صفات الذات ليست ذات !!!
و هذا الفهم هو ما أنكره المعتزله ، فأودى بهم لتعطيل سائر الصفات !!!
مثال : و لله المثل الأعلى
عمر قوى ، و طويل و سمين و أشقر
الذات هى (عمر) ، و لا يمكنك ان تسمى القوة و الطول و السمنة و الشقرة
ذواتا ، مع عمر !!!
فإن إعتبرتها ذواتا ، جعلت لعمر فى (نفسه) شركاء !
القوة و الشقرة ، صفات قائمة بـ (عمر) فإن مات عمر ، فلا وجود للقوة و لا للشقرة بغيره !
لكن ما ينتويه عمر و يخطط له من أعمال مستقبلية
ليست صفة لعمر ، و لا تظهر عليه كالشقرة
فعمر ينوى (لو عاش) ان يبنى مشفى و يجهزها لعلاج الفقراء
فلو بنى عمر البناء ، و مات قبل تجهيزه ، فقد يتخذه الورثة فندقا
و لو بنى عمر المبنى و جهزه كمشفى ثم مات
فقد يتخذه الورثة مشفى استثمارى
تلك الأفكار التى فى رأس عمر ، هى فى الوقت الحالى (محض عدم) لنها ستتحقق مستقبلا !
و عمر لا يعلم ما إن كان الله تعالى ييسر له بناء المشفى أم يمنعه !
تلك بالضبط هى طريقة تفكير ابن تيمية -رحمه الله- فى مسألة تسلسل الحوادث !
فصفات الله تعالى (أزلية) قائمة بذات الله ، ليس لها ذوات مستقله
أما ما يريد أو ما فى علم الله تعالى أنه يوجده أو يخلقه
فتلك لها (ذوات موجودة فعلا) فى علم الله تعالى !!!
و كما لم يجز إعتبار (صفاته) ذواتا شركاء له تعالى
لم يجز إعتبار تلك (الذوات القديمة) شركاء له لأنها (غير كائنة بعد) !!!