تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الحسد آكل الحسنات

  1. #1

    افتراضي الحسد آكل الحسنات


    بسم الله الرحمن الرحيم



    آكل الحسنات..
    الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ثم أما بعد فيا أخي الكريم – أرشدك الله لطاعته – اسمح لي أن أحدثك عن مرض من أمراض القلوب خطير , هو مصدر كل بلاء وطريق كل شقاء ومؤجج لنيران الحقد والبغضاء , وهو من أحط الصفات وأقبح السمات , بسببه تفرق الأصحاب وتهاجر الأحباب , وتقطعت الأنساب إنه داء الحسد أول ذنب عصى الله به حيث رفض إبليس السجود لآدم , وقال ( خلقتني من نار وخلقته من طين ) وبسببه قتل قابيل أخاه هابيل .
    والحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير .

    يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: الحسد من أمراض القلوب , وما خلا جسد من حسد , ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه .
    أخي –رعاك الله – اعلم أنه لا يتصف بهذه الخصلة الذميمة إلا ذوو النفوس الضعيفة , فذنب المحسود إلى الحاسد دوام نعمة الله عليه ليس إلا >
    قال أبو الليث السمرقندي – يرحمه الله - : يصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل حسده إلى المحسود أولها : غم لا ينقطع . والثانية : مصيبة لا يؤجر عليها . والثالثة : مذمة لا يحمد عليها . والرابعة : سخط الرب . والخامسة : يغلق عنه باب التوفيق والعياذ بالله . أ .هـ
    ألا قل لمن ظل لي حاسدا ** أتدري على من أسأت الأدب
    أسأت على الله في حكمه ** لأنك لم ترض لي ما وهب
    فأخزاك ربي بأن زادني ** وسد عليك وجوه الطلب
    وقد نهانا نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – عن الحسد فقال : - كما في صحيح البخاري ( لا تحاسدوا) وحذرنا منه – عليه الصلاة والسلام – فقال : ( واياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) .
    يقول العلامة ابن القيم – يرحمه الله -: وأصل الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها , فالحاسد عدو النعم وهذا الشر هو من نفسه وطبعها ليس هو شيئاً أكتسبه من غيرها بل هو من خبثها وشرها . أ.هـ
    يقول ابن حبان – يرحمه الله -: الواجب على العاقل مجانبة الحسد على الأحوال كلها فإن أهون خصال الحسد هو ترك الرضا بالقضاء . ثم قال : والحاسد لا تهدأ روحه ولا يستريح بدنه إلا عند رؤية زوال النعمة عن أخيه والعياذ بالله . نسأل الله أن يطهر قلوبنا جميعاً من الحسد .
    وتفكر – رحمك الله – فيما ذكره عمرو بن ميمون أنه قال : رأى موسى – عليه الصلاة والسلام – رجلاً عند العرش فغبطه بمكانه فسأل الله عنه , فقال ألا أخبرك بعمله ؟ كان لا يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله .
    ولا يخفى عليك – وفقت لكل خير – أنه لا يكاد يوجد الحسد إلا لمن عظمت نعمة الله عليه فكلما أتحفه الله بازدياد النعم ازداد الحاسدون له بالمكروه والنقم .
    وكان داود بن علي – يرحمه الله – ينشد كثيراً
    إني نشأت وحسادي ذوو عدد ** ياذا المعارج لا تنقص لهم عددا
    إن يحسدوني على ما كان من حسن ** فمثل خلقي فيهم جر لي حسدا
    ويقول الآخر :
    ليس للحاسد إلا ما حسد ** وله البغضاء من كل أحد
    وأرى الوحدة خيراً للفتى ** من جليس السوء فانهض إن قعد
    أخي – أرشدك الله لطاعته – ومع أن الحسد كله سيئ إلا أن أسوأه الحسد الذي يكون بين طلاب العلم والدعاة تجاه أقرانهم وزملائهم . ويستغرب الإنسان أن يقع منهم ذلك , ولو كانوا من الجهال وضعاف النفوس لم يستغرب الإنسان , لقلة الإيمان في قلوبهم وقلة العلم في صدورهم .
    وقد ذكر عن ابن سيرين أنه قال : ما حسدت أحداً على شيء من الدنيا , لأنه إن كان من أهل الجنة فكيف أحسده على شيء من الدنيا وهو يصير إلى الجنة ؟ وإن كان من أهل النار فكيف أحسده على شيء من الدنيا وهو يصير إلى النار ؟
    يقول صلى الله عليه وسلم – كما في حديث الترمذي عن الزبير بن العوام – رضي الله عنه – دب إليكم داء الأمم قبلكم . الحسد والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر , والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم .
    ولتعلم – سدد الله خطاك – أن الحسد من شر معاصي القلوب , ومعاصي القلوب وهي أشد إثماً من كثير من معاصي الجوارح فما أخبث داء الحسد ! إنه ليعمي بصيرة الحاسد ويجعله كالهائم يمشي على غير هدى , فما يزال في سيره يتعثر , وفي ظلماته يتخبط ويتكسر . يتمنى لنفسه السعادة فيقيم بينه وبينها حجاباً مشقياً له من حسده الخبيث .
    فيا سبحان الله العظيم ! كم من زوجين متحابين ترفرف على بيتهما السعادة كان لهما حاسدون واشون أفسدوا ما بينهما – وكم من أصحاب متآخين في الله دخل بينهما حاسدون فرقوهم وأثاروا بينهم العداوة والبغضاء . وكم من محصنة عفيفة شريفة , أشاع عنها الحاسدون الفواحش . وكم من أمين خونه الحاسدون فأردوه بالخيانة . وكم من صادق رماه الحاسدون بالكذب . وكم من عالم طعنه الحاسدون بالجهل وكم من داع إلى الحق صادق مخلص وصفه الحاسدون بالرياء والسمعة والمقاصد السيئة .
    وهكذا يقطع الحسد وشائج المودات وصلات القربات , ويفسد الصدقات , ويولد في الناس العداوات , ويفكك أفراد المجتمع ويباعد بين الجماعات .
    قال معاوية بن أبي سفيان – رضي الله عنه – لابنه : يابني إياك والحسد , فإنه يتبين فيك قبل أن يتبين في عدوك .
    قال الماوردي – يرحمه الله - : اعلم أن الحسد خلق ذميم مع إضراره بالبدن وإفساده للدين حتى لقد أمر الله بالاستعاذه من شره فقال سبحانه : ( ومن شر حاسد إذا حسد ) وناهيك بحال ذلك شراً . ولو لم يكن من ذم الحسد إلا أنه خلق دنيء يتوجه نحو الأكفاء والأقارب , ويختص بالمخالط والصاحب لكانت النزاهة عنه كرما ً والسلامة منه مغنماً , فكيف وهو بالنفس مضر , وعلى الهم مصر , حتى ربما أفضى بصاحبه إلى التلف من غير نكاية في عدو ولا إضرار بمحسود .
    قال بعضهم : الحاسد لا ينال من المجالس إلا مذمة وذلاً , ولا ينال من الملائكة إلا لعنة وبغضاً ، ولا ينال من الخلق إلا جزعاً وغماً , ولا ينال عند النزع إلا شدة وهولاً , ولا ينال عند الموقف إلا فضيحة ونكالاً , نسأل الله السلامة والعافية .
    ولما سئل الرسول – صلى الله عليه وسلم -: أي الناس أفضل ؟ قال : ( كل مخموم القلب صدوق اللسان ) قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب ؟ قال : ( هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد ) رواه ابن ماجة – فاحرص أخي على أن تكون مخموم القلب صدوق اللسان .
    وأختم كلماتي هذه – أرشدك الله للصواب – بذكر مضار الحسد : فهو إسخاط – لله تعالى – إذ الحسود لا يرى قضاء الله عدلا ولا لنعمه من الناس أهلاً والحاسد لا يجد لحسرته إنتهاء ولا يؤمل لسقامه شفاء , مع مقت الناس له حتى لا يجد فيهم محبا ولا منهم ولياً فيصير بالعداوة مأثوراً وبالمقت مزجوراً , والحسد يجلب النقم ويزيل النعم , والحسد منبع الشرور ويورث الحقد والضغينة في القلب , وهو معول هدام في المجتمع ودليل على سفول الخلق ودناءة النفس .
    اللهم طهر قلوبنا من الحسد اللهم طهر قلوبنا من الحسد اللهم طهر قلوبنا نمن الحسد , ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم .
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

