وللحديث طرق أخرى عن عروة بن الزبير :
أخرجه الدارقطني (247/1): من طريق حَاجِب بْن سُلَيْمَان , نا وَكِيعٌ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ:
((قَبَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ نِسَائِهِ ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ ثُمَّ ضَحِكَتْ)).
وقال الدارقطني :" تَفَرَّدَ بِهِ حَاجِبٌ عَنْ وَكِيعٍ وَوَهِمَ فِيهِ وَالصَّوَابُ عَنْ وَكِيعٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ ,
وَحَاجِبٌ لَمْ يَكُنْ لَهُ كِتَابٌ إِنَّمَا كَانَ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ".
قلت :حاجب بن سليمان ترجم له المزي في ((تهذيب الكمال))(201/5)بقوله:"قال النسائى : ثقة .
و قال فى موضع آخر : لا بأس به .
و ذكره أبو حاتم بن حبان فى كتاب " الثقات " .
وقال الزيلعي في ((نصب الراية))(73/1):"هَذَا تَضْعِيفٌ مِنْهُ - أي : الدارقطني- لِلرُّوَاةِ مِنْ غَيْرِ دَلِيلٍ ظَاهِرٍ، وَالْمَعْنَيَان ِ مُخْتَلِفَانِ، فَلَا يُقَالُ: أَحَدُهُمَا بِالْآخِرِ".
وقال أحمد شاكر في تعليقه على ((سنن الترمذي))(136/1):" حاجب بن سليمان المنبجي-بفتح الميم واسكان النون وكسر الباء- ذكره ابن حبان في الثقات وروى عنه النسائي وقال : ثقة , ولم يطعن فيه أحد من الأئمة إلا كلمة الدارقطني هذه , وهو تحكم منه بلا دليل , وحكم على الراوي بالخطأ من غير حجة , فإن المعنين مختلفان :
بعض الرواة روى في قبلة الصائم , وبعضهم روى في قبلة المتوضئ , فهما حديثان لا يعلل أحدهما بالآخر ".
وقال الألباني في ((صحيح أبي داود))(:"ويؤيد ذلك: أن الحماني روى الحديث عن الأعمش، وجمع فيه بين التقبيل وهو صائم، وبين الصلاة بعد ذلك كما سبق. فالظاهر أن هذا هو أصل الحديث، فروى بعضهم منه التقبيل وهو صائم، وبعضهم ترك الوضوء من التقبيل؛ وكل ثقة، فما رواه هذا لا يعارض رواية ذاك وبالعكس".
قلت : وقد جاء الجمع بين التقبيل وهو صائم وترك الوضوء من القُبلة عن هشام بن عروة من رواية أبي أويس :
أخرجه الدارقطني (248/1):من طريق عَلِي بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ الْوَرَّاق , نا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ , نا أَبُو أُوَيْسٍ , حَدَّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ :
أَنَّهَا بَلَغَهَا قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ: فِي الْقُبْلَةِ الْوُضُوءُ , فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ لَا يَتَوَضَّأُ)).
قلت : وهذا إسناد صالح للإعتبار .
وقال الدارقطني : "وَلَا أَعْلَمُ حَدَّثَ بِهِ عَنْ عاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ هَكَذَا غَيْرُ عَلِيّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ".
قال الألباني في ((صحيح أبي داود))(322/1):"وهذا لا شيء؛ فإن علي بن عبد العزيز: هو البغوي، وهو إمام مشهور، والدارقطني نفسه يروي عنه كثيراً، وقد قال فيه:
" ثقة مأمون " , فمثله لا يتوقف في قبول ما تفرد به؛ بل ينظر فيما يخالفه فيه غيره من الثقات، فلعله يكون أحفط منهم وأرجح رواية، كما قال بعض المحققين.
وأما عاصم بن علي؛ فيكفي فيه أنه من شيوخ البخاري في ((صحيحه )) ".
قلت : وأبو أويس : صدوق يهم , وقد تُوبع فزالت الخشية من وهمه .
وأخرجه الدرقطني (248/1):من طريق بَقِيَّة , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((لَيْسَ فِي الْقُبْلَةِ وُضُوءٌ)).
وأخرجه إسحاق بن راهويه في ((مسنده))(172/2): أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبَّلَهَا وَهُوَ صَائِمٌ، وَقَالَ: ((إِنَّ الْقُبْلَةَ لَا تَنْقُضُ الْوُضُوءَ، وَلَا تُفْطِرُ الصَّائِمَ)) وَقَالَ: ((يَا حُمَيْرَاءُ إِنَّ فِي دِينِنِا لَسَعَةً)).
وَقَالَ إِسْحَاقُ: "أَخْشَى أَنْ يَكُونَ غَلِطَ ".
قلت : ووجه الغلط أنه ثابت من فعله صلى الله عليه وآله وسلم وليس من قوله .
وقال الدارقطني في ((العلل))(63/15):" عبد الملك بن محمد، شيخ له-أي :لبقية - مجهول , عن هشام ".
وأخرجه الدارقطني (248/1):من طريق مُحَمَّد بْن جَابِرٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ عَائِشَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا .
وعلّقه الدراقطني في ((العلل))(63/15):عن نوح بن ذكوان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.
قلت : وهذا إسناد ضعيف لأجل نوح بن ذكوان , فإنه ضعيف كما في ((التقريب))ترجمه(7 255).
وأخرجه الدارقطني (259/1): من طريق إِسْمَاعِيل بْن مُوسَى , نا عِيسَى بْنُ يُونُسَ , عَنْ مَعْمَرٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ يُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ)).
وقال الدارقطني : " هَذَا خَطَأٌ مِنْ وُجُوهٍ " .
وأخرجه الدارقطني (248/1):من طريق الْحَسَن بْن دِينَارٍ , عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ , عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ رَجُلًا , قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الرَّجُلِ يُقَبِّلُ امْرَأَتَهُ بَعْدَ الْوُضُوءِ؟ , فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ وَلَا يُعِيدُ الْوُضُوءَ)). ,
فَقُلْتُ لَهَا: لَئِنْ كَانَ ذَلِكَ مَا كَانَ إِلَّا مِنْكِ فَسَكَتَتْ.
وقال الدارقطني :" هَكَذَا قَالَ فِيهِ: إِنَّ رَجُلًا قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ".
قلت : وهذا إسناد ضعيف جدًا , فإن الحسن بن دينار : متروك .
وأخرجه عبدالزاق في ((المصنف))(510), ومحمد بن الحسن في ((الحجة على أهل المدينة))(66/1):عن إبراهيم بن محمد ,عن معبد بن نباتة ,عن محمد بن عمرو , عن عروة بن الزبير ,عن عائشة قالت:
(( قبّلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم صلى ولم يحدث وضوءً)).
قال ابن عبدالبر في ((الإستذكار))(257/1):"ذَكَرَ الزَّعْفَرَانِي ُّ عَنِ الشَّافِعِيِّ قَالَ لَوْ ثَبَتَ حَدِيثُ مَعْبَدِ بْنِ نُبَاتَةَ فِي الْقُبْلَةِ لَمْ أَرَ فِيهَا شَيْئًا وَلَا فِي اللَّمْسِ وَلَا أَدْرِي كَيْفَ مَعْبَدُ بْنُ نُبَاتَةَ هَذَا فَإِنْ كَانَ ثِقَةً فَالْحُجَّةُ فِيمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: هُوَ مَجْهُولٌ لَا حُجَّةَ فِيمَا رَوَاهُ عِنْدَنَا
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي يَحْيَى عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ ضَعِيفٌ مَتْرُوكُ الْحَدِيثِ ".
وأخرجه الدارقطني (245/1) :من طريق مُحَمَّد بْن عِيسَى بْنِ يَزِيد الطَّرَسُوسِي عن سُلَيْمَان بْن عُمَر بْنِ سَيّْارٍ مَدِينِيّ , حَدَّثَنِي أَبِي , عَنِ ابْنِ أَخِي الزُّهْرِيِّ , عَنْ عُرْوَةَ , عَنْ عَائِشَةَ ,
قَالَتْ: ((لَا تُعَادُ الصَّلَاةُ مِنَ الْقُبْلَةِ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ بَعْضَ نِسَائِهِ وَيُصَلِّي وَلَا يَتَوَضَّأُ)).
قلت : وهذا إسناد ضعيف , فإن رواته فيما دون الزهري مابين مجهول وضعيف .
وقال الدارقطني :" خَالَفَهُ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ فِي إِسْنَادِهِ".
ثم أخرجه الدارقطني : من ثلاثة طرق عن سَعِيد بْن بَشِيرٍ , حَدَّثَنِي مَنْصُورٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ:
لَقَدْ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((يُقَبِّلُنِي إِذَا خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ وَمَا يَتَوَضَّأُ)).
قلت : سعيد بن بشير : ضعيف .
وقال الدارقطني : "تَفَرَّدَ بِهِ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ وَلَيْسَ بِقَوِيٍّ فِي الْحَدِيثِ , وَالْمَحْفُوظُ عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ,
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ , وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْحُفَّاظُ الثِّقَاتُ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , مِنْهُمْ مَعْمَرٌ , وَعُقَيْلٌ , وَابْنُ أَبِي ذِئْبٍ , وَقَالَ مَالِكٌ , عَنِ الزُّهْرِيِّ: فِي الْقُبْلَةِ الْوُضُوءُ , وَلَوْ كَانَ مَا رَوَاهُ سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ , عَنْ مَنْصُورٍ , عَنِ الزُّهْرِيِّ , عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ صَحِيحًا , لَمَا كَانَ الزُّهْرِيُّ يُفْتِي بِخِلَافِهِ , وَاللَّهُ أَعْلَمُ".
ثم أخرجه من طريق مَالِك , عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: (( مِنْ قُبْلَةِ الرَّجُلِ امْرَأَتَهُ الْوُضُوءُ )).