ملاحظات على تحقيق الشيخ أحمد شاكر لمسند الإمام أحمد

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
الملحظ الأول :
فى مسند أحمد (273/3):"حدثنا يحيى حدثنا مسْعَر حدثني شيخ من فَهْم، قال: وأظنه يسمى محمد بن عبد الرحمن، قاَل: وأظنه حجازيا، أنه سمع عبد الله ابن جعفر يحدث ابن الزبير، وقد نحرت للقوم جزور أو بعير: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والقوم يلقون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللحم، يقول: "أطيب اللحم لحم الظهر".أ.هـ
فعلق الشيخ أحمد شاكر (362/2) قائلا:"وأشار الحافظ في التعجيل إلى أنه رواه أيضاً النسائي، ولم أجده في سننه" أ.هـ

قلت (رفعت ):
أصاب الحافظ فى قوله ، والحديث فى سنن النسائى الكبرى (228/6):" أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا يحيى، قال: حدثنا مسعر، عن رجل، من فهم عن عبد الله بن جعفر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أطيب اللحم لحم الظهر»أ.هـ

الملحظ الثانى :
فى "مسند أحمد(231/5) :حدثنا هشيم، أخبرنا منصور، عن ابن سيرين: أن جنازة مرت بالحسن، وابن عباس، فقام الحسن ولم يقم ابن عباس، فقال الحسن لابن عباس: أما قام لها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: " قام، وقعد " أ.هـ
فعلق الشيخ أحمد شاكر قائلا (353/3):"وقد صححنا في 2188 سماع ابن سيرين من ابن عباس. وقد تكلموا في سماع الحسن البصري من ابن عباس، بل في لقائه إياه، كما أشرنا في 2018 ورجحنا هناك صحة حديثه، لأنه عاصره, وهذا الإسناد قاطع في ذلك، فإنه صريح في أنه لقى ابن عباس وسأله وسمع منه" ا.هـ

قلت (رفعت ):
وهذا وهم من الشيخ أحمد شاكر رحمه الله ،الحسن (هو الحسن بن على ) وليس (الحسن البصرى ) ، بدليل الرواية الأخرى فى مسند أحمد (253/3): حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، أن ابن عباس، والحسن بن علي، مرت بهما جنازة، فقام أحدهما وجلس الآخر، فقال الذي قام: " أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قام " قال: " بلى، وقعد " ا.هـ
و فى المسند أيضا(253/3) :"حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن محمد، أن الحسن بن علي، وابن عباس رأيا جنازة، فقام أحدهما، وقعد الآخر، فقال الذي قام: " ألم يقم رسول الله صلى الله عليه وسلم "، وقال الذي قعد: " بلى، وقعد "أ.هـ
وقد أشار الى ذلك محقق طبعة الرسالة فقال(231/5):"وأخطأ الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، فظن الحسن هذا هو الحسن البصري "أ.هـ

الملحظ الثالث:
فى "مسند أحمد :( 157/4) "لا تستقبلوا، ولا تحفلوا، ولا ينفق بعضكم لبعض".أ.هـ
فعلق الشيخ أحمد شاكر قائلا:"ولكن لفظه مشكل، ولم أجده في موضع آخر" أ.هـ

قلت (رفعت ):
هنا تحريف فى نسخة الشيخ أحمد شاكر لم يفطن اليه ،فكلمة (ينفق ) ظنها الشيخ ( ينعق) ،ولذا قال (لفظه مشكل) وقد وردت على الصواب فى طبعات أخرى منها الرسالة.
وقد ورد الحديث فى عدة مواضع ،ففى "مصنف ابن أبى شيبة (397/4): حدثنا أبو بكر قال: حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تستقبلوا، ولا تحفلوا، ولا ينفق بعضكم لبعض»أ.هـ
وفى سنن الترمذى بلفظ(559/2) :" حدثنا هناد حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لا تستقبلوا السوق ولا تحفلوا ولا ينفق بعضكم ببعض " أ.هـ
وفى "السنن الكبرى "للبيهقى (251/3) :"أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان , أنا أحمد بن عبيد , ثنا إسماعيل القاضي , ثنا مسدد , ثنا أبو الأحوص , ثنا سماك بن حرب , عن عكرمة , عن ابن عباس , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تستقبلوا السوق , ولا تحلفوا ولا ينفق بعضكم لبعض "أ.هـ
وفى "ألمعجم الكبير للطبرانى (292/11):"- حدثنا عمر بن حفص السدوسي، ثنا عاصم بن علي، ح، وحدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، قالا: ثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تستقبلوا السوق، ولا تحفلوا، ولا ينفق بعضكم لبعض»أ.هـ
وفى مسند أبى يعلى (233/4):"- حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تستقبلوا ولا تحفلوا، ولا ينفق بعضكم لبعض» أ.هـ
وفى "المختارة"للضياء (54/12):"أخبرنا أبو المجد زاهر بن أحمد الثقفي، أن الحسين بن عبد الملك الأديب أخبرهم، أنبا إبراهيم سبط بحرويه، أنبا محمد بن إبراهيم، أنبا أبو يعلى الموصلي، ثنا أبو بكر ابن أبي شيبة، ثنا أبو الأحوص، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «لا تستقبلوا، لا تحفلوا، ولا ينفق بعضكم لبعض»أ.هـ
وقد أشار الى ذلك محقق طبعة الرسالة فقال(157/4) :"تحرفت في النسخ المطبوعة (الميمنية، وطبعة الشيخ أحمد شاكر، وطبعة الاعتصام) إلى: ينعق، وظنه الشيخ أحمد شاكر صوابا، ففسره تفسيرا غريبا." أ.هـ
هذا ما تيسر إيراده .ورحم الله الشيخ العلامة أحمد شاكر وأسكنه فسيح جناته .
والله تعالى أعلم .وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .