النحاة بأن ثَمَّ اسما محذوف من الكلام، وهو زيد، أي: ما جاء زيد، وقد دل على حذفه وسوغه قرينة السؤال، وحذف ما يعلم جائز.
    بل ذهب بعضهم: إلى الكلام قد يتركب من اسم فقط !! وهذا منسوب لابن طلحة، كما إذا سُألت: هل جاء زيد ؟، تقول: نعم، فَنُسِبَ لابن طلحة بأن: (نعم) اسم، وقد تم المعنى، فهذا الكلام، والرد عليه ما قيل في الرد على أبى علي الشلوبيني وأبى على الفارسي.
    إذن: أقل ما يتركب منه الكلام اسمان او اسم وفعل فقط.
    والصور التي يتركب منها الكلام من اسمين خمسة:
    1 – مبتدأ وخبر، نحو (زيد قائم).
    2 – مبتدأ وفاعل سد مسد الخبر، نحو (أقائم الزيدان)
    3 – مبتدأ ونائب فاعل سد مسد الخبر، نحو (أمضروب العمران).
    4 – اسم فعل وفاعل، نحو (هيهات العقيق).
    5 – مبتدأ وصفة سدت مسد الخبر، نحو (أقلُ رجلٍ يقولُ ذلك)، فجملة (يقول ذلك) جملة صفة لرجل، لأنه نكرة، وقد سدت مسد الخبر.
    وصور تركيب الكلام من اسم وفعل اثنان:
    1 – فعل وفاعل، نحو (جاء زيد).
    2 – فعل ونائب فاعل، نحو (ضُرِبَ زيدٌ).
    هذا أقل ما يمكن أن يتركب منه الكلام.
    وقد يتركب من جملتين لا يصح الاقتصار على جملة منها، مثل:
    1 – جملتا الشرط وجوابه، نحو (إِن قَامَ زيد قُمْت)، فلا يصح أن تقول: إن قام زيد فقط، فلا يتم المعنى إلا بجواب الشرط.
    2 – جملتا القسم وجوابه، نحو (أَحْلف بِاللَّه لزيد قَائِمٌ)، لا يصح الاقتصار على جملة القسم دون جملة الجواب.
    وقد يتركب من:
    1 –فعل واسمين، وهذا في باب كان وأخواتها، نحو (كان زيدٌ كريمًا).
    2 –فعل وثلاثة أسماء، وذلك في باب علم ورأي، نحو (عَلِمْتُ زيدًا فاضلًا).
    3 –فعل وأربعة أسماء، نحو (أعلمتُ زيدًا محمدًا فَاضلًا)، وله صور أخرى للتركيب تركتها هنا اختصارًا، وذكرتها بالتفصيل في شرحي على قطر الندي، والله أعلم.
    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
    وكتبه / أبو زياد محمد بن سعيد بن محمد البحيري المصري
    الصور المرفقة الصور المرفقة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •