( معاشر القُراء رفقاً بإخلاصكم )
الحمد لله وبعد ،،
ثمة هَمّ يُشغل الصالحين من مبدأ استقامتهم مرورا بتطور حياتهم في الطاعه حتى مباغتة الأجل ..
همٌّ يتجدد مع كل عمل ( إنه الإخلاص ) ، وبأدنى تأمل لحياة الأولياء من سلفنا الصالح تجد هذا الهمّ ظاهراً في كثيرٍ
مما يُنقل عنهم ..
تأمل قول أميرٍ من أُمراء المؤمنين في الحديث سفيان الثوري عليه رحمة الله :
( ماعالجتُ شيئاً أشدّ عليّ من نيتي إنها تتقلبُ عليّ )
هذه شكوى المُخبتين من تقلب نياتهم ..
إنّ العبد لو صلى ركعتي السُنّة في المسجد مثلا ، وأحسّ أن عيناً ترمقه وتلحظُ خشوعه ، ليشعر حينها بنداء الرياء يهمس في قلبه ، ولولا لُطف الله بعبده لأجاب الداعي .. ولكن فضل الله لبعض عباده أن يصطفيهم ويُجردهم له
هذه حالُ من رمقه شخص ..
لكن العجب من عبدٍ نصب كاميرته أمامه وهو يصلي إماماً في التراويح مثلا ..
هذه التي عجزتُ عن فهمها ، وموضة انتشارها يزيدها إشكالاً ..
هل وصل الأحبة القراء إلى درجة
في التجرد بحيث استطاعوا أن
يضبطوا سير القلب لربهم ..
لاأدري ..
تأمل يامحب :
( قال أبوسعيد الخدري رضي الله عنه :
خرجَ علَينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ ونحنُ نتذاكرُ المسيحَ الدَّجَّالَ فقالَ : ألا أخبرُكُم بما هوَ أخوفُ علَيكم عندي منَ المسيحِ الدَّجَّالِ فقُلنا بلَى يا رسولَ اللَّهِ ، فقالَ : الشِّركُ الخفيُّ يقوم الرَّجل فيصلِّي فيُزيّن صلاتَهُ لما يرَى من نظرِ رجلٍ )
رواه الإمام أحمد وفي إسناده مقال ..
تأمل ( أخوف عليكم من الدجال ، ياللهول )
ذكر المحدث أبو أحمد الغطريفي في جزئه ثنا أبو سعيد بكر بن أحمد بن سعدويه العبدي بالبصرة قال :
قال سهل بن عبد الله : "الدنيا جهل وموات إلا العلم ، والعلم كله حجة إلا العمل به ، والعمل كله هباء إلا المخلِص ، والمخلِص على خطر عظيم حتى يختم به".
معاشر القراء أُحبكم جميعا
وأهمس لكم : ( رفقاً بإخلاصكم )