    أبو إبراهيم
    حمد بن إبراهيم الحريقي
    الداعية بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
    فجر الثلاثاء 29 / 1 / 1424 ه
    * طرفة : تروى كتب الأدب أن متحاسدين استدعاهما أحد الأمراء , فقال لهما : أيكما طلب مني طلباً فإني أعطيه إياه ثم أعطي صاحبه ضعفه فصار يدفع كل منهما صاحبه حتى يكون هو البادئ الطلب , وطال الوقت بهما وهما يتدافعان حتى أحرجهما الأمير بالتهديد بالقتل فلم يجد أحدهما طريقاً يرضي به حسده إلا بأن يطلب من الأمير أن يقلع عينه ليقلع الأمير بعد ذلك عيني صاحبه .

    http://www.saaid.net/rasael/130.htm

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    جزاكم الله خيرًا
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    حديث: إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات
    الدرة اليتيمة في تخريج أحاديث التحفة الكريمة (49)
    حديث: "إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب". أخرجه أبو داود، وفي إسناده رجل مبهم، وهو الراوي لـه عن أبي هريرة، والمبهم لا يُحتج به؛ لجهالة عينه وحاله. وأخرجه ابن ماجه من حديث أنس - رضي الله عنه - وفي إسناده عيسى بن أبي عيسى الحناط -ويقال الخياط- وهو متروك؛ كما في التقريب. ولكن تحريم الحسد ووجوب الحذر منه أمرٌ معلوم من الأدلة الأخرى، ومنها قوله جل وعلا سبحانه في سورة الفلق: ﴿ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 5]، وقوله سبحانه في ذم اليهود: ﴿ أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [النساء: 54] الآية. والله ولي التوفيق[1].
    ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ ـــــــــــــــ
    [1] رُوي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة:حديث أبي هريرة:رواه البخاري في تاريخه (1/272 تعليقا) وأبوداود (4903) وعبد بن حميد (1430) والبزار (15/115) والخرائطي في مساوئ الأخلاق (767) والكلاباذي في بحر الفوائد (2/885 رقم 1218) وفي مفتاح المعاني (376/2 كما في الضعيفة 1902) وابن بشران (713 و868) وابن عبد البر (6/124) والبيهقي في الشعب (5/366) وفي الآداب (135) والقاسم بن الفضل الثقفي في الأربعين (263) من طرق عن سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي أسيد، عن جده، عن أبي هريرة مرفوعا.وعزاه في الدر المنثور (6/419) لابن مردويه.وعبارة البخاري في تاريخه: إبراهيم بن أبي أَسيد المدني البراد، عن جده، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والحسد، فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب". روى عنه سليمان بن بلال، وأبو ضمرة، ويقال: ابن أبي أُسيد، ولا يصح.فقوله: "لا يصح" حمله العراقي في تخريج الإحياء (115) على الحديث، وكذا المناوي في فيض القدير (3/125)، والألباني، وشعيب الأرناؤوط في حاشية تهذيب الكمال (2/53)، بينما حمله أحمد الغماري في المداوي (3/171) على النسبة، وكلاهما محتمل، ولعل الأول أولى للكثرة، ولأن فيهم حافظاً، والله أعلم.وقال الألباني: رجاله موثقون، غير جد إبراهيم، وهو مجهول، لأنه لم يسم.وهو كما قال.حديث أنس، وله عنه طرق:الطريق الأولى:رواها ابن ماجه (4210) وعبد الرحمن بن القاسم بن الفرج الهاشمي في نسخة أبي مسهر وغيره (46) والبزار (12/336) وأبويعلى (6/330 رقم 3656) والآجري في الثمانين (57) وابن عدي (6/433) وابن أخي ميمي في الفوائد (266) وابن زنبور في حديثه عن البغوي وابن صاعد والهاشمي (رقم 11 ضمن جمهرة الأجزاء الحديثية ص265) والقضاعي في مسند الشهاب (2/136) والخطيب في الموضح (1/83-84) وابن طاهر في صفة التصوف (485) وإسماعيل التيمي في الترغيب (1107 و1702) والسمعاني في معجمه (1/493 منتخبه) وابن عساكر في تاريخه (54/170 و63/364) وفي معجم شيوخه (1421) وابن الدبيثي في الذيل (3/504) وابن البخاري في المشيخة (312) وابن كثير في طبقات الشافعية (2/479) والسيوطي في بغية الوعاة (2/413) من طرق عن ابن أبي فديك، عن عيسى بن أبي عيسى، عن أبي الزناد، عن أنس مرفوعا.