التائية النّبوية في مدح النّبي لعبد الرّحمان الأخضري
سرى طيفُ من أهوى فأرّق مُهجتي و ***** ما كدت أنجو من ضنائي و عبرتي
أيا لائمي في الحُبِّ إنَّك جاهل ***** كأنّك لا تدري بشأن المحبة
فهذا رحيق لو ظفرت بشُرْبه ***** تجرّعت كأسا من كؤوس محبي
أنوحُ كما ناح الحمامُ بوكْره ***** و ما حنّت الثَّكلى بوجد و لوعة
و ما ناح اسرائيلُ عنْ فقْدِ نجلِه ***** و ما حنَّ للمُختارِ جذْعٌ لنخلةِ
أيسلو فؤادُ الصَّب عنْ هذيانه ***** لعمرُك لا يسلو أسيرُ الصَّبابة
أهيمُ بشوقٍٍ للحبيب محمّد ***** لعلّ إله العرْش يكشفُ غُمّتي
نبيٌّ كريمٌ جاء بالنّور و الهُدى ***** هدانا به المولى الى خير ملَّة
سلامٌ على بَدْرٍ شُغِفتُ بحُبِّه ***** سلامٌ عليه كلَّ يومٍ و ليلةِ
فبالله يا حادِيَ الرِّكاب مزمزما ***** يحثُّ المطايا نحو أشرف بلدة
فبلِّغ سلامي للحبيب و آله ***** همُ السّادة القُطَّان في أرضِ طيْبَة
أيا معشر العُشّاق هل من مُسافر ***** إلى الرَّوضة العُليا يُبلِّغ تحيَّتي
أيا مَعْشرَ العُشّاق منْ لي بسيِّد ***** حبيبٍ متى ألقاه تذهبُ حيْرَتي
فهذا نبيٌّ ليس في الخَلْق مثْلُه ***** و هذا رسولُ الله خيْرُ البريَّةِ
غدَا قابَ قوسين إستبان الى العُلى ***** فمرتبةُ المُختار أشرفُ رُتبَةِ
تجلّى له الجبَّارُ فوقَ سمائه ***** رأى ربَّه حقًّا بعَيْنِ البصيرة
فناجى إله العَرْشِ في أُفُق الرِّضا ***** كساهُ من الأنوار أعظم حُلَّة
ولمّارأيتُ البدر في الأفُقِ طالعًا ***** و أنواره تبدو على كلِّ وجهة
دعاني داعي الشَّوق من أرض يثربا ***** فلبَّاه قلبي مَرَّة بعد مَرَّة
فأصبحتُ مثْل العاشقين متيمّا ***** و طار فؤادي نحو سور المدينة
و خلَّفْتُ جِسْمي بالذُّنوب مُقيَّدا ***** و جاوزتُ أقطار المدينة بنُهْيَتي
و كم سارَتِ الرُّكبانُ تسعى بشوْقها ***** وأدْمُعُها تجري على كلِّ وجنة
و أشرافُها تبدو على كلِّ ضامر ***** هنيئًا لمَنْ أمسي نزيلاً بطيْبَة
هنيئًا لمَنْ أمسي بدار محمّد ***** لقد نال بالمُختارِ أعظم رِفْعة
فصلَّى عليه اللهُ خيْر صَلاته ***** و حيَّاه مولانا بخيْر تحيَّة
أيا خيْر خلْقِ الله يا سيِّد الورى ***** و يا خيْر مبعوثٍ إلى خيْرِ أُمَّة
و خُذْ بيدي يوم القيامة مُنقِذا ***** و كُنْ لي شفيعا يوم تذهب حيلتي
فإنّك عند الله أعظم شافع ***** و إنَّك عنْد الله خير ذخيرة
و يا قمرًا بالله إنْ كُنت طالعًا ***** على طيْبة الزّهراء دارَ الأحبَّة
فسلِّمْ على بَدْر تجلَّى بِأرضِها ***** و بلِّغْ له حُزْني و شَوْقي و لوْعتي