عجبتُ لقومٍ أطلقوا سهمَ مكرِهم= ولمْ تُغنِهم ممَّن مَضَوْا كلُّ عِبرةِ


يداهنُ منهم كلُّ وَغْدٍ بلُؤْمِه = لإطفاءِ نورٍ أو لإشعالِ فتنةِ


سعَى (صالحٌ) لا أصلَحَ اللهُ سعيَه= لإنكارِ حقٍّ مِن كتابٍ وسُنَّةِ


فعمَّا قريبٍ يلتقي الموتَ دونها= ويصبحُ منها في هوانٍ وذِلَّةِ


عليكَ من الرحمن ما تستحقُّه= ونلتَ مزيدًا مِن عذابٍ وشِقْوَةِ


تَتَبَّعُ وحيًا مِن شياطينِ عصبةٍ= أضلَّهمُ إبليسُ في كلِّ بقعةِ


وقد أيقنوا أنَّ الإله مُمِدُّهم= وقد علموا ما ذاك إلا لِعِلَّةِ


فما قَدَرُوا رَبَّ البرِيَّةِ حقَّه= ولا عرَفوا فَضْلَ النبيِّ لِلَحظةِ


ومَن يَعْشُ عن ذِكر الإله يكنْ له = قرينٌ من الشيطان يُدْلي بخطَّةِ


فما السُّنَّةُ الغرَّاءُ إلا بوحيِه= وليس يُنالُ البرُّ إلا بهمَّةِ


وحسبُكَ منهم جهْلُهم ونفاقُهم = وفي النور حتمًا تنجلي كلُّ طُلْمَةِ


فكم لجَّ في بحر الضلالة مفسدٌ= وكم هام بالتضليل كلُّ جِبِلَّةِ


وقد أوقدوا للشرِّ نارًا لهيبُها= سيحرِقُهم بالكفر في كلِّ وَقْدَةِ


وما سلكوا في مسلكِ الحقِّ خطوةً = ولا أخلصوا لله يومًا بِنِيَّةِ


وهم أطلقوا صيْحاتِ بغيٍ مضتْ بها = ضمائرُ سوءٍ تفتري كلَّ فِريةِ


ومَن يَهْدِهِ الرحمنُ يظفَرْ بفضلِه = ومَن يُخْزِهِ الشيطانُ يرجعْ بحسرةِ


أتنكِرُ مِن هَدْيِ النبيِّ حديثَه = وتَهذي بِزعمٍ قاطعٍ للمودَّةِ


فَمَنْ بيَّن الآياتِ مِن وحيِ ربِّه = ومَن قام يجلو كلَّ شكٍّ ورِيبةِ


ألستَ بمأمورٍ بطاعة أمرِه = مِنَ اللهِ فاحذر كلَّ حَيْدٍ ورِدَّةِ


وقلْ لرسولِ اللهِ سمعًا وطاعةً = ودَعْ عنكَ هذا الزَّيْغَ تظفَرْ برحمةِ


لقد كان في الماضين قبلُ بصائرٌ = لمن رامَ حربَ الحقِّ مِن كلِّ مِلَّةِ


مضتْ سُنَّةُ الرحمن فيهم فأُهلِكوا = وقد كان فيهم حُجَّةٌ بعد حُجَّةِ


فإنْ تنكرِوا هَدْيَ النبيِّ فإنما = هو النُّكْرُ للقرآن مِن كلِّ وجْهةِ


دعوناكُمُ للحقِّ والحقُّ واضحٌ = وليس وراء النورِ غيرُ الدُّجُنَّةِ
شعر/ حسن عبد الفتاح الحضري
28/ 7/ 2015م