وعيسى هذا متروك.وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (115) والبوصيري في مصباح الزجاجة (1508) والألباني في الضعيفة (1901).ورواه أبوالشيخ في التوبيخ (60) والخطيب في الموضح من طريق يعقوب بن محمد الزهري عن ابن أبي فديك به، لكنه زاد الشعبي بين أبي الزناد وأنس!قال الخطيب: لم يتابع يعقوب أحد على هذا القول، والمحفوظ ما ذكرناه أولا.ورواه ابن أبي الصقر الأنباري في مشيخته (29) -ومن طريقه ابن العديم (2/866)- من طريق هَوْبَر، عن مخلد بن عيسى الخياط، عن أبي الزناد به!والظاهر أن السند مصحّف، وهو من طريق أبي العلاء المعري!ورجّح محقق المشيخة أن يكون (مخلداً) تصحف من (محمد) يعني بن أبي فديك، و(بن) صوابها (عن)، والله أعلم.الطريق الثانية:رواها ابن شاذان الأزجي في الفوائد المنتقاة (1/126/2 كما في الضعيفة 1901) والخطيب (2/227) من طريق محمد بن الحسين بن ريقا البزار، نا الحسن بن موسى الأشيب، ثنا أبوهلال، عن قتادة، عن أنس.وقال العراقي في تخريج الإحياء (115): إسناده حسن!وتعقبه الألباني بأن أبا هلال لين، وأن محمد بن الحسين إنما أورد الخطيب هذا الحديث في ترجمته ولم يزد على ذلك، فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، ولم يجد له ترجمة.قلت: والأمر كما ذكر الألباني، ولم أجد لمحمد بن الحسين ذكراً في غير هذا الحديث، ومع جهالته فإن تفرده بهذا الإسناد عن قتادة عن أنس غير محتمل، فهو منكر، والله أعلم.الطريق الثالثة:رواها ابن زنجويه في الأموال (1317) وابن عدي (7/92) وأبوالشيخ في التوبيخ (61) وابن بشران (959) والبيهقي في الشعب (5/367) والخطيب في الكفاية (245) من طريق واقد بن سلامة، عن يزيد الرقاشي، عن أنس مثله.واقد شديد الضعف، وقد خالفه الأعمش فرواه مرسلا:أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (9/93) وفي المسند (كما في مصباح الزجاجة 1508) وهناد في الزهد (1391) والسمرقندي في تنبيه الغافلين (176) وأبوالشيخ في التوبيخ (75) وابن عبد البر (6/124).وفيه الرقاشي، وهو شديد الضعف.نعم، قال ابن حجر في النكت الظراف (1/251): له شاهد مرسل أخرجه إبراهيم الحربي في "النهي عن الهجران" له، من طريق عبد الله بن المغيرة عن الحسن. ا.هـ.لكن لم يذكر سنده كاملا ليُنظر فيه، وفيه عبد الله بن المغيرة ولم أهتد له، أما المذكورون في الثقات (5/34 و53) والجرح والتعديل (5/174) واللسان (3/363) فهم يختلفون في الطبقة مع راوي هذا الحديث.كما أن فيه إرسال الحسن، ومراسيله من أوهى المراسيل.وروي من حديث ابن عمر أيضا:رواه القضاعي (2/136) من طريق عمر بن محمد بن حفصة أبي حفص الخطيب، ثنا محمد بن معاذ بن المستهلّ بحلب، ثني القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا بلفظ: "إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب".أما ابن المستهل فهو بصري سكن حلب، ذكره ابن حبان في الثقات (9/153).ولكن علته عمر بن محمد، فقد ذكره الذهبي في الميزان (3/222) بهذا الحديث فقط، وقال: فهذا بهذا الإسناد باطل. وأقره ابن حجر في اللسان (4/329)، وقال الألباني في الضعيفة (1901): لا يُعرف.ويأتي مزيد كلام عنه قريباً.• ورُويت متابعة باطلة لما سبق:فروى الدارقطني في غرائب مالك من طريق عمر بن محمد بن رزق الله الخطيب، عن الفضل بن صالح القيرواني، عن ابن وهب، عن مالك والليث، عن نافع، عن ابن عمر رفعه: "الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب".ذكر ذلك ابن حجر في اللسان (4/443 وانظر 3/171 منه).وعمر بن محمد له ترجمة مظلمة في تاريخ بغداد (11/242)، وقال عنه الخطيب: كان غير ثقة. ونقل عن الدارقطني قوله: مشهور بوضع الحديث.قلت: أكاد أجزم أنه عين الراوي في السند الذي قبله، لاتفاق الاسم، والأب، والنسبة، والطبقة، ومتن الحديث، ومَخرجه! وعليه فالحديث موضوع من الوجهين.ثم الفضل ضعفه الدارقطني والخطيب.وقال الدارقطني: إن هذا الحديث باطل.حديث الحسن بن علي:رواه ابن صصرى في أماليه من حديث الحسن بن علي، بلفظ: "الغل والحسد يأكلان الحسنات كما تأكل النار الحطب".هكذا عزاه السيوطي في الجامع الصغير (2/164 مع الفيض)، وأظن ذلك وهما، فقد رُوي بهذا اللفظ عن الحسن البصري مرسلا، فلعل الناقل رآه عن الحسن غير منسوب، فظنه ابن علي رضي الله عنهما، ولم أجده مروياً من حديث الحسن بن علي في أي مصدر.وذكر الغماري في المداوي (4/552) نحو ما سبق، ثم عاد فعزاه في فتح الوهاب (2/192) لابن صصرى في أماليه من حديث الحسن بن علي جازما به، دون أن يذكر واسطته في الإحالة -كعادته-!حديث علي:ورد ضمن حديث طويل جدا في الوصية لعلي، وعلامات الوضع بينة عليه، رواه بطوله أبو موسى المديني في الأحاديث الطوال (45/أ كما في مسند علي لأوزبك 6/2198 ثم 2195-2196 وفيه خلل طباعي)، وعنده محل الشاهد، ولفظه: "يا علي، إياك والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب".وهذا الحديث أخرج بعضه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (74 و469 زوائده) وابن شاهين في كتاب الجنائز (كما في نصب الراية 2/256) والقضاعي في مسند الشهاب (75) والديلمي في مسنده (كما في فتح الوهاب 1/78) وأبوالحسن بن المهتدي في فوائده، وابن النجار في تاريخه (كما في اللآلئ المصنوعة 2/373 و374) والبيهقي في دلائل النبوة (7/229) -ومن طريقه أبوالخير القزويني في مناقب الصديق الأكبر (41/أ، كما عند أوزبك 6/2197)- وابن الجوزي في الموضوعات (2/84 و3/183) والشجري في الأمالي (2/242) من طرق عن حماد بن عمرو النصيبي، ثنا السري بن خالد، ثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده مرفوعا.قال البيهقي: فذكر حديثا طويلا في الرغائب والآداب، وهو حديث موضوع، وقد شرطت في أول الكتاب ألا أخرج في هذا الكتاب حديثا أعلمه موضوعا.وأفاد أبوالخير القزويني أنه موضوع.وقال أبوموسى المديني: هذا حديث أغرب من الأول. قلت: الله أعلم بحال الذي قبله!وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع. وأقره الذهبي في تلخيص الموضوعات (866).وصرّح الذهبي في الميزان (3/449) أن الوصية مكذوبة.وأورده الصغاني في الموضوعات (9).ونقل ابن كثير في البداية والنهاية (5/252) قول البيهقي مقرُّا له، وقال: إن النصيبي أحد الكذابين الصوّاغين.وقال ابن حجر في المطالب العالية (2/252): هذا حديث ضعيف جدا.قلت: علته النصيبي، فإنه كذاب، والسري قال عنه الذهبي: لا يُعرف. وقال الأزدي: لا يُحتج به. وقال فيه (باسم السري بن مخلد): ضعيف جدا. (انظر اللسان 3/12 و13)وفي السند انقطاع بين محمد الباقر وعلي رضي الله عنه.فتحصل مما سبق أن أمثل طرق الحديث ما جاء عن أبي هريرة، وأن سائر الطرق مناكير وموضوعات، فالحديث ضعيف من جميع طرقه، والله أعلم.


    رابط الموضوع: http://www.alukah.net/sharia/0/55260/#ixzz3iIdeiFsS
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •