أخرج هذه القصَّة (بنحو اللفظ المسؤول عنه) يحيى الشجري [ترتيب الأمالي الخميسية (ترتيب القاضي العبشمي) 2/434] قال: أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْأَزْجِيُّ , بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُفِيدُ , بِجُرْجَرَايَا، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْفِهْرِيُّ , عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: "كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يُقَسِّمُ تُفَّاحَ الْفَيْءِ، فَيَتَنَاوَلُ ابْنٌ لَهُ صَغِيرٌ تُفَّاحَةً , فَانْتَزَعَهَا فِيهِ , فَأَوْجَعَهُ، فَسَعَى إِلَى أُمِّهِ مُسْتَعْبِرًا، فَأَرْسَلَتْ لَهُ إِلَى السُّوقِ , فَاشْتَرَتْ لَهُ تُفَّاحًا، فَلَمَّا رَجَعَ عُمَرُ , وَجَدَ رِيحَ التُّفَّاحِ، فَقَالَ يَا فَاطِمَةُ: هَلْ أَتَيْتِ شَيْئًا مِنْ هَذَا الْفَيْءِ؟ قَالَتْ: لَا , وَقَصَّتْ عَلَيْهِ الْقِصَّةَ، فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدِ انْتَزَعْتُهَا مِنَ ابْنِي , فَكَأَنَّمَا انْتَزَعْتُهَا مِنْ قَلْبِي، وَلَكِنْ كرهت أَنْ أُضِيعَ نَصِيبِي مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِتُفَّاحَةٍ مِنْ فَيْءِ الْمُسْلِمِينَ"
وأبو بكر المفيد؛ حافظ مُتَّهم، وقال الخطيب: "..وروى مناكير، وعن مشايخ مجهولين.." [التاريخ 2/204]
قلتُ: كذلك هنا، فإني لم أعرف شيخه هذا، والفهري وأبوه؛ مجهولين!
وروى نحو هذه القصّة: ابن أبي الدنيا في [الورع ح:223] ببعض الخُلف عمَّا جاء في السياق السابق، قال:
حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ: حَدَّثَنَا عِصْمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: أَنْبَأَنَا ابْنُ السِّمَّاكِ قَالَ: "كَانَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ يَقْسِمُ تُفَّاحًا بَيْنَ النَّاسِ، فَجَاءَ ابْنٌ لَهُ وَأَخَذَ تُفَّاحَةً مِنْ ذَلِكَ التُّفَّاحِ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ فَفَكَّ يَدَهُ فَأَخَذَ تِلْكَ التُّفَّاحَةِ فَطَرَحَهَا فِي التُّفَّاحِ، فَذَهَبَ إِلَى أُمِّهِ مُسْتَغِيثًا فَقَالَتْ لَهُ: مَالَكَ أَيْ بُنَيَّ؟ فَأَخْبَرَهَا، فَأَرْسَلَتْ بِدِرْهَمَيْنِ فَاشْتَرَتْ تُفَّاحًا، فَأَكَلَتْ وَأَطْعَمَتْهُ، وَرَفَعَتْ لِعُمَرَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ دَخَلَ إِلَيْهَا، فَأَخْرَجَتْ لَهُ طَبَقًا مِنْ تُفَّاحٍ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ هَذَا يَا فَاطِمَةُ؟ فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ: رَحِمَكِ اللَّهُ، وَاللَّهِ إِنْ كُنْتُ لأَشْتَهِيهِ"
هارون هو الحمَّال الحافظ الثقة، وعصمة صدوق لا بأس به على الراجح، وابن السماك هو محمد بن صبيح كوفي دخل بغداد زمن هارون الرشيد ثمَّ عاد إلى الكوفة وهو صدوق ليس بالقويّ، وأحسب أنه لم يدرك القصة ولا أدري ممن سمعها فالله أعلم.