من البدع المحدثة في شهر رمضان المبارك :أنه اذا بقي من رمضان خمس ليال , أو ثلاث ليال يجتمع المؤذنون, والمتطوعون من اصحابهم.
فإذا فرغ الامام من سلام وتر رمضان, تركوا التسبيح المأثور,وأخذوا يتناوبون مقاطيع منظومة في التأسف على انسلاخ رمضان فمتى فرغ أحدهم من نشيد مقطوعة بصوته الجهوري, اخذ رفقاؤه ,بمقطوعة دورية ,باذلين قصارى جهدهم في الصحيحة والصراخ بضجيج يصم الاذان ويسمع الصم ويساعدهم على ذلك جمهور المصلين.



ولعلم الناس بأن تلك الليالي هي ليالي الوداع ,ترى الناس في اطراف المساجد وعلى سدده(1).
وأبوابه وداخل صحنه والنساء والرجال والشبان والولدان , بحاله تقشر لقبحها الأبدان.

وقد اشتملت هذه البدعة على عدة منكرات منها:
1- رفع الأصوات بالمسجد ,وهو مكروه كراهة شديدة.
2- التغني والتطرب في بيوت الله و التي لم تشيد الإ للذكر والعبادة .
3- كون هذه البدعه مجلبة للنساء والأولاد والرعاع , الذين لا يحضرون إلابعد انقضاء الصلاة للتفرج والسماع .
4- اختلاط النساء بالرجال .
5- هتك حرمة المسجد ,لا تساخه وتبذله بهؤلاء المتفرجين, وكثرة الضوضاء والصياح من أطرافه ,إلى غير ذالك مما لو رآه السلف الصالح لضربوا على ايدي مبتدعيه - وهذا هو الواجب على كل قادر على ذالك وقاموا بكل قواهم من أحدث فيه ,نسأل الله تعالى العون على تغيير هذا الحال بمنه وكرمه.


ومن الامور المحدثة المتعلقة بوداع رمضان , مايفعله بعض الخطباء في آخر جمعة من رمضان ,من ندب فراقه كل عام , والحزن على مضيه ,وقوله : لا أحوش الله منك ياشهر كذا وكذا . ويكرر هذه الوحشيات مسجعات مرات عديدة ,

ومن ذلك قوله :لا أحوش الله منك ياشهر المصابيح ,لا أحوش الله منك ياشهر المفاتيح . فتأمل هدانا الله وإياك لما آلت إليه الخطب , لا سيما خطبة آخر هذا الشهر الجليل , الناس فيه بحاجة ماسة الى آداب يتعلمونها لما يستقبلهم من صدقه الفطر ,ومواساة الفقراء , والاستمرار على ما ينتجه الصوم من الأمور الفاضلة, والآثار الحميدة , وتجنب البدع وغير ذلك مما يقتضيه المقام
(2).

----------------------
(1) السده : كالظلة على الباب لتقي الباب على المطر وقيل : هي الباب نفسه. وقيل : هي الساحه بين يديه.يراجع: لسان العرب (3\209) مادة ( سدد ).
(2) يراجع إصلاح المساجد ص ( 145 , 146 ) والسنن والمبتدعات ص ( 165 ).
منقول من : ( كتاب البدع الحولية .. إعداد : عبدالله التويجري ص: ( 337 , 338 ).