قال عماد المصري:
76ــ إبراهيم بن يحيى:
قال رحمه الله في «الصحيحة» 4/ رقم الحديث 1880 «أيّ الأجلين قضى موسى»: إبراهيم بن يحيى لا يُعرف.
قلت : روى عن الحكم بن أبان وعلي بن صالح وعنه سفيان، وقال ابن حبان 8/62: يروي عن الحكم بن أبان وكان رجلاً صالحاً روى عن سفيان بن عيينة، وفي «اللسان» 1/380 بعد أن ذكر الرواة عنه: قال الأزدي: لا يتابع في حديثه.
وفي «المعرفة والتاريخ» 2/690 تحقيق الدكتور أكرم ضياء العمري: رواية عبد الله بن جعفر بن درستويه النحوي قال سفيان: حدّثني إبراهيم بن يحيى بن أبي يعقوب، قال سفيان: وكان من أسناني وكان رجلاً صالحاً، عن الحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس ... الحديث. وقال الطبراني: شيخ قديم روى عن سفيان بن عيينة وصحَّح له الحاكم.
قلت [ عادل القطاوي ]:
لا يزال في عداد المجهولين حالا. والشيخ اعتمد قول الذهبي في تلخيص المستدرك: " قلت: إبراهيم لا يعرف ".
وهو لا يعرف فيه توثيق، ومن وصفه بالصلاح فإنما هو وصف للدين والتقوى ولا يعني شيئا في الحفظ والضبط.
قال عماد المصري:
77ــ الحارث بن عبيد الله الأنصاري:
قال رحمه الله في «ضعيف الأدب» 56: الحارث بن عبيد الله الأنصاري مجهول.
قلت : له ترجمة في «تهذيب الكمال» 1013، وروى عن واثلة بن الأسقع أنّه رآه مخضوب اللحية بالحناء، وعن أم الدرداء (بخ) ــ يعني البخاري في الأدب المفرد ــ أنّه رآها على رحالة أعواد ليس عليها غشاء عائدة لرجل من أهل المسجد من الأنصار، وروى عنه صدقة بن عبد الله السمين والوليد بن مسلم، قال الدولابي عن معاوية بن صالح في تسمية تابعي أهل الشام: الحارث بن عبيد الله الأزدي، وقال أبو زرعة الدمشقي في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة وغيره: الحارث بن عبيد الله الأنصاري.
وقال ابن حجر في «التقريب»: مقبول من الخامسة. ووثقه ابن حبان 6/171.
قلت [ عادل القطاوي ]:
إنما قال رحمه الله في «ضعيف الأدب» رقم79 من ط دار الصديق: الحارث هذا : " مجهول الحال ".
وهذه الطبعة صدرت عام 200م وقد راجعها الشيخ قبل وفاته بشهرين وفيها زيادات وفوائد جمة بالإضافة إلى نقل صحيح إلى ضعيف والعكس.
وهذا الراوي مقبول كما قال الحافظ.
قال عماد المصري:
78ــ حبان بن أبي جبلة القرشي:
قال الشيخ رحمه الله في «الضعيفة» 1/360 حديث 359: كذا البيهقي مرسل وحبان بن أبي جبلة القرشي من التابعين. قلت (ناصر): وهو ثقة لكن الراوي عنه لم أعرفه.
كذا قال رحمه الله وبقيت فترة طويلة على هذه الترجمة، على أنني واصلت البحث في كتب الشيخ لعلي أجد شيئاً زيادة على هذا أو كلاماً آخر، ولـما أردت ختم الترجمة رأيت «المعجم» الذي طبعه مجموعة من الشباب في أسماء الرواة الذين ترجم لهم العلامة الألباني جرحاً وتعديلاً، وقد وضعوا فيه سطراً أتعبني جداً، وهذا السطر قالوا فيه: ضعيف الجامع 200 حيان تابعي مجهول. فقد رجعت إلى نسخ «ضعيف الجامع» كلها فلم أجده، ولـما رجعت للحديث المذكور في «ضعيف الجامع» 3/4/146 المكتب الإسلامي حديث رقم 4215 رمز له الشيخ هق يعني البيهقي وقال: ضعيف عن حيان الجمحي.
قلت : ولعله (حيان) رجل آخر يختلف عن (حبان)، والله أعلم.
قلت [ عادل القطاوي ]:
أولا: الكلام الذي نقلوه في صحيح الجامع كما أشار الأساتذة في المعجم في هامش رقم2 ص 200 من طبع المكتب الاسلامي الطبعة المزيدة والمنقحة بإشراف الشيخ زهير الشاويش رحمه الله.
والتعليق المشار إليه تحت حديث ( إن أسرع صدقة تصعد إلى السماء ) رقمه في ضعيف الجامع (1386) وهو في الضعيفة برقم (6672).
والكلام فيه على حبان .. وحيان خطأ من المعلق سواء الشاويش أو غيره، لأنه جاء على الصواب في الضعيفة في أربعة مواطن. وهو الراوي الذي يروي عنه الإفريقي وعبد الرحمن بن يحيى.
فلا أدري ما هذا التهويل واصطناع الأوهام والأخطاء؟
ثانيا: حبان بن أبي جبلة وثقه ابن حبان وأبو العرب كما قال الحافظ، وذكره ابن يونس في المصريين، وقال مغلطاي وثقه ابن خلفون.
ولذلك وثقه الشيخ في الضعيفة تحت الأحاديث (359-2221-6672-6971)
وقولك: [ ولعله (حيان) رجل آخر يختلف عن (حبان) والله أعلم ]
خطأ ظاهر .. فليس في الرواة من اسمه حيان بن أبي جبلة ..
ولما ذكره ابن حبان في جملة الثقات (2384) قال: ( ومن قال حيان بن أبي جبلة فقد وهم ) يشير إلى ما ذكره ابن أبي حاتم لأنه أعاد ذكره في حيان في الجرح والتعديل برقم 1104 وعقب عليه المعلمي في الهامش وصوب أنه حبان، وقد ترجم له ابن أبي حاتم بعد ذلك برقم 1201 وذكر شيوخه ومن روى عنه وهو الصواب.
ولما عد عبدان: حيان بن أبي جبلة في جملة الصحابة، رد عليه ابن الأثير وابن حجر وأن حبان تابعي لا صحابي.
نعم يوجد من اسمه حيان بن جبلة أبو جبلة، ولكنه آخر في الشيوخ والطبقة والرواة عنه. وقد ترجم له ابن أبي حاتم وابن حبان وغيرهم.
وأما ما كتب في ضعيف الجامع رقم (4210) تحت حديث " كل أحد أحق بماله .. " وقوله:
[ هق – حبان الجمحي – الضعيفة 359 ] فلعلها كانت أولا حيان وصححت في الطبعة المنقحة، على أنه لم يصححها في المكان الأول ص 200 .
وكذلك الجمحي خطأ وأظنها تصحفت من القرشي، إذ إنه كان مولى لبني عبد الدار وقيل مولى لبني حسنة.
وأما عن وروده في السنن الكبرى للبيهقي فقد جاء مرة واحدة فقط بلفظ حيان في كتاب النفقات – باب نفقة الأبوين- حديث رقم (16170) بسنده إلى عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَحْيَى عَنْ حَيَّانَ بْنِ أَبِى جَبَلَةَ به.
وأما باقي المواقع فقد وردت حِبَّانَ بْنِ أَبِى جَبَلَةَ على الصواب في الأحاديث: 1817- 22140.
ولا شك أن حيان خطأ ..
وقد وقعت مصحفة كذلك في سير النبلاء والطبقات الكبرى في روايته عن عمرو بن العاص.
وأما الراوي عن حبان الذي لم يعرفه الشيخ – وهو على شرطك في تتبعك لمثل ذلك – فلا أدري لم أهملته؟
وهو عبد الرحمن بن يحيى، وبعد أن قال الشيخ في الضعيفة (1/534): ( والراوي عنه لم أعرفه ) قال بعدها مباشرة في الضعيفة ط المعارف: ثم عرفته من " تاريخ البخاري " وغيره وذكر أن بعضهم قلب اسمه فقال: يحيى بن عبد الرحمن وهكذا أورده ابن حبان في ثقاته (7/609) وهو عندي صدوق كما حققته في " التيسير " وظن العلامة أبو الطيب في تعليقه على الدارقطني أنه عبد الرحمن بن يحيى الصدفي أخو معاوية بن يحيى، لينه أحمد، وهو وهم، فإن هذا دمشقي كما في تاريخ ابن عساكر (10/242) ويروي عن هشيم، وذاك مصري عنه هشيم كما ترى فالعلة الإرسال.
وقال في الضعيفة أيضا (14/409): (عبد الرحمن بن يحيى) ... ويقال فيه: (يحيى ابن عبد الرحمن) ، ذكره البخاري في التاريخ (4/2/290) على الوجهين، وذكره ابن أبي حاتم (2/2/302) على الوجه الأول، ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً. وأما ابن حبان فذكره في الثقات (7/609) على الوجه الآخر المقلوب (يحيى بن عبد الرحمن) وكلهم كنوه بـ (أبي شيبة) ثم رأيت أنه وثقه غيره أيضاً؛ فهو صدوق - كما ذكرت في " تيسير الانتفاع " -. اهـ
فهلا قرأت وبحثت قبل أن تعترض أيها المعترض، وتختلق الأخطاء والأوهام؟
قال عماد المصري:
79ــ بشر بن إسماعيل وصفوان بن عمر السكسكي:
قال الشيخ عفا الله عنه في «تمام المنة» 355 تحت بحث (استحباب التهنئة بالعيد) قال: رواه المحاملي في كتاب «صلاة العيدين» 2/129/2 بإسناد رجاله كلهم ثقات رجال التهذيب غير شيخه المهنى بن يحيى وهو ثقة نبيل كما قال الدارقطني، وهو مترجم في «تاريخ بغداد» 13/266ـ268 فالإسناد صحيح، لكن خالفه حاجب بن الوليد في إسناده فلم يرفعه إلى أصحاب النبي ^ فقال: حدّثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي عن صفوان بن عمرو السكسكي قال: سمعت عبد الله بن بسر وعبد الرحمن بن عائذ وجبير بن نفير وخالد بن معدان يقال لهم في أيام الأعياد: تقبَّل الله منكم، ويقولون ذلك لغيرهم. أخرجه أبو القاسم الأصبهاني في كتابه «الترغيب والترهيب» ق1 24ـ42/1 فإن صح السند إلى الحاجب فإن الطريق إليه يحتاج إلى الكشف عن حاله.
قلت : بشر بن إسماعيل روى له الجماعة وهو صدوق عالم مشهور من أهل حلب تكلم فيه بلا حجة، وقد خرَّج له البخاري مقروناً بغيره، وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً، مات سنة مئتين. انظر «الميزان» 3/433 ترجمة رقم 7051.
وفي «التاريخ الكبير» 4/2935 قال البخاري: قال علي: كان يحيى القطان عنده صفوان أرفع من عبد الرحمن بن يزيد. وقال العجلي في «ثقاته»: شامي ثقة (ثقات العجلي 599) وقال يعقوب بن سفيان: سألت أبا سعيد عبدالرحمن بن إبراهيم قلت له: صفوان؟ قال: هو ثقة (المعرفة والتاريخ 2/386)، وقال الدارقطني: يعتبر به (سؤالات البرقاني 232)، وقال عبدالرحمن بن إبراهيم وقد سأله أبو حاتم: من الثبت بحمص؟ قال: صفوان. والله أعلم
قلت [ عادل القطاوي ]:
أولا هذا ليس من الأخطاء وليس من الأوهام التي ألزمت نفسك بتتبعها على الشيخ ..
وغايته أن الشيخ لم ينشط وقتها للتثبت من حال رواته، وصرح بذلك فلا عتب عليه لكثرة مشاريعه العلمية التي لو اجتمعت لجنة من عشر علماء في التخصص لما خرجت ما خرجه الشيخ مع ما كان يلقيه من دروس وشروح ومحاضرات وسفر وتدريس في الجامعة برهة من الدهر.
وثانيا: هذا الإسناد جاء في الترغيب والترهيب لقوام السنة (1/251) رقم(381) وهو كما نقله الشيخ:
" .. ثنا مبشر بن إسماعيل الحلبي، عن صفوان بن عمرو السكسكي ..."
فالشيخ نقل لك الإسناد فقلت أنت " بشر بن اسماعيل " ولو فتش أحد وراءك لوجد مجهولا بهذا الاسم فيقع في الخطأ.
ثالثا: الشيخ أشار الى توثيق مبشر هذا قبل ذلك.. وذكر توثيقه في الصحيحة والإرواء وغيرهما، وكذلك وثق صفوان بن عمرو في غير ما مكان من الصحيحة وغيرها.
فمراده التحقيق في المخالفة وليس مجرد التحقق من توثيق رواته.. والمخالفة في رواية تلك التهنئة عن الصحابة فخالف مبشر وشيخه فرووها في تهنئة التابعين، وكان الأولى بك تحقيق ذلك وليس مجرد نقل ترجمتيهما. فقد يكونوا من الثقات ولكنهم خالفوا من هم أقوى منهما.
يدلك على هذا دقة الشيخ بقوله " فإن صح السند إلى الحاجب فإن الطريق إليه يحتاج إلى الكشف عن حاله ".
الكشف عن حال ذلك الطريق وليس مجرد ترجمة رواته.
وعموما فقد صحح الشيخ ثبوت تلك التهنئة عن الصحابة وإحتمال صحتها عن التابعين أيضا.
رابعا: جزيت خيرا على هاتين الترجمتين..
وهذا الأثر حققه الشيخ في الضعيفة (12/387) آخر الحديث رقم 5666 فقال بعد أن ضعف المرفوع: " لكن قد ثبت ذلك من طريق أخرى قوية: أن الصحابة كانوا إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: " تقبل الله منا ومنك ". أخرجه المحاملى وغيره, وقد سقت إسناده وبينت صلاحه في آخر الجزء الثاني من تمام المنة في التعليق على فقه السنة، التحقيق الثاني. اهـ
قال عماد المصري:
80ــ إسماعيل بن الحسن:
قال الشيخ رحمه الله في «الضعيفة» 4/93 حديث 1590 ــ «الأمانة تجر الرزق»: رواه القضاعي في «مسند الشهاب» 7/2 ــ قلت : من النسخة المطبوعة 1/72 بتحقيق الأخ حمدي السلفي ــ عن إسمـاعيل بن الحسن البخاري الزاهد قال: نا أبو حاتم محمد بن عمر قال: نا أبو ذر أحمد بن عبيد الله ابن مالك الترمذي قال: نا اسحق بن إبراهيم الشامي، نا علي بن حرب قال: نا موسى بن داود الشامي، نا ابن لهيعة، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن علي عليه السلام مرفوعاً. قلت (ناصر): وهذا سند ضعيف ابن لهيعة ضعيف ومن دون إسحاق بن إبراهيم الشامي لم أجد لهم ترجمة.
قلت : وإسماعيل بن الحسن ــ كما في «مسند القضاعي»، وفي «تاريخ بغداد»: الحسين ــ بن علي بن هارون أبو محمد الفقيه الزاهد البخاري، روى عن محمد بن أحمد بن خنب البخاري وبكر بن محمد بن حمدان المروزي ومحمد بن عبد الله بن يزداذ الرازي وخلف بن محمد الخيام وعلي بن محتاج بن حمويه الكشاني ومحمد بن نصر الشرغي وسهل بن عثمان بن سعيد وأحمد بن سعد بن نصر البخاريين، حدّثني عنه عبد العزيز بن علي الأزجي وذكر أنّه سمع من بعد عوده من الحج في سنة سبع وثمانين وثلاث مئة، وحدّثني عنه القاضي أبو جعفر محمد بن أحمد السمناني وقال: قدم علينا بغداد حاجاً سنة ثمان وتسعين وثلاث مئة. انظر «تاريخ بغداد» 6/307.
قلت [ عادل القطاوي ]:
الشيخ لم يجد ترجمة أربعة رواة [ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْمُنْتَصِرِ الْأَشْتِيخَنِي ُّ شيخ القضاعي- وشيخه إسماعيل بن الحسن البخاري الزاهد – وشيخه أبو حاتم محمد بن عمر – وشيخه أبو ذر أحمد بن عبيد الله بن مالك الترمذي ] كما ورد في سند مسند الشهاب.
فنقلت أنت ترجمة الأول دون أن تفيد شيئا في التوثيق، وأهملت باقي الرواة.
فهلا قلت لم أجد ترجمة الباقين كما قال الشيخ ؟
على أن التصحيف من الحسن للحسين هو ما جعل الشيخ يذهل عن ترجمته.
ثم لم يثبت حسبما نقلت عن تاريخ بغداد إلا رواية الأزجي والسمناني عنه .. فإن لم يكن مجهولا فهو مستور.
قال عماد المصري:
81ــ عبيد بن جبر الغفاري:
قال رحمه الله في «تمام المنة» ص400 وذكر حديث أبي بصرة الغفاري في ركوبه السفينة من الفسطاط: رواه أحمد وأبو داود ورجاله ثقات. قلت (ناصر): كذا قال المؤلف تبعاً للشوكاني وفيه نظر من وجهين: الأول: أن عبيد بن جبير مجهول، وقيل في اسم أبيه: حنين، فإذا كان ابنه فهو ثقة، والآخر الراوي عنه كليب بن ذهل قال ابن خزيمة: لا أعرفه بعدالة، وأفاد الحافظ في «التقريب» أنّه لين الحديث.
قلت : وهو خطأ من وجهين:
الأول: تحرّف على الشيخ اسم الراوي فجهلّه، واسمه كما في «تهذيب الكمال» برقم 4297: عبيد بن جبر الغفاري، روى عنه كليب بن ذهل الحضرمي (عند أبي داود) وساق له المزي حديث أبي بصرة الذي ساقه الشيخان الفاضلان ناصر وسيد رحمهما الله، وتحرّف أيضاً على أصحاب «المعجم» إلى عبيد بن جبير كما في «تمام المنة» 400، والصواب ما قدمته.
الثاني: أنّه ليس مجهولاُ فقد قال العجلي في «ثقاته» 36: مصري تابعي ثقة، وذكره الفسوي في «الثقات» وقال ابن خزيمة: لا أعرفه كما في «ثقات الفسوي» 2/61.
وأما كليب الذي أشار إليه الشيخ فهو كليب بن ذهل مصري مقبول من السادسة كما عند ابن حجر في «التقريب» (5659)، وفي «الكاشف» للذهبي: عن عبيد بن جبير(1) وعنه يزيد بن حبيب وُثق. والقول في منصور الكلبي كالقول في سابقيه، والله أعلم.
([1]) وهذا خطأ كما بينّته، ووقع هذا الخطأ في نسخة الأستاذ حسّان عبد المنّان من «التقريب» التي أضاف إليها استدراكات الذهبي، ولو راجع «تهذيب الكمال» لـما وقع بهذا التحريف غير المقصود.
قلت [ عادل القطاوي ]:
هلا جمعت كل كلام الشيخ من جميع كتبه ثم تقرر بعد ما تريد؟
فاذا كنت خبيرا بكتب الشيخ كما ادعيت، فهاهي تخريجات وتحقيقات الشيخ لهذا الحديث ولبعض رواته، كي لا تستدرك إلا بعد جمع كلامه وتوحيد حكمه في الراوي.
قال في الإرواء (4/63) حديث (928): ( أبى بصرة الغفارى: " أنه ركب سفينة من الفسطاط فى شهر رمضان فدفع، ثم قرب غداءه, فلم يجاوز البيوت حتى دعا بالسفرة, ثم قال: اقترب, قيل: ألست ترى البيوت؟ قال: أترغب عن سنة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فأكل ". رواه أبو داود (ص222).
صحيح، رواه أبو داود (2412) وعنه البيهقى (4/246)، وأحمد (6/398) عن يزيد بن أبى حبيب أن كليب بن ذهل الحضرمى أخبره عن عبيد بن جبر ( وفى المسند: ابن حنين, وهو تحريف ) قال: " كنت مع أبى بصرة الغفارى صاحب النبى صلى الله عليه وسلم فى سفينة ... ". هذا هو نص الحديث عند أبى داود, وزاد أحمد: " هو يريد الإسكندرية ".
قلت: وهذا سند رجاله كلهم ثقات غير كليب بن ذهل قال الحافظ: " مقبول ".
لكن للحديث شاهد من حديث دجنة بن خليفة, فهو يتقوى به, وآخر من حديث أنس بإسناد صحيح.. الخ
وحقق الحديث في صحيح أبي داود-الأم (7/173) وقال: (قلت: حديث صحيح، وفي الباب عن أنس، وصححه ابن العربي).
إسناده: حدثنا عبيد الله بن عمر: حدثني عبد الله بن يزيد. (ح) وثنا جعفر ابن مسافر: ثنا عبد الله بن يحيى- المعنى- قال: حدثني سعيد بن أبي أيوب - وزاد جعفر: والليث-: حدثني يزيد بن أبي حبيب، أن كليب بن ذُهْل الحضرمي أخبره عن عبيد- قال جعفر: ابن جبر- قال ...
قلت: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات؛ غير كليب بن ذهل الحضرمي وشيخه عبيد بن جبر؛ فإنهما مجهولان، قال الذهبي: "عبيد بن جبر، تفرد عنه كليب بن ذهل ".
و" كليب بن ذهل ... وعنه يزيد بن أبي حبيب فقط ". وذكره ابن حبان في "الثقات "!
والأول خير من كليب؛ فقد ذكره يعقوب بن سفيان في "الثقات ". وقال العجلي: " مصري تابعي ثقة "، كما في " ترتيب ثقات العجلي " للهيثمي (33/2).
وتساهل الشوكاني حين قال في "نيل الأوطار" (4/194) : " والحديث سكت عنه أبو داود والمنذري والحافظ في "التلخيص ". ورجال إسناده ثقات "! وأقره في "عون المعبود" (3/293) !
ولا يخفى ما في هذا التوثيق، بعد أن علمت ما في بعضهم من توثيق ضعيف؛ وبخاصة كلَيْبَ بْنَ ذُهلِ.
نعم؛ الحديث صحيح لغيره؛ فإن له شاهداً من حديث أنس بسند صحيح، وآخر من حديث دِحْيَةَ الكَلْبِيِّ-، في الكتاب الآخر (416) وقد خرجت هذه الأحاديث الثلاثة، وتكلمت عليها من الناحية الحديثية والفقهية في رسالة خاصة بعنوان: "تصحيح حديث إفطار الصائم قبل سفره بعد الفجر، والرد على من ضعفه "، وهي مطبوعة؛ فليراجعها من شاء التفصيل.
وقال في رسالة " حديث إفطار الصائم " (ص39):
رجال إسناده عند أبي داود (2413) وأحمد (6/398 ) كلهم ثقات محتج بهم في الصحيحين غير كليب بن ذهل وقد وثقه ابن حبان (2/253) وقال الحافظ في ترجمته من التقريب: (مقبول) وأما عبيد بن جبر فقد مال الحافظ إلى أن له صحبة وذكره يعقوب بن سفيان في (الثقات) وقال العجلي (رقم884): " مصري تابعي ثقة " وذكره ابن حبان أيضا في الثقات (1/140) إلا أنه قال: " هو مولى الحكم بن أبي العاص " فلا أدري هو هذا أوغيره. اهـ
فهذا تحقيق الشيخ ؟؟
وكونك عذرت سميك الشيخ حسان عبد المنان وقلت مطبطبا عليه ( ووقع هذا الخطأ في نسخة الأستاذ حسّان عبد المنّان من «التقريب» التي أضاف إليها استدراكات الذهبي، ولو راجع «تهذيب الكمال» لـما وقع بهذا التحريف غير المقصود ).
فهلا قلت مثل ذلك للشيخ وأنه تحريف غير مقصود ؟ بدلا من أن تقول (تحرّف على الشيخ اسم الراوي فجهلّه)؟