أهم فتاوى الاعتكاف ، يجيب عليها الشيخ مصطفى العدوي حفظه الله تعالى
س1: هذا سائل يسأل عن حديث: «لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة» هل هذا الخبر ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنه ليس بثابت؟
ج: نقول وبالله التوفيق: هذا الخبر لم يصح مرفوعًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل هو من قول حذيفة بن اليمان رضي الله عنه موقوفُا عليه.
ثم هو محمول على نفي الأفضلية. فالمعنى: لا اعتكاف أفضل من الاعتكاف في المساجد الثلاثة. ويدل على هذا قول الله تبارك وتعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ}، وعلى هذا جماهير أهل العلماء.
فجماهير العلماء على جواز الاعتكاف في أي مسجد من المساجد، خاصة التي تُقام فيها الجُمَع؛ حتى لا يضطر المعتكف إلى الخروج لصلاة الجمعة في مسجد آخر، والله تبارك وتعالى أعلم.
س2: وهذا سائل يسأل عن بداية الاعتكاف؟
ج: نقول وبالله التوفيق: أن من أرداد الاعتكاف عليه أن يدخل المعتكف مع غروب شمس يوم العشرين من رمضان، فعليه سيبيت يوم الواحد والعشرين ويستمر في المعتكف إلى أن يظهر هلال شوال، فإذا ظهر هلال شوال خرج من معتكفه. هذا قول الجمهور في المسألة.
أما الوارد عن رسول اله صلى الله عليه وسلم من أنه: «إِذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الْفَجْرَ، ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ»، فهذا ليس المراد به ابتداء الاعتكاف، ولكن جمهور العلماء على أن المراد به وصف العمل اليومي لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان كلما صلى الفجر دخل معتكفه صلوات ربي وسلامه عليه.
س3: هل يجوز للشخص أن يعتكف بعض الليالي من العشر الأواخر، وهل يجوز له أن يعتكف ليلًا ويخرج نهارًا؟
ج: نعم يجوز له أن يعتكف بعض الليالي، ويجوز له أيضًا أن يعتكف ليلًا ويخرج نهارًا، ولكن بلا شك فهذا أقل أجرًا من الذي يرابط العشر بكاملها (أيامها ولياليها) في المسجد.
#والدليل على جواز اعتكاف بعض الليالي فلقول عمر رضي الله عنه قلت: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَعْتَكِفَ لَيْلَةً فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَوْفِ بِنَذْرِكَ». والله أعلم.
س4: هل يجوز للمرأة أن تعتكف؟
ج: نعم يجوز للمرأة أن تعتكف، فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَعْتَكِفُ العَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ.
س5 : هل يجوز للمرأة المستحاضة أن تعتكف؟
ج: نعم يجوز للمستحاضة أن تعتكف ودليل ذلك ما رواه البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: «اعْتَكَفَتْ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم امْرَأَةٌ مُسْتَحَاضَةٌ مِنْ أَزْوَاجِهِ، فَكَانَتْ تَرَى الحُمْرَةَ، وَالصُّفْرَةَ، فَرُبَّمَا وَضَعْنَا الطَّسْتَ تَحْتَهَا وَهِيَ تُصَلِّي».
س6: ماذا كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان؟
ج: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَه».
والمراد بإيقاظ الأهل - فالمراد والله أعل - إيقاظهم لصلاة الليل.
والمراد بشد المئزر ففيه أقوال:
منها: أن المراد من ذلك الاجتهاد في العبادة.
ومنها: أن ذلك كناية عن اعتزال النساء، والمؤدى من القولين واحد والله أعلم.
س7: هل يجوز قضاء الاعتكاف؟
ج: يجوز للمعتكف قضاء الاعتكاف؛ لما رواه البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانٍ، وَإِذَا صَلَّى الغَدَاةَ دَخَلَ مَكَانَهُ الَّذِي اعْتَكَفَ فِيهِ، قَالَ: فَاسْتَأْذَنَتْ هُ عَائِشَةُ أَنْ تَعْتَكِفَ، فَأَذِنَ لَهَا، فَضَرَبَتْ فِيهِ قُبَّةً، فَسَمِعَتْ بِهَا حَفْصَةُ، فَضَرَبَتْ قُبَّةً، وَسَمِعَتْ زَيْنَبُ بِهَا، فَضَرَبَتْ قُبَّةً أُخْرَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الغَدَاةِ أَبْصَرَ أَرْبَعَ قِبَابٍ، فَقَالَ: «مَا هَذَا؟»، فَأُخْبِرَ خَبَرَهُنَّ، فَقَالَ: «مَا حَمَلَهُنَّ عَلَى هَذَا؟ آلْبِرُّ؟ انْزِعُوهَا فَلاَ أَرَاهَا»، فَنُزِعَتْ، #فَلَمْ_يعْتَكِف ْ_فِي_رمَضَانَ_ح تَّى_اعْتَكَفَ_ ِي_آخِرِ_العَشْ ِ_مِنْ_شَوَّالٍ.