إن لكل شيء أمارات وعلامات ودِلالات، وأمارات العلم النافع: أن يهديَ إلى السلوك الحسن، والخُلُق الطيب، والخِصال الحميدة
وفي هذا قال أحدهم: ((من أوتيَ من العلم ما لا يبكيه، لخليقٌ ألا يكون أوتي عِلماً ينفع، لأن الله -تعالى- نعَت العلماء، فقال:
﴿قل ءامنوا به أو لا تؤمنوا إنّ الذين أُوتوا العلم مِن قبله إذا يُتلى عليهم يخرُّون للأذقان سُجَّداً * ويقولون سبحان ربّنا إن كان وَعدُ ربّنا لمفعولاً * وَيَخرّون للأذقان يبكون ويزيدهم خُشُوعاً} [الإسراء : 107 _ 109].

وهكذا كان العلم يُفضي بصاحبه إلى الخشوع والسُّجود والبُكاء ومحاسبة النّفس والصدق مع الله -تعالى-.

إنّ البكاء لأَبرز علامة وخير دلالة على عِلم العالم وصِدق الصادق، ليت شعري ما العلم الذي يتعلّمه المرء إن لم يُبلغه البكاء والخشوع والإنابة وحُسن التعامل مع الناس؟!
أوليس العالم أعرفَ الناس بربه -سبحانه وتعالى-؟
ألم يقرأ مِن صفات العظمة والكمال والجلال ما يجعل قلبه يخشع وعينه تدمع ؟!
ألم يقرأ في كتاب الله -تعالى- وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نصوصاً في النار وأهوال القيامة والقبر؛ ما تتصدّع منه الجبال وتخشع مِن خشية الله -تعالى-.


فانظر مكانك من هذا -يرحمني الله وإياك- ولا تنس ذلك القول الطيب:
((من أوتي من العلم من لا يبكيه ، لخليق ألا يكون أوتي علماً ينفع)).