تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: لم يصح حديث مرفوع في تحديد مكان خروج المهدي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي لم يصح حديث مرفوع في تحديد مكان خروج المهدي

    لم يصح حديث مرفوع في تحديد مكان خروج المهدي


    السؤال:
    بخصوص المهدي ، بعض الروايات تقول بأنه سيخرج من خراسان ، بينما يقول البعض بأنه سيخرج في المدينة ، فهل هناك أي روايات تحسم الموقف وتوضح الأمر ؟


    الجواب :
    الحمد لله
    بعد الاطلاع على الكتب المختصة برواية أحاديث المهدي ، مثل كتاب " الفتن " لنعيم بن حماد ، أو " الأربعون في المهدي " لأبي نعيم ، وكتاب " عقد الدرر في أخبار المهدي المنتظر " ليوسف بن يحيى الشافعي ، وكتاب " المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة " للدكتور عبد العليم البستوي ، تبين أن الأحاديث المرفوعة القابلة للبحث في أسانيدها ، التي تدل على تحديد مكان خروج المهدي ، مع تسميته صراحة أو ضمنا ، هي الأحاديث الآتية :
    الحديث الأول : حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .
    وقد ورد عنه من طريقين :
    الطريق الأول : طريق حنان بن سدير ، عن عمرو بن قيس الملائي ، عن الحكم – هو ابن عتيبة - ، عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة بن قيس وعبيدة السلماني ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِذَا أَقْبَلَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ خُرَاسَانَ فَائْتُوهَا ، فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ الْمَهْدِيِّ ) .
    رواه أبو الفتح الأزدي – كما أسند ذلك من طريقه ابن الجوزي في " الموضوعات " (2/39) – (قال أبو الفتح : حدثنا العباس بن إبراهيم ، حدثنا محمد بن ثواب ، حدثنا حنان بن سدير ) بلفظ الحديث السابق .
    وقد وقعت عدة تصحيفات في إسناد أبي الفتح الأزدي هنا ، فجعل بدلا من ( عمرو بن قيس ) ( عمر بن قيس )، وصحف ( الحكم ) إلى ( الحسن )، وأسقط ذكر إبراهيم النخعي ، وكلها في نظرنا تصحيفات وسقطات ، وليست وجها آخر للإسناد ، عدا إسقاط إبراهيم ، فهو أحد الأوجه التي ذكرها الدارقطني في " العلل " (5/184) ولم نقف عليه في كتب أبي الفتح الأزدي المطبوعة اليوم .
    ورواه الحاكم في " المستدرك " (4/511) قال: ( أخبرني أبو بكر بن دارم الحافظ بالكوفة ، ثنا محمد بن عثمان بن سعيد القرشي ، ثنا يزيد بن محمد الثقفي ، ثنا حنان بن سدير )
    ولفظه : " أَتَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا مُسْتَبْشِرًا يُعْرَفُ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ ، فَمَا سَأَلْنَاهُ عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرَنَا بِهِ ، وَلَا سَكَتْنَا إِلَّا ابْتَدَأَنَا ، حَتَّى مَرَّتْ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فِيهِمُ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ ، فَلَمَّا رَآهُمُ الْتَزَمَهُمْ وَانْهَمَلَتْ عَيْنَاهُ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ . فَقَالَ : ( إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الْآخِرَةَ عَلَى الدُّنْيَا ، وَإِنَّهُ سَيَلْقَى أَهْلُ بَيْتِي مِنْ بَعْدِي تَطْرِيدًا وَتَشْرِيدًا فِي الْبِلَادِ ، حَتَّى تَرْتَفِعَ رَايَاتٌ سُودٌ مِنَ الْمَشْرِقِ ، فَيَسْأَلُونَ الْحَقَّ فَلَا يُعْطَوْنَهُ ، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ فَلَا يُعْطَوْنَهُ ، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ فَلَا يُعْطَوْنَهُ ، فَيُقَاتِلُونَ فَيُنْصَرُونَ ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ أَوْ مِنْ أَعْقَابِكُمْ فَلْيَأْتِ إِمَامَ أَهْلِ بَيْتِي وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ ، فَإِنَّهَا رَايَاتُ هُدًى يَدْفَعُونَهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي ، فَيَمْلِكُ الْأَرْضَ فَيَمْلَأُهَا قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا ) " .
    قلنا : وهذا إسناد ضعيف جدا بسبب حنان بن سدير ، قال الدارقطني رحمه الله : " من شيوخ الشيعة " انتهى من " المؤتلف والمختلف " (1/430) ، ترجمته في " الجرح والتعديل " لابن أبي حاتم (3/299) ، وفي " الثقات " لابن حبان (8/219) ، وفي " تاريخ الإسلام " (4/1100) ولم ينص أحد على توثيقه ، وحديثه هذا من المنكرات التي لم يشاركه فيها أحد ، ولم يروه أحد من أصحاب الحكم بن عتيبة عن النخعي رغم كثرتهم واشتمالهم على عدد من الأئمة الحفاظ . وفي تقديرنا أن السبب هو حنان بن سدير هذا .
    لذلك قال ابن الجوزي رحمه الله :
    " هذا حديث لا أصل له " انتهى ، وذكر عللا أخرى لا نراها واقعة بسبب التصحيف السابق .
    وقال الذهبي رحمه الله :
    " هذا موضوع " انتهى من " تلخيص المستدرك " .
    وقال المعلمي رحمه الله – في إسناد الحاكم إلى حنان - :
    " ابن أبي دارم رافضي كذاب ، وقال الحاكم نفسه : رافضي غير ثقة ، وشيخه وشيخه لم أعرفهما ، وحنان رافضي غال ، والخبر فيما أرى من وضع ابن أبي دارم " .
    انتهى من " الفوائد المجموعة " (412) .
    هذا وقد ذكر الدارقطني في " العلل " (5/184) اختلافا لبعض الرواة على حنان بن سدير ، منهم من أسقط إبراهيم النخعي ، ومنهم من ذكر الأسود بدلا من عبيدة ، ونحو ذلك ، ثم قال :
    " ورواه يزيد بن أبي زياد ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، وكذلك قال عمارة بن القعقاع ، عن إبراهيم ، عن علقمة . وهو أصحها " انتهى.
    فهذا حكم ظاهر بخطأ الرواية عن حنان بن سدير ، بل قال الشيخ طارق عوض الله : " لعله سرقه من يزيد بن أبي زياد " كما في " الإرشادات " (ص/114) ، وطريق يزيد هي الطريق الثاني التي سنفصل الحديث عنها .
    الطريق الثاني :
    ولفظه : " بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ أقبل فتية من بني هاشم ، فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم ، اغرورقت عيناه وتغير لونه ، قال ، فقلت : ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه ، فقال : ( إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ، وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا ، حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود ، فيسألون الخير ، فلا يعطونه ، فيقاتلون فينصرون ، فيعطون ما سألوا ، فلا يقبلونه ، حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي ، فيملؤها قسطا ، كما ملئوها جورا ، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج " .
    رواه ابن أبي شيبة في " المصنف " (7/527) ، وابن ماجة في " السنن " (4082) من طريق علي بن صالح ، وأبو يعلى في " المسند " (9/17) من طريق أبي بكر بن عياش ، والطبراني في " الأوسط " (6/29) من طريق صباح بن يحيى المزني ، وابن عدي في " الكامل " (9/164) ، والآجري في " الشريعة " (5/2177) ، والشاشي في " المسند " (1/362) من طريق ابن فضيل ، والعقيلي في " الضعفاء الكبير " (4/380) من طريق خلف ، والشاشي في " المسند " (1/347) من طريق خالد بن عبد الله ، وأبو نعيم في " تاريخ أصبهان " من طريق عمرو بن القاسم ( سبعتهم : علي بن صالح ، وأبو بكر بن عياش ، وصباح ، وابن فضيل ، وخلف ، وخالد بن عبد الله ، وعمرو بن القاسم ) عن يزيد بن أبي زياد ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه به مرفوعا ، بألفاظ متقاربة ، وبعضها مختصر.
    قلنا : وهذا طريق ضعيف جدا أيضا بسبب يزيد بن أبي زياد ، فقد ضعفه الحفاظ وأنكروا عليه هذا الحديث خاصة . ينظر " تهذيب التهذيب " (11/330). وقال ابن عدي : " وهذا الحديث لا أعلم يرويه بهذا الإسناد عن إبراهيم غير يزيد بن أبي زياد ".
    قال الإمام أحمد رحمه الله :
    " حديث إبراهيم , عن علقمة ، عن عبد الله : ليس بشيء ؛ يعني حديث يزيد بن أبي زياد " انتهى من " العلل " لابنه عبد الله (3/465) .
    وأسند العقيلي في " الضعفاء الكبير " (4/380) إلى أبي أسامة – وهو من شيوخ الإمام أحمد - قوله : " حديث يزيد بن أبي زياد , عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله ، في الرايات السود , فقال: لو حلف عندي خمسين يمينا قسامة ما صدقته أهذا مذهب إبراهيم , أهذا مذهب علقمة , أهذا مذهب عبد الله " انتهى .
    وقد نقل ذلك الإمام الذهبي وعلق عليه :
    " معذور – والله - أبو أسامة , وأنا قائل كذلك , فإن من قبله ومن بعده أئمة أثبات , فالآفة منه، عمدا أو خطأ " انتهى من " سير أعلام النبلاء " (6/278) .
    وقال أيضا رحمه الله :
    " هذا ليس بصحيح " انتهى من " ميزان الاعتدال " (4/424) .
    وحكم عليه الشيخ الألباني بالنكارة أيضا في " السلسلة الضعيفة " (رقم/5203) .
    يقول الدكتور بشير علي عمر :
    " ورواه عبد الله بن داهر ، عن أبيه ، عن ابن أبي ليلى ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، أخرجه البزار ، وعبد الله بن داهر قال عنه ابن معين : ليس بشيء ، ما يكتب عنه إنسان فيه خير ، وقال العقيلي : رافضي خبيث ، وأبوه قال فيه العقيلي : رافضي يغلو في الرفض ولا يتابع على حديثه .
    وأما طريق عمارة بن القعقاع فرواه الطبراني ، والخطيب من طريقين عن محمد بن فضيل ، عن المغيرة بن مقسم ، عن عمارة بن القعقاع ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله به . قال الدارقطني بعد ذكره لهذا الطريق : هو أصحها ـ يعني حتى من طريق يزيد ابن أبي زياد . وهذا واضح ، فإن عمارة بن القعقاع ثقة .
    وأما طريق الحكم ففيه اختلاف واضح يشعر بضعفه ، ثم لا يخلو الطريق من شيعي أو رافضي ، وأما طريق يزيد بن أبي زياد فمن أجله ردّ الإمام أحمد الحديث .
    يبقى النظر في رواية عمارة بن القعقاع عن إبراهيم ، وذلك أن عمارة ليس مشهوراً بالراوية عن إبراهيم ، حيث لم يذكره المزي من تلاميذه ، وإن ورد عن الترمذي ما يدل على سماعه منه ، وكذلك الراوي عن محمد بن فضيل ، وهو عبد الرحمن بن عمرو الحراني ، لا يحتمل تفرده بمثل هذا الحديث ، وقد خالفه نعيم بن حماد الخزاعي ، وموسى بن داود ، فرويا الحديث عن محمد بن فضيل ، عن يزيد بن أبي زياد ، كما رواه الثقات عن يزيد ، وهما أشهر بطلب العلم من عبد الرحمن الحراني .
    وكل هذا يدل على عدم الاعتداد برواية عمارة بن القعقاع ، والله أعلم . فقد عاد الأمر إلى تفرد يزيد بن أبي زياد بهذا الحديث ، وهو ممن لا يحتج أحمد بما تفرد به ، فاتضح أن الحديث غير معتدّ به عنده " انتهى من " منهج الإمام أحمد في إعلال الأحاديث (1/271-273) .
    الحديث الثاني : عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ قَدْ جَاءَتْ مِنْ قِبَلِ خُرَاسَانَ ، فَأْتُوهَا ؛ فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللهِ الْمَهْدِيَّ ) .
    وقد جاء إسناد هذا الحديث على ثلاثة أوجه :
    الوجه الأول : من طريق سفيان الثوري ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء الرحبي ، عن ثوبان رفعه .
    رواه ابن ماجه في " السنن " (رقم/4084) ، والبزار في " المسند " (2/120)، والروياني (رقم/619) ، والحاكم في " المستدرك " (4/510) ، ومن طريقه البيهقي في " دلائل النبوة " (6/515) .
    وهذا الوجه ضعيف بسبب أبي أسماء الرحبي ، لم ينص أحد على توثيقه ، سوى العجلي على عادته في التساهل في توثيق التابعين . ينظر " تهذيب التهذيب " (8/99) .
    الوجه الثاني : من طريق وكيع ، عن شريك ، عن علي بن زيد ، عن أبي قلابة ، عن ثوبان به مرفوعا . رواه الإمام أحمد في " المسند " (37/70).
    والظاهر أن هذا الوجه خطأ من وكيع أو شريك ، كما قال الذهبي رحمه الله : " أراه منكرا " انتهى من " ميزان الاعتدال " (3/128) ، وذلك بسبب إسقاط أبي أسماء الرحبي من الإسناد . ودليله ما أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " (6/516) من طريق كثير بن يحيى ، عن شريك بن عبد الله ، عن علي بن زيد ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء الرحبي ، عن ثوبان .
    وقد توافر هذا الوجه على علل أخرى ، وهو شريك بن عبد الله النخعي ، سيء الحفظ . وكذلك علي بن زيد بن جدعان ، متفق على تضعيفه . ينظر " تهذيب التهذيب " (7/324) .
    الوجه الثالث : من طريق عبد الوهاب بن عطاء ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان موقوفاً .
    أخرجه الحاكم في " المستدرك " (4/502) ، وعنه البيهقي في " الدلائل " (6/516) ، ورواه نعيم بن حماد في " الفتن " (رقم/896) عن أبي نصر الخفاف عن خالد الحذاء به موقوفا أيضا .
    وقد رجح هذا الوجه الموقوف الحافظ ابن كثير رحمه الله ، فقال : " رواه بعضهم عن ثوبان فوقفه ، وهو أشبه ، والله أعلم " انتهى من " البداية والنهاية " (10/55) .
    وهكذا يتبين أن حديث ثوبان رضي الله عنه لا يصح بأي من الوجوه الثلاثة التي روي بها ، وذلك بمقتضى الدرس الحديثي الدقيق ، والترجيح بين الوجوه ، أما من يسلك مسلك اعتبارها روايات متعددة يقوي بعضها بعضا ، فقد ينص على صحة الحديث أو حسنه لتعدد طرقه ، ولكن الصواب كما سبق تقريره ، فشرط تقوية الحديث بتعدد طرقه أن لا تكون منكرة ، وأن لا تكون قد وقعت خطأ من الراوي .
    يقول عبد الله بن أحمد بن حنبل :
    " حدثني أبي قال : قيل لابن علية في هذا الحديث ؟ فقال : كان خالد يرويه فلم يُلتَفَت إليه ، ضعَّفَ ابنُ علية أمره ، يعني : حديث خالد ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرايات " انتهى من " العلل " (2/325) .
    وضعفه ابن خلدون في " التاريخ " (1/320) ببعض العلل الإسنادية .
    وحكم عليه الشيخ الألباني رحمه الله بالنكارة كما في " السلسلة الضعيفة " (رقم/85) ، كما أعله الشيخ محمد رشيد رضا رحمه الله في " تفسير المنار " (9/419-421) .
    والخلاصة أن البحث الحديثي المحقق يدل على عدم ثبوت أي خبر مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحديد مكان خروج المهدي ، ويبقى أن الآثار الواردة عن بعض التابعين في ذلك ، وتسامح بعض العلماء بالأخذ بالمرويات الضعيفة ، جعل من المشتهر في كتب أهل العلم أن مكان خروج المهدي هو المشرق ، وتحديدا ( خراسان ) .
    قال ابن كثير رحمه الله :
    " المهدي الموعود به يكون في آخر الزمان ، ويكون أصل خروجه من ناحية المشرق ، ثم يأتي مكة ، فيبايع له عند البيت الحرام كما ذكر ذلك في الحديث " .
    انتهى من " البداية والنهاية " (19/63) .
    وانظر للتوسع : " لوامع الأنوار " (2/70-94) ، " إتحاف الجماعة " (2/270-311) ، " الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي المنتظر " ، " العرف الوردي في أخبار المهدي " للسيوطي في " الحاوي " (2/69-103) .
    والله أعلم .



    موقع الإسلام سؤال وجواب

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    المشاركات
    11,596

    افتراضي

    : من أين سيخرج المهدي ؟ وأين سينزل عيسى عليه السلام ؟


    السؤال:
    من أين سيخرج المهدي ؟ وأين ينزل عيسى عليه السلام ؟


    الجواب :
    الحمد لله
    أولا :
    لم يرد في النصوص الشرعية متى سيخرج المهدي على سبيل التحديد ، غير أنه سيخرج في آخر الزمان ، ويكون ظهوره قبل خروج الدجال ، وقبل نزول عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم ، وينظر للفائدة إلى جواب السؤال رقم : (10301) .

    ثانيا :
    لم يرد في نصوص الشرع شيء ثابت صريح عن مكان خروج المهدي .
    فقد سئل بعض المشايخ هل ورد حديث عن مكان خروج المهدي ؟
    فأجاب :
    " قد روي في هذا ، لكنه لا يصح ؛ فقد روى أحمد في مسنده (22387) عن شريك ، عن علي بن زيد ، عن أبي قلابة ، عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان ، فائتوها ، فإن فيها خليفة الله المهدي ) ،
    ورواه ابن ماجه (4084) ، والحاكم في " المستدرك " (8432) من حديث سفيان عن خالد الحذاء ، عن أبي قِلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالاً لم يقاتله قوم ، ثم ذكر شيئًا ، فقال : إذا رأيتموه فبايعوه ، ولو حبوًا على الثلج فإنه خليفة الله المهدي ) .
    ولا يصح منها حديث .
    وروي من غير هذه الطرق خروجه من مكة ، ولا يصح ، ولا يصح في تحديد موطن خروجه خبر " انتهى من موقع الشيخ .
    http://www.altarefe.com/cnt/ftawa/323

    وحديث أحمد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في " ضعيف الجامع " (506) ، وكذا ضعفه محققو المسند .
    وحديث ابن ماجة ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله في " ضعيف سنن ابن ماجة " .

    وروى ابن المقرئ في " معجمه " (90) من طريق عَبْد الْوَهَّابِ بْن الضَّحَّاكِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَخْرُجُ الْمَهْدِيُّ مِنْ قَرْيَةٍ بِالْيَمن يُقَالُ لَهَا : كَرعَةٌ ، وَعَلَى رَأْسِهِ عِمَامَةٌ فِيهَا مُنَادٍ يُنَادِي : أَلَا إِنَّ هَذَا الْمَهْدِيُّ فَاتَّبِعُوهُ )
    وعبد الوهاب بن الضحاك متهم ، كذبه أبو حاتم . وقال النسائي وغيره : متروك .
    وقال الدارقطني : منكر الحديث . وقال البخاري : عنده عجائب .
    وذكر له الذهبي هذا الحديث من أوابده .
    " ميزان الاعتدال " (2/ 679) .
    وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (171131) ، ورقم : (136537) .

    ثالثا :
    ينزل عيسى عليه السلام عند المنارة البيضاء ، شرقي دمشق .
    روى مسلم (2937) عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رضي الله عنه ، قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ ... فذكر الحديث ، وفيه : ( فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ - يعني الدجال - إِذْ بَعَثَ اللهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ - أي ثوبين مصبوغين بورس ثم بزعفران - وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ ، فَيَقْتُلهُ ) .

    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
    " وَالْمَسِيحُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَى سَائِرِ النَّبِيِّينَ - لَا بُدَّ أَنْ يَنْزِلَ إلَى الْأَرْضِ ، عَلَى الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ ، شَرْقِيِّ دِمَشْقَ ؛ فَيَقْتُلُ الدَّجَّالَ وَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ " انتهى من " مجموع الفتاوى " (4/329) .

    وسئل ابن حجر الهيتمي رحمه الله :
    أيّ مَحل ينزل بِهِ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام ؟
    فَأجَاب بقوله : " الْأَشْهر مَا صَحَّ فِي مُسلم : أَنه ينزل عِنْد المنارة الْبَيْضَاء شَرْقي دمشق " انتهى من " الفتاوى الحديثية " (ص 132) .

    وللفائدة ينظر إلى جواب السؤال رقم : (26117) ، وجواب السؤال رقم : (43840) .
    والله أعلم .


    موقع الإسلام سؤال وجواب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي

    ذكرت في كتابي :" التيسير فيما تواتر عن المهدي المنتظر والأخير"
    أن الأحاديث المذكورة على ثلاثة أصناف، وقد اختلطت أمرها ومتونها على بعضهم، فمنهم من ضعفها ومنهم من زعم أنها مضطربة .... وهي احاديث متواترة، تكون بعد تمييزها على ثلاصة أصناف :
    أولاها: في مهدي بني العباس وهو عبد الله السفاح الذي خرج برايات سود من خراسان، لنصرة أهل البيت، وليس هو بالمهدي المنتظر، وقد ذكرت فيه أكثر من عشرين حديثا، كل حديث له طرق عديدة منها صحاح ومنها حسان ومنها ضعاف .
    وهذا الحديث هو ": «إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فأتوها ولو حبوا، فإن فيها خليفة الله المهدي» "
    وأصحها ما رواه بن عمار الموصلي حدثنا غسان بن الربيع عن عن حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَة عَنْ هِلَالِ بْنِ خُبَاب عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْم عَنِ ابْنِ عَبَّاس قَال :« إِذَا خَرَجَتِ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ خُرَاسَانَ هِيَ لَنَا أَهْل الْبَيْتِ »، وهذا حديث حسن رجاله من أهل الصدق المعدلين ...:
    وحديث عن أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط قال: قدم عبد الله بن عباس على معاوية - وأنا حاضر - فأجازه فأحسن جائزته، ثم قال: يا أبا العباس هل تكون لكم دولة ؟ قال: أعفني يا أمير المؤمنين. قال: لتخبرني. قال: نعم. قال: فمن أنصاركم ؟ قال: أهل خراسان، ولبني أمية من بني هاشم نطحات "

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي

    وأما الثاني: فهو المهدي المنتظر آخر الزمان، وقد تواترت به الأحاديث جدا، وأنه يخرج بالحرم ويبايع له بين الركن والمقام وقد ذكرت علاماته ثم ينادي من السماء مناد: أيها الناس إن الله عز وجل قد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم وأتباعهم وولاكم خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فالحقوا به بمكة فإنه المهدي واسمه أحمد بن عبد الله"،

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي

    وأما الثاني: فهو المهدي المنتظر آخر الزمان، وقد تواترت به الأحاديث جدا، وأنه يخرج بالحرم ويبايع له بين الركن والمقام وقد ذكرت علاماته وأنه يعوذ زمن السفياني إلى الحرم ثم ينادي من السماء مناد: أيها الناس إن الله عز وجل قد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم وأتباعهم وولاكم خير أمة محمد صلى الله عليه وسلم، فالحقوا به بمكة فإنه المهدي واسمه أحمد بن عبد الله"،
    وأصح ما ورد في ذلك :
    الدليل الثاني والخمسون :
    وفيه الخسف بجيش السفياني، ولجوء المهدي إلى مكة .
    خرجه مسلم في الصحيح (2882) عن عبيد الله ابن القبطية قال: دخل الحارث بن أبي ربيعة وعبد الله بن صفوان وأنا معهما، على أم سلمة أم المؤمنين، فسألاها عن الجيش الذي يخسف به، وكان ذلك في أيام ابن الزبير، فقالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يعوذ عائذ بالبيت، فيبعث إليه بعث، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم» فقلت: يا رسول الله فكيف بمن كان كارها؟ قال: «يخسف به معهم، ولكنه يبعث يوم القيامة على نيته» وقال أبو جعفر: هي بيداء المدينة "،
    وهو حديث صحيح في صحيح مسلم وصححه ابن حبان (6756) والحاكم (4/475) ووافقه الذهبي، واختلف في اسم ابن القبطية فرواه غير واحد فقالوا فيه عبيد الله، وهو الأصح، وقيل اسمه عبد الله ، وأما الحديث فصحيح ، والعائذ بالبيت هو المهدي :
    2. قال ابن أبي حاتم في العلل وسألت أبي عن حديث رواه محمد بن جابر عن عبد العزيز بن رفيع عن عبد الله بن القبطية قال : دخلت أنا والحسن بن علي على أم سلمة فقال : حدثيني عن جيش الخسف، فقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يخرج السفياني بالشام ، فيسير إلى الكوفة ، فيبعث جيشا إلى المدينة فيقاتلون ما شاء الله حتى يقتل الحبل في بطن أمه ، ويعوذ عائذ من ولد فاطمة أو قال : من ولد علي بالحرم ، فيخرجون إليه ، فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم غير رجل ينذر الناس.."، قال أبي : إنما هو عن عبيد الله بن القبطية ، وفيه زيادة كلام ليس في حديث الناس "،

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2009
    المشاركات
    454

    افتراضي

    الثالث: موت المهدي المنتظر، ثم خروج الجهجاه والقحطاني: ثم يكون المهدي الأخير صاحب الملاحم وفتح روما ، فالدجال فعيسى عليه السلام : ......
    سيرين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى وسلم :" تجيش الروم على وال من عترتي اسمه يواطئ اسمي فيقبلون بمكان يقال له العماق فيقتتلون فيقتل من المسلمين الثلث أو نحو ذلك ثم يقتتلون يوما آخر فيقتل من المسلمين نحو ذلك ثم يقتتلون اليوم الثالث فتكون على الروم فلا يزالون حتى يفتتحوا القسطنطينية فبينما هم يقتسمون فيها بالأترسة إذ أتاهم صارخ أن الدجال قد خلفكم في ذراركم "،

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •