تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: فتاوى حديثية لشيخنا طارق بن عِوض الله

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي فتاوى حديثية لشيخنا طارق بن عِوض الله

    س: السلام عليكم أحسن الله إليكم شيخنا السائل حسن العريشي من مصر يقول: “السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احسن الله اليكم شيخنا اود السؤال عن الفرق بين تعامل المتاخرين والمتقدمين مع روايات المدلسين”



    جـ) أجاب فضيلة الشيخ:
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اَله وصحبه وسلم، لا شك أن العلماء القدامى في جميع نواحي العلم هم أكثر فقهاً ودراية ومعرفة بأصول العلم وبدقائقه ومسائله من العلماء المتأخرين، هذا على سبيل العموم، لكن لاشك أن في المتأخرين أئمة كبار وعلماء فطاحل كالذهبي، وابن حجر، وابن عبد البر، وابن رجب، وابن عبد الهادي وأمثال هؤلاء العلماء الكبار الذين حرروا الأصول والفروع وتكلموا في العلم ببصيرة و كان عندهم دراية تامة بمناهج العلماء القدامى في التعامل مع الاحاديث والرواة، هذا من حيث الإجمال عندما نتناول هذه المسألة مسألة التعامل مع الرواة المدلسين فأنا أقول تعامل المتقدمين والمتأخرين في هذه المسألة كمثل تعامل المتقدمين والمتأخرين في التعامل مع الراوي من حيث هو راوي، فإن كنا نعلم أن الراوي يصيب ويخطئ، ومن الرواة منهم الثقات ومنهم الثقات الحفاظ ومنهم من فيه بعض الضعف ممن تُكُلم في حفظه والعلماء يتعاملون مع هؤلاء الرواة ومع رواياتهم بضوابط معروفة لدى الباحثين فكذلك نجد هذا التعامل موجوداً في الكلام في المدلسين، بمعنى: العلماء القدامى يعرفون أن ثقة الراوي هو جزء من الحكم على الرواية وليس هو الأساس الذي يبنى عليه الحكم على الرواية فقط، فقد يكون الرواي عندهم ثقة ولكنه أخطأ في بعض الأحاديث فشعبة بن الحجاج خطؤوه في بعض الأحاديث وابن عيينه خطؤوه في بعض الأحاديث ومعمر بن راشد والأوزاعي وما من راوٍ مهما كان من الثقات الكبار إلا وعنده بعض الأخطاء لكن ليس معنى ذلك أننا نضعف كل ما يرويه إنما نضعف فقط ما دل الدليل على كونه أخطأ فيه، كذلك أيضا قبول العلماء لأحاديث هؤلاء التي أصابوا فيها ليس تجاهل منهم لأخطائهم وإنما أخطائهم معروفة عند أهل العلم فإذا تناولوا حديث من الاحاديث التي أخطأ فيها هؤلاء الثقات ضعفوها وأنكروها معا تسليمهم بثقة رواتها، كذلك الرواة الضعفاء فالراو الضعيف هو ضعيف، لكن هذا لا ينفي أنه عنده بعض الاحاديث التي أصاب فيها ولم يخطئ فيها، فعندما يتناول العلماء مثل هذه الأحاديث التي أصاب فيها هؤلاء الضعفاء هم يتعاملون معها على أنها أحاديث صحيحة مع تسليمهم بضعف الراو، وهذا معروف عند أهل العلم المتخصصين.
    يظهر هذا في كلام العلماء المتقدمين جليا من حيث التنظير ومن حيث التطبيق، ويظهر هذا عند العلماء المتأخرين جلياً من حيث التنظير لكن من حيث التطبيق لا يظهر ذلك إلا عند العلماء المبرزين من العلماء المتأخرين كمن سميناهم سابقاً بمعنى أننا نجد مثلا المتأخر كلما وجد اسناد فيه راوٍ من الرواة المضعفين يقول هذا حديث ضعيف أو اسناد ضعيف أو نحو ذلك بناء على ما عرف من حال ذلك الراوي، بينما المتأخر يقول هو حديث صحيح بناء على أن هذا الراوي وان كان عنده حتى عند هذا العالم ضعيفا لكن مع ذلك يصحح حديثه الذي توبع عليه أو الذي له أصل من رواية غيره أو الذي له شواهد بمعناه فهو لا يتردد حينئذ في تصحيح حديثه رغم تسليمه بتضعيف هذا الرواي، يعني الإمام البخاري مثلا عندما تعرض لذكر أُبَي بن العباس ضعفه وصرح بضعفه مع انه خرج له في الصحيح حديثاً ووجه ذلك ابن حجر بأنه لم ينفرد به إنما توبع عليه مع اعتبارات أخرى، محمد بن مسلم الطائفي ضعفه الإمام البخاري ومع ذلك خرج له حديثاً في الصحيح، الشاهد من هذا الكلام أن العلماء القدامى يفرقون بين الراوي والرواية لكن مع هذا التفريق لا يتجاهلون حال الراوي الذي يعتقدونه، فالراوي الضعيف هو عندهم ضعيف مع تسليمهم بأن هذا الحديث هو من حديثه خصوصاً هو حديث صحيح، هذه هي طريقه العلماء القدامى رحمة الله عليهم.

    العلماء المتقدمين في التدليس كذلك، فهم عندهم الرواة المعروفون بالتدليس هؤلاء الرواة هم مدلسون عندهم ويتعاملون معهم معاملة المدلسين، فإذا عنعن الراوي في الحديث ولم يصرح بالسماع لا في هذه الرواية ولا في رواية أخرى للحديث فإنهم يعلمون أن هذا المدلس قد يكون دلس ذلك الحديث لكن الحكم على الحديث شيء قد ينفصل عن الحكم على الرواي بأنه مدلس، فإذا وجدوا الحديث رغم أنه فيه راوٍ يمكن أن يكون دلس ذلك الحديث لكن الحديث نفسه لم ينفرد به ذلك الراوي وأنما رواه الثقات وغيره، أو له شواهد تدل على صحة معناه وليس فيه نكارة لا في الاسناد ولا في المتن فيحنئذ يصححون الحديث، فتصحيحهم للحديث ليس نفياً لتدليس الراوي وتصحيحهم للحديث ليس تجاهلا لما عرف به الراوي من التدليس، وانما تصحيحهم للحديث لأنهم وجدوا ما يدفع شبهة تدليسه أو أنهم وجدوا ما يدفع عن الحديث الخطر الناشئ عن احتمالية التدليس، لكن اذا وجدوا الحديث منكرا فيه نكارة اسنادية او متنية فإنهم حينئذ يتعلقون بالتدليس كما ان الراوي الضعيف اذا وجدوا في حديثه نكارة فانهم يلصقون تلك النكارة بهذا الراوي الضعيف مع انهم هم انفسهم هذا الراوي الضعيف اذا روى ماله اصل من رواية غيره يصححون الحديث ولا يلتفتون الى كونه ضعيفا.
    الشاهد من هذا الاستطراد، ان الحكم على الرواية شيء والحكم على الراوي شيء اخر، فالراوي اذا كان ضعيفا لكن لحديثه شواهد فالحديث صحيح مع كون الراوي ضعيفا، كذلك اذا كان الراوي ضعيفا ولكن حديثه الذي رواه انفرد به او وجد فيه نكارة اسنادية او متنية فالحديث منكر وهو ضعيف وهو يدل على ان هذا الراوي الضعيف اخطأ في هذا الحديث تحديدا فيعامل بهذا الامر، كذلك المدلس الذي عرف بالتدليس اذا وجد حديثه مستقيما له شواهد له اصول من رواية غير هذا الراوي المدلس فالحديث صحيح مع تسليمنا بأن الراوي مدلس واذا كان هذا الحديث منكر فالعلماء يلصقون نكارة الحديث وعدم استقامته اسنادا ومتنا يلصقون ذلك بما عرف من عادة هذا المدلس بالتدليس.
    لكن بعض الباحثين يقول ان العلماء القدامى لا يعلون الحديث بالتدليس الا اذا كان منكراوهذا في الواقع كلام ظاهره الصواب ولكن باطنه فيه نظر لأن هل يمكن لمثل هذا ان يقول ان العلماء لا يعلون رواية الضعيف الا اذا كانت منكرة؟ هذه مثل تلك فكما ان الضعيف اذا انفرد بالحديث لا نقبله منه حتى وان لم يكن منكراً لان العبرة حينئذ ستكون بالرواية الاخرى المستقيمة لا برواية ذلك الضعيف الذي انفرد بهذه الرواية فكذلك ايضا المدلس وهو مدلس لكن قد نتجاهل مسألة تدليسه اذا لم ينفرد بالحديث ووجد له اصل من رواية غيره، فالعمدة اذا لا على رواية المدلس بل على رواية غيره ممن تابعه او ممن روى ما يشهد لحديث ذلك المدلس.
    والله أعلم.

    http://www.tarekawadallah.com/%D9%81%D8%AA%D8%A7%D9%88%D9%89-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8%AB%D9%8A %D8%A9/%D9%81%D8%AA%D9%88%D9%89-%D8%B1%D9%82%D9%85-2/

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    السلام عليكم شيخنا، أحسن الله إليكم السائل (عبد) من أفغانستان يقول:
    “بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله وبركاته.
    فقد قرأت كتابكم القيم في بابه “الإرشادات في تقوية الأحاديث بالشواهد والمتابعات”
    و رأيت تعليق بعض المشتغلين بالحديث بأن حاجة الطلاب إلى “الإثبات” أشد من حاجتهم إلى “الإرشادات”، أي أن الحاجة إلى معرفة الأنواع التي تقبل التقوية هي الأولى بالتأليف.

    السؤال:
    هل لكم مصنف محرر في هذا على شاكلة كتاب “الإرشادات” أم لا ؟
    (خاصة في بعض الأنواع التي وقع فيها الخلاف كتقوية المنقطع و حديث المجهول مثلا؟)
    وإذا كان الجواب بالنفي فما هي الصنفات التي ترون أنها عالجت الموضوع كما ينبغي له ؟
    جزاكم الله خيرا.”

    أجاب فضيلة الشيخ:
    “بسم الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وعلى اَله وصحبه وسلم وبعد، أولا ليس حاجة الناس الى معرفة الاثبات اكثر من حاجتهم الى معرفة الارشادات، بل الأمة محتاجة الى هذا ومحتاجة الى هذا.
    بل أنا أقول أن المسائل التي تناولتها في الإرشادات هي أحوج من جهة أخرى الا وهي ان اكثر الباحثين يخطئون في التعامل مع هذه الانواع من الروايات ويذهبون فيقوون روايات لا تصلح للتقوية بما عرف من القواعد العامة في مسألة التقوية فيظنون أن هذه القواعد العامة تصلح في مثل هذه الروايات ومن هنا جاء الخطأ والخلط، فالشاهد من الكلام أن معرفة كيفية تجنب الخطأ أهم من معرفة الصواب كما قال الشاعر:
    عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه *** ومن لا يعرف الشر من الناس يقع فيه
    وكما قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كما في الصحيحين: كان الناس يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني.
    فنظراً لكثرة الأخطاء الواقع فيها كثير من الباحثين في التعامل مع هذه الروايات وتطبيقهم قاعدة التقوية من غير مراعاة للضوابط التي بينتها في كتابي الإرشادات كان الواجب التنبيه على هذه الضوابط والتنبيه على هذه الأخطاء وبيان وجه الصواب فيها، حتى لا يقع فيها غير من وقع فيها من المعاصرين وبعض المتأخرين، هذا من جهة ومن جهة أخرى مسألة التقوية لا شك أن رواية المجهول تتقوى والمنقطع يتقوى والرواية التي وقع فيها تدليس أو ارسال خفي أيضا تتقوى وهذه أمور معروفة ومذكورة في كل كتب علوم الحديث بالضوابط التي يستعملها نفس الذين وقعوا في الخطأ في مثل هذه الأنواع التي تناولتها في الارشادات، فأنا انما نبهت على الاخطاء الواقعة.
    أما ما وقع صوابا فأنا لم انبه عليه لانه لم يخطئ احد فيه انما وقع ذلك كما ترى من قبل بعض الباحثين في هذه الانواع فأنا تناولت تلك الانواع فقط.
    أما عن كيفية تطبيق القواعد تطبيقا عمليا والتعامل مع رواية المجهول ورواية المدلس والمنقطع ونحو ذلك وكيفية تطبيق هذه القواعد في تقويتها فأنا تناولتها بتوسع في كتاب فقه الاسناد وهو قد طبعت ديباجته وان شاء الله الكتاب نفسه سيخرج قريبا، تناولت في هذا الكتاب الدقائق العلمية في تناول هذه المسائل الدقيقة وكيفية اعمال قاعدة تقوية الروايات في هذه الانواع من الروايات والله الموفق.”

    http://www.tarekawadallah.com/%D9%81...D9%82%D9%85-3/

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    المشاركات
    7,532

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو البراء محمد علاوة مشاهدة المشاركة
    الشاهد من هذا الاستطراد، ان الحكم على الرواية شيء والحكم على الراوي شيء اخر، فالراوي اذا كان ضعيفا لكن لحديثه شواهد فالحديث صحيح مع كون الراوي ضعيفا، كذلك اذا كان الراوي ضعيفا ولكن حديثه الذي رواه انفرد به او وجد فيه نكارة اسنادية او متنية فالحديث منكر وهو ضعيف وهو يدل على ان هذا الراوي الضعيف اخطأ في هذا الحديث تحديدا فيعامل بهذا الامر، كذلك المدلس الذي عرف بالتدليس اذا وجد حديثه مستقيما له شواهد له اصول من رواية غير هذا الراوي المدلس فالحديث صحيح مع تسليمنا بأن الراوي مدلس واذا كان هذا الحديث منكر فالعلماء يلصقون نكارة الحديث وعدم استقامته اسنادا ومتنا يلصقون ذلك بما عرف من عادة هذا المدلس بالتدليس.
    لكن بعض الباحثين يقول ان العلماء القدامى لا يعلون الحديث بالتدليس الا اذا كان منكراوهذا في الواقع كلام ظاهره الصواب ولكن باطنه فيه نظر لأن هل يمكن لمثل هذا ان يقول ان العلماء لا يعلون رواية الضعيف الا اذا كانت منكرة؟ هذه مثل تلك فكما ان الضعيف اذا انفرد بالحديث لا نقبله منه حتى وان لم يكن منكراً لان العبرة حينئذ ستكون بالرواية الاخرى المستقيمة لا برواية ذلك الضعيف الذي انفرد بهذه الرواية فكذلك ايضا المدلس وهو مدلس لكن قد نتجاهل مسألة تدليسه اذا لم ينفرد بالحديث ووجد له اصل من رواية غيره، فالعمدة اذا لا على رواية المدلس بل على رواية غيره ممن تابعه او ممن روى ما يشهد لحديث ذلك المدلس.
    والله أعلم.
    جزى الله الشيخ أبي معاذ طارق بن عوض الله خيرا
    اللهم اغفر لأبي وارحمه وعافه واعف عنه اللهم اجعل ولدي عمر ذخرا لوالديه واجعله في كفالة إبراهيم عليه السلام

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم علي طويلبة علم مشاهدة المشاركة
    جزى الله الشيخ أبي معاذ طارق بن عوض الله خيرا
    آمين
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    السلام عليكم شيخنا، أحسن الله إليكم السائل (حسن العريشي) من مصر يقول:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة أحسن الله اليكم شيخنا والسؤال :يكثر الدارقطني في اجاباته علي اسئلة البرقاني في السؤلات فيقول عن الرواي يعتبر به، لا يعتبر به ويقول أيضًا يخرج حديثه، لا يخرج حديثه، فما معني ذلك ؟”


    أجاب فضيلة الشيخ:



    “بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وبعد:
    قول الدار قطنى في البرقانى وغيره أيضًا فلان يعتبر به وفلان لا يعتبر به: قوله يعتبر به أي يصلح في الشواهد ولا يعتبر به، أي ساقط عن حد الاستشهاد به أي أنه ضعيف جدًا، هذا رغم أن كلمة الاعتبار قد تطلق بمعنى الاستشهاد والتقوية وقد تطلق بمعنى النظر في حديث رواه بمعرفته فاذا أطلق الاعتبار بهذا المعنى فلا يدل على الصلاحية للاستشهاد وإنما يدل على البحث عن حديث الراوى ومعرفته وقد يكون صحيح وقد يكون ضعيفًا وقد يكون باطلًا وقد يكون منكرًا وقد يكون موضوعًا؛ لكن عبارة الدارقطنى خاصة إنما يريد بها أن هذا الراوي يصلح للاعتبار أو يصلح للاستشهاد أو لا يصلح فقوله يعتبر به أي يصلح للاعتبار وللاستشهاد، لا يعتبر به أي لا يصلح لذلك وقول الدارقطنى يخرج في الصحيح أو لا يخرج قوله يخرج أي في الصحيح أي من صنف كتابًا في الصحيح يمكن له أن يخرج لهذا الراوي وقوله لا يخرج أي لا يصلح أن يدخل في كتاب الصحيح، لكن دخوله في الصحيح لا يعني أنه عنده ثقه إذ الصحيح يخرج فيه عن الثقات ويخرج فيه أيضًا على سبيل الاستشهاد من دون الثقات حتى من الضعفاء ضعفًا هينًا، فهذه الكلمة تفيد أن الراوي في أقل تقدير يصلح في باب الشواهد والله أعلم .”

    http://www.tarekawadallah.com/%D9%81...D9%82%D9%85-4/


    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    السلام عليكم شيخنا، أحسن الله إليكم، السائل (محمد مجدد الإسلام) من ماليزيا يقول:

    “السلام عليكم يا شيخنا…لو سمحتم ومن سيادتكم…عندي السؤال كما الأتي:

    ١ - مشهور عندنا في بلادنا أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته ( أمتي..أمتي..أمتي ) هل هذه القصة صحيحة أم لا؟ وهل هناك من الأحاديث النبوية الواردة على ذالك؟ أو الرسول يقول قبل موته (بل..الرفيق الأعلى…..) كما ثبت في كتب السيرة….من فضلك دلني إلى الحق…
    ٢ - مثل لي الكتب الذي يتعلق بعلم التخريج الحديث…
    شكرا وجزاكم الله خير الجزاء”



    جـ - أجاب فضيلة الشيخ:



    “بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى عليه وسلم الثابت كما قال السائل نفسه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قبل موته “بل الرفيق الأعلى بل الرفيق الأعلى” وهذا حديث معروف حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها في الصحيحين وغيرهما.

    أما قول الرسول صلى الله عليه وسلم يارب سلم سلم فهذا الثابت أنه يقوله يوم القيامة على الصراط كما في حديث الشفاعة في الصحيحين أيضًا وغيرهما.

    أما كتب التخريج يا أخي الفاضل إنما هو يكتسب بالممارسة أكتر من القراءة والمطالعة لكن مع ذلك هناك بعض الكتب التي ألفت في التخريج وكيفية سلوك مسلك التخريج والاستعانة بالكتب التي يستعان بها في التخريج ككتاب الدكتور محمود الطحان وغيره من الممكن أن تستفيد منها ولكن قراءة هذه الكتب لا يكفى لأن التخريج في واقع الأمر يحتاج إلى دربة وممارسة كما أن معرفة التجويد لا تكفي فيه قراءة الكتب ولكن لابد من ممارسة كما قال الإمام ابن الجزرى:

    بينه وبين تركه إلا رياضة امرئ بفكه

    فكذلك التخريج لابد من ممارسته ومطالعة أعمال العلماء الذين صنفوا في التخريج لتعرف كيف يخرجون الحديث ثم تحاكي صنيعهم شيء فشيئًا وحتى تترقى وتكون إن شاء الله تعالى من المبرزين في هذا الباب.

    http://www.tarekawadallah.com/%D9%81...%D9%82%D9%85-5
    /
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    السلام عليكم أحسن الله إليكم شيخنا السائل أحمد أزهر الدين من ماليزيا يسأل: هل هذان الحديثان يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
    1 - عن انس قال كانت الحبشة يزفون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرقصون ويقولون محمد عبد صالح فقال رسول الله ما يقولون محمد عبد صالح.
    2 - أكثروا ذكر الله حتى يقولوا مجنون.



    أجاب فضيلة الشيخ:

    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى اَله وصحبه وسلم:
    أما الحديث الأول فهو حديث صحيح أخرجه الإمام أحمد وكذلك ابن حبان صححه في صحيحه من حديث أنس بن مالك، وكذلك الشيخ الألباني رحمة الله عليه صححه لكن لفظه: “أن الحبشة كانوا يزفنون بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويتكلمون بكلام لا يفهمه , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يقولون؟, قالوا: يقولون: محمد عبد صالح.”


    أما الحديث الثاني: فهو حديث ضعيف، بل ضعيف جدًا وهو مذكور في السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني رحمة الله عليه.

    http://www.tarekawadallah.com/%D9%81...D9%82%D9%85-1/

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    13,372

    افتراضي

    نفع الله بكم وبشيخنا الشيخ طارق
    لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله
    الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد طه شعبان مشاهدة المشاركة
    نفع الله بكم وبشيخنا الشيخ طارق
    آمين، وبك يا أبا يوسف
    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    السلام عليكم شيخنا، أحسن الله إليكم، السائل (أبو ميمونة) من ليبيا يقول:

    “السلام عليكم و رحمة الله و بركاته شيخنا الكريم أشهد الله العظيم أني أحببتك فيه, شيخنا ما هي الكتب التي تعد كعبة علم المصطلح وعليها تدور جل مباحثه و هي تغني عن كثير سواها بحيث إذا قرأها الطالب وأدمن النظر فيها تمكن من هذا العلم ؟

    س2 هل يلزم طالب العلم اليوم أن يكون لديه سند إلى كتب السنة البخاري و مسلم …… و هل ترى لرواية الحديث بالسند ميزة في وقتنا؟ أفيدونا أفادكم الله مشكورين مأجورين , تلميذكم أبو ميمونة الليبي السلام عليكم”

    أجاب فضيلة الشيخ:
    عليك السلام ورحمة الله وبركاته، أخي الفاضل في العصور المتأخرة يعد كتاب علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح من أهم كتب علوم الحديث وكذلك الكتب التي علقت عليه كالنكت على كتاب ابن الصلاح للإمام العراقي المسمى بالتقييد والإيضاح والنكت للحافظ بن حجر العسقلاني عليهم جميعاً رحمه الله تعالى، هذه الكتب الثلاثة عليها مدار مصطلح الحديث ولو تأملت لوجدت أن العلماء الذين جاءوا بعد الحافظ ابن حجر ممن صنفوا في مصطلح الحديث إنما اعتمدوا على هذه الكتب الثلاثة، كالإمام السخاوي في شرحه لألفية العراقي وكالإمام السيوطي في تدريب الراوي، فإنما دار بحث هؤلاء العلماء على هذه الكتب الثلاثة.

    لكن لا تغفل عن كتاب شرح علل الترمذي للإمام ابن رجب الحنبلي فهو متمم لهذه الكتب فإذا من الله عليك واستوعبت ما في هذه الكتب ينبغي عليك أن تترقي إلى الخطيب البغدادي وكتابيه الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع والكفاية في أصول الرواية وكذلك كتاب الحاكم أبي عبد الله النيسابوري المدخل إلى علم الحديث، وكتاب الرامهرمزي المحدث الفاصل، لكن أعود وأقول ان هذه الكتب الثلاثة ابن الصلاح ونكت العراقي ونكت ابن حجر مجمع هذا العلم وتجد فيها البحوث الموسعة لكل مسائله وبالله التوفيق.
    أما عن الإسناد وحفظ كتب السنة وروايتها في الأعصر المتأخرة فإن كنت تريد أن تحفظ الأحاديث فلا عليك بأس اذا حفظت المتون دون الأسانيد كما نجد ذلك في مختصرات كتب السنن المعروفة كمختصر البخاري ومختصر مسلم وهما من أهم المختصرات.
    أما حفظ الأسانيد ورواية الأحاديث بالأسانيد في الأعصر المتأخرة فالاسناد في الأعصر المتأخرة هو سير على درب العلماء فقط وتشبه بهم في سياقة الاسانيد لكن الاسانيد في الاعصر المتأخرة لا تأثير لها في الحكم على الأحاديث بالصحة أو بالضعف لاسيما تلك الاسانيد النازلة جداً والتي تصل إلى زماننا وإنما هي مسألة شرفية ليس أكثر، وعادة العلماء بعد القرن الرابع إلى يومنا هذا إنما يروون كتباً لا يروون أحاديث فتجد أسانيدهم إلى أصحاب الكتب إسناد إلى البخاري إسناد إلى مسلم وغير ذلك، وهي كما قال البيهقي وابن الصلاح والذهبي وابن الأثير في مقدمة جامع الأصول وغيرهم من أهل العلم قالوا ما معناه أن الاسانيد في الأعصر المتأخرة لا يتوقف عليها الحكم على الحديث وإنما هي مسألة شرفية ليس أكثر، فإن حصلت على الإجازات ورويت بهذه الإجازات تلك الكتب المعروفة المتداولة المشهورة فهذا شيء جميل ولكن لا تعتقد أن تلك الأسانيد ينبني عليها حكمٌ أو يغير حكماً قد قطعه علماء الحديث والله أعلى وأعلم وأعز وأكرم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    http://www.tarekawadallah.com/%D9%81...D9%82%D9%85-6/


    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    16,352

    افتراضي

    السلام عليكم شيخنا، أحسن الله إليكم، السائل (طارق بن أحمد بن محمد) من المغرب يقول:
    “السلام عليكم
    شيخنا الحبيب نرجو منكم حفظكم الله توضيح حكم عنعنعة الأعمش خارج الصحيحين في غير أحاديث الأحكام؟”


    أجاب فضيلة الشيخ:
    بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الأعمش عند علماء الحديث وهم يتعاملون مع عنعنته كلا عنعنة، بمعنى إنه وإن كان جرب عليه التدليس أحيانًا لكنه ليس من المكثرين، نعم أحيانًا كان يدلس وأيضًا نعلم ما قاله الإمام الذهبي رحمه الله تعالى أنه كان لا يدلس عن كبار شيوخه كأبي صالح وغيره، لكن من الناحية العملية في التعامل مع عنعنة الأعمش فالعلماء يقبلونها اللهم إلا أن يظهر في الحديث نكارة اسنادية أو متنية فهنا ينظرون إلى عنعنة الأعمش وربما الصقوا نكارة الحديث بتلك العنعنة شأنه في ذلك شأن الزهري وشأن سفيان الثوري رحمهم الله جميعًا، هذا هو الأمر.
    طبعًا التفريق بين أحاديث الأحكام وأحاديث غيرها الأصل أن البحث في مسألة العنعنة ليس له ارتباط بذلك لأن البحث في مسألة العنعنة بحث في مسألة الاتصال هل الإسناد متصل أو غير متصل لكن نعلم أن علماء الحديث يشددون في الأحكام ما لا يشددون في غير الأحكام لكن مع عدم تشديدهم في غير الأحكام لا يثبتون سماعًا لم يثبت، كذلك أيضًا لا يثبتون سماعًا في أحاديث الأحكام وهو لم يثبت.
    فالبحث في مسألة ثبوت الاتصال أو عدمه لا ارتباط له بكون الحديث في الأحكام أو في غيره. نعم إن ثبت أنه لم يسمع قد يتسامح فيه في غير الأحكام، أي قد يستأنس به ويستشهد به ويساق في ما يتعلق بفضائل الأعمال والترغيب والترهيب ونحو ذلك لكن تسامحهم في ذلك لا يعني أنه متصل فنفرق بين الأمرين، والله الموفق.

    http://www.tarekawadallah.com/%D9%81...D9%82%D9%85-7/

    وأمتثل قول ربي: {فَسَتَذْكُرُون ما أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •