تابعونا على المجلس العلمي على Facebook المجلس العلمي على Twitter
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد


النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من أسباب الألفة والمودة // د. عبدالعزيز السعيد

  1. #1

    افتراضي من أسباب الألفة والمودة // د. عبدالعزيز السعيد


    الحمد لله على نعمائه، والصلاة والسلام على خير رسله وأنبيائه محمد وآله وصحبه وسلم تسليما.

    أما بعد فمن المقاصد العظمى التي جاء الإسلام بها: تحقيق التآلف والتآخي بين عباد الله المؤمنين؛ ولهذا نوعت الشريعة طلب ذلك على أوجه كثيرة، وأساليب مختلفة؛ لتكون هذه الأمة أمة متراحمة، متعاونة على البر والتقوى، عزيزة الجانب، مهابة من العدو.
    وفي هذا الشأن أنبه على طرف مما يجلب المودة بين المسلمين، في علاقاتهم الاجتماعية، وممارساتهم اليومية، والتي قد يغفل عنها كثير، وهي من الأهمية بمكان؛ ولهذا كانت مطلوبة في الكتاب والسنة وجوبا أو استحبابا، وإن تقاصر علم بعض الناس عن دركها.
    فمن ذلك إلقاء السلام وإفشاؤه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم) رواه مسلم.
    ومن ذلك الهدية التي تسل السخيمة، ولاسيما للجار، ففي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر رضي الله عنه ( يا أباذر إذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك ) رواه مسلم. قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله ( التمهيد (21 / 18): (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل الهدية وندب أمته إليها وفيه الأسوة الحسنة، ومن فضل الهدية ـ مع اتباع السنة ـ أنها تورث المودة وتذهب العداوة).
    ومنه النصيحة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة) رواه مسلم.



    ومنه الرفق واللين والرحمة والشفقة والعفو والتواضع وخفض الجناح، لاسيما مع الوالدين والأقربين والجيران والضعفاء والمساكين واليتامى والنساء، قال تعالى: (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين)، وقال تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين).
    ومنه نصرة المؤمن ظالما أو مظلوما، على المعنى الذي جاءت به الشريعة، لا المعنى
    الذي كانت عليه الجاهلية، روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) فقال
    رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوما، أرأيت إن كان ظالما كيف أنصره ؟ قال: (تحجزه - أو تمنعه - من الظلم فإن ذلك نصره).


    ومنه ستر عورته، وعدم كشفها، وإشاعتها، وفي صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة).
    ومنه الشفاعة الحسنة له، قال تعالى: (من يشفع شفاعة حسنة يكن لها نصيب منها) وفي الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: (اشفعوا تؤجروا ويقضي الله على لسان نبيه ما أحب أو ما شاء).
    ومنه الإصلاح بين الناس، وأوله الإصلاح بين ذوي القربى وبين الزوجين، قال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم) وقال: (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم).
    ومنه الكلمة الطيبة، وطلاقة الوجه، والتبسم عند اللقاء على جهة التودد والانبساط لا الاحتقار، وإنزال الناس منازلهم منازلهم، وحسن الخلق معهم، ففي الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: (والكلمة الطيبة صدقة)، وفي صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق)، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: (البر حسن الخلق).



    ومنه إعانته، وإجابة دعوته، ولاسيما إلى وليمة العرس، وعيادته عند المرض، ومواساته عند المصيبة، والدعاء له، وتشميته إذا عطس، ومسامحته في البيع والشراء، وإنظًاره بالدين، والصدق معه في المعاملة، والوفاء بالعقد، وكف الأذى عنه على أي وجه كان الأذى قولاً أو فعلاً.
    ومنه زيارة المسلم أخاه المسلم لله، لا لحض من حضوض الدنيا، ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى، فأرصد الله تعالى على مدرجته ملكا، فلما أتى عليه، قال: أين تريد ؟ قال: أريد أخا لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها عليه ؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله تعالى، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه).
    ومنه إخبار الإنسان من يحبه في الله بذلك، كما في الحديث الذي رواه أبو داود وصححه ابن حبان والنووي أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فمر رجل به، فقال: يا رسول الله، أني لأحب هذا، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( أأعلمته ؟ ) قال: لا. قال: ( أعلمه ) فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الذي أحببتني له.



    ومنه إجراء أحكام المسلمين على الظاهر وترك سرائرهم إلى الله تعالى، روى البخاري أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (إن ناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن الوحي قد انقطع، وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم، فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه، وليس لنا من سريرته شيء، الله يحاسبه في سريرته، ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال: إن سريرته حسنة).



    ومن الأمور التي فعلها يجلب المودة، وتركها يورث الاختلاف والتفرق، وكثير منَّا عنها غافل، مع ارتباطها بركن من أركان الإسلام، لا ينفك يوم من أيام المسلم عنها، تسوية الصف في الصلاة؛ ولهذا عني رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك، ففي صحيح مسلم عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: (استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم)، وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لتسون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم) متفق عليه، وفي رواية لمسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسوي صفوفنا، حتى كأنما يسوي بها القداح، حتى رأى أنا قد عقلنا عنه، ثم خرج يوما فقام حتى كاد يكبر، فرأى رجلا باديا صدره من الصف، فقال: ( عباد الله، لتسوون صفوفكم، أو ليخالفن الله بين وجوهكم ).



    أسأل الله أن يجمع قلوبنا على الحق والهدى، ويأخذ بنواصينا للبر والتقوى.
    سبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
    حسابي على تويتر https://twitter.com/mourad_22_

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    21

    افتراضي

    الله يعطيك العافيه

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •