قرأت في كتاب: "الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد" هذه الوصية النافعة في ترجمة الإمام أحمد بن عبد الرحمن بن محمد جلال الدين الدِّشْناوي الشافعي المتوفى سنة 677هـ، وهو إمام جليل أخذ عن العز بن عبد السلام والحافظ المنذري وغيرهما، وترجم له ابن السبكي في الطبقات الكبرى 8/20 وقال عنه: "كان إماماً عالماً فقيهاً أصولياً زاهداً ورعاً".
قال الشيخ الدشناوي يوصي ابنه: «يا بني أرشدك الله وأيّدك، أوصيك بوصايا إن أنتَ حفظتَها وحافظتَ عليها رجوتُ لك السعادة في دينك ومعاشك بفضل الله ورحمته...
فأولها وأولاها: مراعاة تقوى الله العظيم بحفظ جوارحك كلها من معاصي الله عز وجل حياء من الله، والقيام بأوامر الله عبودية لله.
وثانيها: ألاّ تستقر على جهل ما تحتاج إلى علمه.
وثالثها: ألاّ تعاشرَ إلا من تحتاج إليه في مصلحة دينك.
ورابعها: أن تنتصف من نفسك ولا تنتصف لها إلا لضرورة.
وخامسها: ألاّ تعاديَ مسلماً ولا ذمياً.
وسادسها: أن تقنع من الله بما رزقك من جاه ومال.
وسابعها: أن تُحسِن التدبير فيما في يدك استغناء به عن الخلق.
وثامنها: ألاّ تستهين بمِنَنِ الناس عليك.
وتاسعها: أن تقمع نفسك عن الخوض في الفضول بترك استعلام ما لم تعلم، والإعراضِ عما قد علمتَ.
وعاشرها: أن تلقى الناس مبتدئاً بالسلام، محسناً في الكلام، منطلق الوجه، متواضعاً باعتدال، مساعِداً بما تجد إليه السبيل، متحبباً إلى أهل الخير، مدارياً لأهل الشر، مبتغياً في ذلك السنّة. اللهم أهّلْه لامتثالها ». الطالع السعيد للأُدفوي ص 82-83.
نفع الله بها أولادي وأولادكم ونفسي وأنفسكم.