تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: معالم عقيدة العلامة محمد الخضر حسين

  1. #1

    افتراضي معالم عقيدة العلامة محمد الخضر حسين



    العلَّامة محمد الخضر حسين (1293 هـ - 1377 هـ )، من أعلام تونس ، أصله من الجزائر . أديب ، باحث ، له نظم ، من أعضاء المجمعين العربيين بدمشق والقاهرة. وممن تولَّوا مشيخة الأزهر ، ولد في نفطه ( من بلاد تونس ) وتخرَّج بجامع الزيتونه ودرَّس فيه ، وأنشأ مجلة ( السعادة العظمى ) سنة 1321 هـ . وولي قضاء ( بنزرت ) في تونس سنة 1323 هـ ثم عاد الى التدريس بالزيتونة سنه 1324 هـ . حكم عليه الاستعمار الفرنسي بالاعدام فهاجر يسيح في الأرض .

    رحل إلى الجزائر والشام والقاهرة والاستانة وبرلين . أنشا جمعية الهداية الاسلامية وتولى رئاستها وتحرير مجلتها . عُيَّن شيخا للأزهر بترشيح من علمائه أواخر سنة 1371 هـ واستقال منه سنة 1373 هـ بعد زلات وطوامّ حدثت في الأحكام الأزهرية ، ليس له يد فيها . وتوفى بالقاهرة .

    كانت بينه وبين الشيخ محمد رشيد رضا ردود ومناقشات عنيفة ، تدخل الأزهر لوقفها . من أشهر مؤلفاته : ( نقض كتاب الاسلام وأصول الحكم ) و(طائفة القاديانية ) و ( نقض كتاب في الشعر الجاهلي ) و (الرحلات ) و( رسائل الاصلاح ) . وقد جُمعت أعماله كاملة في خمسة عشر مجلدا ، صدرت عن دار النوادر . وفيها من النفائس والفوائد ما لا يستغني عنها طالب علم . وقد كثر اللغط حول عقيدته ومنهجه في التلقِّي ، فأحببتُ أن اُحرِّر بعض ما تحصَّل لي عن بعض المسائل المشار اليها، والله المستعان .

    *معالم عقيدته وكشف الشبهات حولها :
    1-كان في أول أمره أشعريا ،على عقيدة الأشاعرة ، بحكم البيئة التي عاش فيها ، مثله مثل كثير من أهل المغرب .وفي كتابه محاضرات اسلامية إشارات الى ذلك . لكنه لم يكن داعيا الى هذه العقيدة .

    2- في بعض كتاباته القديمة رائحة تصوف، كتبجيله لابن عربي (ت:638هـ) الصوفي ، كما في ثنايا كتابه الرحلات . والأغلب على الظن أنه تراجع عن تزكية أعلام التصوف و تعظيمهم، والدليل تكفيره لابن عربي وطعنه في عقيدته وعقيدة أتباعه كما في كتابه : المحاضرات .
    وقيل إنه كان ينتمي الى عائلة صوفية من جهة الأم ، على الطريقة الرحمانية . وقد أشار إلى هذه الشبهة بعض صوفية العصر. وتُدفع هذه الشبهة بتقريراته في مؤلفاته التي أبطل فيها مصطلحات الصوفية وردَّ على أباطيلهم . كما في كتابيه المحاضرات ، ورسائل الاصلاح .

    3- له ردود على الاتجاهات التغريبية والتنويرية في مصر وتونس ومن سار في فلك الاستعمار . ويتضح ذلك في كتابيه : نقض كتاب الاسلام واُصول الحكم ، و نقض كتاب في الشعر الجاهلي . وقد انتصر في هذين الكتابين لعقيدة السلف وحماية جناب التوحيد الخالص والذود عن لغة العرب .
    4- كان عضوا في هيئة كبار العلماء واختير شيخا للأزهر بالأغلبية ، وترأس مجلة نور الاسلام وهي مجلة تصدر عن جامعة الازهر . وله فيها كتابات على منهج أهل السنة والجماعة . وقد عُزل عنها بعد أربع سنوات بسبب تضييق أهل البدع على دعوته .

    5- له تعليقات نفيسة على جادَّة أهل السنة والجماعة ضَّمنها حواشي كتاب الموافقات للشاطبي (ت: 790هـ ) رحمه الله تعالى .

    6-رحلته إلى بلاد المشرق بعد أن نفاه الاستعمار ، كانت سببا في استقامة منهجه وعقيدته ومعرفته لعلماء أهل السنة والجماعة ، وقد ثبت على ذلك المسلك حتى لبَّى نداء ربه .

    7-للعلامة محمد الخضر حسين تأصيلات شرعية ضمَّنها كتابه الشهير : رسائل الاصلاح . وفيها من البلاغة ما يعجز القلم عن الاشارة الى سموها ورقي معانيها .

    8- من الشبهات التي ُروِّجت في الطعن في عقيدة الخضر حسين ما قيل إنه أفسح مجال مجلة الأزهر التي كان يرئسُها ، لقلم الشيخ يوسف الدجوي (ت: 1365هـ ) عامله الله بعدله ، الذي كان يرقم مقالات في الطعن في عقيدة التوحيد والرد على أتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب ( ت: 1206هـ )رحمه الله تعالى ، ولمز العقيدة السلفية . وقد راجعتُ الأعداد التي كتب فيها الدجوي مقالاته عندما كان الخِضر رئيسا للمجلة فلم أقف على مقالة واحدة نُشرت وفيها طعن في عقيدة التوحيد أو لمز عقيدة السلف . وما نُشر للدجوي إبان رئاسة الشيخ للمجلة : إما مقالات في الإيمان والرد على منكري البعث ، أو فتاوى فقهية ، أو موضوعات عامة لا علاقة لها بالسلفية .

    9- الشيخ محمد الخضر حسين كان تونسيا ثم رحل الى مصر وحصل على الجنسية المصرية ، وكانت العيون ترقبه وتلحظه، وهناك في مصر من يتابع سكناته وحركاته . وقد أُخرج من بلده شريدا طريدا . وأجزم إن شاء الله أن الشيخ كان يداري بعض ما لا يستطيع تغييره أو الحديث عنه، مراعاة للمصالح التي ترجَّحت عنده .

    10- مؤلفات الشيخ كلها الآن متداولة ومنشورة فلا يجوز الخوض في عقيدته بغير دليل بيِّن . والمواضع التي زلَّ فيها قلم الشيخ نعذره فيها ونأخذ بما غلب على الظن من أحواله في مؤلفاته التي اُنتفع بها وسارت بها الركبان .

    11- إذا خفيت عقيدة الرجل من مؤلفاته ولم يتمكن الباحث من تلمس خبره ، فلا مناص من النظر في عقيدة ألصق الناس به من أقرانه وتلاميذه . وبالنظر إلى هذا الجانب ، فإن أحبَّ أقران الشيخ محمد الخضر حسين هو العلامة "أحمد تيمور باشا" ( ت: 1348هـ ) وقد أوصى الخِضر أن يُدفن بمقبرته التيمورية . وقد كان تيمور على عقيدة صالحة مستقيمة . ومن أقرانه المحدِّث السلفي" أحمد محمد شاكر" (ت: 1377هـ ) ، و"محب الدين الخطيب" ( ت: 1389هـ ) البحاثة السلفي، ومن تلاميذه علامة الشام "محمد بهجت البيطار"( ت : 1396هـ ) وقد كان على جادَّة السلف رحمهم الله جميعا ورضي عنهم .

    12-الخطوط العريضة للأعمال الكاملة للشيخ محمد الخضر حسين، فيها إضاءات نيِّرة في الثناء على أهل الحديث وإثبات صفات الله تعالى كما جاء بها الوحي ، وفيها دعوة إلى التمسك بالسنة والتشبُّث بالدليل .وهذه منقبة تكاد تكون غريبة في تلك الحقبة قبل ستين عاما . والله أعلم ، والحمد لله رب العالمين .


    المصادر :

    1-معجم المطبوعات / يوسف سركيس / ص / 1652 .

    2- معجم المؤلفين/ لعمر كحاله / 3/273-374 وفيه أنه ولد في( قفصة )والظاهر أنها تحريف صوابه ما أثبته أعلاه .

    3-الأعلام/ للزركلي 6/113 .

    4- محمد الخضر حسين / محمد مواعده / ص 22/ وفيه : أن المترجم عُرف بـ ( محمد الخضرحسين ) واسمه الاصلي ( محمد الاخضر بن الحسين) .

    5- مجله اللغة بدمشق 36-148*149 .

    6- المجموعة الكاملة لمؤلفات الشيخ محمد الخضر حسين / طبعة دار النوادر .

    7- محاضرات إسلامية / محمد الخضر حسين /ص 70- وما بعدها .

    8- الشريعة الإسلامية / محمد الخضر حسين / ص274- وما بعدها .

    9- الرحلات/ محمد الخضر حسين / ص 60- وما بعدها. وفيه تحريرات مفيدة عن مشاهداته :في ليبيا ،والجزائر،ومالط ه، والاسكندرية ،والقاهرة ،وبور سعيد ،ويافا ،وحيفا،ودمشق، وبيروت ،واستنبول، والحجاز، وألبانيا، وبلاد البلقان ،والاستانة، وألمانيا.

    10- جريدة الشرق الأوسط / العدد 12026 بتاريخ 4/12/1432هـ وفيه : أن كتاب الاسلام واصول الحكم الذي ردَّ عليه الخضر حسين اُعيد طباعته ثلاث مرات قبل سنتين ، بعد أن منع الأزهر تداوله ، وحاكم مؤلفه، وسحب شهادة العالمية منه .
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    13,804

    افتراضي

    يقول الشيخ محمد بن إبراهيم الحمد :


    الشيخ العلامة محمد الخضر حسين


    أولاً: نبذة في سيرته:
    قبل الحديث عن جانب الصداقة عند الشيخ - رحمه الله - يحسن الوقوف على شيء من سيرته.
    1- ولد - رحمه الله - في بلدة ( نفطة ) بتونس عام 1293هـ - 1873م من أسرة علم، وصلاح، وتقوى.
    2- يتصل نسبه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وجده للأب علي بن عمر، وجده لأمه مصطفى بن عزوز، وخاله العلامة الشيخ محمد المكي بن عزوز، وشقيقاه العلامة اللغوي محمد المكي بن الحسين، والعلامة زين العابدين بن الحسين.
    3- لما بلغ الثانية عشرة من عمره انتقل مع والده إلى العاصمة تونس، والتحق بطلاب العلم بجامعة الزيتونة أرقى المعاهد الدينية وأعظمها شأناً في المغرب، وحصل منها على الشهادة العالمية في العلوم الدينية والعربية.
    4- أوتي بياناً ساحراً، وقلماً سيالاً قلما يوجد له نظير في العصور المتأخرة، بل إنه يضارع أرباب البيان الأوائل.
    5- كان ذا همة عالية، ونفس كريمة، وغيرة إسلامية.
    6- كان هادئ الطبع، حسن المعشر، لَيِّن العريكة، جم التواضع، ذا زهد وقناعة.
    7 - كان متفنناً في علوم الشريعة من أصول، وتفسير، وفقه، ونحو ذلك.
    8 - كان إماماً من أئمة العربية في العصور المتأخرة، وفذاً من أفذاذ علماء الإسلام كما قال عنه العلامة محمد الطاهر بن عاشور - رحمهما الله - .
    9 - أصدر مجلة ( السعادة العظمى ) عام 1321 هـ، وهي أول مجلة ظهرت في المغرب ثم أغلقتها سلطات الاستعمار الفرنسي.
    10 - تولى القضاء في مدينة بنزرت عام 1906م، ولم يرقْهُ ميدان القضاء؛ إذ حال بينه وبين الدعوة إلى الإصلاح والجهاد، فتركه إلى التدريس في جامع الزيتونة أستاذاً للعلوم الشرعية والعربية، كما تولى التدريس في مدرسة الصادقية بتونس.
    11 - حكم عليه بالإعدام - إبان الاستعمار الفرنسي لتونس - لاشتغاله بالسياسة ودعوته إلى التحرير، فهاجر إلى دمشق مع أسرته عام 1331هـ، وأقام فيها مدة طويلة تولى في مطلعها التدريس وأعاض الله به أهل الشام بعد رحيل علامة الشام الشيخ جمال الدين القاسمي - رحمه الله - فكان الخضر من أسباب النهضة العلمية في بلاد الشام.
    12 - رحل رحلات عديدة، حيث رحل إلى الآستانة، وألمانيا، وقد أتقن اللغة الألمانية وكتب عن مشاهداته في برلين.
    وبعد ذلك عاد إلى دمشق، فلحقته سلطات الاحتلال الفرنسي، فرحل إلى مصر لاجئاً سياسياً عام 1920م ، والتقى كبار علمائها ورجالها.
    13 - قام بتأسيس جمعية الهداية الإسلامية، وأصدر مجلة تحمل نفس الاسم، واشترك في تأسيس جمعية الشبان المسلمين، واستلم رئاسة تحرير مجلة ( نور الإسلام ) التي يصدرها الأزهر، والمعروفة اليوم باسم مجلة (الأزهر ).
    14 - انضم إلى علماء الأزهر، وعين مدرساً للفقه في كلية أصول الدين، ثم أستاذاً في التخصص.
    15 - عين عضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة أول إنشائه، كما عين عضواً في المجمع العلمي بدمشق، واختير عضواً في جماعة كبار العلماء بعد أن قدم رسالته العلمية ( القياس في اللغة العربية ).
    16 - استلم رئاسة تحرير مجلة ( لواء الإسلام ) كما ترأس جمعية ( جبهة الدفاع عن أفريقيا الشمالية ).
    17 - اختير عام 1952م إماماً لمشيخة الأزهر، فقام بالأزهر خير قيام، وهو آخر عالم تولى الأزهر بترشيح العلماء، ثم أصبح بعد ذلك يعين من قبل الدولة.
    18 - توفي عام 1377هـ، 1958م، ودفن في المقبرة التيمورية إلى جانب صديقه العلامة أحمد تيمور باشا - رحمهما الله - بناءً على وصيته.
    19 - قد خلف آثاراً علمية عديدةً منها الحرية في الإسلام، ورسائل الإصلاح، والسعادة العظمى، والهداية الإسلامية، ومحاضرات إسلامية، والدعوة إلى الإصلاح، ونقض كتاب الشعر الجاهلي، ونقض كتاب الإسلام وأصول الحكم، والرحلات، وتراجم الرجال، وأسرار التنزيل، والخيال في الشعر، ودراسات في الشريعة الإسلامية، وبلاغة القران، وله ديوان شعر جمعه بعض محبيه واسمه ( خواطر الحياة ).
    وقد اعتنى ابن أخيه الأستاذ علي الرضا الحسيني بتلك الكتب، وبالترجمة للشيخ الخضر.
    20 - لقد كان لتلك الآثار أثرها البالغ في حياة الشيخ، وبعد وفاته، ولا زال الناس يفيدون منها، ويقبسون من نورها.
    ولا زالت حياته، وآراؤه، ومؤلفاته، موضع الدراسة، والتحليل.
    ولازال العلماء يتلقون كتبه بالعناية، والقبول، والثناء.
    وإليك بعض ما قاله الشيخ العلامة عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - في بيان رأيه في كتب ستة قرأها للشيخ الخضر، وهي: تونس وجامعة الزيتونة، وبلاغة القرآن، ورسائل الإصلاح، والشريعة صالحة لكل زمان ومكان، ومحمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيين، والخيال في الشعر الجاهلي.
    قال الشيخ عبد الرزاق - رحمه الله - :
    (( بيان عن هذه الكتب جملة في أمور مشتركة بينها:
    *أ. تشترك هذه الكتب الستة في قوة الأسلوب، وعلوه، مع سلاسة العبارة، ووضوحها، وسمو المعاني، ودقتها، وإصابة الهدف من قرب بلا تكلف فيها، ولا غموض، ولا حشو، ولا تكرار.
    *ب. تشترك في الدلالة على سعة علم المؤلف، وتضلعه في العلوم العربية، والاجتماعية، والدينية، واستقصائه في بحثه، وفي نقاشه لآراء مخالفيه، وأدلتهم، واعتداله في حكمه، وفتاويه.
    *ج. يتمثل فيها نزاهة قلم المؤلف، وحسن أدبه، ونبل أخلاقه.
    لكن لم يمنعه ذلك أن ينقد الملحدين، ومَنْ انحرفَ به هواه عن الجادة، والصراط المستقيم نقداً لاذعاً لا يخرج به عن الإنصاف، ولا يتجاوز حد الأدب في المناقشة؛ رعاية لحق مخالفيه، وصيانة لعلمه ولسانه عما يشينه، وسيراً مع الكتاب والسنة وآدابهما في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة؛ فلا جهل، ولا سفاهة، إنما يقابل سيئة خصمه وسبَّه بالحسنة، وغض الطرف عنها.
    *د. ويتمثل فيها الصدع بالحق، والكفاح عنه بحسن البيان، وقوة الحجة ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، لا يخشى في ذلك لَومة لائم، عماده في ذلك كتاب الله، وسنة رسوله، ودليل العقل، وشاهد الحس، والواقع مع ذكر الشواهد من اللغة، والقضايا التي جرت في العالم))
    ثم شرع الشيخ عبدالرزاق - رحمه الله - في الأمر الثاني، وهو بيان ما جاء في تلك الكتب على وجه التفصيل.
    وقال عنه تلميذه علامة الشام الشيخ محمد بهجة البيطار - رحمه الله - :
    (( أستاذنا الجليل الشيخ محمد الخضر حسين، عَلَمٌ من أعلام الإسلام هاجر إلى دمشق في عهد علامتي الشام المرحومين: جدي عبدالرزاق البيطار، وأستاذي الشيخ جمال الدين القاسمي؛ فاغتبطا بلقائه، واغتبط بلقائهما، وكنا نلقاه، ونزوره معهما، ونحضر مجالسه عندهما، فَأُحْكِمَتْ بيننا روابط الصحبة والألفة والود من ذلك العهد.
    ولما توفي شيخنا القاسمي - تغمده المولى برضوانه - أوائل سنة 1332 هـ لم نجد نحن معشر تلاميذه مَنْ نقرأ عليه أحب إلينا ولا آثر عندنا من الأستاذ الخضر؛ لما هو متصف به من الرسوخ في العلم، والتواضع في الخلق، واللطف في الحديث، والرقة في الطبع، والإخلاص في المحبة، والبر بالإخوان، والإحسان إلى الناس، فكان مصداق قول الشاعر:


    كأنك من كل الطباع مركبٌ * فأنت إلى كلِّ النفوس محبَّبُ


    وأخذنا من ذلك الحين نقتطف ثمار العلوم والآداب من تلكم الروضة الأُنُف، ونرتشف كؤوس الأخلاق من سلسبيل الهدى والتقوى، ولم يكن طلاب المدارس العالية في دمشق بأقل رغبة في دروسه، وإجلالا لمقامه، وإعجاباً بأخلاقه من إخوانهم طلاب العلوم الشرعية، بل كانوا كلهم مغتبطين في هذه المحبة والصحبة، مجتمعين حول هذا البدر المنير
    وقد قرأنا عليه في المعقول والمنقول، والفروع والأصول، طائفة من أفضل ما صنف في موضوعه، وهي لعمر الحق دالة على حسن اختياره، وسلامة ذوقه، وقوة علمه، وشدة حرصه على النهوض بطلابه، وإعدادهم للنهوض بأمتهم.
    وقد كنت نظمت أبياتاً جمعت فيها بين ذكر هذه الكتب، ووصف دروس الأستاذ، وجعلتها ذكرى لنفسي ولمن شاركوني في الطلب والتحصيل، عند أستاذنا الجليل، فقلت:

    يـا سائلي عَنْ درسِ iiر * بِّ الفضْل مولانا iiالإمام
    ابـن الـحسين iiالتونسيِّ * مـحمد الـخضر iiالهمام
    سَلْ عنهُ مُسْتصفى الأص * ول لليث معترك iiالزحام
    أعـني الـغزالي iiالحكي * م رئـيس أعـلام iiالكلام
    وكـذاك فـي فن iiالخلا * ف بـداية الـعالي iiالمقام
    أعـني ابن رشد من iiغدا * بـطل الـفلاسفة العظام
    وكـذا صحيح أبي iiحسي * ن مـسلم حَـبْر iiالأنـام
    وكـذلك الـمغني iiإلـى * شـيخ النحاة ابن iiالهشام
    وكـذا كـتاب أبي يزي * د ابـن المبرّد في الختام
    تـلك الدروس كما الشمو * س تـنير أفلاك iiالظلام
    يـدني إلـيك بـها iiحقا * ئـق كـل علم iiبانسجام
    فـتكون مـنك دقائق iiال * معنى على طرف iiالثمام
    فـالحق عـوضنا iiبـه * مـن شـيخنا شيخ iiالشآم
    فـعـليه مـا ذرّ الـغزا * لـة رحمة الملك iiالسلام


    أبقى الله - تعالى - أستاذنا الخضر الجليل للدين والعلم والأدب ركناً ركيناً، وحصناً حصيناً.))

    http://www.toislam.net/files.asp?ord...8&per=1050&kkk
    http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125852

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    رحمه الله رحمة واسعة
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •